ما البديل اليوم عن البنوك.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما البديل اليوم عن البنوك.؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال الثاني ... فبما أنه حتى البنوك الإسلامية هي يعني ليست إسلامية في الحقيقة فيأتي بعض الناس فيقول ما البديل إذن بحجة يعني ؟

الشيخ : هذه كليشة العصر الحاضر كلما أشكل الأمر على بعض الناس يقول: يا أخي هات البديل ، طيب أنا بدي بشوف لك البديل ، ولّا أنت ولّا... المجتمع الإسلامي الذي يوجد البديل فما هو البديل؟ البديل في القرآن الكريم يا جماعة قال تعالى: (( ومن يتقِ الله يجعل مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) - لا إله إلا الله - يقول الرسول عليه السلام وأرجو الانتباه لهذا الحديث وما سنبني عليه إن شاء الله من بنيان صحيح (ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله قال: لا انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ) حب الدنيا وكراهية الموت هو سبب تداعي الأمم كما هو مشاهد الآن ، الأمم الكافرة كلها تتداعى وتتطاوع وتتجاوب في سبيل السيطرة على العالم الإسلامي سيطرة معنوية فكرية عقدية سيطرة مادية محضة لماذا ؟ جاء الجواب في حديث آخر ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلّاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) إذن البديل الجواب هنا في الحديث (حتى ترجعوا إلى دينكم) فإذا كان التعامل بالربا محرما كانت البنوك أساسها على هذا المحرم فالذي يريد البديل هل يريد الشرع يمشي مع هواه وهو لا يمشي مع هوى الشرع الذي قال: حتى ترجعوا إلى دينكم؟! إذن البديل كما قال رب العالمين: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) إذن البديل أن نرجع إلى ديننا أن نرجع إلى أحكام ربنا كما ابتدأنا الجواب بالآية السابقة (( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) نحن اليوم نحن اليوم معشر المسلمين لبعدنا عن التصفية والتربية التي ذكرناها قبل صلاة العشاء نريد أن نحقق أهدافنا المادية الشخصية بطريقة سواءً كانت شرعية أو غير شرعية إذن نحن هدفنا تحقيق أهوائنا وليس هدفنا طاعة ربنا واتباع نبينا عليه السلام إذن (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما أنفسهم )) ، نحن نذكر حقيقة تاريخية لا جدال فيها العرب الأولون حينما بُعث فيهم الرسول عليه السلام كان وضعهم المادي شرا من وضعنا كانوا فقراء وكان من حولهم أغنياء الروم وفارس ومع ذلك فالله عز وجل نصر نبيه ومن آمن معه وما آمن معه إلّا قليل ومع هذه القلة كانوا يعيشون في فقر مدقع ومن يقرأ سيرة الرسول عليه السلام يجد العجب العجاب أنه يبيت طاويا لا يجد ما يسد رمق جوعه مع ذلك وهو سيد البشر وعامة الصحابة فقراء مع ذلك نصرهم الله على فارس والروم ، هل انتصروا بالمادة؟ لا , نحن الآن نريد العكس تماما ، أعرضنا عن الإيمان الحق ونريد أن نتكالب على الدنيا ونتساهل حينما يأتي الحكم الشرعي هذا حرام ما هو البديل؟ البديل قال عليه الصلاة والسلام: ( يأيها الناس إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإنما عند الله لا ينال بالحرام ) نحن لا نفكر الآن في مثل هذا الحديث ( إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب ) أي اطرقوا السبيل الجميل المشروع في طلب الرزق ( فإنما عند الله لا ينال بالحرام ) إذن التقوى هي أساس السعادة في الدنيا قبل الآخرة فإيّاكم أن تحكوا إلّا من باب ناقل الكفر ليس بكافر أن تقولوا ما هو البديل إيّاكم أن تقولوا هذا الكلام لأن هذا يصادم شريعة الإسلام كلها من أصلها ، أما إذا كان ينقل عن غيره ليعرف الجواب فلا بأس من ذلك على تلك القاعدة ناقل الكفر ليس بكافر .

مواضيع متعلقة