ما حكم زواج المسلم الذي يدرس في بلاد الغرب من الكتابيَّات ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : ما حكم زواج المسلم الذي يدرس في بلاد الغرب من الكتابيَّات ؟
الشيخ : لا شك أن الحكم في هذا معروف بنصِّ القرآن : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) فيحلُّ ذلك ، وهذا رأي أكثر علماء المسلمين قديمًا ، وأجمعوا أخيرًا على ذلك ، إلا أن الحكم المباح شرعًا قد يعتَوِرُه ويحيط به ما يجعله ممنوعًا في بعض الأحيان ، وأرى أن هذا النوع من الزواج هو من هذا القبيل ، والسبب في ذلك يعود إلى جنس المسلمين الذين يتزوَّجون الكتابيَّات من جهة ، ويعود - أيضًا - إلى جنس الكتابيَّات من جهة أخرى ، أعني أن هؤلاء المسلمين الذين يذهبون إلى تلك الديار ديار الكفر والضلال هم في الغالب - في الغالب ، ونحن لا نخصُّ شخصًا أو أشخاصًا - هم في الغالب لا يكونون محصَّنين بالأخلاق الإسلامية ، بل ولا بالعقيدة الإسلامية التي إذا تجرَّدَ الإنسان عن أيِّ شيء فممكن نغضُّ النظر إلا عن العقيدة ؛ لأنُّو العقيدة بها النجاة من الخلود في النار ، أما ما دون ذلك فهو كمال للإنسان ، فكثير من هؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى تلك البلاد لم يتثقَّفوا الثقافة الإسلامية الصحيحة ، بل حتى ربما يجوز لنا أن نقول : الثقافة الإسلامية حتى غير الصحيحة ؛ لأنهم لا يدرسون الإسلام مطلقًا ؛ سواء ما نسمِّيه بالإسلام التقليدي أو بالإسلام القائم على الكتاب والسنة ، فَهُم يدرسون نوع من الدراسات العلمية العلمانية اليوم ، ثم ينطلقون إلى تلك البلاد لإتمام دراستهم ؛ فَهُم غالبًا لا يكونون مسلَّحين بهذا السلاح من الثقافة الإسلامية الصحيحة ، ونادر منهم مَن يكون متخلِّقًا بالأخلاق الإسلامية الصحيحة ؛ أي : يعيش في جوٍّ عائلي لا يزال يحتفظ بالعادات الإسلامية كلها ، هذا نادر جدًّا في بلادنا .
ولذلك فهؤلاء الشباب حينما يذهبون إلى تلك البلاد ، ويريدون أن يضُمُّوا إلى أنفسهم زوجة من تلك البلاد النصرانية مثلًا ، أما اليهودية الآن فضُرِب عليها صفحًا ؛ لأن الناس يتأثَّرون بالواقع كثيرًا وكثيرًا جدًّا ، مع أنه في الواقع من الناحية الإسلامية لا فرق بين النصرانية وبين اليهودية ، وإذا كان اليوم الذِّهن المسلم العام قد نَبَا وانصرف ونَأَى عن التفكير من أن يتزوَّج يهودية ؛ لأن اليهود احتلوا قسمًا عزيزًا من بلادنا الإسلامية ؛ هذا التفريق لم يُراعَ فيه العلم وإنما الواقع الطارئ ، ما الفرق بين اليهودية والنصرانية من الناحية الإسلامية ؟ لا فرق أبدًا ، ما الفرق بين اليهود والنصارى من حيث أنهم كلهم أعداء للمسلمين كما قال ربُّ العالمين : (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )) ؟!
وعُرِف ما اتُّخذ من قرار لتبرئة اليهود من إثم قتل وصلب عيسى - عليه السلام - زعموا ، فكلُّ هؤلاء هم أعداء الإسلام لا فرق بين يهودية ونصرانية إطلاقًا ، لكن - مع الأسف - لا يزال الناس ينظرون إلى النصارى نظرة دون نظرتهم إلى اليهود ؛ فهؤلاء الذين يذهبون إلى تلك البلاد يريدون أن يتزوَّجوا بنصرانية ؛ أوَّلًا : هذه النصرانية ليست بالوصف الذي وَصَفَها الله حين قال : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ، أين المحصنات اليوم في بلاد الكفر ؟ فقد انتشر فيها الفساد والفحش والزنا و و إلى آخره .
