ما حكم المتاجرة في العملة ؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال الآخر هو ... العملة الصَّعبة ، منذ سنوات ... اجتماع مع بعض أهل العلم ... في الجزائر ... ينتظر دور خمس سنين ... لِيُتاح له شراء سيارة ، البعض - مثلًا - له ... في أوربا فهم - مثلًا - يقولون لهم : تعطونا - مثلًا - عشرة آلاف فرنك فرنسي .
الشيخ : ... .
السائل : عشرة آلاف فرنك فرنسي ... ونعطيكم بالجزائر عشرين ألف - مثلًا - أو ثلاثين ألف دينار جزائري ... فرق العملة ... ؟
الشيخ : أنا رأيي في الموضوع المتاجرة بالعملة لا يجوز إلا في حدود الضرورة ، يعني ... تختلف العملة يبيع ويشتري ويتاجر بها ؛ هذا لا يجوز ، أما في حدود الضرورة فما في مانع ، فالصورة التي أنت تسأل عنها من جملة الصور ... فإن كان في ضرر ... وإلا فلا ! والسبب في هذا هو أن العملة الورقية معروف لدى جميع الناس أنها ليس لها قيمة ذاتية ، إنما لها قيمة عرفية ، وهذه القيمة العرفية كانت سابقًا مدعمة بنسبة معيَّنة من الذهب ؛ بمعنى كل شخص في أيِّ دولة يمتلك شيء من هذه الأوراق العملة الورقية له الحقُّ أن يأخذ مقابلها من الذهب النسبة المفروض لهذه العملة ، والأصل في الشرع أن الذهب مِثْلًا بمثل ويدًا بيد ، ما يجوز التفاضل إطلاقًا ، الآن العملة هذه الورقية طالعة ونازلة كل يوم بسعر شكل ، فمقابل إيش هذا الطُّلوع وهذا النزول مع أنَّ الذهب ذهب لا يطلع ولا ينزل ؟ الذهب مقابل ذهب ما يطلع وما ينزل ، بينما العملة هذه الورقية عم تطلع وتنزل ، حتى أقوى العملات الأمريكية والانكليزية واليابانية - مثلًا - كمان عم تطلع وتنزل ، لكن الدول الضعيفة الهبوط يعني صورة رهيبة جدًّا ، والمثال واضح الدينار العراقي مع الدينار الأردني ، كان أعرفه ... أعرف الدينار لما إجيت هنا وسكنت الدينار العراقي أغلى من الدينار الأردني .
سائل آخر : الدينار بعشرة ... .
الشيخ : إي ، الآن ثلاثة دنانير عراقية تشتريها بإيه ؟ بدينار أردني ، الليرة السورية لما إجيت هنا كان الدينار الأردني عشر ليرات سورية ، الآن عشرين ليرة .
سائل آخر : تسعة وعشرين ليرة .
الشيخ : قد إيه ؟
سائل آخر : تسعة وعشرين ليرة .
الشيخ : تسعة وعشرين ! شو هذا ؟ شو السبب ؟ السبب متاجرة لعب بين الدول الكبيرة بالدول الصغيرة ، أمريكا - مثلًا - لما يكون من مصلحتها أنها تطرح الدولار بتغذِّيه ، والعكس بالعكس تمامًا ؛ فلذلك ما يتعامل المسلم بالمتاجرة بالعملة الورقية لهذا السبب إلا في حدود الضرورة .
سائل آخر : ... الضرورة .
الشيخ : يقدِّرها الإنسان ، الضرورة لا تُحدَّد بالنسبة للناس جميعًا .
سائل آخر : مين اللي يصرف وقتها ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : اللي يصرف العملة وقتها لح يكون صرَّاف عشان يأخذ ... ؟
الشيخ : لا تاكل هم مين رح يصرف ، أنت عم تتصوَّر أنك عايش في مجتمع إسلامي .
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنت عم تتصوَّر أنك عايش في مجتمع إسلامي ، يوم تتصور المجتمع الإسلامي ... المشكلة كلها ، واضح ولَّا لأ ؟
سائل آخر : واضح ؟
سائل آخر : طبعًا نحن عايشين الآن في مجتمع غير إسلامي ؟
الشيخ : طبعًا .
سائل آخر : طيب ؛ نحن وضعنا كيف يعني ... ؟
الشيخ : بس أنت لما تذكر أنك عايش في مجتمع إسلامي .
سائل آخر : طبعًا ... .
الشيخ : سامحك الله ! لما تذكر أنك عايش في مجتمع غير إسلامي لازم تذكر شيء آخر ؛ إما أن تكون فيه غريبًا أو أن تكون فيه قريبًا ، فالذي يحلو لك تبنَّه ، ما الذي تريد أن تتبنَّاه ؟
سائل آخر : أني أكون غريب !
