إذا أجبر العامل على الانضمام إلى نقابات العمال وإلا فصل ، فهل يعد هذا ضرورة .؟ ونصيحة الشيخ المسلمين بتذكر قوله تعالى (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) عند طلب الرزق وتذييلها بأحاديث صحيحة مصرحة بهذه الحقيقة .
A-
A=
A+
السائل : مثلا نقابات المهندسين ، أيضا تقتطع جزء من الراتب للمستقبل إذا مرض أو ... ولا يستطيع إلا أن يدفع ؛ لأن النقابة لا تسمح إلا بذلك .
الشيخ : أظن هذا المثال لا يبعد كثيرا عن المثال السابق ؛ لأنه مع أنه في اختلاف من ناحية ربما اتعرض لبيانها لكن سأقول هل هو لا يستطيع أن يعيش إلا بأن يكون عضوا في النقابة ؟ أنا أجيبك أحد احتمالين ؛ لا يستطيع أن يعيش ، فإذا سقط الحكم الشرعي عنه ؛ وإن كان يستطيع أن يعيش من غير هذه الوسيلة المستنكرة كما أنت تصوره فإذا لماذا أيضا يرمي نفسه في مخالفة الشريعة ، وهو يستطيع أن لا يرمي نفسه في هذه المخالفة ؛ ثم أقول هو يعمل في النقابة فيقتطع من ماله قسم ماذا يفعل في هذا المال ؟ يودع في البنوك أليس كذلك ؟
السائل : ...
الشيخ : نريد نشوف شو وجه المخالفة هنا .
السائل : ليس بالضرورة أن يكون في النقابة ... .
الشيخ : بدنا نشوف هو ليه تصور موضوع أنه لا يستطيع أن يتقي الله .
السائل : كل المهندسين اللي يزاولوا المهنة يجب أن ينضموا إلى النقابة .
الشيخ : معليش أنا فاهم هذا ، بس بدي أفهم هذا المنتسب للنقابة في ماذا خالفالشرع لأنه هو بقول لا يستطيع إلا أن يخالف الشرع ففي أي شيء خالف .
السائل : في التأمين على الحياة .
الشيخ : أنا أريد رأيه ، نعم .
السائل : التأمين والتقاعد .
الشيخ : التأمين والتقاعد .
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، طيب أنت موافق على المثالين ؟ ما لكم لا تنطقون ؟ ههه ، موافق على المثالين أم عندك غيره ؟ .
السائل : الأسئلة قد تكون كثيرة ... .
الشيخ : معليش موافق قول موافق حتى أمشي أنا .
السائل : موافق .
الشيخ : طيب كل منتسب إلى كل نقابة يدفع تأمين على الحياة ؟ .
السائل : ....لما الطالب بتخرج من الجامعة انا مهندس الرخصة التي تعطيني اياها الجامعة لاتكفي أن اعمل مهندس لازم أكون منتسبا لنقابة ولازم يكون صندوق تقاعد خاص المهندس الجديد لايستطيع أن يعمل حتى يكون منتسبا لصندوق التقاعد والتأمينات ... حتى يعطوه شهادة ممارسة المهنة فبطبقوا عليه ... مطالبهم أو أنه يعمل بطريقة خارج النقابة حتى لا تتدخل به النقابة يعني يعمل عمل حر أو في أي طريق أخرى لكن مادام في شغل هندسة يجب أن يوقع كمهندس على أي عمل يقوم به داخل النقابة وبالتالي ...يجب ...يوقع عليه قوانين النقابة .
الشيخ : معليش ، هذا كله مفهوم ، هذا المنتسب للنقابة في أي شيء يخالف الشريعة ؟ .
السائل : بأن ...أموالها تودع في البنوك وتعطي قروضا للمهندسين و... فوائد .
الشيخ : طيب هذا الذي أنا قلته آنفا أن كونها تتعامل مع البنوك فنحن نقول الآن الذي يدفع هذا المشترك في النقابة يدفع مالا معينا هل سيعود هذا المال إليه مضاعفا مثلا ؟ .
السائل : إذا في التأمين او صندوق التقاعد... التأمين عن الحياة يعطى.. راتب شهري... يعطى مبلغا من المال لأهله.
الشيخ : هل الراتب الشهري الذي يعطى له أكثر مما دفع بسبب ادخار المال في البنوك ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب حينذاك ، افترض إنسانا غير موظف ، تاجر حر ، مالك ماله مثل مو مالك نفسه ، تورط وعصى الله ورسوله وأودع ماله في البنك سنة سنتين ثلاثة ونمى هذا المال وربى ، دفعهم ألف مثلا أو عشر آلاف اللي هو أعطوه إياها زيادة مثلا ألف ؛ هل هو مرغم أن ينتفع بهذا الألف ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب ، إذا هو الآن يستطيع أن يطبق قول ربنا عزوجل : (( فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) .