ولا أنسى وأنا بعد شاب يمكن من أربعين سنة كان يتردَّد على دكاني ضابط تركي ممَّن حاربوا في " رومانيا " في زمن الأتراك ، دخلوها هديك البلاد في قتال قام بين المسلمين والرومان ، قال : ودخلنا بعض البلاد وأقمنا فيها شهورًا ، فعلِمَ من بعض النصارى هناك أن من عادة الدايات في تلك البلاد أن الجنين أول ما يسقط من بطن الأم ، فإذا رأتها الداية بنتًا فضَّت بكارتها في تلك اللحظة ؛ لماذا ؟ لأن المجتمع هو كله قائم على فحش ، فإذا ما بلغت البنت سنَّ الزواج وتزوَّجها الشاب كان قد لُقِّنَ سَلَفًا أن هذه بالتعبير الشامي " مبعوصة " من ساعة إيش ؟ وقعت من بطن أمها ، فيستسيغون ذلك ولا شيء في ذلك إطلاقًا ، فأمَّة بلغ بها الأمر إلى هذا الحضيض ؛ من أين يجد هذا المسلم هذه الفتاة النصرانية المُحصَنة ؟ لا يجدها ، ثم إن وُجِدَت - وهذا نادر جدًّا ، والنادر لا حكم له - هل هو عنده هذه الشخصية المسلمة القوية التي تساعده على أن يجلِبَها إليه ، وأن تُربِّيَ أولاده حسب دينه وحسب أصول تربية إسلامية ، أم سيَكِلُ الأمر إليها وتربِّي أطفالها وأولادها على التربية الأوروبية ؟
نحن من غير شيء عم نربي أطفالنا في بلاد الإسلام تربية غير إسلامية ؛ فكيف إذا قام على هذه التربية امرأة غير مسلمة ؟!
لهذه الأسباب ولأسباب أخرى لا نرى أن يتمتَّعَ المسلم بهذا الحكم الذي أباحه الله - عز وجل - في نصِّ كتابه ؛ لأنُّو أقل ما يقال : إنه شَرَطَ أن تكون محصنة - أي : عفيفة محفوظة - ، وهذا نادر ، والنادر لا حكم له .
السائل : ... .
الشيخ : ولعل في هذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
الشيخ : لا شك أن الحكم في هذا معروف بنصِّ القرآن : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) فيحلُّ ذلك ، وهذا رأي أكثر علماء المسلمين قديمًا ، وأجمعوا أخيرًا على ذلك ، إلا أن الحكم المباح شرعًا قد يعتَوِرُه ويحيط به ما يجعله ممنوعًا في بعض الأحيان ، وأرى أن هذا النوع من الزواج هو من هذا القبيل ، والسبب في ذلك يعود إلى جنس المسلمين الذين يتزوَّجون الكتابيَّات من جهة ، ويعود - أيضًا - إلى جنس الكتابيَّات من جهة أخرى ، أعني أن هؤلاء المسلمين الذين يذهبون إلى تلك الديار ديار الكفر والضلال هم في الغالب - في الغالب ، ونحن لا نخصُّ شخصًا أو أشخاصًا - هم في الغالب لا يكونون محصَّنين بالأخلاق الإسلامية ، بل ولا بالعقيدة الإسلامية التي إذا تجرَّدَ الإنسان عن أيِّ شيء فممكن نغضُّ النظر إلا عن العقيدة ؛ لأنُّو العقيدة بها النجاة من الخلود في النار ، أما ما دون ذلك فهو كمال للإنسان ، فكثير من هؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى تلك البلاد لم يتثقَّفوا الثقافة الإسلامية الصحيحة ، بل حتى ربما يجوز لنا أن نقول : الثقافة الإسلامية حتى غير الصحيحة ؛ لأنهم لا يدرسون الإسلام مطلقًا ؛ سواء ما نسمِّيه بالإسلام التقليدي أو بالإسلام القائم على الكتاب والسنة ، فَهُم يدرسون نوع من الدراسات العلمية العلمانية اليوم ، ثم ينطلقون إلى تلك البلاد لإتمام دراستهم ؛ فَهُم غالبًا لا يكونون مسلَّحين بهذا السلاح من الثقافة الإسلامية الصحيحة ، ونادر منهم مَن يكون متخلِّقًا بالأخلاق الإسلامية الصحيحة ؛ أي : يعيش في جوٍّ عائلي لا يزال يحتفظ بالعادات الإسلامية كلها ، هذا نادر جدًّا في بلادنا .
