تتمة الكلام على البديل في عدم التعامل مع البنوك الربوية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة الكلام على البديل في عدم التعامل مع البنوك الربوية .
A-
A=
A+
الشيخ : انظر الآن الاخلاص في الوفاء من جهة وعدم الاعتماد على ما فعله ، أنتم تسمعون بأن الصوفية يقولون فلان أخذه الحال ، أنا أنكر هذا الشيء في له معنى هذا الكلام لازم تعرفوه معي ، قضية الإنسان أحيانا يأخذه الحال هذا مش مستنكر أبدا لأن الإنسان أحيانا لازم ينفصل عن الوجود المادي هو بارتفاعه إلى الأعلى واتصاله بالملأ الأعلى ، هذا الرجل لما ألقى الخشبة وفيها المائة دينار بلا شك أخذه الحال .

الحلبي : الحال الإيماني ؟

الشيخ : اسمح ، اسمح لي ؛ فنحن نقول الصوفية يقولون أخذه الحال يعني ذاك جنان عم يذكر الله وأخذه الحال لا ، هذا أخذه الحال ، هنا أخذه شعوره بأنه يجب عليه أن لو كان له أجنحة أن يطير إلى تلك البلد من أجل ماذا ؟ أن ينقده النقود وفاء بالوعد ؛ لكن ليس طالع بيده ، إذن ما يفعل ؟ ها ، لا جود إلا بالموجود ، هذا الذي يطلع بيده دك النقود في الخشبة ورماها و إلى آخره ؛ لكن هذا الحال الذي أخذه ما استمر معه فهو يرجع للوضع الطبيعي والوضع الطبيعي يعبر عنه لما جاء عند صاحبه تجاهل كل شيء فعله وأخرج من جيبه ونقده مائة دينار ، لو كان بدو يعتمد على ذلك الفعل كان يقول له أنا بعثت لك بالبريد الإلهي مائة دينار لعله وصلك ، شو بعرفه هذه قضية خارجة عن طوع الإنسان رأيت ؛ ولذلك تجاهل الموضوع ونقده مائة دينار ، هذا بلا شك منتهى الوفاء والإخلاص والعمل بالوسائل المادية والوسائل إذا صح تسميتها الروحية أو الإلهية جمع بين الأمرين ورجع إلى النظام المعتاد ، فنقده المائة دينار ؛ انظروا الآن موقف الدائن ليذكرنا بالمثل السائر " إن الطيور على أشكالها تقع " لو واحد من الأغنياء اليوم جاء له بهذا البريد الإلهي الذي لا مثيل له مائة دينار يحطهم بجيبه بخزانته ولما يجيء المدين ويدفع له يقول له جزاك الله خيرا لأن هذا المدين ما يقدر يقيم الحجة عليه أنه أنا بعثت لك مائة دينار كما نفعل نحن اليوم بطاقة مستردة إنه أنا بعثت لك ما في شيء من هذا ، فوق الأسباب الكونية الطبيعية اللي وقع ؛ لكن هذا الغني مثل هذا المدين كلاهما في الخوف من الله وفي تقوى الله سواء ، ماذا فعل ؟ ( قال له يا أخي أنا يوم الميعاد خرجت لاستقبالك وتلقيك ما جئت لكن وجدت خشبة فأخذتها وكسرتها ووجدت بها مائة دينار ، ما القصة ؟ قال له القصة كذا وكذا وحكى له القصة ورد له المائة دينار وقال له بارك الله لك في مالك ) ؛ هذا تفسير لقوله تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )) يعني سخر الله لهذا الإنسان البحر الموج الأمواج هذه المتلاطمة اللي بتهلك الجبال الراسخات البواخر التي رأيتموها الضخمة كأنها بلد تمشي في البحر ، ربنا عز وجل سخر هذا الموج لهذا الإنسان المتقي فتقوى الله عز وجل تأتي بالعجائب لكن نحن مع الأسف اليوم ما عدنا نحس بأثر التقوى إلا نادرا ونادرا جدا ؛ الحديث الثاني الذي أذكره بهذه المناسبة وهو معجزة وآية أيضا أخرى تؤكد أثر تقوى المسلم لله عز وجل وكيف أن ربنا يسخر له الكون ، قال عليه السلام: ( خرج رجل ممن قبلكم يمشي فسمع