أليس يُقال أن الهجرة من بلاد فلسطين إلى البلاد الإسلامية غير صحيحة لا سيَّما أنَّ أغلَبَها لا تحكم بشرع الله - تعالى - ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أليس يُقال أن الهجرة من بلاد فلسطين إلى البلاد الإسلامية غير صحيحة لا سيَّما أنَّ أغلَبَها لا تحكم بشرع الله - تعالى - ؟
A-
A=
A+
السائل : يا سيدي ، أنا بلا شك أرى أن ما قلته هو حكم شرعي ولا نقاش فيه ، ولكن الأرض الفلسطينية كما نسمِّيها في هذا الزمان هي أرض إسلامية .

الشيخ : ماشي .

السائل : والتخلِّي عنها والهجرة منها إلى بلد نزعم أنها بلاد إسلامية هي في الواقع من باب تسهيل السيطرة الاستعمارية الأجنبية على أرض إسلامية بحكم الواقع وبحكم التاريخ .

الشيخ : نعم .

السائل : ثم إن هي البلاد التي سيُهاجر إليها المسلمون الفلسطينيون سيهاجرون إلى البلاد العربية ، وهي كما تعلم ونعلم جميعًا لا تحكم بشرع الله ، وإذًا فقد هربنا من الشَّرِّ إلى شرٍّ آخر ، وعلى ذلك أرى أن الثبات في الأرض الفلسطينية الإسلامية ولنسقط كلمة الفلسطينية ، الأرض الإسلامية ، أرى أنه هو حقٌّ ومطلبٌ شرعي ومقدَّس ، وأن التفريط فيها في نظري هو تفريط في الدين ، وجزاك الله خيرًا .

الشيخ : انتهيت ؟

السائل : نعم يا سيدي .

الشيخ : أقول : إن كلامك لا يخرج عن كلام أخينا السابق سوى أنك ادَّعيت بأن الذين يهاجرون من فلسطين إلى البلاد الإسلامية هم يخرجون من شرٍّ إلى شرٍّ آخر ، لكن أَلَا تشعر معي أن في هذا الكلام شيء من المبالغة ؟ أَلَا ترى أن ثمَّة فرقًا بين - مثلًا - فلسطين المحتلة من قبل اليهود وبين - مثلًا - البلاد السعودية التي يحكمها مَن يحكمها اليوم وهم يعلنون أنَّهم يحكمون بالإسلام ، ونسمع منهم كلمات طبعًا هي من الإسلام إلى آخره .

ولستُ أريد في هذا أن أقول : إنهم يحكمون بالإسلام بالمئة مئة ، ولكن أريد أن توافق معي على تعديل قولك أنَّ الذين يهاجرون من فلسطين إلى بلاد إسلامية أخرى أنهم إنتقلوا من شرٍّ إلى شرٍّ آخر . هل يعني ترى التسوية بين البقاء في فلسطين والبقاء في السعودية مثلًا ؟ مع أني أقول : إن تيسَّر له ذلك ؛ لأنُّو مع الأسف - أيضًا - هذا البقاء ما هو بالذي يتيسَّر لكل إنسان ، لكن إذا تيسَّر له ذلك هل يكون بقاؤه في السعودية كبقائه في فلسطين تحت حكم اليهود ؟ هل يستويان مثلًا فيما ترى ؟

السائل : في نظري - وهنا أحتكم إلى نظري هنا النظر العقلي فقط - أنَّ البقاء في فلسطين هو جهاد ، جهاد دائم .

الشيخ : ما جاوبتني ، أنا سؤالي : هل يستويان - مثلًا - بعد هذا الشرح الموجز ؟

السائل : نعم يستويان ، وهذا يتزيَّا بزيِّ إسلامي ولكنه ليس مسلمًا في تطبيقه لقواعد الإسلام .

الشيخ : اسمح لي شوي ، أنا أسألك سؤالًا أدقَّ من هذا ؛ هل يستوي مَن يقيم في عمان كالذي يقيم في مكة ؟

السائل : لا .

الشيخ : سامحك الله ! ألسْتَ ترى أنك تتسرَّع في الجواب ؟ فمكة أليست من السعودية ؟ ننزل درجة ، هل يستوي ؟

السائل : ... .

الشيخ : اسمح لي ، هل يستوي مَن يقيم في عمان مع الذي يقيم في المدينة المنورة ؟ ستقول - أيضًا - : لا ، مع أنه هذه مرتبة دون الأولى ؛ فإذًا كيف نطلق الكلام هكذا على عواهنه ونقول أنُّو لا فرق بين الذي يقيم في فلسطين وبين الذي يقيم في البلاد الإسلامية الأخرى ؟

سائل آخر : خاصَّة يا أستاذ أبا عبد الرحمن أخونا الأستاذ يحضِّر الدكتوراة في العربي .

الشيخ : [ الشَّيخ يضحك ! ] ما شاء الله !

سائل آخر : دقيق ودقيق جدًّا بدو يكون .

