شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( بادروا بالأعمال ستًّا : طلوع الشمس من مغربها ، أو الدخان ، أو الدجال ، أو الدابة ، أو خاصَّة أحدكم أو أمر العامة ) .
A-
A=
A+
الشيخ : الحديث الذي يليه وهو - أيضًا - في مسلم ، لكن في كتاب الفتن ، وهو - أيضًا - من رواية أبي هريرة ، وهو قوله : وعنه أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( بادروا بالأعمال ستًّا : طلوع الشمس من مغربها ، أو الدخان ، أو الدجال ، أو الدابة ، أو خاصَّة أحدكم أو أمر العامة ) رواه مسلم .
في هذا الحديث فائدة لغوية قد تخفى على بعض الناس ، وهي مجيء " أو " بدل " الواو العاطفة " ، فقوله - عليه السلام - هنا : ( أو الدخان ) هي بمعنى والدخان ، ( أو الدجال ) والدجال ، أو الدابة إلى آخره ، فهذا الحديث كالحديث السابق من حيث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يحضُّ فيه المسلمين على أن يبادروا أشراط الساعة بالأعمال الصالحة بما سَبَقَ بيانه في الحديث السابق ، لكن هذا الحديث يفصِّل بعض الأشراط التي لم يُشَرْ إليها في الحديث الأول ، فيقول - عليه الصلاة والسلام - : ( بادروا بأعمال ستًّا : طلوع الشمس من مغربها ) ، طلوع الشمس من مغربها مما جاء ذكره في القرآن الكريم كما هو معلوم ، وأنها يوم تطلع من مغربها يومئذٍ (( لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ )) .
وهذا بلا شك يحتاج إلى كثير من الإيمان ؛ لا سيما عند الناس الذين يدرسون العلم الحديث وعلم الفلك ونحو ذلك ، والذين يغلب عليهم - إلا مَن شاء الله منهم - التمسُّك بالنظم وبالسنن التي يسمُّونها بالسنن الكونية أو الطبيعية ثم ينسَون - وبعضهم يجحدون - الذي سَنَّها والذي نَظَّمَها هذا التنظيم البديع ، فطلوع الشمس من مغربها معنى ذلك قلب نظام هذا الكون بلا شك ، هذا القلب لا يتَّسع للإيمان به إلا قلب كل مؤمن آمَنَ بربِّه - عز وجل - ، وأنه فعَّال لما يشاء ولما يريد ، وخلَّاق كما يشاء وكما يريد كما قال - عز وجل - : (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) .
على أن طلوع الشمس من مغربها هو كتغيُّر نظام هذا الكون من أصله كما جاء في كثير من الآيات الكريمة : (( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ )) ؛ هذا كله إشارة إلى أن هذا الكون المنظَّم بهذا التنظيم سيتصرَّف فيه ربُّ العالمين تصرُّفًا يغيِّر في هذا الكون ما يشاء من تغيير كما قال : (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )) ، فمن أوائل الإشارة إلى هذا التغيير الجذري إنما هو طلوع الشمس من مغربها ، فالذي يُطلِعُها كلَّ يوم من مشرقها ليس بعاجز أن الله - عز وجل - يُطلِعُها من مغربها إيذانًا بأن هذه الدنيا انتهت ؛ ولذلك جاء الوصف السابق بأن يوم تطلع الشمس : (( لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ )) ، هذا أول شروط الساعة والتي اصطلح العلماء على تسميتها بشروط الساعة الكبرى .
فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - يقول هنا : ( بادروا بالأعمال ستًّا : أوَّلها طلوع الشمس من مغربها ) ؛ ذلك لأن الأمر حين ذاك خطير ، المسلم المذنب إذا لم يتُبْ قبل طلوعها لا تنفعه توبته ، الكافر إذا لم يتُبْ من كفره لن تنفعَه توبته هكذا ، فهنا تجب المبادرة إلى التوبة من الأعمال الطالحة ، وبالأولى والأحرى أن يبادر الكفار والمنافقون أن يعودوا إلى ربِّهم ويؤمنوا بإسلامهم .
( طلوع الشمس من مغربها ، أو الدخان ) ، الدخان - أيضًا - من أشراط الساعة ، ولكن يجب أن نلاحظ هنا شيئين اثنين : الشيء الأول : أنه لم يأتِ في السنة الصحيحة كبير شيء يُذكر في وقت هذا الدخان الذي يكون من أشراط الساعة ، لكن الظاهر أنه دخان يعمُّ الناس جميعًا ؛ يعني كما لو تصوَّرنا أن غازًا مخنقًا من هذه الغازات التي يتظاهر بها الكفار اليوم بالاستكثار منها إرهابًا لأعدائها ، وقد يتصوَّرون أنه لو أُلقِيَ منها بعض القنابل لَأهلكت الحرث والنسل ، فهذا الدخان يكون من الله - عز وجل - وليس بواسطة أيِّ إنسان كطلوع الشمس من مغربها ، فالظاهر أن هذه الآية الدخان يكون عامًّا وشاملًا لأهل الأرض ، ولكن الله - عز وجل - يُعامل المؤمنين به معاملة خاصَّة كمثل ما يعاملهم يوم يأذن بإقامة الساعة على أهل الأرض ، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ) .
