الرد على إنكار رشيد رضا وشلتوت نزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي .
A-
A=
A+
الشيخ : ... عفوا أنا جعلت الاستطراد طويلا جدا يعني كنت أتكلم عن السيد رشيد رضا وأنني استفدت منه لكن رأيت منه بعض الانحرافات ، منها بسبب رده على القاديانية والقاديانيون يدعون من دعاويهم الباطلة أن ميرزا غلام أحمد القادياني هو عيسى المبشر به في الأحاديث وهذا أيضا من تأويلهم الباطلة ( لينزلن فيكم عيسى بن مريم حكما عدلا ) ، ليس المقصود عيسى وإنما لمضاف محذوف تقديره مثيل عيسى ؛ لف ودوران ؛ من هو هذا المثيل ؟ ميرزا غلام أحمد القادياني ؛ فالسيد رشيد رضا رحمه الله كأنه شعر أنه ما استطاع أن يقيم الحجة عليهم حجة دامغة قاهرة إلا بالتشكيك في أحاديث نزول عيسى عليه السلام ، عشان إيش ؟ من أجل أن يخلص الجمهور المتأثر بالقاديانية ، فلا عيسى ولا مهدي ؛ كذلك قلنا بالنسبة لمعرفته وعلمه :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " .
وأنا كتبت في بعض ما كتبت من المؤلفات والكتب إن السبيل في كل هذه الأمثلة وسواها ليس هو التأويل الذي هو أخو التعطيل وإنما هو فهم النصوص فهما جيدا كمسلمين حتى لا يقعوا في انحراف سلبي أو إيجابي ؛ نعود إلى مسألة القدر وهي مشكلة المشاكل في الواقع من يوم ولدت المعتزلة إلى اليوم ؛ المعتزلة يقولون إذا قلنا إن الله عزوجل قدر على الإنسان الإيمان والكفر والخير والشر فهذا معناه أنه مجبور لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ؛ إذا ما المخرج عندهم ؟ لا قدر ، إذا ماذا نقول في الآيات التي أثبتت القدر ؟ نؤولها بالمعنى الذي سمعته ، العلم ، آه ؛ لكن ما استفادوا شيئا من هذا الإنكار ؛ لأنه لا فرق بين كل المؤمنين الذين يؤمنون بالعلم الإلهي وبين أكثر المؤمنين أيضا بالقدر الإلهي من حيث المشكلة التي أوردها المعتزلة ، لا فرق بين العقيدتين ، عقيدة الإيمان بالعلم الإلهي الأزلي والإيمان بالقدر الإلهي لا فرق من حيث المشكلة ؛ ما هي المشكلة ؟ قالوا إذا قلنا إن الله قدر وكتب الإيمان والكفر ، والخير والشر لزم منه الجبر ، كذلك نقول نحن لاشك ولاريب عند كل المؤمنين بالقدر الإلهي أنه وفق العلم الإلهي ، كذلك الكتابة الإلهية على مراحلها المتعددة كما شرح ذلك الإمام ابن القيم في كتابه العظيم المسمى إيش ؟ بالحكمة والقدر والتعليل نعم " شفاء الغليل " نعم أحسنت ؛ فهناك مراحل للكتابة ، كل هذا الكتابة الأولى و الأخيرة التي والولد في بطن أمه ، طبعا بطبيعة الحال على وفق العلم الإلهي ؛ فإذا الإشكال الذي أوردوه لا يزال قائما بمعنى حذفنا الآن من أذهاننا ما حذفوه هم من عقائدهم وهو القدر الإلهي ؛ طوينا عنه صفحة مؤقتة ، كذلك الكتابة الإلهية وأن نتفق معهم هناك العلم ، أو هم يتفقون معنا ؛ طيب سبق في العلم الإلهي أن فلانا سيكفر ؛ هل يمكن أن يتغير العلم الإلهي ؟ طبعا لا ؛ طيب الكتابة الإلهي يتغير ؟ لا ، القدر الإلهي يتغير ؟ لا ؛ فما الذي استفدتموه من قولكم لا قدر ؟ واضح ؟ إذا يجب الإيمان بكل ما جاء من العلم والكتابة والقدر وتأويل ذلك بما يتفق مع الأدلة الأخرى .
