شرح حديث : ( إذا تبايعتم بالعينة ) .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
لمثل هذه المناسبة المذكورة نُذكر عادة بقوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله ، سلط الله عليكم ذلاً لا ينتزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، والحكومات العربية منذ سنين عديدة تحاول الوقوف أمام العدو ، هذا اليهودي الغاصب الذي كان أذل الشعوب على وجه الأرض ، ولكن مع الأسف لم يأخذوا بأسباب النصر ، والتي جمعها ربنا - عزَّ وجلّ - في جملةٍ قصيرةٍ من آياته الكريمة ، هي قوله تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم )) ولذلك فحينما ينصرف المريض عن تعاطي العلاج النافع الناجح الناجع فسوف لا يشفى ، فكيف به إذا أخذ داء على داء وهو لا شك أنه في ازديادٍ من المرض ، لقد تنبهت بعض الدول إلى ضرورة الأخذ بأسباب القوة والمنعة ظنًا منهم أن هذه الأسباب هي التي تحقق النصر لهم على عدوهم ، ولكن بسبب ابتعادهم عن دينهم من الناحيتين السابقتين بيانًا ألا وهما الناحية العلمية أو الفقهية والناحية العملية ، ظنوا أن نصرهم على عدوهم سيكون بنفس الوسيلة التي انتصر بها عدوهم عليهم ، ألا وهي القوة المادية فقط ، ولذلك فقد توجهوا بكل هممهم ولو بعد لأيٍ وبعد زمنٍ طويلٍ إلى الأخذ بهذه الأسباب المادية ، ولكنهم لم يصلوا ولن يصلوا إلى الهدف المنشود ، وهو التغلب على عدوهم والانتصار عليهم ، إلا إذا ضموا إلى هذه الأسباب المادية أخذهم بالأسباب الشرعية ، وربما جاز لنا أن نسميها بالأسباب الروحية ، كما يقال في بعض اصطلاحات العصر الحاضر ذلك هو ما ضمنه ربنا - عزَّ وجلّ - في الآية السابقة وشرحها نبينا صلوات الله وسلامه عليه في غير ما حديث صحيح ومن ذلك الحديث السابق ألا وهو قوله عليه السلام: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله ، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ومن ذلك قوله عليه السلام: ( ستتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ) وهناك أحاديث أخرى قد تنص على جزء من جزئيات هذين الحديثين الصحيحين كالحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى آلة حرث فقال عليه الصلاة والسلام: ( ما دخل هذا بيت أحدٍ إلا ذل ) ، وهذا مأخوذ من الحديث السابق : ( إذا أخذتم بأذناب البقر ورخيتم الزرع ... ) إلى آخره ، والحديث الثالث هذا الأخير كناية عن التكالب على السعي وراء الكسب المادي ، ولعل من ذلك أيضًا أو من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام : ( يأتي زمان على أمتي ، لا يُبالي المرء من أي طريقٍ أكل ، أمن الحلال أم من الحرام ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، ولذلك فيجب على جميع المسلمين الحريصين حقًا على أن يعود إليهم مجدهم وعزهم الغابر أن يعودوا إلى الله ، والعودة إلى الله ليس لفظًا ، يُستعمل لإثارة العواطف وتحريك النفوس وإثارتها ، ثم لا شيء بعد ذلك إلا أن تبقى هذه النفوس في أماكنها على طريقة النظام العسكري المعروف في بعض البلاد " مكانك راوح " في حركة وفي اجتهاد ، ولكن ليس هناك تقدم ، لماذا ؟ لأننا لم نأخذ بسببين اثنين عليهما مدار النصر على أعداء الله تبارك وتعالى ، السبب الأول هو العلم ، والسبب الآخر هو العمل بالعلم ، وكل منهما يحتاج إلى تذكير بأمور هامة جدًا جدًا ، والأمر كما قال تعالى : (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) أما العلم فهو قسمان : علم نافع ، وعلم لا أقول الآن غير نافع ، لا أقول الآن أنه علم ضار ، لكن على الأقل أقول أنه علم غير نافع ، فما هو العلم النافع ؟ لا شك أن الجواب سيكون متفقًا عليه حينما يقدم هذا العلم إلى الناس مجملاً ، كأن يقال العلم النافع هو قال الله ، قال رسول الله ؛ لأن المسلمين لا يختلفون أبدًا ، بأن العلم الشرعي هو ما كان مأخوذًا من الكتاب والسنة ، ولكن هل هذا الإجمال في التعبير وفي لفت نظر الناس اليوم ، يكفي للفت نظر المسلمين إلى أن أسباب النصر محصور في العلم النافع ، ثم العمل بهذا العلم ، هل يكفي لنقول للناس أن العلم قال الله ، قال رسول الله ؟ وهي كلمة كما قلنا آنفًا لا يختلف فيها إثبات ولا يتنطح فيها أيضًا عنزان ، كما قيل في قديم الزمان .
