1- النجارة:
كان الشيخ من أسرة فقيرة عفيفة؛ لذلك اضطر للعمل وهو صغير، فأرسله والده للعمل مع خاله إسماعيل الذي كان يعمل نجَّارًا فيما يعرف بالنجارة العربية، وكان العمل في الغالب في ترميم البيوت القديمة التي كان سقفها مصنوعًا من الخشب. واستمر الشيخ في هذا العمل لمدة سنتين من الزمان. أمَّا والده فكان يعمل في دكان له لإصلاح الساعات.
2- إصلاح الساعات:
ذات يوم عاد الشيخ إلى والده مبكرًا فعلم الأب أنَّه لم يعمل في ذلك اليوم؛ فمعلوم أنَّ جو الشام بارد في الشتاء، ومهنة النجارة تتطلب أجواءً مناسبة، وحينها اقترح والد الشيخ عليه أن يترك هذه المهنة؛ لصعوبتها، ولعدم وجود مردود مادي كبير لها. وأشار عليه بالعمل عنده في إصلاح الساعات في دكانه الخاص به. فلزم الشيخ والده حتى أتقن هذه المهنة، ثم فتح دكانًا خاصًّا به في حي القصاع قرب جامع الجوزة في شارع فيصل في دمشق. وكانت هذه المهنة من نعم الله عليه كما كان يذكر -رحمه الله-؛ فقد أكسبته دقة وصبرًا انعكسا على شخصيته عمومًا، وعلى علمه خصوصًا.
وقد كان الشيخ -رحمه الله- يعطيها من وقته ثلاث ساعات يوميًّا فقط عدا الثلاثاء والجمعة؛ إذ كان يكتفي بالحصول على القوت الضروري له ولعياله، أمَّا باقي الوقت فيصرفه في البحث والطلب والقراءة في الكتب والمخطوطات في المكتبة الظاهرية التي خصَّصت له غرفة خاصة به؛ تقديرًا له.