الشيخ : طيب ؛ هو الغرباء ! [ الجميع يضحك ! ] .
السائل : شيخنا ، الآن حكاية الصرافة هذه ، حكاية الصرافة ، الآن معي شيك منشان الصرافة ، قبل ما أنزل على البلد وأدفع مواصلات وأعطِّل نفسي مرِّيت على واحد هون فاتح محل صرافة ، فأعطيته إياه خصم بالمئة كذا على حسب قيمة الشيك ، بيجوز هذه الطريقة ؟
الشيخ : خصم بمعنى أنُّو اشتراه بأقل ممَّا لو نزلْتَ هناك ؟
سائل آخر : طبعًا .
السائل : إي نعم ، وأنا عارف لو بدي أنزل هناك ح يكلِّفني أقل من الثلث بين مواصلات وذهاب وإياب .
الشيخ : هَيْ بقى ضرورة كما قلنا آنفًا .
سائل آخر : بس سؤال .
السائل : معليش ، في موضوع ، الله يرضى عليك . الآن - يا شيخي - وضع الجنيه المصري والدينار الأردني يكونوا كدا ؟
الشيخ : لا تتاجر ، بس لا تتاجر .
السائل : أنا ما بدي أتاجر .
الشيخ : هلق بتشوف .
تفضل .
السائل : حاضر .
في يوم بلغني أن الجنية المصري يبقى واحد وثلاثين قرش ، أو ثلاثين قرش ، أو تسع وعشرين قرش ، وفي يوم بلاقي الجنيه المصري - ما شاء الله ! - ... أربعة وثلاثين ، فلما ... أحول كثير من إخواننا المصريين إيش بيساووا ؟ لما يوصل للثلاثين قرش تسعة وعشرين قرش يروحوا على طول بسرعة ، بل ويستفيدوا أحيانًا من كثرة الدنانير الأردنية لكي يحولوه عشان يستفيدوا من فارق العملة ؛ يجوز هذا ؟
الشيخ : ما صدَّقتني !! قلت لك : لا تتاجر قبل ما تكمِّل كلامك ! ما صدَّقتني !
السائل : لا يجوز يعني ؟
الشيخ : لا ، ما يجوز يتقصَّد الإنسان ؛ لأنُّو هَيْ التجارة ، هدول الصَّرَّافين شو بيساووا غير هيك يعني ؟ غير هيك يعملوا الصَّرَّافين ؟ إذًا يفلسوا ؛ صح ولَّا لأ ؟
السائل : صحيح .
الشيخ : ... .
السائل : عشرة آلاف فرنك فرنسي ... ونعطيكم بالجزائر عشرين ألف - مثلًا - أو ثلاثين ألف دينار جزائري ... فرق العملة ... ؟
الشيخ : أنا رأيي في الموضوع المتاجرة بالعملة لا يجوز إلا في حدود الضرورة ، يعني ... تختلف العملة يبيع ويشتري ويتاجر بها ؛ هذا لا يجوز ، أما في حدود الضرورة فما في مانع ، فالصورة التي أنت تسأل عنها من جملة الصور ... فإن كان في ضرر ... وإلا فلا ! والسبب في هذا هو أن العملة الورقية معروف لدى جميع الناس أنها ليس لها قيمة ذاتية ، إنما لها قيمة عرفية ، وهذه القيمة العرفية كانت سابقًا مدعمة بنسبة معيَّنة من الذهب ؛ بمعنى كل شخص في أيِّ دولة يمتلك شيء من هذه الأوراق العملة الورقية له الحقُّ أن يأخذ مقابلها من الذهب النسبة المفروض لهذه العملة ، والأصل في الشرع أن الذهب مِثْلًا بمثل ويدًا بيد ، ما يجوز التفاضل إطلاقًا ، الآن العملة هذه الورقية طالعة ونازلة كل يوم بسعر شكل ، فمقابل إيش هذا الطُّلوع وهذا النزول مع أنَّ الذهب ذهب لا يطلع ولا ينزل ؟ الذهب مقابل ذهب ما يطلع وما ينزل ، بينما العملة هذه الورقية عم تطلع وتنزل ، حتى أقوى العملات الأمريكية والانكليزية واليابانية - مثلًا - كمان عم تطلع وتنزل ، لكن الدول الضعيفة الهبوط يعني صورة رهيبة جدًّا ، والمثال واضح الدينار العراقي مع الدينار الأردني ، كان أعرفه ... أعرف الدينار لما إجيت هنا وسكنت الدينار العراقي أغلى من الدينار الأردني .
سائل آخر : الدينار بعشرة ... .
