السائل : ... من السؤال هو أن المسلمين حين طُلب منهم الهجرة من مكة إلى المدينة كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقيم دولته فيها ليعود مرَّة أخرى فاتحًا لمكة ؛ فكان يجب على المسلمين أن يعملوا على تقوية المسلمين الموجودين في المدينة .

الشيخ : هذا كلام غير صحيح ، ولا يحتاج الأمر إلى إطالة ، ماذا تقول في الهجرة إلى الحبشة ؟ فسقط الكلام من أصله ، والرسول ... نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : أهلًا وسهلًا ، كيف حالك ؟

سائل آخر : في له كمان وجهة نظر .

الشيخ : هات لنشوف .

سائل آخر : ... وجهة نظري مع الأخ .

سائل آخر : عاطفة - يا أستاذ - بس العاطفة الفلسطينية .

الشيخ : معليش ، بركي عنده شيء جديد نسمعه منه ، عندك شيء جديد ؟

سائل آخر : عندي مثال عن الهجرة عفوًا عن الهجرة يعني ، في تنزانيا .

الشيخ : شو به ؟ أشقر مثل حكايتي ؟

سائل آخر : الهجرة في بعض المسلمين ما هاجروا من تنزانيا إلى بلادهم وبقوا موجودين في تلك البلاد ، فجاء الحكم النصراني صارت مذابح ، صمودهم هذا أدَّى إلى أنو كثير من النصارى يسلموا ، والآن الحاكم تغيَّر صار مسلم ، فإذًا يعني مثال الأندلس ما أظن يكون مثال يُطبَّق على فلسطين . في فلسطين الآن في الضفة الغربية يسمُّوها الضفة الغربية تسعين في المئة مسلمين ما هم يهود ، وجودهم في أرضهم يثبت أركانهم ، لأنُّو إذا خرج فلسطيني يأتي يهودي محلَّه على طول ... .

الشيخ : يا جماعة ، اتقوا الله في أنفسكم ، أنا أقول لكم ادرسوا الواقع لا تدرسوا خيال ، أَلَا تعلمون أن اليهود كل كم شهر كل كم سنة بيهجروا ناس من روسيا ، ناس من نمسا ، ناس إلى آخره ، وأنهم يخططون بتكثير عدد اليهود حتى يتغلَّبوا على المسلمين هناك ولَّا لا ؟ ولَّا ما تعلمون هذا ؟

السائل : هذا اللي أعلِّمهم إياه بدهم العكس .

الشيخ : سبحان الله !

السائل : نتثبَّت نحن بدل ما يجي المهاجر هذا اللي بدهم رد عليه .

الشيخ : لكن ما باستطاعتكم هَيْ الأراضي احتُلَّت ، وهَيْ البنايات احتُلَّت وإلى آخره ، شو طالع بإيد المسلمين هناك ؟ كل ما إجا .

السائل : ... قدر استطاعتهم والله - تعالى - يمدُّهم بالعون .

الشيخ : طيب ؛ كم سنة صار لهم ؟

سائل آخر : 40 سنة .

الشيخ : طيب .

السائل : يعني - الحمد لله - الناس اللي في فلسطين محتلة 48 المسلمين رجعوا للإسلام أحسن منَّا الآن في الأردن .

الشيخ : خرجت الآن عن الموضوع - الله يهديك - ، صاروا أحسن منَّا ذلك ما نتمنى ، لكن نحن بنرجع بنقول : امح المثال اللي ذكرته ، ونحن كمان نمحي المثال اللي ذكرناه ؛ منيح ؟ نرجع لحكم الله في الشرع .

سائل آخر : هل الواقع عفوًا في مكة مثل واقعنا الآن ... ؟

الشيخ : ما ما أنصفتَني في الجواب ، إذا كان هذا بحثنا ونحن على منهج واحد وطريقة واحدة ، أنت ما جبت مثال شو سمّيتها تنزانيا ولَّا ؟

السائل : تنزانيا .

الشيخ : مو هيك ؟ هذا فكرك أنت أنُّو هذا مثال جيد ما أناقشك فيه ؛ لأنُّو الحقيقة ما أعرف تاريخه ، مقابل هذا أنت تعرف تاريخ الأندلس ، امح هذا بهذا ، نترك المثالين ، كويس ؟ ونرجع لحكم الله - عز وجل - ؛ شو حكم الله ؟ الهجرة ولَّا لأ ؟ أَلَا تدري أنُّو قول الرسول - عليه السلام - : ( لا هجرة بعد الفتح ) هو حكم خاص ، وأن الهجرة مستمرَّة إلى يوم القيامة ، تدري هذا ولَّا لا ؟

سائل آخر : لا ، ما أدري .

الشيخ : كيف لا تدري ؟!

سائل آخر : ما تعلَّمته .

الشيخ : طيب ؛ جزاك الله خير ، اصبر شوي ، ( الهجرة ماضية إلى يوم القيامة ) هذا حديث صحيح ؛ ولذلك أهل العلم قالوا في الحديث الأول : ( لا هجرة بعد الفتح ) لا يعني نفي الهجرة مطلقًا ، وإنما يعني نفي الهجرة من مكة إلى المدينة ؛ لماذا ؟ لأن حكم الله توطَّد للمسلمين في الأرض ، لا فرق بين المدينة وبين مكة ، قُضي على المشركين ، هذا معروف ؛ ولذلك قال - عليه السلام - : ( لا هجرة بعد الفتح ، وإنما جهاد ونيَّة ، فإذا استُنفرتم فانفروا ) .

الحديث الآخر : ( الهجرة ماضية إلى يوم القيامة ) هذا حكم عامٌّ مستمر . ( لا هجرة بعد الفتح ) حكم خاص بهداك الوضع الذي ذكره الرسول - عليه السلام - ؛ إذًا - ولا تأخذوني - لأنُّو أنا تعوَّدت الصراحة ، ولا أستطيع أن أحيد عنها ؛ لأن الحيدة عنها حيد عن الشرع ، وعن قوله - عليه السلام - : ( الدين النصيحة ) أنا أقول : أنتو تعالجوا القضايا بعواطفكم - أقول بصراحة - الوطنية ، الوطنية ، ولا تعالجون القضية بعواطفكم الدينية العلمية الإسلامية ، إي نعم ، ولذلك ترجع أنت بتجيب مثل بيناسبك ، كويس ، هذا المثل بيناسبك ، لكن ما بيناسب دينك ، أنا بجيب - مثلًا - بيناسبني لكن بيناسب ديني ، فشتان بين المثلَين ، فنحن يجب أن نضرب الأمثال التي توافق الشريعة ، ولا نأتي بالأمثال التي تخالف الشريعة ، وبهذا القدر كفاية في هذه المسألة .

السائل : هذه المسألة خلاص . مسألة أخرى ؟

سائل آخر : لو سمحت شيخ .