قال -تعالى-: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾:
«...وأنتم تعرفون السبب الذي حمل الصحابة يومئذٍ على جمع القرآن، هو مجيء مَن يخبرهم بأنه قد قتل في يوم واحد سبعون قارئًا من قرَّاء الصحابة، فخشوا من أن يستحرَّ القتل ويشتدَّ في القرَّاء فيذهب القرآن الذي كان محفوظًا في صدورهم لذهابهم وموتهم؛ لذلك بادَرَ أصحاب الرسول -عليه السلام- وعلى رأسهم أبو بكر وعمر إلى (جمع القرآن)، وهذا يؤكِّد هذه القاعدة المعروفة عند علماء الأصول : (ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب)؛ فالمحافظة على القرآن أمر واجب، فإذا لم يبادروا إلى جمعه كما فعلوا يكون قد ساعدوا على إضاعة الواجب، فيكونوا مسؤولين، هذا هو الأمر الظاهر .
لكن هناك أمر يظهر لبعض المتأمِّلين في بعض نصوص القرآن الكريم، من ذلك قول ربِّ العالمين في أول سورة البقرة: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ . ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾: فالله -عز وجل- أشارَ في هذه الآية إلى أن القرآن كتاب، وهو حينما كان مُبَعثَرًا في الصُّحف والرقاع والعظام ونحو ذلك لا يُطلَق عليه حين ذاك أنه كتاب؛ فهو أشار إلى أنه ينبغي أن يكون هذا القرآن محفوظًا ومسجَّلًا في كتاب، وهذا ما فعلَه الصحابة الكرام، فلا يصحُّ أن يطلق على جمع القرآن أنه بدعة(!) وأول بدعة ظهرت في الإسلام؛ هذا خطأ فاحش كبير جدًّا!!».
- بوابة تراث الإمام الألباني - «تسجيلات متفرقة» رقم (137) -