الشيخ : إي ، الآن ثلاثة دنانير عراقية تشتريها بإيه ؟ بدينار أردني ، الليرة السورية لما إجيت هنا كان الدينار الأردني عشر ليرات سورية ، الآن عشرين ليرة .
سائل آخر : تسعة وعشرين ليرة .
الشيخ : قد إيه ؟
سائل آخر : تسعة وعشرين ليرة .
الشيخ : تسعة وعشرين ! شو هذا ؟ شو السبب ؟ السبب متاجرة لعب بين الدول الكبيرة بالدول الصغيرة ، أمريكا - مثلًا - لما يكون من مصلحتها أنها تطرح الدولار بتغذِّيه ، والعكس بالعكس تمامًا ؛ فلذلك ما يتعامل المسلم بالمتاجرة بالعملة الورقية لهذا السبب إلا في حدود الضرورة .
سائل آخر : ... الضرورة .
الشيخ : يقدِّرها الإنسان ، الضرورة لا تُحدَّد بالنسبة للناس جميعًا .
سائل آخر : مين اللي يصرف وقتها ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : اللي يصرف العملة وقتها لح يكون صرَّاف عشان يأخذ ... ؟
الشيخ : لا تاكل هم مين رح يصرف ، أنت عم تتصوَّر أنك عايش في مجتمع إسلامي .
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنت عم تتصوَّر أنك عايش في مجتمع إسلامي ، يوم تتصور المجتمع الإسلامي ... المشكلة كلها ، واضح ولَّا لأ ؟
سائل آخر : واضح ؟
سائل آخر : طبعًا نحن عايشين الآن في مجتمع غير إسلامي ؟
الشيخ : طبعًا .
سائل آخر : طيب ؛ نحن وضعنا كيف يعني ... ؟
الشيخ : بس أنت لما تذكر أنك عايش في مجتمع إسلامي .
سائل آخر : طبعًا ... .
الشيخ : سامحك الله ! لما تذكر أنك عايش في مجتمع غير إسلامي لازم تذكر شيء آخر ؛ إما أن تكون فيه غريبًا أو أن تكون فيه قريبًا ، فالذي يحلو لك تبنَّه ، ما الذي تريد أن تتبنَّاه ؟
سائل آخر : أني أكون غريب !
الشيخ : طيب ؛ هو الغرباء ! [ الجميع يضحك ! ] .
السائل : شيخنا ، الآن حكاية الصرافة هذه ، حكاية الصرافة ، الآن معي شيك منشان الصرافة ، قبل ما أنزل على البلد وأدفع مواصلات وأعطِّل نفسي مرِّيت على واحد هون فاتح محل صرافة ، فأعطيته إياه خصم بالمئة كذا على حسب قيمة الشيك ، بيجوز هذه الطريقة ؟
الشيخ : خصم بمعنى أنُّو اشتراه بأقل ممَّا لو نزلْتَ هناك ؟
سائل آخر : طبعًا .
السائل : إي نعم ، وأنا عارف لو بدي أنزل هناك ح يكلِّفني أقل من الثلث بين مواصلات وذهاب وإياب .
الشيخ : هَيْ بقى ضرورة كما قلنا آنفًا .
سائل آخر : بس سؤال .
السائل : معليش ، في موضوع ، الله يرضى عليك . الآن - يا شيخي - وضع الجنيه المصري والدينار الأردني يكونوا كدا ؟
الشيخ : لا تتاجر ، بس لا تتاجر .
السائل : أنا ما بدي أتاجر .
الشيخ : هلق بتشوف .
تفضل .
السائل : حاضر .
في يوم بلغني أن الجنية المصري يبقى واحد وثلاثين قرش ، أو ثلاثين قرش ، أو تسع وعشرين قرش ، وفي يوم بلاقي الجنيه المصري - ما شاء الله ! - ... أربعة وثلاثين ، فلما ... أحول كثير من إخواننا المصريين إيش بيساووا ؟ لما يوصل للثلاثين قرش تسعة وعشرين قرش يروحوا على طول بسرعة ، بل ويستفيدوا أحيانًا من كثرة الدنانير الأردنية لكي يحولوه عشان يستفيدوا من فارق العملة ؛ يجوز هذا ؟
الشيخ : ما صدَّقتني !! قلت لك : لا تتاجر قبل ما تكمِّل كلامك ! ما صدَّقتني !
السائل : لا يجوز يعني ؟
الشيخ : لا ، ما يجوز يتقصَّد الإنسان ؛ لأنُّو هَيْ التجارة ، هدول الصَّرَّافين شو بيساووا غير هيك يعني ؟ غير هيك يعملوا الصَّرَّافين ؟ إذًا يفلسوا ؛ صح ولَّا لأ ؟
السائل : صحيح .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 76
- توقيت الفهرسة : 00:10:20
- نسخة مدققة إملائيًّا