شرح حديث : ( لعن الله آكل الربا ) .
A-
A=
A+
الشيخ : فمن كان يخشى الله و يخشى أن يكون بعيدا من رحمة الله فلا يكون عونا في مثل هذا العمل المحرم للآية السابقة (( و لا تعاونوا على الإثم و العدوان )) و لقوله عليه الصلاة و السلام ( لعن الله آكل الربا ) هو البنك هو الموظفون ( و موكله ) هم عملاؤه ( و كاتبه ) بعض الموظفين فيه بالنص ( و شاهديه ) الآن يمكن إستغنوا عن الشهود بهذا الروتين المعروف بكتابة كمبيالات و نحو ذلك فإذا هذا البنك قام على أساس التعاون على المنكر فلا يجوز للمسلم أن يتعاون مثل هذا التعاون مثله تماما شركات التأمين شركات التأمين يقع حادث سيارة آخر موديل كما يقولون ثمنها مثلا خمسين ألف ستين ألف أو أكثر أو أقلّ ركبها هذا المغرور الذي إشترى السيارة يمكن بواسطة بنك أيضا ما كاد يمشي إلا بضع كيلومترات و إذا به يعمل بها حادث فيحطّمها شرّ التحطيم مأمّن عليها يروح على الشركة شركة التأمين كان دفع قسط واحد مهما كان هذا القسط يمكن يكون مائة دينار مائتين دينار ما يهمّني الشركة إشترت له أخت السيارة تماما بنفس السعر خمسين ألف , ستين ألف إلخ , من أين جاءت الشركة بالخمسين ألف , ستين ألف ؟ من كيسها ؟ لا . هذا من المشتركين في هذه الشركة على التأمين الشركة مثلا عندها ألف مشترك و كلّ واحد يدفع كل شهر أو كل سنة حسب الإتّفاق المبلغ المذكور أعلاه الواحد منهم بيمضي سنين هو لا يعمل حادث لكن يدفع و الأموال هذه تتجمع عند الشركة بيصير حادث مثل الحادث الذي كلف الشركة خمسين ألف أو ستين ألف من أين جاءت هذه الخمسين أو الستين ألف ؟ منك أنت يا زيد يا بكر يا عمر يا الذي تدفع قيمة الإشتراك خشية أن تصاب بحادث فإذا أصبت بحادث تتوهّم أنت أن الشركة هي التي تتحمّل الخسارة الحقيقة ليست هي التي تحمّلت الخسارة تحمّل الخسارة الجماعة المشتركين على هذا النوع من المقامرة فإذا هنا يوجد تعاون كالتعاون مع البنك (( و لا تعاونوا على الإثم و العدوان )) هذا شيء و الشيء الثاني و هو فيه دقة لكن أكثر الناس لا يعلمون لماذا المسلم يفكّر في المستقبل لعله يصاب بشيء فهو بيدفع شيء مقطوع لشركة قد تكون شركة كافرة و قد تكون شركة أعضاؤها مسلمون لكن منهجهم منهج الشركة الكافرة تماما لا يحرمون و لا يحللون لماذا هذا المسلم لا يتقرب إلى الله عزّ و جلّ و ما أقول كما يعطي للشركة كل شهر أو كل سنة مقدار معين من الضريبة المرسومة عليه لماذا لا يدفع للفقراء و المساكين مثل هذه الأموال من باب التقرب إلى الله عزّ و جلّ و من باب قوله عليه الصلاة و السلام ( داووا مرضاكم بالصدقة ) فأنت إذا تقربت إلى الله و سألته أن يحفظك أنت و مالك و سيارتك و ما تملك فربنا عزّ و جلّ كما قال (( أمّن يجيب دعوة المضطر إذا دعاه أمن يكشف السوء )) الكفار لا يعرفون هذه المعاني التي نسميها اليوم بالمعاني الروحية الإيمانية لا يعرفون هذه الأشياء ما يعرفون شيء إسمه التوكّل على الله عزّ و جلّ و إنما يعرفون التوكل على الأسباب المادية على الأسباب الكونية الطبيعية يجب نحن أن نحقق بأنفسنا الفارق الكبير بيننا نحن بصفتنا مسلمين و بين أولئك الكافرين الذين لا يؤمنون بالله و لا برسوله و لا يحرمون الله و رسوله .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 685
- توقيت الفهرسة : 01:04:21