أي نعم يا سيدي كنا وصل بنا الحديث إلى المعتزلة ، أيوه فما استفادوا شيئا من انكارهم القدر بحجة أنه إذا كان القدر لا يتغير ؛ فإذا صار المكلف مجبورا ؛ نقول لهم هل العلم الإلهي يتغير ؟ سيكون الجواب العلم الإلهي ما يتغير ، فسيكون جوابهم أنه لا يتغير ؛ إذا هل سبق في العلم الإلهي أن فلان سعيد فلان شقي ؟ فمن قولهم أنه أحاط بكل شيء علما، إذا لا يتغير ؛ فما جوابكم عن العلم الإلهي الذي لا يتغير فهو جوابنا عن القدر الإلهي الذي لا يتغير ؛ هذا كما لا يخفاكم جواب جدلي لكنه حق ؛ لكن عندي جواب آخر ، ما سبق في العلم الإلهي أو في القدر الإلهي هو بلاشك يوافق ما سيقع ، لا يختلف قيد شعرة ؛ وإذا كان الأمر كذلك فنحن نرد على كل من الفريقين المعتزلة وخصومهم الجبرية الجواب يشمل الفريقين معا ، ثم نعود على الجبرية بتفصيل لا يحتاجه المعتزلة ؛ إنهم معنا في أن العلم الإلهي يعرف الوقائع على حقائقها الجلية ، ونحن نعلم من واقع المكلفين أن أعمالهم وحياتهم فيها ما هم مختارون ضرورة وما هم مجبورون أيضا ؛ نبدأ بعمل القلب ، عمل القلب مجبورون فيه لأنه من خلق الله الذي ليس للبشر فيه خيرة ، ولذلك إذا شاء الله عزوجل عطّل هذه الحركة بإماتة صاحبها ؛ كذلك نقول في كون زيد من الناس طويل آخر قصير بدين نحيف و و إلى آخر ما هنالك ، هنا يصدق قوله تعالى : (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) لكن هناك أمور أخرى تتعلق بهذا الإنسان المجبور من هذه الزاوية ، هناك أمور أخرى تصدر منه باختياره ؛ الآن أنا أتكلم وأنتم تصغون وأحيانا تتكلمون أيضا معنا ، هل أنتم يا معشر المعتزلة ، طبعا الجبرية لهم خطاب آخر قلنا آنفا ، أنتم معشر المعتزلة تقولون إننا نحن الآن في هذا الكلام مختارون أم مجبرون ؟ سيكون من قولهم مختارون ؛ طيب في الحالة الأولى أو الأمثلة الأخرى مختارون أم مجبورون ، يعني في كون حركات القلب وكون إنسان طويل وآخر قصير وأبيض وأسود وأسمر إلى آخره ، مختارون أم مجبورون ؟ لا يستطيعوا أن يقولوا مختارون ؛ إذا هذا الواقع بقسميه بصورتيه سبق في علم الله عزوجل ، سبق في علم الله عزوجل ، العلم يشملها الصورتين ؛ ننزل الآن إلى ما أنكرتم من القدر ، القدر يشملهما أيضا لأننا قلنا إن القدر الإلهي وفق العلم الإلهي فما في اختلاف بينهما من حيث أنه يكتشف الواقع على حقيقته ، يكتشفان الواقع على حقيقته قبل وقوعه ؛ فمن هذه الحيثية القدر مطابق للعلم الإلهي ؛ إذا أين الإشكال إذا كان ما قدره الله من القسم الأول فأنا لا أسئل عنه ؛ لأني لا إرادة لي ، كون واحد أسود فاحم قد يعير الأبيض بسواد بشرته مثلا لكن لا يعير لأن هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ؛ لكن أنا إذا انحرفت أو شتمت أعير لماذا ؟ لأنه من القسم الآخر في إرادته ؛ فإذا ما هو الإشكال في انكاركم القدر والقدر يكتشف الواقع بقسميه ؛ نحن آنفا ضربنا القسم الأول لأنه واضح لا جدل فيه إطلاقا وهو مفهوم لدى الجميع ؛ الآن نضرب مثلا في أعمالنا نحن التي تصدر من جوارحنا ، إنسان رمى عصفورا فأصاب إنسانا فقتله ؛ هذا قتل خطأ ، لكن بفعل أيش ؟ الإنسان مش بفعل الإلهي مباشرة كما هو القسم الأول ؛ هذا سبق في العلم الإلهي هذا العمل أم لا ؟ بلى ؛ ولذلك كان من العدل الإلهي أنه لن يواخذه في الآخرة ؛ لأنه قتله خطأ ؛ طيب كذلك نحن نقول نحن المؤمنين بالقدر الإلهي القدر الإلهي سجل علي هذا الخطأ ، هذا القتل خطئا ولذلك ما يؤاخذني ؛ لكن إنسان آخر وفي ليلة لا قمر فيها رصد خصما له وهيأ لقتله فرماه ببندقية أو طعنه بخنجره هل يستوي هذا وذاك ؟ لا يستويان مثلا ، آه ، هذا متعمد وكما يقولون في القضاء اليوم عن سابق تصميم وإصرار ، كلاهما الصورتان سبقتا في العلم الإلهي بلاشك لأنه أحاط بكل شيء علما ؛ فما المانع يا معتزلة أن يكون هذا العلم الإلهي سجل في اللوح المحفوظ فكان قدرا ؟ القدر إذا يحيط بالواقع على حقيقته إن كان جبرا لا مؤاخذة وإن كان اختيارا فهنا مؤاخذة ؛ فلماذا تخشون من القول بالقدر ؛ واضح هذا الجواب ؟ هذا الجواب ملزم بالإيمان بالقدر ، كذلك الجواب الأول لكن ذاك جواب جدلي وهذا مؤكد لذاك الجواب ؛ على هذا يجب أن تعالج كل العقائد الإسلامية الصحيحة منها قضية نزول عيسى عليه السلام ، أشكل الأمر على السيد رشيد رضا رحمه الله ، ومنه استقينا نحن هذا المنهج السلفي والحديثي ، وأشكل على كثير من علماء الأزهر كشلتوت وأمثاله أنكروا عقيدة نزول عيسى عليه السلام بآخر الزمان لماذا ؟ قالوا لأن كثيرا من الناس ادعوا العيسوية ، وهذا غلام أحمد القادياني ، كثير منهم ادعوا المهدوية وجاركم هناك في السودان المهدوي هذا معروف وفي التاريخ الإسلامي كثير ممن ادعى العيسوية وادعى المهدوية ؛ إذا سدا لباب هذه الدعوات الباطلة نريح الناس من عقيدة نزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي ؛ هذا خطأ ومعالجة الخطأ بخطأ مثله وشر منه ؛ أنا قلت في بعض ما كتبت ردا على هؤلاء ، أنا أخشى ما أخشى أن يأتي يوم يعالج فيه بعضهم الإلهية فينكرها ؛ لأن الفراعنة ما انتهوا بعد ؛ فبعضهم يدعي الإلوهية ؛ فلنريح الناس من هذه الدعوة وهي أبطل الباطل ننهي الألوهية وانتهت المشكلة ؛ هل هذا معالجة صحيحة ؟ نحن نقول أخيرا نزول عيسى عقيدة صحيحة آمن بها السلف فتبعهم الخلف على هدى من ربهم ؛ لكن ليس في هذه الأحاديث ولا في أحاديث المهدي عليهما السلام أن على المسلمين أن لا يعملوا لإسلامهم ولعزة دينهم حتى ينزل عيسى ويخرج المهدي ، لا يوجد في هذه الأحاديث كلها ما يشعر لهذا الفهم الخاطئ الذي وقع في بعض المسلمين ؛ ولذلك أنكر بعض المصلحين هذه الأحاديث من أجل إزالة العثرة بزعمهم من طريق عامة المسلمين ما في فائدة ما في فائدة لا ينزل عيسى ويخرج المهدي ؛ هذا فهم خطأ كما فهم الجبريون من القدر وهو ومعهم المعتزلة ثم أنكروا الجبر وأنكروا معهم القدر ؛ مادام لا يوجد في الأحاديث الصحيحة التي نزلت في عيسى عليه السلام وفي خروج المهدي ما يشعرنا بالتواكل على مجيئهما ، إذا يجب علينا أن نعمل لأن عيسى إن نزل وجد الأرض مهيئة لقائد يقودهم ، وإذا نزل عيسى عليه السلام والمسلمون كما هم اليوم أنا أقول هذا الكلام مؤمنا به سوف لا يستطيع عيسى أن يجمع المسلمين في لحظة في يوم وليلة يجمع المسلمين الصالحين منهم بطبيعة الحال حول قيادته ؛ لأنه سوف لا يكون في اعتقادي أحزم وأقدر على جمع قلوب الناس حوله من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو لبث في قومه عشرين سنة حتى استطاع أن أوجد هذه النواه التي غذاها الله عزوجل في قوته وعلمه ثم امتددت ظلالها كما تعلمون في التاريخ الإسلامي ؛ فإذا عيسى عليه السلام يجب أن لا نتصور أنه ينزل إلا والأرض قد هيئت له لقبوله ؛ إذا ينبغي أن نفهم أحاديث النزول والخروج بأنها تحض المسلمين على العمل لإعادة الإسلام إلى مجده الغابر ، لا أن ينتظروا عيسى والمهدي ليعيد لهم المجد الغابر ، إذا آمنا هكذا فما المشكلة من أحاديث عيسى وخروج المهدي ؟ لا إشكال أبدا ، دائما المشاكل تأتي من سوء فهم النصوص ، وهذه الحقيقة نقطة مهمة جدا في نزول عيسى عليه السلام في العالم الإسلامي من حيث أنهم أساءوا فهم بعض النصوص فأساءوا فهم نصوص أخرى ؛ ونسأل الله عزوجل أن يوفقنا جميعا وإياكم للفهم الصحيح عن الله ورسوله .
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " .
وأنا كتبت في بعض ما كتبت من المؤلفات والكتب إن السبيل في كل هذه الأمثلة وسواها ليس هو التأويل الذي هو أخو التعطيل وإنما هو فهم النصوص فهما جيدا كمسلمين حتى لا يقعوا في انحراف سلبي أو إيجابي ؛ نعود إلى مسألة القدر وهي مشكلة المشاكل في الواقع من يوم ولدت المعتزلة إلى اليوم ؛ المعتزلة يقولون إذا قلنا إن الله عزوجل قدر على الإنسان الإيمان والكفر والخير والشر فهذا معناه أنه مجبور لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ؛ إذا ما المخرج عندهم ؟ لا قدر ، إذا ماذا نقول في الآيات التي أثبتت القدر ؟ نؤولها بالمعنى الذي سمعته ، العلم ، آه ؛ لكن ما استفادوا شيئا من هذا الإنكار ؛ لأنه لا فرق بين كل المؤمنين الذين يؤمنون بالعلم الإلهي وبين أكثر المؤمنين أيضا بالقدر الإلهي من حيث المشكلة التي أوردها المعتزلة ، لا فرق بين العقيدتين ، عقيدة الإيمان بالعلم الإلهي الأزلي والإيمان بالقدر الإلهي لا فرق من حيث المشكلة ؛ ما هي المشكلة ؟ قالوا إذا قلنا إن الله قدر وكتب الإيمان والكفر ، والخير والشر لزم منه الجبر ، كذلك نقول نحن لاشك ولاريب عند كل المؤمنين بالقدر الإلهي أنه وفق العلم الإلهي ، كذلك الكتابة الإلهية على مراحلها المتعددة كما شرح ذلك الإمام ابن القيم في كتابه العظيم المسمى إيش ؟ بالحكمة والقدر والتعليل نعم " شفاء الغليل " نعم أحسنت ؛ فهناك مراحل للكتابة ، كل هذا الكتابة الأولى و الأخيرة التي والولد في بطن أمه ، طبعا بطبيعة الحال على وفق العلم الإلهي ؛ فإذا الإشكال الذي أوردوه لا يزال قائما بمعنى حذفنا الآن من أذهاننا ما حذفوه هم من عقائدهم وهو القدر الإلهي ؛ طوينا عنه صفحة مؤقتة ، كذلك الكتابة الإلهية وأن نتفق معهم هناك العلم ، أو هم يتفقون معنا ؛ طيب سبق في العلم الإلهي أن فلانا سيكفر ؛ هل يمكن أن يتغير العلم الإلهي ؟ طبعا لا ؛ طيب الكتابة الإلهي يتغير ؟ لا ، القدر الإلهي يتغير ؟ لا ؛ فما الذي استفدتموه من قولكم لا قدر ؟ واضح ؟ إذا يجب الإيمان بكل ما جاء من العلم والكتابة والقدر وتأويل ذلك بما يتفق مع الأدلة الأخرى .
أي نعم يا سيدي كنا وصل بنا الحديث إلى المعتزلة ، أيوه فما استفادوا شيئا من انكارهم القدر بحجة أنه إذا كان القدر لا يتغير ؛ فإذا صار المكلف مجبورا ؛ نقول لهم هل العلم الإلهي يتغير ؟ سيكون الجواب العلم الإلهي ما يتغير ، فسيكون جوابهم أنه لا يتغير ؛ إذا هل سبق في العلم الإلهي أن فلان سعيد فلان شقي ؟ فمن قولهم أنه أحاط بكل شيء علما، إذا لا يتغير ؛ فما جوابكم عن العلم الإلهي الذي لا يتغير فهو جوابنا عن القدر الإلهي الذي لا يتغير ؛ هذا كما لا يخفاكم جواب جدلي لكنه حق ؛ لكن عندي جواب آخر ، ما سبق في العلم الإلهي أو في القدر الإلهي هو بلاشك يوافق ما سيقع ، لا يختلف قيد شعرة ؛ وإذا كان الأمر كذلك فنحن نرد على كل من الفريقين المعتزلة وخصومهم الجبرية الجواب يشمل الفريقين معا ، ثم نعود على الجبرية بتفصيل لا يحتاجه المعتزلة ؛ إنهم معنا في أن العلم الإلهي يعرف الوقائع على حقائقها الجلية ، ونحن نعلم من واقع المكلفين أن أعمالهم وحياتهم فيها ما هم مختارون ضرورة وما هم مجبورون أيضا ؛ نبدأ بعمل القلب ، عمل القلب مجبورون فيه لأنه من خلق الله الذي ليس للبشر فيه خيرة ، ولذلك إذا شاء الله عزوجل عطّل هذه الحركة بإماتة صاحبها ؛ كذلك نقول في كون زيد من الناس طويل آخر قصير بدين نحيف و و إلى آخر ما هنالك ، هنا يصدق قوله تعالى : (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) لكن هناك أمور أخرى تتعلق بهذا الإنسان المجبور من هذه الزاوية ، هناك أمور أخرى تصدر منه باختياره ؛ الآن أنا أتكلم وأنتم تصغون وأحيانا تتكلمون أيضا معنا ، هل أنتم يا معشر المعتزلة ، طبعا الجبرية لهم خطاب آخر قلنا آنفا ، أنتم معشر المعتزلة تقولون إننا نحن الآن في هذا الكلام مختارون أم مجبرون ؟ سيكون من قولهم مختارون ؛ طيب في الحالة الأولى أو الأمثلة الأخرى مختارون أم مجبورون ، يعني في كون حركات القلب وكون إنسان طويل وآخر قصير وأبيض وأسود وأسمر إلى آخره ، مختارون أم مجبورون ؟ لا يستطيعوا أن يقولوا مختارون ؛ إذا هذا الواقع بقسميه بصورتيه سبق في علم الله عزوجل ، سبق في علم الله عزوجل ، العلم يشملها الصورتين ؛ ننزل الآن إلى ما أنكرتم من القدر ، القدر يشملهما أيضا لأننا قلنا إن القدر الإلهي وفق العلم الإلهي فما في اختلاف بينهما من حيث أنه يكتشف الواقع على حقيقته ، يكتشفان الواقع على حقيقته قبل وقوعه ؛ فمن هذه الحيثية القدر مطابق للعلم الإلهي ؛ إذا أين الإشكال إذا كان ما قدره الله من القسم الأول فأنا لا أسئل عنه ؛ لأني لا إرادة لي ، كون واحد أسود فاحم قد يعير الأبيض بسواد بشرته مثلا لكن لا يعير لأن هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ؛ لكن أنا إذا انحرفت أو شتمت أعير لماذا ؟ لأنه من القسم الآخر في إرادته ؛ فإذا ما هو الإشكال في انكاركم القدر والقدر يكتشف الواقع بقسميه ؛ نحن آنفا ضربنا القسم الأول لأنه واضح لا جدل فيه إطلاقا وهو مفهوم لدى الجميع ؛ الآن نضرب مثلا في أعمالنا نحن التي تصدر من جوارحنا ، إنسان رمى عصفورا فأصاب إنسانا فقتله ؛ هذا قتل خطأ ، لكن بفعل أيش ؟ الإنسان مش بفعل الإلهي مباشرة كما هو القسم الأول ؛ هذا سبق في العلم الإلهي هذا العمل أم لا ؟ بلى ؛ ولذلك كان من العدل الإلهي أنه لن يواخذه في الآخرة ؛ لأنه قتله خطأ ؛ طيب كذلك نحن نقول نحن المؤمنين بالقدر الإلهي القدر الإلهي سجل علي هذا الخطأ ، هذا القتل خطئا ولذلك ما يؤاخذني ؛ لكن إنسان آخر وفي ليلة لا قمر فيها رصد خصما له وهيأ لقتله فرماه ببندقية أو طعنه بخنجره هل يستوي هذا وذاك ؟ لا يستويان مثلا ، آه ، هذا متعمد وكما يقولون في القضاء اليوم عن سابق تصميم وإصرار ، كلاهما الصورتان سبقتا في العلم الإلهي بلاشك لأنه أحاط بكل شيء علما ؛ فما المانع يا معتزلة أن يكون هذا العلم الإلهي سجل في اللوح المحفوظ فكان قدرا ؟ القدر إذا يحيط بالواقع على حقيقته إن كان جبرا لا مؤاخذة وإن كان اختيارا فهنا مؤاخذة ؛ فلماذا تخشون من القول بالقدر ؛ واضح هذا الجواب ؟ هذا الجواب ملزم بالإيمان بالقدر ، كذلك الجواب الأول لكن ذاك جواب جدلي وهذا مؤكد لذاك الجواب ؛ على هذا يجب أن تعالج كل العقائد الإسلامية الصحيحة منها قضية نزول عيسى عليه السلام ، أشكل الأمر على السيد رشيد رضا رحمه الله ، ومنه استقينا نحن هذا المنهج السلفي والحديثي ، وأشكل على كثير من علماء الأزهر كشلتوت وأمثاله أنكروا عقيدة نزول عيسى عليه السلام بآخر الزمان لماذا ؟ قالوا لأن كثيرا من الناس ادعوا العيسوية ، وهذا غلام أحمد القادياني ، كثير منهم ادعوا المهدوية وجاركم هناك في السودان المهدوي هذا معروف وفي التاريخ الإسلامي كثير ممن ادعى العيسوية وادعى المهدوية ؛ إذا سدا لباب هذه الدعوات الباطلة نريح الناس من عقيدة نزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي ؛ هذا خطأ ومعالجة الخطأ بخطأ مثله وشر منه ؛ أنا قلت في بعض ما كتبت ردا على هؤلاء ، أنا أخشى ما أخشى أن يأتي يوم يعالج فيه بعضهم الإلهية فينكرها ؛ لأن الفراعنة ما انتهوا بعد ؛ فبعضهم يدعي الإلوهية ؛ فلنريح الناس من هذه الدعوة وهي أبطل الباطل ننهي الألوهية وانتهت المشكلة ؛ هل هذا معالجة صحيحة ؟ نحن نقول أخيرا نزول عيسى عقيدة صحيحة آمن بها السلف فتبعهم الخلف على هدى من ربهم ؛ لكن ليس في هذه الأحاديث ولا في أحاديث المهدي عليهما السلام أن على المسلمين أن لا يعملوا لإسلامهم ولعزة دينهم حتى ينزل عيسى ويخرج المهدي ، لا يوجد في هذه الأحاديث كلها ما يشعر لهذا الفهم الخاطئ الذي وقع في بعض المسلمين ؛ ولذلك أنكر بعض المصلحين هذه الأحاديث من أجل إزالة العثرة بزعمهم من طريق عامة المسلمين ما في فائدة ما في فائدة لا ينزل عيسى ويخرج المهدي ؛ هذا فهم خطأ كما فهم الجبريون من القدر وهو ومعهم المعتزلة ثم أنكروا الجبر وأنكروا معهم القدر ؛ مادام لا يوجد في الأحاديث الصحيحة التي نزلت في عيسى عليه السلام وفي خروج المهدي ما يشعرنا بالتواكل على مجيئهما ، إذا يجب علينا أن نعمل لأن عيسى إن نزل وجد الأرض مهيئة لقائد يقودهم ، وإذا نزل عيسى عليه السلام والمسلمون كما هم اليوم أنا أقول هذا الكلام مؤمنا به سوف لا يستطيع عيسى أن يجمع المسلمين في لحظة في يوم وليلة يجمع المسلمين الصالحين منهم بطبيعة الحال حول قيادته ؛ لأنه سوف لا يكون في اعتقادي أحزم وأقدر على جمع قلوب الناس حوله من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو لبث في قومه عشرين سنة حتى استطاع أن أوجد هذه النواه التي غذاها الله عزوجل في قوته وعلمه ثم امتددت ظلالها كما تعلمون في التاريخ الإسلامي ؛ فإذا عيسى عليه السلام يجب أن لا نتصور أنه ينزل إلا والأرض قد هيئت له لقبوله ؛ إذا ينبغي أن نفهم أحاديث النزول والخروج بأنها تحض المسلمين على العمل لإعادة الإسلام إلى مجده الغابر ، لا أن ينتظروا عيسى والمهدي ليعيد لهم المجد الغابر ، إذا آمنا هكذا فما المشكلة من أحاديث عيسى وخروج المهدي ؟ لا إشكال أبدا ، دائما المشاكل تأتي من سوء فهم النصوص ، وهذه الحقيقة نقطة مهمة جدا في نزول عيسى عليه السلام في العالم الإسلامي من حيث أنهم أساءوا فهم بعض النصوص فأساءوا فهم نصوص أخرى ؛ ونسأل الله عزوجل أن يوفقنا جميعا وإياكم للفهم الصحيح عن الله ورسوله .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 226
- توقيت الفهرسة : 00:12:34