ما هو المعلوم من الدين بالضرورة؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو المعلوم من الدين بالضرورة؟
A-
A=
A+
السائل : المعلوم من الدين بالضرورة مدى صحتها وإن كانت صحيحة معناها وضابطها؟
الشيخ : طبعا هي شيء صحيح لا يحتاج إلى بيان لأن معنى معلوم من الدين بالضرورة أن مجرّد كون المسلم مسلما فهو يعلم ذلك, وخلينا نضرب مثال كما يقولون في بلاد سورية نضربها علاوية لفوق لفوق هل يجهل المسلم أن أول ركن من أركان الإسلام هو لا إله إلا الله إي هذا شو الدليل عليه ؟هذا هو المقصود معلوم من الدين بالضرورة مجرد كون المسلم مسلما فهو يعلم هذا الشيء الذي يعبر عنه بأنه معلوم من الدين بالضرورة أنت بدك تصبر بقى لأن سؤالك كان له شعب قلنا نضرب مثال عالي جدا أخذنا أول ركن من أركان الإسلام هل يتصور مسلم ألا يعلم أن الزنا حرام وراح أضرب لك أمثلة على التنزل, راح أقول هل يتصور مسلم ألا يعلم حرمة الخمر إلى آخره لكن قد يشكل الأمر على بعض الناس من حيثية واحدة وهي الكلام عن المسلم الذي يعيش في جو إسلامي أما المسلم الذي هو حديث عهد بالإسلام فيمكن أن يخفى عليه بعض الأمور التي يعبر عنها العلماء والفقهاء بالقاعدة المسؤول عنها وهي قولهم " من المعلوم من الدين بالضرورة " مثلا رجل أوربي أو أمريكي يؤمن ويدخل في الإسلام لكن هو عايش في جو كله خمر كله لحومهم لحم الخنزير إلى آخره وهو بعد ما عرف من الإسلام إلا الشهادتين فهذا ممكن أن يجهل تحريم الخمر وتحريم لحم الخنزير وإلى آخره, هذا يختلف عن الأول فالمسلم الذي يعيش في جو إسلامي لا يعذر إذا جهل أمرا من هذه الأمور التي يقال إنها من المعلوم من الدين بالضرورة, ومن هنا نأخذ الرأي الصحيح في المسألة التي طالما يطرقها كثير من الناس اليوم ويختلفون فيها أشد الاختلاف وهي هل يعذر المسلم بجهله أو لا يعذر؟ الجواب لا بد من التفصيل, بعضه يعذر وبعضه لا يعذر ما كان من القسم الأول ما كان معلوما من الدين بالضرورة ومع ذلك فهو جهله فلا يعذر في ذلك, أما ما ليس كذلك فيعذر مثلا جاءتني بعض الأسئلة أن رجلا قضى سنين طويلة في رمضان وهو يجامع زوجته في النهار وهو لا يعلم أن المجامعة من المفطرات!! هذا لا يعذر, لأن هذا أمر معروف عند كل مسلم لكن هذا الظاهر أنه من المسلمين الجغرافيين يعني مسلم اسما ثم بالإضافة إلى ذلك ما عاش في الأجواء العلمية حتى في مثل هذه المواسم المباركة رمضان مثلا, فالخلاصة أن هناك مسائل يعذر ومسائل لا يعذر, التي يعذر فيها هي التي مما أشرنا آنفا حينما تكلمنا عن العلم بقسميه العيني والكفائي أن هناك مسائل تعرض للإنسان فلا يعرف حكمها عامة الناس لكن يعرفها خاصة من الناس علماء من الناس فقد يعذر من لا يعرفها ويكون يعني عبادته مقبولة عند الله تبارك وتعالى, أما أمور هي من الفروض العينية والتي دائما تتكرر مع المسلمين في جوهم الإسلامي فلا يعذر بجهله لها وبالتالي يكون قد جهل ما هو معلوم من الدين بالضرورة ما أدري إذا كنت أتيت على الإجابة عن كل سؤالك؟
السائل : ليس معناها أن لا يجوز أن تجهل هذه. يعني لا يتصور أن يكون هناك إنسان لا يعرفها المعلومات من الدين بالضرورة ليس هذا المعنى.