السائل : ... .
الشيخ : ليش شو عليه إثم ؟ كيف .
السائل : حكمه.... .
الشيخ : لا ، لا ؛ أنا عم بقول بالمثال بالنسبة للمرابي ، المرابي لما دفع المال بادخاره في البنوك ربح على حسب العرف العام وأعطوه ربح ؛ لكن هذا الربح ربا ما هو واجب عليه أن يأخذه ، يا بتركه لهم اياه أو بيأخذ وبصرفه على المرافق العامة على أحسن الأحوال ؛ نجي لهون ، هذا الذي مات وجعلوا له تقاعد إذا كان مسلما ملتزما حيعرف قديش دفع ادخار وكم أعطوه زيادة من المال الربوي ، رايح أهله يرفض هذه الزيادة لأنه أوصى ؛ لكن وين هذا الموصي ؟ هذا في عالم الخيال ؛ وكل البحث المقصود به أن لا نقول لا يستطيع إلا كذا ؛ لا ، يستطيع ؛ لكن مثل ما بقولوا عنا في الشام " بدها هز اكتاف " يعني بدها حركة ؛ ثم نهاية المطاف ليش ليدخل في النقابة ما دام هو بعرف أن أمامه ارتكاب محرمات لا مخلص له منها ولا نجاة ، ليش لحتى يضع المال في البنك ، وبعدين يعطوه ايش ؟ فوائد هي ربا بعينة ؟ لا ، هاللي ما يريد أن يشوف منامات مكربه ما ينام بين القبور ، وأحسن من هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) . والحقيقة وهذا أنا في كثير من المناسبات أذكر به الإخوان ، نحن نسينا آية في القرآن حتى أصبحت كأنها منسوخة ألا وهي ، ...لافتات بنزين فيها بيوتنا لكن قلوبنا خاوية على عروشها منها (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) . هذه اللافتات الغرض والهدف منها كلافتات الطريق مثلا ، المقصود منها التنبيه والتذكير لمن كان غافلا ؛ وإذا بنا نحن أصبحنا كأننا لا نفرق بين هذه اللافتة التي فيها الآية الكريمة وبين هذا الجدار ، إن كان هذا الجدار مكتوب عليه آية بكون في هاللافتة عليه آية هو مكتوب لكن ما عدنا نرى هذه الآية لماذا ؟ لأنه غشيت قلوبنا سحابه سوداء قاتمة فاحمة حالت بيننا وبين أن نرى هذه الآية في واقع حياتنا ؛ لذلك كل مسلم اليوم إلا ما ندر بقول لك شو بدي أساوي ؟ أنا عندي أولاد ، أنا عندي عائلة ، وعندي دار بدي أدفع اجارها بالشهر بالسنة ، إلى آخره ؛ طيب وينك أنت والآية ، صم بكم عمي فهم لا يفقهون ، هذا بسبب التربية السيئة التي سادت في العالم الإسلامي ، وهذا له أسبابه بعضها وراثي قديم وبعضها أو جلها وأكثرها بسبب الاستعمار الذي استعمر بلاد المسلمين ، وطبعهم بحب المادة والتكالب عليها ؛ فصرفهم عن مثل هذه الآية ، وهناك أحاديث ، وإذا قلنا الآية التي يشترك في معرفتها العامة والخاصة أصحبت عندنا نسيا منسيا ؛ فماذا نقول في بعض الأحاديث التي المفروض أنه تكون من معلومات الخاصة ، والخاصة بعضهم أصبحت عندهم مجهولة مثلا قوله عليه السلام : ( يا أيها الناس إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام ) . أجملوا في الطلب يعني اسلكوا الطريق الجميل الحسن المشروع في طلب الرزق الذي أحله الله عز وجل ؛ نحن ما عدنا نسأل اليوم هذا الطريق جميل حسن قبيح حرام حلال ، هات بس دنانير وانتهى الأمر ؛ وين الإسلام وين الإيمان بالله ورسوله ؛ في حديث آخر بنفس المعنى ( إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها ) . الحديث الآخر كل المسلمين يعرفوه ، كلهم صغيرهم وكبيرهم عالمهم وجاهلهم ، إلى آخره ، شو هو ؟ بقول كل واحد يا أخي الرزق مقسوم ، ومقسوم الرزق وهو جنين في بطن أمه ؛ سبحان الله ! هذه حقيقة شرعية فلماذا لا نؤمن بها ونسلك السبل التي شرعها الله ، مادام الرزق مقسوم ونؤمن به يقينا مثل الأجل ، مثل الموت (( ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) . ، ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) . تكالب على الدنيا كما جاء في الحديث الآخر كمان معروف عند الناس جميعا ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال لا ، بل أنتم يومئذ كثير ) . كأنه الرسول بتكلم اليوم عليه السلام ( أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت ) . فحب الدنيا هو الذي أهلكنا ، وهو الذي يسوغ لنا أن نستحل ما حرم الله ، وليس هذا وبأدنى الحيل نحتال ، ومن جملة الاحتيالات أنه بجي الملتزم للشرع بسأل الشيخ الفلاني بجوز هذا الشيء الفلاني أم لا ؟ بقول له ما بجوز ، ثم بروح عند الثاني والثالث والرابع لحتى يحصل فتوى بالجواز ، بقول هذا خوش مفتي وبتبنى هذه الفتوى وبروح يعمل فيها ؛ ليش ما عمل بالفتوى السابقة ؟ لأنه ما صادف هوى في قلبه ؛ لذلك علينا أن نتقي الله عز وجل ونتذكر دائما هذه الحقائق الإيمانية التي لا يمكن أن نتصور مؤمنا إلا وهو معتقد بها ومؤمن بها ؛ ولكن انحرف عنها بسبب سيطرة المادة وحب الدنيا ؛ وأنا أذكر بهذه المناسبة أحاديث رائعة جدا مما تحدث بها الرسول عليه الصلاة والسلام عن بعض الأقوام الذين كانوا قبلنا يوضح فيها تأثير - أخطأت يا أستاذ ابدأ من هناك باليمين - .
السائل : كل واحد بحط لحاله .
الشيخ : كل واحد بس أنا هيك ؟ جزاك الله خير ؛ فيقول الرسول عليه السلام ( كان فيمن قبلكم رجل يمشي في فلاة من الأرض فسمع صوتا من السماء من السحاب يقول اسق أرض فلان فسار الرجل مع السحاب فرأى السحاب يفرغ مشحونه من المطر في حديقة رجل يعمل فيها ، سلم عليه فاستغرب الرجل من أين عرفه ؛ فقص عليه القصة أنه سمع اسمه في السماء فأيش هذه المكرمة التي أكرمك الله بها حيث سخر لك السحاب في أرضك فقط ) هذا يذكرنا بالمعجزة التي جاءت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( بينما كان يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل من باب من أبواب المسجد فقال : يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار فادع الله لنا ، فرفع الرسول عليه السلام يديه حتى بان إبطاه فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا ؛ فجاشت السماء بالأمطار كأفواه القرب وظلت تمطر سبتا أي أسبوعا كاملا ، من الجمعة إلى الجمعة ؛ في الجمعة التالية دخل رجل هو الأول أو غيره ، قال : يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من كثرة الأمطار فادع الله لنا ، قال : اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآطام والآجام والظراب ومنابت الشجر ) قال فانكشفت الأمطار فكانت تمطر حول المدينة وكأنما عليها جونة يعني ترس ، غطاء كبير من الخيمات اللي يفكروا الأوربيين إنهم يظللوا المدينة كلها ، هذه خيمة إلهية ربنا نصبها على المدينة حينما كثرت الأمطار فهي تمطر والمدينة صحو ليس فيها مطر ؛ وهنا تمطر هذه الحديقة وما حولها لا شيء ؛ قال له بما ذاك قال لا أعلم ؛ هذا شأن الأتقياء الصالحين الذين لا يأمنون مكر الله ؛ قال لا أعلم بس عندي هذه الحديقة أستثمرها أزرعها وأحصدها ثم أجعل حصيدها ثلاثا ، ثلث أعيده إلى الأرض ؛... خذ بالأسباب الالاهية ، ما عندنا إلى التمسك بالأسباب المادية ؛ فنحن والكفار في هذا النوع من الأسباب سواء ، فما الفرق إذا بين المسلم والكافر ؟ المسلم يتفوق على الكافر بلا شك في كل شيء ؛ من ذلك حين يسعى وراء الأخذ بالأسباب التي أمر بها لتحقيق مسببات مشروعة ؛ هو أولا يسعى تنفيذا لأمر الله ؛ ثانيا يسعى ليحصل ما أباح الله وليس يسعى ليحصل ما حرم الله كما يفعل الكفار ؛ ربنا عز وجل وصف الكفار من الذين أوتوا الكتاب بأنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب ؛ فيجب على المسلم أن يختلف عن الكافر حتى في سعيه إلى الرزق من نواحي ، منها هو يأخذ بالأسباب كما يفعل الكفار لأن الله أمر ؛ ثانيا هو يأخذ الأسباب المؤدية إلى مسببات جائزة وليست محرمة ، وهذا ما لا يفكر فيه الكفار ؛ ثالثا وأخيرا: يؤمن بأن الله عز وجل ربما إذا اتقاه خلق له من الأسباب ما ليست في قدرته ، كما سمعتم في قصة السحاب وسقيه لأرض ذاك الرجل الذي يقوم بحق نفسه وبحق أرضه وبحق جيرانه ؛ كذلك أذكر بهالمناسبة حديثا بصحيح البخاري : ( أن رجلا ممن قبلنا غني جاءه رجل يستقرض منه مئة دينار ؛ فقال له هات الكفيل ، قال الله الكفيل ، قال هات الشهيد ، قال الله الشهيد ) ؛ هذه بسموها عندنا في الشام دروشه ، شو الله الله وينك انت والله ما عنده غير هيك ، الله الكفيل الله الشهيد ؛ فنقده مئة دينار ؛ توكل على الله وترك الأخذ بالأسباب لأنه ما في سبيل إليها ؛ ( ثم انطلق الرجل يضرب في البحر بالمئة دينار على أمل أن يوفي ما عليه عند حلول الأجل ) ؛ فلما حل الأجل وجد نفسه لا يستطيع أن يعود إلى البلد وأن يفي بالوعد ؛ فماذا فعل ؟ فعل شيئا كمان دروشة ، متناهية ؛ أخذ خشبة فنقرها وحفرها ودك فيها مئة دينار مثل ما بدك البارودة في الجفت ونحو ذلك ، وحصرها حصرا وجاء إلى ساحل البحر وقال يا رب أنت كنت الكفيل ، وأنت كنت الشهيد ، ورمى هذه الخشبة في هذا البحر ؛ جنون والجنون فنون ، لكن توكل على الله حينما تتقطع الأسباب المادية تفعل الأعاجيب ؛ فقال الله عز وجل لأمواج البحر خذ هذه الخشبة إلى البلدة التي فيها الغني ؛ والغني خرج في الموعد ينتظر مجيء المدين عبثا ؛ لكن وهو ينتظر وجد هذه الخشبة تتقاذفها وتتلاعب بها الأمواج ، فمد إليها يده وأخذها ، وإذا بها ثقيلة فذهب بها إلى الدار وكسرها فانهارت أمامه مئة دينار ذهب ، فاستغرب ؛ ثم عاد الرجل وهو يعلم ما فعل أي أنه فعل شيئا ليس داخلا في الأسباب الكونية الطبيعية كما يقولون اليوم ، ولذلك فهو لا يعتمد عليها ؛ فتجاهل ما فعل ، ونقده مئة دينار ؛ هناك ما في عقل ، هنا في عقل ، هناك ما في عقل لأنه ما بطلع بيده غير هيك ؛ أما هون في عقل لأنه شو يدريه أن الخشبة وصلت لصاحبها ، ولو وصلت شو بضمن لذلك أن ينكر مثلا ؛ تصوروا اليوم وقعت هيك شيء ، ما رايح يساوي مثل هذا الرجل ؛ لما نقده المئة دينار قص عليه قصة الخشبة قال له والله أنا لما حان الأجل وعرفت أني لا أستطيع آتي بالموعد المضروب فعلت كذا وكذا وجئت إلى البحر ودعوت الله وقلت يا رب أنت كنت الكفيل وأنت الشهيد فتول إيصال الأمانة لصاحبها ؛ قال قد أدى الله عنك فبارك الله لك بمالك ؛ يا ترى لو أخذ المئة دينار الثانية ، مين بقدر يشهد عليه أنه هو أخذ المئة دينار الأولى ؛ لكن كما قيل " إن الطيور على أشكالها تقع " ، " والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " ولذلك الغني طيب والمدين طيب ؛ ولذلك كانت النتيجة أن هذا الغني ما أخذ إلا حقه بطريق البحر الذي لم يكن يفكر به أبدا ؛ هذه كلها أمثلة لآثار اتقاء المسلم لربه تبارك وتعالى ؛ أظن أنا أتعبتك فحسبك .
السائل : ما تعبت .
الشيخ : بارك الله فيك ؛ يا الله ، كل وين الصحن تبعك ، تفضل ؛ خلص الهرس والدرس ما بجتمعوا ما هيك ؟ تفضل بسم الله .
السائل : ... .
الشيخ : في سنده ضعف ( منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال ) ؛ هذا رجل طالب علم وهذا الأمر طبيعي فما بالك وهو على سفر ؟ كل الآن .
أبو ليلى : الشيخ عم بقول لك كل .
