كَثُرَ التَشْغِّيبُ في هذا الزَمَانِ البَائِسِ على أَهْلِ الصَلَاحِ والعِلمِ وأضْحَتْ وسَائِلُ( التَراشُقِ التَعَالُميِّ ) بَيْدَرَاً تُطِلُّ مِنَهُ جَمَاعَاتٌ مِنْ الشَراذِمِ النَشَازْ، ممن حَرَفُوا العِلْمَ عَنْ مَسَارِهِ وطَفِقُوا يُنَقِّبُونَ عَنْ هَفَوَاتِ العُلَمَاءِ الأجِلَّاء،ويُحَمِّلُونَ أرَاءَ الشُيُوخِ مَقَاصِدَاً شَتَّى تُوَافِقٌ أفْهَامَهُمُ السَقِيمَة وأهوَائَهُمْ الفَاسِدَة، واهِمِينَ بِأنَّ تِلكَ المُشَاغَبَاتِ سَتُطَفِّفُ مِنْ أقْدَارِ عُلَمَاءِ الحَقِّ عِنْدَ المُسْلِمينْ!، ومَا عَلِمُوا - بَلْ عَلِمُوا !- أنَّ كَثِيرَاً مِمَّنْ سَبَقَهُمْ من المُشَغِّبَةِ كَانُوا أشْجَعَ وأعْلَمْ، لَكِنَّ اللهَ سَقَاهُمُ الفَشَلَ وأطْعَمَهُمُ الخَيْبَةَ وإنَّا لنْرجُوا أن يُتْبِعَ خَلَفَهُمْ بِذَلِكَ ونُحْنُ لنَصْرِهِ لدِيْنِهِ وأتْبَاعِ سُنَّةِ نَبِيّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ المُوْقِنِين، فَالحَقُّ بَاقٍ ومَنْصُورٌ وإِنْ كَثُرَ المُنَاوِىُء وغَابَ النَصِيرْ، ولا أعْلَمُ -ومَا أقَلَّ عِلمِي!- فِي هَذَه الأزَمَانِ المُتَأخِرَةِ عَالِمَاً وإمَامَاً طَالَهُ هَذَا الظُلْمُ والتَحْرِيضُ والاسْتِعَدَاءُ بَعْدَ الإمِامِ المُجَدِّدِ الشَيخِ : مُحَمَّد بنِ عَبْدِالوَهَابِ _أنْزَلَهُ المَولَى فَرَادِيْسَ الجِنَانْ_ كَمَا طَالَ إِمَامَ أهْلِ الحَدِيثِ غَيْرَ مُدَافَعٍ -فِي هَذَا الزَمَانْ!- وحِصْنُ السُنَّةِ غَيْرَ مُنَازَعْ، الشَيخُ مُحَمّدْ نَاصِرِ الدِينِ الألبَانِيِّ تَغَشّاهُ اللهُ بالرحَمَاتْ، فَلْيْعَلَمْ مَنْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَيْطَانُ أعْمَالَهُمْ، أنّهُم مَغْلُوبُونَ مَقْهُورُونَ بِحْولِهِ تَعَالَى، وإِنْ تَمَنَّوا الأمَانِيَّ وظَنَّوا أنَّهُمْ تَقَنَّعُوا بالعِلْمِ! فَمَا مَثَلُهُمْ ومَثَلُ قِنَاعِهِمْ وعِلمِهمُ الواهِنِ إلّا كَمُقَنَّعٍ واسْتُهُ بَادِيَة!.
قُلْتُهُ على رَغِمِ أُنُوفٍ جَدَّعَهَا الضَلالُ وغِيْابُ النَصَفْ، وحَسْبُ الشَيخِ مِنْهُم قَولُ -مَولانَا- رَحِمَهُ الله وكَأَنَّهُ رَامَهْ:
(لا يُيْئِسَنَّكَ أنْ قَضَيْتَ فَإِنَّهُ

- الأبلق النجدي -