ما حكم دراسة المرأة في الجامعة المختلطة لمصلحة الدعوة ؟ وماذا عن دخول الشباب إلى الجامعات المختلطة ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول : عندنا في إحدى البلاد العربية من يقول من مصلحة الدعوة دخول البنت في الجامعة ؛ مع أن الجامعة مختلطة ، وذلك لتدعو إلى الله - سبحانه وتعالى - بنات جنسها ، فما رأيك يا شيخ ؟ مع أننا إذا لم نقم بذلك نُمكِّن للشيوعيين وغيرهم ؟
الشيخ : هذا التسويغ لدخول البنات في الجامعات المختلطة هو من باب معالجة الأمر بالدَّاء الوبيل ؛ أي : على مذهب أبي نواس : " ودَاوِني بالتي كانت هي الداء " .
ما أدري كيف يتصوَّر بعض إخواننا المسلمين أنه يُمكن الوصول إلى تحقيق المجتمع الإسلامي ، ويُمكن محاربة الشيوعيين وغيرهم كالبعثيين بمخالفة الشريعة ؟
أنا أعجب - والله - من مثل هذا التصوُّر ؛ أننا نُجوِّز ارتكاب المعصية التي لا ندري عاقبة أمرها بالنسبة لهذه الفتاة المسلمة لتُصبح فيما بعد داعية إلى الإسلام - زعموا ! - ؛ من الذي يضمن لنا أن من حام حول الحمى لا يوشك أن يقع فيه ؟ ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الصحيح يقول : ( ومَن حامَ حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) .
إن هؤلاء الذين يُسوِّغون ارتكاب مُخالفات شرعية بزعم تحقيقات مصالح دينية هم لم يفقهوا ما ذكرناه آنفًا من الأخذ بالوسيلة التي ليست هي محرَّمة في ذاتها ، وقد ذكرنا أنها ولو كانت وسيلة غير مُحرَّمة لذاتها لكن ما دام أن الشرع لم يُشرِّعها مع وجود المقتضي لها ؛ قلنا : لا يجوز لنا أن نتبنَّاها ؛ لأنها تُحقِّق مصلحة مرسلة ، فكيف نقول يجوز تبنِّي وسيلة هي معصية لتحقيق غاية مشروعة ؟ هذا قلب للحقائق الشرعية ، وهو مذهب أبي نواس تمامًا ؛ " وداوني بالتي كانت هي الداء " .
لا يجوز أبدًا للمسلم أن يُخاطر بزوجته أو بأخته أو بابنته أن يُدخلها الجامعة المختلطة لتتعلَّم ، ماذا تتعلَّم في هذه الجامعة أو تلك ؟ أكثر ما تتعلَّمه ليس لها علاقة بالدعوة التي يزعمونها ؛ لأنها تتعلَّم علومًا يُمكن بالنسبة للذكور للشباب ما هي بالأمور الواجبة لإخراجه داعية إسلاميًّا ؛ فما بالنا بالنسبة للنساء ؟!
أقول : وأنا أضرب لكم مثلًا حسَّاسًا ، نحن بحاجة في كل المجتمعات الإسلامية إلى طبيبات مسلمات من أجل أن لا نُعرِّض نساءَنا للفحص من الرجال ، هذه بلا شك ضرورة ملحَّة ، وكيف يُمكن تحصيل ذلك إلا بتعريض بناتنا للاختلاط الأشدِّ في دراستها للطب ؛ لأنُّو فيه هناك تمارين طبِّيَّة قد يلتقي رأس الفتاة مع رأس أستاذها ، نَفَسُها مع نَفَسِه ؛ إن لم نقل خدُّها مع خَدِّه !! كيف نستطيع أن نُوجد هذه الطبيبات المسلمات ؟ لا بدَّ هنا من كبش الفداء ، مَن يكون كبش الفداء ؟ أولئك الذين يُفتون بهذه الفتاوى .
فنحن نقول : صحيح أنَّه يجب أن يكون هناك طبيبات ، وهذا ما يقبل جدلًا إطلاقًا ، ولكن أنا أرفع من أن أسمح لزوجتي أو أختي أو ابنتي أن تُخالط الرجال تلك المخالطة الخطيرة لكي تخرُجَ طبيبة ، أنا أخشى ما أخشى أن تقع هذه أو تلك في مشكلة جنسيَّة فتذهب الفكرة من أصلها ؛ ألا وهي أن تخرج طبيبة .
ولذلك فأنا أتصوَّر أن " لكل ساقطة في الحيِّ لاقطة " ، فلكل رأي مهما كان شاذًّا من يتبنَّاه ، فإذا وُجِد ناس يرون جواز هذا الاختلاط ؛ فليكونوا هم في أشخاص نسائهم وأخواتهم وبناتهم كبش الفداء ، ثم يأتي دور نسائنا نحن ، فيتعلَّمن ممَّن كُنَّ كبش الفداء .
ولذلك فلا أجوِّز أبدًا للمسلم أن يُخاطر بعِرْضه ؛ لأنكم سمعتم قوله - عليه السلام - آنفًا : ( ومن حامَ حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) ، ومن لا يؤمن بهذا الحديث ، أو يؤمن به ويتأوَّله - أي : يُعطِّل معناه بشتى الحيل - ؛ فعليه هو أن يتبنَّى نتائج مخاطرته هذه ، أما نحن فنسأل الله - عز وجل - أن يُبعدنا عن أن نلجَ بأنفسنا أو بنسائنا هذه المآزق الضَّيِّقة .