الحويني : الامتثال خير من الأكل .
الشيخ : آه ، الامتثال هو الأدب .
الحويني : طيب في سؤال يعني لو تجيبنا بعد الأكل .
الشيخ : تفضل .
الشيخ : أظن هذا المثال لا يبعد كثيرا عن المثال السابق ؛ لأنه مع أنه في اختلاف من ناحية ربما اتعرض لبيانها لكن سأقول هل هو لا يستطيع أن يعيش إلا بأن يكون عضوا في النقابة ؟ أنا أجيبك أحد احتمالين ؛ لا يستطيع أن يعيش ، فإذا سقط الحكم الشرعي عنه ؛ وإن كان يستطيع أن يعيش من غير هذه الوسيلة المستنكرة كما أنت تصوره فإذا لماذا أيضا يرمي نفسه في مخالفة الشريعة ، وهو يستطيع أن لا يرمي نفسه في هذه المخالفة ؛ ثم أقول هو يعمل في النقابة فيقتطع من ماله قسم ماذا يفعل في هذا المال ؟ يودع في البنوك أليس كذلك ؟
السائل : ...
الشيخ : نريد نشوف شو وجه المخالفة هنا .
السائل : ليس بالضرورة أن يكون في النقابة ... .
الشيخ : بدنا نشوف هو ليه تصور موضوع أنه لا يستطيع أن يتقي الله .
السائل : كل المهندسين اللي يزاولوا المهنة يجب أن ينضموا إلى النقابة .
الشيخ : معليش أنا فاهم هذا ، بس بدي أفهم هذا المنتسب للنقابة في ماذا خالفالشرع لأنه هو بقول لا يستطيع إلا أن يخالف الشرع ففي أي شيء خالف .
السائل : في التأمين على الحياة .
الشيخ : أنا أريد رأيه ، نعم .
السائل : التأمين والتقاعد .
الشيخ : التأمين والتقاعد .
السائل : نعم .
الشيخ : كويس ، طيب أنت موافق على المثالين ؟ ما لكم لا تنطقون ؟ ههه ، موافق على المثالين أم عندك غيره ؟ .
السائل : الأسئلة قد تكون كثيرة ... .
الشيخ : معليش موافق قول موافق حتى أمشي أنا .
السائل : موافق .
الشيخ : طيب كل منتسب إلى كل نقابة يدفع تأمين على الحياة ؟ .
السائل : ....لما الطالب بتخرج من الجامعة انا مهندس الرخصة التي تعطيني اياها الجامعة لاتكفي أن اعمل مهندس لازم أكون منتسبا لنقابة ولازم يكون صندوق تقاعد خاص المهندس الجديد لايستطيع أن يعمل حتى يكون منتسبا لصندوق التقاعد والتأمينات ... حتى يعطوه شهادة ممارسة المهنة فبطبقوا عليه ... مطالبهم أو أنه يعمل بطريقة خارج النقابة حتى لا تتدخل به النقابة يعني يعمل عمل حر أو في أي طريق أخرى لكن مادام في شغل هندسة يجب أن يوقع كمهندس على أي عمل يقوم به داخل النقابة وبالتالي ...يجب ...يوقع عليه قوانين النقابة .
الشيخ : معليش ، هذا كله مفهوم ، هذا المنتسب للنقابة في أي شيء يخالف الشريعة ؟ .
السائل : بأن ...أموالها تودع في البنوك وتعطي قروضا للمهندسين و... فوائد .
الشيخ : طيب هذا الذي أنا قلته آنفا أن كونها تتعامل مع البنوك فنحن نقول الآن الذي يدفع هذا المشترك في النقابة يدفع مالا معينا هل سيعود هذا المال إليه مضاعفا مثلا ؟ .
السائل : إذا في التأمين او صندوق التقاعد... التأمين عن الحياة يعطى.. راتب شهري... يعطى مبلغا من المال لأهله.
الشيخ : هل الراتب الشهري الذي يعطى له أكثر مما دفع بسبب ادخار المال في البنوك ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب حينذاك ، افترض إنسانا غير موظف ، تاجر حر ، مالك ماله مثل مو مالك نفسه ، تورط وعصى الله ورسوله وأودع ماله في البنك سنة سنتين ثلاثة ونمى هذا المال وربى ، دفعهم ألف مثلا أو عشر آلاف اللي هو أعطوه إياها زيادة مثلا ألف ؛ هل هو مرغم أن ينتفع بهذا الألف ؟
السائل : لا .
الشيخ : طيب ، إذا هو الآن يستطيع أن يطبق قول ربنا عزوجل : (( فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) .
السائل : ... .
الشيخ : ليش شو عليه إثم ؟ كيف .
