هل تنصحون بتعدد الزوجات في هذا العصر .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل تنصحون بتعدد الزوجات في هذا العصر .؟
A-
A=
A+
الشيخ : بسم الله تفضل .

السائل : هل لكم من كلمة أو نصيحة حول موضوع تعدد الزوجات بهذه المناسبة خاصة بهذا الزمان ؟

الحلبي : تتميم للسؤال شيخنا معليش في نفس موضوع تعدد الزوجات حتى يكون الجواب شاملا .

الشيخ : نعم

الحلبي : وما يذكره كثير من الناس الذين يكتبون دفاعًا عن الإسلام في وجه الخصوم وردًا للشبهات وكذا أن الإسلام ما شرع تعدد الزوجات إلا لأسباب فهل حقًا لا يُشرع تعدد الزوجات ، أو شرع تعدد الزوجات ، من أجل هذه الأسباب أم للمسلم فيه الخيار ؟

الشيخ : لا شك أن للمسلم فيه الخيار ، لكن نحن نقول جوابًا عن ذاك السؤال دائمًا وأبدًا نحن لا ننصح زوجًا متزوجًا وعنده زوجته ، وهو مكفي بها أن يضم إليها أخرى ، لا ننصح بهذا ليس معاكسة لا سمح الله لقوله تعالى (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )) وإنما لنظرنا في أوضاع المسلمين اليوم وتربيتهم الاجتماعية التي لا تسر صديقًا بل ربما ولا بغيضًا ، فحينما يتزوج المسلم امرأة ثانية أولًا سيجد معاكسة ممن حوله من الأقربين لديه فضلًا عن الأبعدين ، وهذا طبعًا لا يهتم به المسلم لأنه قد يُعير بتمسكه بدينه ، وقد يقال فيه والله هذا متشدد أعوذ بالله بينما هو يكون متمسكًا وليس متشددًا ، لكنه وصف بالتشدد لإهمال الآخرين لدينهم ، فهذا مشكلة من المشاكل مشاكل أخرى أن المرأة التي قد يأتي بها ويضمها إلى الأولى قد تكون أخلاقها أقل ما يقال فيها لا تتجاوب مع الزوجة الأولى ولا تستطيع أن تحيا حياة طيبة ، مع ضرتها فتبدأ هناك مشاكل ومشاكل الكثيرة ، بسبب كل ذلك يعود إلى سوء التربية من جهة ، وإلى فساد التوجيه العلمي من جهة أخرى ، لأننا نعلم جميعًا فيما نعتقد أن كثيرًا من الإذاعات وبخاصة قبل أن توجد بعض الإذاعات الإسلامية ، التي يتكلم فيها بعض العلماء المتمسكين بالشريعة ، كثير من الإذاعات كانت من قبل تندد بالتزويج الثنائي فما فوقه ، وكما سمعتم من أخينا الأستاذ علي آنفًا يوجهون النصوص الشرعية الصريحة في إباحة التزوج بثانية وثالثة ورابعة ، في حدود إيش الضرورة ، ويفسرون العدل المنفي ، (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا )) بالعدل أيش ؟ المادي ، وهو غير مقصود وإنما المقصود هو العدل القلبي ، الذي أشرنا إلى شيء منه آنفًا ، فهذه الإذاعات بلا شك أوجدت جوا غير إسلامي ، فأصبح جمهور المسلمين ما عندهم استعداد نفسي يتقبلون التعدد مع صريح القرآن بجواز ذلك ، فإذا ما قام إنسان وتزوج ، ثارت عليه مناقشات كثيرة واعتراضات عديدة و و إلى آخره ، لذلك أنا أقول بناءً على هذا وذاك وربما أشياء أخرى ، أقول لا أنصح أحدًا أن يتزوج بثانية إذا كان مكفيًا بالأولى ، أنا أضع هذا القيد ، لأن الحقيقة أن الناس يقعون ما بين إفراط وتفريط في موقفهم بالنسبة لتعديد الزوجات ومنهم المبالغ في الإنكار ، ومنهم المتساهل وقوفًا عند الآية القرآنية ، دون النظر إلى الوضع الاجتماعي الذي يعيشه المسلمون اليوم ، فالحق أن الأمر كما قال تعالى ، ولو بغير هذه المناسبة: (( وكان بين ذلك قوامًا )) فقد يكون هناك رجل هو يشعر لسببٍ أو آخر بأنه بحاجة لزوجة أخرى لكن هذه الحاجة من الذي يقدرها آلآخرون حتى ولو كانوا أقربين أم هو نفسه الذي يقدرها ؟ لا شك أن الأمر يعود إلى هذا الذي يرغب في التثنية ، ولذلك فإنا أقول ، لا هكذا الآن في هذا الزمان بالإباحة المطلقة دون أن يراعي الأجواء التي نحياها ونعيشها والتي لا تساعد على التثنية ولا أن ننكر من تزوج بثانية ، ونحن لا ندري الدافع له على هذا الزواج ، أنا أفترض أحد شيئين أن إنسان تزوج فقط ، فقط ليبين للناس أن هذا أمر جائز ، خلافًا لما يتوهمون وخلافًا لما وجهوا في تلك الإذاعات التي أشرنا إليها آنفًا ، أقول والله هذا نعم القصد ولكن لا أنصح ، لا أنصح بأن يتزوج لما ذكرناه آنفًا ، يعني أخشى ما أخشى أن يكون هذا الإنسان الذي يتزوج لهذا القصد فقط ، لا لشيء آخر يتعلق بشخصه الذي لا يطلع عليه إلا علام الغيوب ، أخشى أن يصدق عليه المثل السائر الذي يقول: ( إن مثله كمثل من يبني قصرًا ويهدم مصرًا ) بسبب أيش ؟ يريد يحقق مبدأ زواج مسنون ، مستحب مرغوب فيه شرعًا ، وأنا من هؤلاء الذين يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: ( تزوجوا الولود الودود ، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) أن الإنسان إذا تزوج بقصد إكثار أمة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا قصد شريف وعظيم جدًا فضلًا عما إذا اقترن به مقاصد أخرى ، هو يعلمها ولا يعرفها غيره أبدًا . لكن أقول ، أنه يجب أن يتبصر في الأمر وأن يفتح عينيه كليهما إنه ما يحقق مُستحب ، ويترتب من ورائه إخلال بفرض ؛ لأن من القواعد الإسلامية أن المسلم إذا وقع بين شرين أن يختار أهونهما ، لكن ليس من القواعد الإسلامية أن يوقع نفسه في شر ، من أجل أن يحقق أن يتمسك بأمر مستحب هكذا ، فإذًا يجب أن يقرر هذه الحقيقة الزواج الثاني والثالث والرابع أمر مشروع بنص القرآن والسنة وعلى ذلك جرى عمل السلف الصالح فكثير منهم كان عنده أكثر من زوجة واحدة ، ولكن الزمن يختلف كما أشرنا آنفًا فمثل هذا الحكم والشيء بالشيء يذكر ، بجامع الاشتراك في العلة ، وهو فساد المجتمع بالأمس القريب كان عندنا زوار سهروا معنا ، جاء السؤال التالي هل يجوز للمسلم أن يتزوج بنصرانية أو يهودية ؟ كان الجواب الأصل أنه يجوز لكن في هذا الجو من الزمان أنا أقول لا أرى ذلك ؛ لأن هذا الزواج سيترتب من ورائه مفاسد بسبب اختلاف الجو الإسلامي عن جو الإسلام الأول وبسبب .

مواضيع متعلقة