غيره ؟
سائل آخر : ماذا عن دخول الشباب إلى الجامعات المختلطة ؟
الشيخ : هو الكلام نفسه ، وإلا نحن بنكون عم نتعدَّى على الجنس اللطيف على حساب الجنس الغليظ ( الجميع يضحك ! ) .
الشيخ : هذا التسويغ لدخول البنات في الجامعات المختلطة هو من باب معالجة الأمر بالدَّاء الوبيل ؛ أي : على مذهب أبي نواس : " ودَاوِني بالتي كانت هي الداء " .
ما أدري كيف يتصوَّر بعض إخواننا المسلمين أنه يُمكن الوصول إلى تحقيق المجتمع الإسلامي ، ويُمكن محاربة الشيوعيين وغيرهم كالبعثيين بمخالفة الشريعة ؟
أنا أعجب - والله - من مثل هذا التصوُّر ؛ أننا نُجوِّز ارتكاب المعصية التي لا ندري عاقبة أمرها بالنسبة لهذه الفتاة المسلمة لتُصبح فيما بعد داعية إلى الإسلام - زعموا ! - ؛ من الذي يضمن لنا أن من حام حول الحمى لا يوشك أن يقع فيه ؟ ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الصحيح يقول : ( ومَن حامَ حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) .
إن هؤلاء الذين يُسوِّغون ارتكاب مُخالفات شرعية بزعم تحقيقات مصالح دينية هم لم يفقهوا ما ذكرناه آنفًا من الأخذ بالوسيلة التي ليست هي محرَّمة في ذاتها ، وقد ذكرنا أنها ولو كانت وسيلة غير مُحرَّمة لذاتها لكن ما دام أن الشرع لم يُشرِّعها مع وجود المقتضي لها ؛ قلنا : لا يجوز لنا أن نتبنَّاها ؛ لأنها تُحقِّق مصلحة مرسلة ، فكيف نقول يجوز تبنِّي وسيلة هي معصية لتحقيق غاية مشروعة ؟ هذا قلب للحقائق الشرعية ، وهو مذهب أبي نواس تمامًا ؛ " وداوني بالتي كانت هي الداء " .
لا يجوز أبدًا للمسلم أن يُخاطر بزوجته أو بأخته أو بابنته أن يُدخلها الجامعة المختلطة لتتعلَّم ، ماذا تتعلَّم في هذه الجامعة أو تلك ؟ أكثر ما تتعلَّمه ليس لها علاقة بالدعوة التي يزعمونها ؛ لأنها تتعلَّم علومًا يُمكن بالنسبة للذكور للشباب ما هي بالأمور الواجبة لإخراجه داعية إسلاميًّا ؛ فما بالنا بالنسبة للنساء ؟!
أقول : وأنا أضرب لكم مثلًا حسَّاسًا ، نحن بحاجة في كل المجتمعات الإسلامية إلى طبيبات مسلمات من أجل أن لا نُعرِّض نساءَنا للفحص من الرجال ، هذه بلا شك ضرورة ملحَّة ، وكيف يُمكن تحصيل ذلك إلا بتعريض بناتنا للاختلاط الأشدِّ في دراستها للطب ؛ لأنُّو فيه هناك تمارين طبِّيَّة قد يلتقي رأس الفتاة مع رأس أستاذها ، نَفَسُها مع نَفَسِه ؛ إن لم نقل خدُّها مع خَدِّه !! كيف نستطيع أن نُوجد هذه الطبيبات المسلمات ؟ لا بدَّ هنا من كبش الفداء ، مَن يكون كبش الفداء ؟ أولئك الذين يُفتون بهذه الفتاوى .
فنحن نقول : صحيح أنَّه يجب أن يكون هناك طبيبات ، وهذا ما يقبل جدلًا إطلاقًا ، ولكن أنا أرفع من أن أسمح لزوجتي أو أختي أو ابنتي أن تُخالط الرجال تلك المخالطة الخطيرة لكي تخرُجَ طبيبة ، أنا أخشى ما أخشى أن تقع هذه أو تلك في مشكلة جنسيَّة فتذهب الفكرة من أصلها ؛ ألا وهي أن تخرج طبيبة .
ولذلك فأنا أتصوَّر أن " لكل ساقطة في الحيِّ لاقطة " ، فلكل رأي مهما كان شاذًّا من يتبنَّاه ، فإذا وُجِد ناس يرون جواز هذا الاختلاط ؛ فليكونوا هم في أشخاص نسائهم وأخواتهم وبناتهم كبش الفداء ، ثم يأتي دور نسائنا نحن ، فيتعلَّمن ممَّن كُنَّ كبش الفداء .
ولذلك فلا أجوِّز أبدًا للمسلم أن يُخاطر بعِرْضه ؛ لأنكم سمعتم قوله - عليه السلام - آنفًا : ( ومن حامَ حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) ، ومن لا يؤمن بهذا الحديث ، أو يؤمن به ويتأوَّله - أي : يُعطِّل معناه بشتى الحيل - ؛ فعليه هو أن يتبنَّى نتائج مخاطرته هذه ، أما نحن فنسأل الله - عز وجل - أن يُبعدنا عن أن نلجَ بأنفسنا أو بنسائنا هذه المآزق الضَّيِّقة .
غيره ؟
سائل آخر : ماذا عن دخول الشباب إلى الجامعات المختلطة ؟
الشيخ : هو الكلام نفسه ، وإلا نحن بنكون عم نتعدَّى على الجنس اللطيف على حساب الجنس الغليظ ( الجميع يضحك ! ) .