الشيخ : ما شاء الله ! طيب .

السائل : هل يستوي مَن يسكن في عمان مع مَن يسكن في القدس ؟

الشيخ : لا يستويان ، سكونه هنا من الجانب الذي نحن نتحدَّث عنه خير له من السُّكون في القدس ، وخير له من السُّكون في بيت المقدس ؛ لأنك تعلم الآن أن الذين يصلون في المسجد الأقصى يُطارَدُون ، ولا يُسمح لهم بالصلاة هناك وتُداس هناك المسجد الأقصى يُداس بأقدام اليهود إلى آخره ، ولذلك فمن الحكمة العظيمة جدًّا أن الإنسان ما تكون نظرته خيالية تكون نظرته واقعية . أرأيت لو حُوِّل بيت المقدس بل المسجد الأقصى إلى كنيسة إلى بيعة لليهود يعبدون الله فيها نظلُّ نقول أنُّو الصلاة هناك أفضل من هنا ؟

السائل : ... خروجنا منها سيؤدي إلى هذا الذي ... .

الشيخ : يا أخي ، أنا أراك لا تجيب عن السؤال ، ونحن يكفينا في التاريخ الإسلامي في كتاب واحد اسمه " الحيدة " ، فما بدنا نؤلف رسائل أخرى باسم الحيدة ، فأنت لو أجَبْتني عن السؤال تستريح وتريح .

سائل آخر : بدك تجاوب عن السؤال الذي تسأل .

السائل : يا سيدي ، أنا أسأل .

الشيخ : أنت تقول : هذا سبب ذاك ، يعود السؤال الذي وُجِّه إلى الأخ ؛ ما دامت الدول القائمة اليوم حول فلسطين ، ماذا ترى سيكون مصير هؤلاء المُقيمين في فلسطين ؟ وإذا ظلَّ الأمر كما هو الواقع اليوم ماذا تكون العاقبة ؟ أنا أسألك سؤالًا صريحًا وسياسيًّا ؛ ماذا تكون عاقبة رمي اليهود بالحجارة ورمي اليهود المسلمين بالرصاص وبالبنادق و و إلى آخره ، شو بتظن تكون العاقبة ؟ أليس استئصال شأفة المسلمين في هديك البلاد ؟

السائل : أنت ترى ذلك وأنا أرى عكس ذلك تمامًا ، على البعيد .

الشيخ : يا أخي ، أنا أرجوك أن تكون واقعيًّا .

السائل : أنا واقعي ... .

الشيخ : طيب ، في مثل عامي تعلَّمناه أنو " عين ما بتقاوم مخرز " ، شو رأيك بهذا الكلام ؟ سليم ولَّا خيال ؟

السائل : لكن هذا لا ينقاس على الشعوب .

الشيخ : ما بيجاوب ؟!

السائل : هذا جواب .

الشيخ : يا حبيبي ، لكن الأستاذ يزكِّيك ويقول أنت تقرأ اللغة العربية تدرس اللغة العربية ، لكن تستلزم كلام يُستدرك عليه ، وين المستدرك عليه وأنا أسألك سؤال أنت بتقول لكن ؟ وين جواب السؤال ؟ عين بتقابل مخرز ؟ قول : نعم ، قول : لا ، سبحان الله !

السائل : الجواب هنا واضح ، ولكن أنا ... .

الشيخ : لا ، أنا مش واضح عندي ؛ لأنو لو كان واضحًا لَكان واضحًا - أيضًا - جوابك عن سؤالي ، أنا لما قلت لك شو رأيك أنو إذا استمرَّت المقاومة في فلسطين اليهود يقاومون المسلمين بالرصاص والقنابل و و إلى آخره ، والمسلمون يقابلونهم بالحجارة شو بتكون العاقبة ؟ أجبتني عكس ما كنت أتصوَّر أنو يكون الجواب منك ، ولذلك جئتك بالمثل لعلي أوضِّح لك هذا العكس الذي أنت ذهبتَ إليه ؛ عين بتقابل مخرز ؟ بتقول : لكن ! لكن هذا استدراك على ماذا ؟ أخيرًا قلت - وهذا حسن - : الجواب واضح . يا ترى واضح على مقياسك ولَّا على مقياسي ؟ إن كان واضحًا على مقياسك السابق معنى ذلك أنو عين بتقابل مخرز ، أما إن كان على مقياسي أنا ، لا يا أستاذ ؛ عين ما بتقابل مخرز ؛ معناها العيون اللي بدها تقاوم مخرز بدها تعمى كلها ، وبدها تكون عاقبتها خسرًا ، أنت ما تاخذ القضايا - بارك الله فيك - بالعواطف .

السائل : جزاك الله خير .

سائل آخر : نحن في نقطة ثانية بالنسبة للسؤال الأول كان في نقطة ثانية ما أجبنا عليها .

الشيخ : تفضل ، آ ، جميل ، أنا قلت لك : أخِّرها ، صح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ هاتها الآن .

مواضيع متعلقة