صوتا من السحاب ) ، صوت من السحاب حتى في زمن استعلاء الطائرات على السحاب لا يمكن أن يسمع صوت البشر إلا صوت دوي الطائرات ، هذا الإنسان في ذاك الزمان يسمع صوت من السحاب كلام يفهمه ( اذهب يا سحاب واسق أرض فلان ) عجيب ، عمرها ما صارت هذه ( كان السحاب يمشي هكذا وإذا به يمشي لجهة أخرى ؛ بيمشى مع السحاب إلى أن وجد السحاب ، يفرغ مشحونة من ماء المطر على حديقة أطل فيها فوجد فيها صاحبها يعمل في فتح طريق الماء إلى آخر ما هنالك من نظام الزرع ، سلم على الرجل باسمه الذي سمعه من فوق من السماء ، قال له شو خبرك أنت ؟ شايفك رجلا غريبا ما عرفك باسمي ؟ حكى له القصة التي سمعها بأذنه ، قال له فبم ذاك ؟ ) يعني كأنه شرح له أن هذه كرامة من الله لك ولا بد أنك تكون من المقربين عند الله حتى سخر الله لك السحاب المطر والمطر بتنزل في الحديقة وخارج الحديقة لا شيء ، يعني أشبه شيء يذكرنا بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين لما كان الرسول عليه السلام يخطب يوم الجمعة حين دخل أعرابي فقال : " يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من قلة الأمطار فادع الله لنا " فقال عليه السلام ورفع يديه حتى بان إبطاه ( اللهم اسقنا اللهم اسقنا ) فجاشت السماء بالأمطار كأفواه القرب ، يقول أنس " فالمدينة تمطر وحواليها لا مطر " يذكرني القصة هذه بهذه الحادثة في زمن الرسول عليه السلام كيف أن الله استجاب دعاء الرسول ؛ فالمدينة يصب فيها المطر أما خارج المدينة لا شيء وبالعكس قال أنس: " فاستمرت تمطر سبتا أي أسبوعا كاملا إلى أن جاء الجمعة الثانية ورسول الله يخطب " ، قال أنس: " جاء الرجل نفسه أو غيره قال: يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من كثرة الأمطار " عكس الأولى " فادع الله لنا " قال عليه السلام: ( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآطام والضراب والجبال ومنابت الشجر ) ، قال: " فانكشفت السماء فكانت كالجونة " يعني الترس كأنه في ترس كبير حول المدينة فأصبحت المدينة لا مطر فيها وما حولها أيش ؟ أمطار وعلى الآكام والجبال ومنابت الشجر ، هذا كله تصرف من الله عز وجل اطاعة عفوا استجابة لدعاء نبيه عليه الصلاة والسلام ؛ هنالك ( نجد هذا الرجل صاحب الحديقة يقول للذي سمع الصوت من السحاب أنا والله لا أدري لكن أنا عندي هذه الأرض وهنا الشاهد : عندي هذه الأرض وأزرعها فإذا ما حصدتها جعلتها ثلاثة أثلاث ، ثلث أعيده إلى الأرض ، وثلث أنفقه على نفسي ، وثلث أتصدق به على جيراني ومن حولي فقال له هذا هو ، بهذا أنت استحققت أن الله عز وجل سخر لك السحاب لأنك تتقي الله في مالك ) ، لا تنس نفسك ، لا تنس أرضك التي هي سبب رزقك ولا تنس جيرانك الذين هم من حولك من الفقراء والمساكين ؛ إذن حل هذه المشكلة وبديل هذه البنوك هو أن نغير ما في أنفسنا حتى يغير الله تبارك وتعالى ما بنا ، حينذاك ستجد المسلمين هم أنفسهم يعالجون الموضوع الآن معالجة ، أقول الآن يعني بعد أن يهيئوا أنفسهم ويغيروها يعالجون المشاكل هذه التي تعترض سبيلهم ويستغنون عن البنوك الربوية القائمة على معصية الله ، وهذا ما أردت أن أجيب عن سؤال أنه ما هو البديل ، فهاتوا غيره إن كان عندكم .

مواضيع متعلقة