السائل : حكمه.... .
الشيخ : لا ، لا ؛ أنا عم بقول بالمثال بالنسبة للمرابي ، المرابي لما دفع المال بادخاره في البنوك ربح على حسب العرف العام وأعطوه ربح ؛ لكن هذا الربح ربا ما هو واجب عليه أن يأخذه ، يا بتركه لهم اياه أو بيأخذ وبصرفه على المرافق العامة على أحسن الأحوال ؛ نجي لهون ، هذا الذي مات وجعلوا له تقاعد إذا كان مسلما ملتزما حيعرف قديش دفع ادخار وكم أعطوه زيادة من المال الربوي ، رايح أهله يرفض هذه الزيادة لأنه أوصى ؛ لكن وين هذا الموصي ؟ هذا في عالم الخيال ؛ وكل البحث المقصود به أن لا نقول لا يستطيع إلا كذا ؛ لا ، يستطيع ؛ لكن مثل ما بقولوا عنا في الشام " بدها هز اكتاف " يعني بدها حركة ؛ ثم نهاية المطاف ليش ليدخل في النقابة ما دام هو بعرف أن أمامه ارتكاب محرمات لا مخلص له منها ولا نجاة ، ليش لحتى يضع المال في البنك ، وبعدين يعطوه ايش ؟ فوائد هي ربا بعينة ؟ لا ، هاللي ما يريد أن يشوف منامات مكربه ما ينام بين القبور ، وأحسن من هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) . والحقيقة وهذا أنا في كثير من المناسبات أذكر به الإخوان ، نحن نسينا آية في القرآن حتى أصبحت كأنها منسوخة ألا وهي ، ...لافتات بنزين فيها بيوتنا لكن قلوبنا خاوية على عروشها منها (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) . هذه اللافتات الغرض والهدف منها كلافتات الطريق مثلا ، المقصود منها التنبيه والتذكير لمن كان غافلا ؛ وإذا بنا نحن أصبحنا كأننا لا نفرق بين هذه اللافتة التي فيها الآية الكريمة وبين هذا الجدار ، إن كان هذا الجدار مكتوب عليه آية بكون في هاللافتة عليه آية هو مكتوب لكن ما عدنا نرى هذه الآية لماذا ؟ لأنه غشيت قلوبنا سحابه سوداء قاتمة فاحمة حالت بيننا وبين أن نرى هذه الآية في واقع حياتنا ؛ لذلك كل مسلم اليوم إلا ما ندر بقول لك شو بدي أساوي ؟ أنا عندي أولاد ، أنا عندي عائلة ، وعندي دار بدي أدفع اجارها بالشهر بالسنة ، إلى آخره ؛ طيب وينك أنت والآية ، صم بكم عمي فهم لا يفقهون ، هذا بسبب التربية السيئة التي سادت في العالم الإسلامي ، وهذا له أسبابه بعضها وراثي قديم وبعضها أو جلها وأكثرها بسبب الاستعمار الذي استعمر بلاد المسلمين ، وطبعهم بحب المادة والتكالب عليها ؛ فصرفهم عن مثل هذه الآية ، وهناك أحاديث ، وإذا قلنا الآية التي يشترك في معرفتها العامة والخاصة أصحبت عندنا نسيا منسيا ؛ فماذا نقول في بعض الأحاديث التي المفروض أنه تكون من معلومات الخاصة ، والخاصة بعضهم أصبحت عندهم مجهولة مثلا قوله عليه السلام : ( يا أيها الناس إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام ) . أجملوا في الطلب يعني اسلكوا الطريق الجميل الحسن المشروع في طلب الرزق الذي أحله الله عز وجل ؛ نحن ما عدنا نسأل اليوم هذا الطريق جميل حسن قبيح حرام حلال ، هات بس دنانير وانتهى الأمر ؛ وين الإسلام وين الإيمان بالله ورسوله ؛ في حديث آخر بنفس المعنى ( إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها ) . الحديث الآخر كل المسلمين يعرفوه ، كلهم صغيرهم وكبيرهم عالمهم وجاهلهم ، إلى آخره ، شو هو ؟ بقول كل واحد يا أخي الرزق مقسوم ، ومقسوم الرزق وهو جنين في بطن أمه ؛ سبحان الله ! هذه حقيقة شرعية فلماذا لا نؤمن بها ونسلك السبل التي شرعها الله ، مادام الرزق مقسوم ونؤمن به يقينا مثل الأجل ، مثل الموت (( ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) . ، ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) . تكالب على الدنيا كما جاء في الحديث الآخر كمان معروف عند الناس جميعا ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال لا ، بل أنتم يومئذ كثير ) . كأنه الرسول بتكلم اليوم عليه السلام ( أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت ) . فحب الدنيا هو الذي أهلكنا ، وهو الذي يسوغ لنا أن نستحل ما حرم الله ، وليس هذا وبأدنى الحيل نحتال ، ومن جملة الاحتيالات أنه بجي الملتزم للشرع بسأل الشيخ الفلاني بجوز هذا الشيء الفلاني أم لا ؟ بقول له ما بجوز ، ثم بروح عند الثاني والثالث والرابع لحتى يحصل فتوى بالجواز ، بقول هذا خوش مفتي وبتبنى هذه الفتوى وبروح يعمل فيها ؛ ليش ما عمل بالفتوى السابقة ؟ لأنه ما صادف هوى في قلبه ؛ لذلك علينا أن نتقي الله عز وجل ونتذكر دائما هذه الحقائق الإيمانية التي لا يمكن أن نتصور مؤمنا إلا وهو معتقد بها ومؤمن بها ؛ ولكن انحرف عنها بسبب سيطرة المادة وحب الدنيا ؛ وأنا أذكر بهذه المناسبة أحاديث رائعة جدا مما تحدث بها الرسول عليه الصلاة والسلام عن بعض الأقوام الذين كانوا قبلنا يوضح فيها تأثير - أخطأت يا أستاذ ابدأ من هناك باليمين - .