في هذا الحديث فائدة لغوية قد تخفى على بعض الناس ، وهي مجيء " أو " بدل " الواو العاطفة " ، فقوله - عليه السلام - هنا : ( أو الدخان ) هي بمعنى والدخان ، ( أو الدجال ) والدجال ، أو الدابة إلى آخره ، فهذا الحديث كالحديث السابق من حيث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يحضُّ فيه المسلمين على أن يبادروا أشراط الساعة بالأعمال الصالحة بما سَبَقَ بيانه في الحديث السابق ، لكن هذا الحديث يفصِّل بعض الأشراط التي لم يُشَرْ إليها في الحديث الأول ، فيقول - عليه الصلاة والسلام - : ( بادروا بأعمال ستًّا : طلوع الشمس من مغربها ) ، طلوع الشمس من مغربها مما جاء ذكره في القرآن الكريم كما هو معلوم ، وأنها يوم تطلع من مغربها يومئذٍ (( لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ )) .
وهذا بلا شك يحتاج إلى كثير من الإيمان ؛ لا سيما عند الناس الذين يدرسون العلم الحديث وعلم الفلك ونحو ذلك ، والذين يغلب عليهم - إلا مَن شاء الله منهم - التمسُّك بالنظم وبالسنن التي يسمُّونها بالسنن الكونية أو الطبيعية ثم ينسَون - وبعضهم يجحدون - الذي سَنَّها والذي نَظَّمَها هذا التنظيم البديع ، فطلوع الشمس من مغربها معنى ذلك قلب نظام هذا الكون بلا شك ، هذا القلب لا يتَّسع للإيمان به إلا قلب كل مؤمن آمَنَ بربِّه - عز وجل - ، وأنه فعَّال لما يشاء ولما يريد ، وخلَّاق كما يشاء وكما يريد كما قال - عز وجل - : (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) .
على أن طلوع الشمس من مغربها هو كتغيُّر نظام هذا الكون من أصله كما جاء في كثير من الآيات الكريمة : (( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ )) ؛ هذا كله إشارة إلى أن هذا الكون المنظَّم بهذا التنظيم سيتصرَّف فيه ربُّ العالمين تصرُّفًا يغيِّر في هذا الكون ما يشاء من تغيير كما قال : (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )) ، فمن أوائل الإشارة إلى هذا التغيير الجذري إنما هو طلوع الشمس من مغربها ، فالذي يُطلِعُها كلَّ يوم من مشرقها ليس بعاجز أن الله - عز وجل - يُطلِعُها من مغربها إيذانًا بأن هذه الدنيا انتهت ؛ ولذلك جاء الوصف السابق بأن يوم تطلع الشمس : (( لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ )) ، هذا أول شروط الساعة والتي اصطلح العلماء على تسميتها بشروط الساعة الكبرى .
فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - يقول هنا : ( بادروا بالأعمال ستًّا : أوَّلها طلوع الشمس من مغربها ) ؛ ذلك لأن الأمر حين ذاك خطير ، المسلم المذنب إذا لم يتُبْ قبل طلوعها لا تنفعه توبته ، الكافر إذا لم يتُبْ من كفره لن تنفعَه توبته هكذا ، فهنا تجب المبادرة إلى التوبة من الأعمال الطالحة ، وبالأولى والأحرى أن يبادر الكفار والمنافقون أن يعودوا إلى ربِّهم ويؤمنوا بإسلامهم .
( طلوع الشمس من مغربها ، أو الدخان ) ، الدخان - أيضًا - من أشراط الساعة ، ولكن يجب أن نلاحظ هنا شيئين اثنين : الشيء الأول : أنه لم يأتِ في السنة الصحيحة كبير شيء يُذكر في وقت هذا الدخان الذي يكون من أشراط الساعة ، لكن الظاهر أنه دخان يعمُّ الناس جميعًا ؛ يعني كما لو تصوَّرنا أن غازًا مخنقًا من هذه الغازات التي يتظاهر بها الكفار اليوم بالاستكثار منها إرهابًا لأعدائها ، وقد يتصوَّرون أنه لو أُلقِيَ منها بعض القنابل لَأهلكت الحرث والنسل ، فهذا الدخان يكون من الله - عز وجل - وليس بواسطة أيِّ إنسان كطلوع الشمس من مغربها ، فالظاهر أن هذه الآية الدخان يكون عامًّا وشاملًا لأهل الأرض ، ولكن الله - عز وجل - يُعامل المؤمنين به معاملة خاصَّة كمثل ما يعاملهم يوم يأذن بإقامة الساعة على أهل الأرض ، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 263
- توقيت الفهرسة : 00:09:13
- نسخة مدققة إملائيًّا