الشيخ : مش واضح عندي.
السائل : اللي فهمت منك أن القضية قضية عذر يعذر أم لا يعذر.
الشيخ : إي لكن مربوط أحدهما بالآخر ما كان معلوما من الدين بالضرورة فجهله المسلم فلا يعذر.
السائل : التعريف تعريف يا شيخنا هل يجوز أن تجهل إذا كانت معلومة من الدين بالضرورة؟
الشيخ : لا يجوز.
السائل : إذا كيف نوفق بينها مع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( أدركنا آبائنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها ولا ندري ما صلاة وما صيام وما زكاة ) .
الشيخ : نسيت القيد السابق الذي ذكرت لك جو إسلامي أنا ضربت لك بعض الأمثلة.
السائل : شيخ يقولون " أدركنا آبائنا " يعني هم ليسوا حديثي عهد بالكفر.
الشيخ : أخي أبائنا على ماذا كانوا على الجهل أمثالهم, الآن نحن نضرب مثلا واقعيا وكثيرا ما أنصح إخواننا اليوم كثير من المسلمين الذين يشهدون لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يصلون ويصومون وقد يكونون متعبدين أكثر من بعضنا على الأقل لكن لا يعلمون معنى لا إله إلا الله صح هذا وإلا لا؟
السائل : صحيح.
الشيخ : تعلم هذا أليس من المعلوم بالضرورة أن التوحيد يجب أن يكون بأقسامه الثلاثة المعروفة عند العلماء لكن شو رأي المجتمعات الإسلامية ماذا يغلب عليها اليوم كنا نتكلم مع بعض الناس سألناهم ما معنى لا إله إلا الله؟ قالوا لا معبود إلا الله, قلنا هذا خطأ هذا ليس توحيدا إنما التوحيد لا معبود بحق إلا الله, كلمة بحق اليوم أكثر المسلمين لا يعلمونها لماذا؟ لأنهم يعيشون في جو حتى العلماء منهم إلا من قلّ لا يعرفون بالتالي فاقد الشيء لا يعطيه فهم لا يبينون للناس معنى هذه الكلمة التي هي مفتاح الجنة فهذا المجتمع هو ذاك المجتمع الذي عم تحتج بحديث حذيفة فيه فنحن لما نقول مجتمع إسلامي قائم على معرفة الأحكام الشرعية ومسلم يعيش فيها فهو يعذر ولا يعذر, أما حينما يعود المجتمع الإسلامي مجتمع في فهمه للإسلام كأي مجتمع لا إسلامي فذاك شيء آخر هو كالذي ضربت لك مثلا إنه لا يعرف أن الخمر حرام ولحم الخنزير حرام, لماذا؟ لأنه أسلم في مجتمع كافر لكن القضية قضية ملاحظة دقة مجتمع إسلامي هل هذه الدقة متحققة في مجتمع ما أم لا؟ فإذًا لا بد أن تراعي هذه الحقيقة فحديث حذيفة يتحدث عن مجتمع وجدوا آباءهم عليه بدون فهم كما هو الوضع الآن مع الأسف فقوله تعالى (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) ليس معناه فاعلم أنه لا رب إلا الله وإنما معناه فاعلم أنه لا إله أي لا معبود وليس هذا فقط بل لا بد من ضم بحق فمعنى هذه الكلمة لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله وهذا معناه أن المعبودات في هذه الأرض كثيرة وكثيرة جدا (( وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً )) والآية الأخرى تقول (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى )) فإذًا فالمعبودات كثيرة كيف يقال لا معبود إلا الله هذا معناه القول بوحدة الوجود لأنهم يقولون كلما تراه بعينك فهو الله ويقولون لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار, فإذًا التوحيد بالمفهوم الصحيح لا معبود بحق في الوجود إلا الله هذا مع الأسف أمر ضروري جدا ولكن صدق الله (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) .

مواضيع متعلقة