السائل : كل واحد بحط لحاله .
الشيخ : كل واحد بس أنا هيك ؟ جزاك الله خير ؛ فيقول الرسول عليه السلام ( كان فيمن قبلكم رجل يمشي في فلاة من الأرض فسمع صوتا من السماء من السحاب يقول اسق أرض فلان فسار الرجل مع السحاب فرأى السحاب يفرغ مشحونه من المطر في حديقة رجل يعمل فيها ، سلم عليه فاستغرب الرجل من أين عرفه ؛ فقص عليه القصة أنه سمع اسمه في السماء فأيش هذه المكرمة التي أكرمك الله بها حيث سخر لك السحاب في أرضك فقط ) هذا يذكرنا بالمعجزة التي جاءت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( بينما كان يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل من باب من أبواب المسجد فقال : يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار فادع الله لنا ، فرفع الرسول عليه السلام يديه حتى بان إبطاه فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا ؛ فجاشت السماء بالأمطار كأفواه القرب وظلت تمطر سبتا أي أسبوعا كاملا ، من الجمعة إلى الجمعة ؛ في الجمعة التالية دخل رجل هو الأول أو غيره ، قال : يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من كثرة الأمطار فادع الله لنا ، قال : اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآطام والآجام والظراب ومنابت الشجر ) قال فانكشفت الأمطار فكانت تمطر حول المدينة وكأنما عليها جونة يعني ترس ، غطاء كبير من الخيمات اللي يفكروا الأوربيين إنهم يظللوا المدينة كلها ، هذه خيمة إلهية ربنا نصبها على المدينة حينما كثرت الأمطار فهي تمطر والمدينة صحو ليس فيها مطر ؛ وهنا تمطر هذه الحديقة وما حولها لا شيء ؛ قال له بما ذاك قال لا أعلم ؛ هذا شأن الأتقياء الصالحين الذين لا يأمنون مكر الله ؛ قال لا أعلم بس عندي هذه الحديقة أستثمرها أزرعها وأحصدها ثم أجعل حصيدها ثلاثا ، ثلث أعيده إلى الأرض ؛... خذ بالأسباب الالاهية ، ما عندنا إلى التمسك بالأسباب المادية ؛ فنحن والكفار في هذا النوع من الأسباب سواء ، فما الفرق إذا بين المسلم والكافر ؟ المسلم يتفوق على الكافر بلا شك في كل شيء ؛ من ذلك حين يسعى وراء الأخذ بالأسباب التي أمر بها لتحقيق مسببات مشروعة ؛ هو أولا يسعى تنفيذا لأمر الله ؛ ثانيا يسعى ليحصل ما أباح الله وليس يسعى ليحصل ما حرم الله كما يفعل الكفار ؛ ربنا عز وجل وصف الكفار من الذين أوتوا الكتاب بأنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب ؛ فيجب على المسلم أن يختلف عن الكافر حتى في سعيه إلى الرزق من نواحي ، منها هو يأخذ بالأسباب كما يفعل الكفار لأن الله أمر ؛ ثانيا هو يأخذ الأسباب المؤدية إلى مسببات جائزة وليست محرمة ، وهذا ما لا يفكر فيه الكفار ؛ ثالثا وأخيرا: يؤمن بأن الله عز وجل ربما إذا اتقاه خلق له من الأسباب ما ليست في قدرته ، كما سمعتم في قصة السحاب وسقيه لأرض ذاك الرجل الذي يقوم بحق نفسه وبحق أرضه وبحق جيرانه ؛ كذلك أذكر بهالمناسبة حديثا بصحيح البخاري : ( أن رجلا ممن قبلنا غني جاءه رجل يستقرض منه مئة دينار ؛ فقال له هات الكفيل ، قال الله الكفيل ، قال هات الشهيد ، قال الله الشهيد ) ؛ هذه بسموها عندنا في الشام دروشه ، شو الله الله وينك انت والله ما عنده غير هيك ، الله الكفيل الله الشهيد ؛ فنقده مئة دينار ؛ توكل على الله وترك الأخذ بالأسباب لأنه ما في سبيل إليها ؛ ( ثم انطلق الرجل يضرب في البحر بالمئة دينار على أمل أن يوفي ما عليه عند حلول الأجل ) ؛ فلما حل الأجل وجد نفسه لا يستطيع أن يعود إلى البلد وأن يفي بالوعد ؛ فماذا فعل ؟ فعل شيئا كمان دروشة ، متناهية ؛ أخذ خشبة فنقرها وحفرها ودك فيها مئة دينار مثل ما بدك البارودة في الجفت ونحو ذلك ، وحصرها حصرا وجاء إلى ساحل البحر وقال يا رب أنت كنت الكفيل ، وأنت كنت الشهيد ، ورمى هذه الخشبة في هذا البحر ؛ جنون والجنون فنون ، لكن توكل على الله حينما تتقطع الأسباب المادية تفعل الأعاجيب ؛ فقال الله عز وجل لأمواج البحر خذ هذه الخشبة إلى البلدة التي فيها الغني ؛ والغني خرج في الموعد ينتظر مجيء المدين عبثا ؛ لكن وهو ينتظر وجد هذه الخشبة تتقاذفها وتتلاعب بها الأمواج ، فمد إليها يده وأخذها ، وإذا بها ثقيلة فذهب بها إلى الدار وكسرها فانهارت أمامه مئة دينار ذهب ، فاستغرب ؛ ثم عاد الرجل وهو يعلم ما فعل أي أنه فعل شيئا ليس داخلا في الأسباب الكونية الطبيعية كما يقولون اليوم ، ولذلك فهو لا يعتمد عليها ؛ فتجاهل ما فعل ، ونقده مئة دينار ؛ هناك ما في عقل ، هنا في عقل ، هناك ما في عقل لأنه ما بطلع بيده غير هيك ؛ أما هون في عقل لأنه شو يدريه أن الخشبة وصلت لصاحبها ، ولو وصلت شو بضمن لذلك أن ينكر مثلا ؛ تصوروا اليوم وقعت هيك شيء ، ما رايح يساوي مثل هذا الرجل ؛ لما نقده المئة دينار قص عليه قصة الخشبة قال له والله أنا لما حان الأجل وعرفت أني لا أستطيع آتي بالموعد المضروب فعلت كذا وكذا وجئت إلى البحر ودعوت الله وقلت يا رب أنت كنت الكفيل وأنت الشهيد فتول إيصال الأمانة لصاحبها ؛ قال قد أدى الله عنك فبارك الله لك بمالك ؛ يا ترى لو أخذ المئة دينار الثانية ، مين بقدر يشهد عليه أنه هو أخذ المئة دينار الأولى ؛ لكن كما قيل " إن الطيور على أشكالها تقع " ، " والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " ولذلك الغني طيب والمدين طيب ؛ ولذلك كانت النتيجة أن هذا الغني ما أخذ إلا حقه بطريق البحر الذي لم يكن يفكر به أبدا ؛ هذه كلها أمثلة لآثار اتقاء المسلم لربه تبارك وتعالى ؛ أظن أنا أتعبتك فحسبك .
السائل : ما تعبت .
الشيخ : بارك الله فيك ؛ يا الله ، كل وين الصحن تبعك ، تفضل ؛ خلص الهرس والدرس ما بجتمعوا ما هيك ؟ تفضل بسم الله .
السائل : ... .
الشيخ : في سنده ضعف ( منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال ) ؛ هذا رجل طالب علم وهذا الأمر طبيعي فما بالك وهو على سفر ؟ كل الآن .
أبو ليلى : الشيخ عم بقول لك كل .
الحويني : الامتثال خير من الأكل .
الشيخ : آه ، الامتثال هو الأدب .
الحويني : طيب في سؤال يعني لو تجيبنا بعد الأكل .
الشيخ : تفضل .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 40
- توقيت الفهرسة : 00:13:24
- نسخة مدققة إملائيًّا