شرح قوله : " فإنها من آخر كسب الرجل " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح قوله : " فإنها من آخر كسب الرجل " .
A-
A=
A+
الشيخ : لذلك هذا الصحابي الجليل يوصي - أيضًا - بنيه وأولاده بهذه الوصية ، فيقول : " وإياكم ومسألة الناس ؛ فإنها من آخر كسب الرجل " .

مسألة الناس يقول : " من آخر كسب الرجل " ، يُشير إلى أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قد حرَّمَ " الشحاذة " ؛ سُؤال الناس المال ، أعطني قرش ، أعطني ليرة إلى آخره ، وهناك تفاصيل طبعًا في كتب الحديث والفقه خلاصتها أن السؤال بدون ضرورة يجعل وجهَ صاحبه يوم القيامة مشوَّهًا أشوه تشويه ؛ حيث يأتي وعلى وجهه خموش وخدوش و ... تعابير عربية تعني أنه يأتي وعلى وجهه أنواع من صدمات من لكمات من خرمشات ؛ ليه ؟ لأنه كان يسأل الناس لا يستحيي ، وهو ليس بحاجة إلى السؤال ؛ ولذلك فلا يجوز للإنسان أن يسأل الناس شيئًا إلا إذا لم يكُنْ عنده قوت يوم وليلة ، ومن هنا نعرف أن الشحاذة المعروفة اليوم هي محرَّمة في دين الإسلام لا يجوز لأصحابها أن يتعاطَوا هذه المهنة من جهة ، ولا يجوز للناس أن يعطوهم من جهة أخرى ؛ لأنهم يُساعدونهم على هذه المهنة القذرة شرعًا ؛ لذلك هو يوصي أولاده بأن لا يسألوا الناس إطلاقًا ؛ لأنُّو سؤالهم المال آخر كسب الرجل ؛ يعني رجل راح يموت جوعًا ما عنده قوت يوم وليلة ، وعنده أولاد ؛ حينئذٍ يسأل الناس ، هذا آخر طريق ، فهو يريد لأولاده أن يكونوا أعزَّاء ، أن يكونوا شرفاء ، أن يكونوا أصحاب همَّة عالية ونحو ذلك ، ولا يُريد لهم أن يتدنَّوا فيسألوا الناس من أموالهم .

مواضيع متعلقة