شرح قوله : " وعليكم بالمال واصطناعه ؛ لأنه منبَهَة الكريم ، ويُستغنى به عن اللئيم " .
A-
A=
A+
الشيخ : من وصايا هذا الرجل العاقل لأولاده أن قال لهم : " وعليكم بالمال واصطناعه " ، المقصود هنا بالمال كلُّ ما له قيمة وليس المقصود به النقدان فقط ؛ فهو يعظ أولاده بأن لا يكونوا عالةً على الناس ، يعظهم وينصحهم بأن يكون عندهم مال مكسَب يعتاشون منه ولا يحتاجون إلى غيرهم ، لماذا ؟ قال : " لأنه منبَهَة الكريم " ؛ لأن الإنسان حينما يكون عنده مال هذا المال يكون سببًا ليكون وجيهًا وبارزًا ونبيهًا عند الناس ؛ حيث أنه يُساعدهم بماله ؛ فإن اصطناع المال واكتسابه يكون منبَهَة للكريم من جهة ، ويُستغنى به عن اللئيم . الإنسان حينما يكون غنيًّا بما عنده فذلك يُغنيه أن يطرق أبواب الناس ؛ لا سيما وفي العادة أن الناس الذين يملكون المال ، وبإمكانهم أن يساعدوا الناس يكونون لئامًا لا يكونون كرامًا ؛ إذا ما أعطوا منُّوا ، هذا إذا ما ردُّوا وسبُّوا وشتموا ؛ فإذًا اكتساب الإنسان المال وتعاطيه من جهة يرفع من مرتبته عند الناس ومنزلته ، ويجعله من بينهم نبيهًا كريمًا ، ومن جهة أخرى يستغني بهذا المال بهذه الحال عن أن يسأل المال بعض الناس من اللِّئام ؛ لا سيَّما وقد مضى معنا في بعض دروسنا السابقة قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( اليد العليا خير من اليد السفلى ، واليد العليا هي المعطية ، واليد السفلى هي الآخذة ) ؛ فكأنه هنا حينما قال : " عليكم بالمال واصطناعه ؛ فإنه منبَهَة للكريم ، ويُستغنى به عن اللئيم " استنبط هذا المعنى من هذا الحديث الشريف : ( اليد العليا - وهي المعطية - خير من اليد السفلى ) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 232
- توقيت الفهرسة : 00:24:12
- نسخة مدققة إملائيًّا