لمثل هذه المناسبة المذكورة نُذكر عادة بقوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله ، سلط الله عليكم ذلاً لا ينتزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، والحكومات العربية منذ سنين عديدة تحاول الوقوف أمام العدو ، هذا اليهودي الغاصب الذي كان أذل الشعوب على وجه الأرض ، ولكن مع الأسف لم يأخذوا بأسباب النصر ، والتي جمعها ربنا - عزَّ وجلّ - في جملةٍ قصيرةٍ من آياته الكريمة ، هي قوله تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم )) ولذلك فحينما ينصرف المريض عن تعاطي العلاج النافع الناجح الناجع فسوف لا يشفى ، فكيف به إذا أخذ داء على داء وهو لا شك أنه في ازديادٍ من المرض ، لقد تنبهت بعض الدول إلى ضرورة الأخذ بأسباب القوة والمنعة ظنًا منهم أن هذه الأسباب هي التي تحقق النصر لهم على عدوهم ، ولكن بسبب ابتعادهم عن دينهم من الناحيتين السابقتين بيانًا ألا وهما الناحية العلمية أو الفقهية والناحية العملية ، ظنوا أن نصرهم على عدوهم سيكون بنفس الوسيلة التي انتصر بها عدوهم عليهم ، ألا وهي القوة المادية فقط ، ولذلك فقد توجهوا بكل هممهم ولو بعد لأيٍ وبعد زمنٍ طويلٍ إلى الأخذ بهذه الأسباب المادية ، ولكنهم لم يصلوا ولن يصلوا إلى الهدف المنشود ، وهو التغلب على عدوهم والانتصار عليهم ، إلا إذا ضموا إلى هذه الأسباب المادية أخذهم بالأسباب الشرعية ، وربما جاز لنا أن نسميها بالأسباب الروحية ، كما يقال في بعض اصطلاحات العصر الحاضر ذلك هو ما ضمنه ربنا - عزَّ وجلّ - في الآية السابقة وشرحها نبينا صلوات الله وسلامه عليه في غير ما حديث صحيح ومن ذلك الحديث السابق ألا وهو قوله عليه السلام: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله ، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ومن ذلك قوله عليه السلام: ( ستتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ) وهناك أحاديث أخرى قد تنص على جزء من جزئيات هذين الحديثين الصحيحين كالحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى آلة حرث فقال عليه الصلاة والسلام: ( ما دخل هذا بيت أحدٍ إلا ذل ) ، وهذا مأخوذ من الحديث السابق : ( إذا أخذتم بأذناب البقر ورخيتم الزرع ... ) إلى آخره ، والحديث الثالث هذا الأخير كناية عن التكالب على السعي وراء الكسب المادي ، ولعل من ذلك أيضًا أو من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام : ( يأتي زمان على أمتي ، لا يُبالي المرء من أي طريقٍ أكل ، أمن الحلال أم من الحرام ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، ولذلك فيجب على جميع المسلمين الحريصين حقًا على أن يعود إليهم مجدهم وعزهم الغابر أن يعودوا إلى الله ، والعودة إلى الله ليس لفظًا ، يُستعمل لإثارة العواطف وتحريك النفوس وإثارتها ، ثم لا شيء بعد ذلك إلا أن تبقى هذه النفوس في أماكنها على طريقة النظام العسكري المعروف في بعض البلاد " مكانك راوح " في حركة وفي اجتهاد ، ولكن ليس هناك تقدم ، لماذا ؟ لأننا لم نأخذ بسببين اثنين عليهما مدار النصر على أعداء الله تبارك وتعالى ، السبب الأول هو العلم ، والسبب الآخر هو العمل بالعلم ، وكل منهما يحتاج إلى تذكير بأمور هامة جدًا جدًا ، والأمر كما قال تعالى : (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) أما العلم فهو قسمان : علم نافع ، وعلم لا أقول الآن غير نافع ، لا أقول الآن أنه علم ضار ، لكن على الأقل أقول أنه علم غير نافع ، فما هو العلم النافع ؟ لا شك أن الجواب سيكون متفقًا عليه حينما يقدم هذا العلم إلى الناس مجملاً ، كأن يقال العلم النافع هو قال الله ، قال رسول الله ؛ لأن المسلمين لا يختلفون أبدًا ، بأن العلم الشرعي هو ما كان مأخوذًا من الكتاب والسنة ، ولكن هل هذا الإجمال في التعبير وفي لفت نظر الناس اليوم ، يكفي للفت نظر المسلمين إلى أن أسباب النصر محصور في العلم النافع ، ثم العمل بهذا العلم ، هل يكفي لنقول للناس أن العلم قال الله ، قال رسول الله ؟ وهي كلمة كما قلنا آنفًا لا يختلف فيها إثبات ولا يتنطح فيها أيضًا عنزان ، كما قيل في قديم الزمان .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 340
- توقيت الفهرسة : 00:01:08
- نسخة مدققة إملائيًّا