شرح قوله : " وإياكم ومسألة الناس " .
A-
A=
A+
الشيخ : قال : " وإياكم ومسألةَ الناس " ، يحذِّر أولاده أن يسألوا الناس أيَّ شيء ، وفي الحقيقة أن هذه الوصية وحدَها هي - أيضًا - من الوصايا التي كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يُوصي بها أصحابه ؛ فقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أنه - عليه الصلاة والسلام - بايَعَ بعض أصحابه على ألَّا يسأل الناس شيئًا ولو " ناولني السَّوط " ، السوط " الكرباج " ، كانت المبايعة بهذه الدِّقَّة ؛ أنُّو أنت رح تبايعني على الإسلام ، ولكن أنا أشترط عليك أن لا تسأل الناس شيئًا مطلقًا ولو كنت راكبًا دابتك فرسك ناقتك فسقط منك السوط ، واحد مار بجنب السوط لا تقل له : من فضلك ، ناولني السوط ؛ وإنما برِّك الناقة وانزل وخذ السوط بيدك ، أوقف الفرس وانزل منها وتناول السوط بيدك ؛ لماذا ؟ لأن هذا في الواقع من تمام العبودية لله - عز وجل - حينَما المسلم يسعى أن لا يسأل الناس شيئًا هو بيحقِّق منزلة : (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) في أوسع مدى ، فهذا بالطبع لا يعني أنه حرام الإنسان يقول لصاحبه : من فضلك ناولني السوط ، ناولني القلم ، ناولني الورقة ؛ لا ، هذا لا يعني أنه حرام ، ولكن يعني أن المسلم ينبغي أن يعتمد بعد الله على نفسه ، خذ السوط بيدك ولا تسأل الناس شيئًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 232
- توقيت الفهرسة : 00:27:06
- نسخة مدققة إملائيًّا