شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أوَّل ما يُحاسب به العبد يوم القيامة أن يُقال له : أَلَم أصحَّ لك جسمَك ؟! وأروك من الماء البارد ؟! ) .
A-
A=
A+
الشيخ : وكان وَصَلَ بنا الدرس الأخير إلى الحديث الحادي والعشرين من " كتاب الزهد في الدنيا " ، الترغيب في الزهد في الدنيا والاكتفاء منها بالقليل ، والترهيب من حبِّها والتكاثر فيها والتنافس ، وبعض ما جاء في عيش النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في المأكل والملبس والمشرب ونحو ذلك .
هذا هو عنوان الكتاب الذي كنا بدأنا قراءته في آخر درس مضى ، وهذا الكتاب هو في الواقع آخر كتب كتاب " الترغيب والترهيب " للحافظ المنذري ، فإنه لم يبق بيننا وبين إنهاء هذا الكتاب العظيم في بابه والفريد في موضوعه إلا كتب قليلة جدًّا ، سيتلو هذا الكتاب " كتاب الجنة والترغيب للعمل فيها أو من أجلها " ، و " كتاب النار والترهيب من العمل إلى ما يوصل إليها " .
فالآن نبدأ حيث كان درسنا وقف عنده ؛ ألا وهو الحديث الحادي والعشرون ، بالنسبة لترقيم نسخة الكتاب التي عندي ، وهي طبع " منير الدمشقي " - رحمه الله - ، وهذا الحديث هو من حديث أبي هريرة يقول المصنف - رحمه الله تعالى - :
... أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أوَّل ما يُحاسب به العبد يوم القيامة أن يُقال له : أَلَم أصحَّ لك جسمَك ؟! وأروك من الماء البارد ؟! ) .
الله طبعًا يخاطب عباده جميعًا يوم القيامة يذكِّرهم بما كان قد أنعَمَ عليهم ، يذكِّرهم ببعض النماذج والأمثلة ، وإلا الأمر كما تعرفون من قوله - تبارك وتعالى - : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا )) ، فالله - عز وجل - يوم القيامة في المحشَر يخاطب كلَّ فرد من عباده بقوله : ( ألم أصحَّ جسمك ؟! ألم أروك من الماء البارد ؟! ) ، ومعنى هذا الاستفهام هل قمْتَ بواجب الشُّكر لهذه النِّعم التي أنعمْتُ بها عليك أيها العبد ؟ هل قمت بواجب شكر الصِّحَّة التي كَسَوْتُك إياها في جسدك ، وهذا الماء البارد الذي سخَّرته لك فأرويت به جسدك ونفسك ؟ هل قمت بهذا الواجب من الشكر ؟ (( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) .
مناسبة الحديث واضح جدًّا في الباب ؛ وهي أن الله - عز وجل - حينما أنعَمَ على عباده بنِعَمٍ شتَّى لا تُعَدُّ ولا تُحصى ، والناس في ذلك مختلفون ، فليس كل الناس يجد المال ، يجد الماء البارد في كل زمان وفي كل مكان ، ولكن هذا الذي قد لا يجد الماء البارد قد يجد المركب الفاره ، وهذا كتفصيل الآية السابقة : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا )) ، فالإنسان مُحَاط بالألوف المؤلَّفة من النِّعم الإلهية - سبحانه وتعالى - ؛ ولذلك فعلى كلِّ مسلم أن يقوم بشكر الله - عز وجل - على نعمائه ، وذلك إنما يكون بتحقيق عبادة الله - عز وجل - وحده لا شريك له .
هذا هو عنوان الكتاب الذي كنا بدأنا قراءته في آخر درس مضى ، وهذا الكتاب هو في الواقع آخر كتب كتاب " الترغيب والترهيب " للحافظ المنذري ، فإنه لم يبق بيننا وبين إنهاء هذا الكتاب العظيم في بابه والفريد في موضوعه إلا كتب قليلة جدًّا ، سيتلو هذا الكتاب " كتاب الجنة والترغيب للعمل فيها أو من أجلها " ، و " كتاب النار والترهيب من العمل إلى ما يوصل إليها " .
فالآن نبدأ حيث كان درسنا وقف عنده ؛ ألا وهو الحديث الحادي والعشرون ، بالنسبة لترقيم نسخة الكتاب التي عندي ، وهي طبع " منير الدمشقي " - رحمه الله - ، وهذا الحديث هو من حديث أبي هريرة يقول المصنف - رحمه الله تعالى - :
... أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أوَّل ما يُحاسب به العبد يوم القيامة أن يُقال له : أَلَم أصحَّ لك جسمَك ؟! وأروك من الماء البارد ؟! ) .
الله طبعًا يخاطب عباده جميعًا يوم القيامة يذكِّرهم بما كان قد أنعَمَ عليهم ، يذكِّرهم ببعض النماذج والأمثلة ، وإلا الأمر كما تعرفون من قوله - تبارك وتعالى - : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا )) ، فالله - عز وجل - يوم القيامة في المحشَر يخاطب كلَّ فرد من عباده بقوله : ( ألم أصحَّ جسمك ؟! ألم أروك من الماء البارد ؟! ) ، ومعنى هذا الاستفهام هل قمْتَ بواجب الشُّكر لهذه النِّعم التي أنعمْتُ بها عليك أيها العبد ؟ هل قمت بواجب شكر الصِّحَّة التي كَسَوْتُك إياها في جسدك ، وهذا الماء البارد الذي سخَّرته لك فأرويت به جسدك ونفسك ؟ هل قمت بهذا الواجب من الشكر ؟ (( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) .
مناسبة الحديث واضح جدًّا في الباب ؛ وهي أن الله - عز وجل - حينما أنعَمَ على عباده بنِعَمٍ شتَّى لا تُعَدُّ ولا تُحصى ، والناس في ذلك مختلفون ، فليس كل الناس يجد المال ، يجد الماء البارد في كل زمان وفي كل مكان ، ولكن هذا الذي قد لا يجد الماء البارد قد يجد المركب الفاره ، وهذا كتفصيل الآية السابقة : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا )) ، فالإنسان مُحَاط بالألوف المؤلَّفة من النِّعم الإلهية - سبحانه وتعالى - ؛ ولذلك فعلى كلِّ مسلم أن يقوم بشكر الله - عز وجل - على نعمائه ، وذلك إنما يكون بتحقيق عبادة الله - عز وجل - وحده لا شريك له .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 203
- توقيت الفهرسة : 00:38:10
- نسخة مدققة إملائيًّا