تكلم على التجار . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكلم على التجار .
A-
A=
A+
الشيخ : نعود إلى ما كنّا فيه فأقول لو أنّ البنك الإسلامي كأي تاجر من هؤلاء التجار يبيع بسعرين نحن ننصحه أن لا يفعل لكن هناك من يقول بأنه يجوز و ربنا يقول لنبينا و هو سيّد البشر عليه الصلاة و السلام (( لست عليهم بمصيطر )) أفيكون الإنسان منا عنده قليل من المعلومات مصيطرا على الناس ؟ لا و إذا كان الله عزّ و جلّ يقول لنبيه (( إن عليك إلا البلاغ )) فنحن من باب أولى ليس لنا إلا البلاغ ممّا بلغنا إياه رسول الله صلى الله عليه و سلم فنحن نبلغ الناس بمثل هذه المناسبة و بغيرها بيع التقسيط بزيادة الثمن لا يجوز لكن بعض الناس لهم قدرهم , لهم علمهم , لهم إجتهادهم يفتون الناس أنه لا بأس من بيع التقسيط فأقول لو كان البنك الإسلامي بنك تاجر بيجيب سيارات و يجيب ثلاجات و إلخ كأي تاجر و يبيع بسعرين نقول لا حول و لا , فيه من يفتيه لكن لا أحد يفتيه بأن يدخل وسيطا بينه و بين الشاري بين التاجر و بين الشاري روح أنت إشتري و أنا أدفع عنك ثم هو يأخذ الزيادة فهذا ربا لكنني أكرر لا أنصح مسلما يؤمن بالله و اليوم الآخر و لو كان بقّالا صغير رأس ماله صغير يبيع بسعرين فهذه الزيادة ربا و الرسول عليه السلام يقول ( عاقبة الربا إلى قلّ ) هذا من الناحية الشرعية فالربا حرام و العاقبة إلى فقر إلى قلّ خلاف ما يظنّون بأنهم يصبحون أصحاب أموال طائلة و طائلة و كثيرة جدا لكن عاقبة الأمر أن يحطم هذا المرابي شرّ التحطيم لأنه يحارب الله و رسوله هذا من الناحية الدينية و الأخروية أنه يعصي الله و رسوله كل من أكل الربا بأي شكل من أشكال الربا سواء كان صراحة كما تتعامل البنوك الأخرى كما ذكرنا أو بطريقة اللف و الدوران لكن أنا أعجب كيف يغفل هؤلاء التجار الذين يبيعون بسعرين أن من مصلحتهم المادية الدنوية العاجلة أن يبيعوا بسعر واحد مصلحتهم المادية أن يبيعوا بسعر واحد لولا الجشع و لولا تسلط العاجلة الفانية على قلوبهم كيف ؟ إفترضوا الآن معي صورتين لتاجرين كلاهما يبيعان بضاعة واحدة أحدهما يبيع بسعر النقد بالبيعتين لا يأخذ زيادة مقابل الدين و التقسيط الآخر يبيع بسعرين كما ذكرنا آنفا أي التاجرين تكون عاقبة التجارة تبعه رابحة أكثر آالذي يبيع بسعر واحد أم الذي يبيع بسعرين من الناحية المادية ؟ قولوا لشوف شو بتقولوا
السائل : بسعر واحد
الشيخ : لماذا ؟ لأن كل إنسان يحب الثمن الرخيص و البضاعة واحدة فحينما الزبائن يسمعون أن هذا التاجر يبيع نفس البضاعة بالتقسيط بنفس الثمن ما أحد يروح عند الرجل الذي يأخذ الزيادة مقابل التقسيط كلهم يتوجهوا إلى التاجر الذي يبيع بسعر واحد لماذا لا يفعل التجار هكذا ؟ لما قلت لكم آنفا تسلط الطمع و الجشع في قلوب التجار هذا من جهة و رفعت الشفقة و الرحمة من قلوب هؤلاء التجار فهم لا يعرفون إلا المادّة و إلا الدنيا أنا أقول بهذه المناسبة التاجر بحكم إنشغاله بالتجارة و لا بأس من ذلك لأن الصحابة كانوا يتاجرون كما تعلمون رحلة الشتاء و الصيف المذكورة في القرآن الكريم و التجارة في سبيل أن يعف الإنسان نفسه و أن يغني أهله عن السؤال و عن المأكل الحرام و المشرب الحرام هذه عبادة بل إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم عدّ ذلك من جملة الجهاد أو إعتبر ذلك من سبيل الله كما جاء في الحديث الذي رواه الطبراني و غيره و ذكره الحافظ المنذري في كتابه الترغيب و الترهيب و في كتاب البيوع أن النبي صلى الله عليه و سلم كان جلسا يوما بين أصحابه حينما مرّ بهم رجل شاب جلد قوي نشيط فلما رآه أصحابه في هذه المثابة من القوة و النشاط قالوا " لو كان هذا في سبيل الله " فقال عليه الصلاة و السلام ( إن كان هذا خرج يسعى على أولاد له صغار فهو في سبيل الله و إن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ) إذا لا مانع للمسلم أن يعمل في التجارة و أن يضارب فيها لأن هذا إعتبره الرسول عليه السلام من سبيل الله لكن من يكون في تجارته في سبيل الله ؟ لا شكّ أنه هو الذي يحافظ على أحكام الله في تجارته التي هي من سبيل الله . مثلا ربنا عزّ و جلّ قال التجارة فيه له قوانينه له نظمه له دفاتره إلخ صعب جدا أن ترى تاجرا في هذا الزمان متعبدا العبادة التي هي فوق الفرض مثلا بالكاد أن تجد تاجرا منغمسا في تجارته يسمع نادي الله يقول حي على الصلاة حي الفلاح ثم يترك بيعه و تجارته و ينطلق إلى المسجد هذا يمكن أن يوجد ولكن بندرة و لكن إن وجد فلا يكاد الإمام يسلم إلا و هو يسارع في ذهابه إلى متجره لا بأس هذا قضى الفريضة و الحمد لله هذا الذي هو تاجر و مع ذلك يحافظ على أداء الصلاة في وقتها و مع الجماعة أما أن يجلس أن يذكر الله يقرأ مثلا الأذكار و الأوراد المتعلقة بدبر الصلاة هذا نادر جدّا جدّا أن يحافظ عليه تاجر من هؤلاء التجار .

مواضيع متعلقة