ولذلك فهؤلاء الشباب حينما يذهبون إلى تلك البلاد ، ويريدون أن يضُمُّوا إلى أنفسهم زوجة من تلك البلاد النصرانية مثلًا ، أما اليهودية الآن فضُرِب عليها صفحًا ؛ لأن الناس يتأثَّرون بالواقع كثيرًا وكثيرًا جدًّا ، مع أنه في الواقع من الناحية الإسلامية لا فرق بين النصرانية وبين اليهودية ، وإذا كان اليوم الذِّهن المسلم العام قد نَبَا وانصرف ونَأَى عن التفكير من أن يتزوَّج يهودية ؛ لأن اليهود احتلوا قسمًا عزيزًا من بلادنا الإسلامية ؛ هذا التفريق لم يُراعَ فيه العلم وإنما الواقع الطارئ ، ما الفرق بين اليهودية والنصرانية من الناحية الإسلامية ؟ لا فرق أبدًا ، ما الفرق بين اليهود والنصارى من حيث أنهم كلهم أعداء للمسلمين كما قال ربُّ العالمين : (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )) ؟!
وعُرِف ما اتُّخذ من قرار لتبرئة اليهود من إثم قتل وصلب عيسى - عليه السلام - زعموا ، فكلُّ هؤلاء هم أعداء الإسلام لا فرق بين يهودية ونصرانية إطلاقًا ، لكن - مع الأسف - لا يزال الناس ينظرون إلى النصارى نظرة دون نظرتهم إلى اليهود ؛ فهؤلاء الذين يذهبون إلى تلك البلاد يريدون أن يتزوَّجوا بنصرانية ؛ أوَّلًا : هذه النصرانية ليست بالوصف الذي وَصَفَها الله حين قال : (( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )) ، أين المحصنات اليوم في بلاد الكفر ؟ فقد انتشر فيها الفساد والفحش والزنا و و إلى آخره .
ولا أنسى وأنا بعد شاب يمكن من أربعين سنة كان يتردَّد على دكاني ضابط تركي ممَّن حاربوا في " رومانيا " في زمن الأتراك ، دخلوها هديك البلاد في قتال قام بين المسلمين والرومان ، قال : ودخلنا بعض البلاد وأقمنا فيها شهورًا ، فعلِمَ من بعض النصارى هناك أن من عادة الدايات في تلك البلاد أن الجنين أول ما يسقط من بطن الأم ، فإذا رأتها الداية بنتًا فضَّت بكارتها في تلك اللحظة ؛ لماذا ؟ لأن المجتمع هو كله قائم على فحش ، فإذا ما بلغت البنت سنَّ الزواج وتزوَّجها الشاب كان قد لُقِّنَ سَلَفًا أن هذه بالتعبير الشامي " مبعوصة " من ساعة إيش ؟ وقعت من بطن أمها ، فيستسيغون ذلك ولا شيء في ذلك إطلاقًا ، فأمَّة بلغ بها الأمر إلى هذا الحضيض ؛ من أين يجد هذا المسلم هذه الفتاة النصرانية المُحصَنة ؟ لا يجدها ، ثم إن وُجِدَت - وهذا نادر جدًّا ، والنادر لا حكم له - هل هو عنده هذه الشخصية المسلمة القوية التي تساعده على أن يجلِبَها إليه ، وأن تُربِّيَ أولاده حسب دينه وحسب أصول تربية إسلامية ، أم سيَكِلُ الأمر إليها وتربِّي أطفالها وأولادها على التربية الأوروبية ؟
نحن من غير شيء عم نربي أطفالنا في بلاد الإسلام تربية غير إسلامية ؛ فكيف إذا قام على هذه التربية امرأة غير مسلمة ؟!
لهذه الأسباب ولأسباب أخرى لا نرى أن يتمتَّعَ المسلم بهذا الحكم الذي أباحه الله - عز وجل - في نصِّ كتابه ؛ لأنُّو أقل ما يقال : إنه شَرَطَ أن تكون محصنة - أي : عفيفة محفوظة - ، وهذا نادر ، والنادر لا حكم له .
السائل : ... .
الشيخ : ولعل في هذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 244
- توقيت الفهرسة : 01:10:48
- نسخة مدققة إملائيًّا