من الأسباب الموجبة لعذاب القبر عدم التنزه من البول ، وما حكم وضع الورد أو الغصن الرطب على القبر ؟
A-
A=
A+
الشيخ : انظر الآن بمناسبة ما قلت قوله عليه السلام : ( تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ) إذا تنزهوا من البول ، هذا شيء صغير ، رشاش من البول يصيب البدن أو الثياب ، وهذا يقع فيه كثير من الناس وخاصة الذين يعني ابتلوا بلباس البنطلون يا أبو عبد الله ، هذه مصيبة الدهر لأن هذا البنطلون لا يساعد على التنزه من البول هذه حقيقة ؛ ولذلك فكما قال أيضا في الحديث الآخر وهو أصح من الأول رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : ( أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ) هنا الشاهد ( بلى إنه كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول - وفي رواية لا يستتر من البول- وأما الآخر فكان يسعى بالنميمة ) ، ثم أمر عليه الصلاة والسلام أن يؤتى إليه بعذق بغصن من نخيل فشقه شقين ووضع على كل قبر شقا ، فسألوه عن هذا ؟ فقال: ( لعل الله أن يخفف عنهما ما داما رطبين ) وبالمناسبة وهذا من الأشياء التي أنت فتحت باب التأخر عن طعامك بسببها ـ يضحك ـ يعني أشياء لازم الناس يتعلموها ويتعرفوا عليها ، يظن كثير من الناس وقد تسمعون هذا الظن من بعض الخاصة من الناس ، العادة الجارية اليوم وبخاصة في الأعياد من وضع الأغصان الرطبة على القبور زعما منهم أن هذا ينفع الميت ؛ هيهات هيهات ، لا ينفع الميت إلا ما قدم من عمل صالح أو ما خلف من بعده من آثاره الصالحة كما قال تعالى : (( ونكتب ما قدموا وآثارهم )) وشرح ذلك الرسول عليه السلام في قوله : ( إذا مات الإنسان ـ وفي رواية ـ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فإذا مات الميت ما أحد يستطيع أن يفيده إطلاقا إلا عمله الصالح وإلا كما قلنا ما خلف من بعده من آثار لعمل له صالح كما تدل الآية والحديث وإلا بإمكاننا أن نستثني استثناء آخر ويجب أن يظل هذا قائما في أذهاننا وإلا دعاء يدعو به المسلم لمسلم ميت فيستجيب الله لهذا الدعاء فينتفع بذلك الميت ؛ ولكن هذا أمر غيبي لا يجوز لنا أن نتكل عليه لا في حياتنا ولا بعد وفاتنا ، بمعنى أن نأمل أننا إذا متنا أن يمر بنا رجل صالح فيدعو لنا فيغفر الله لنا ، هذا في عالم الغيب ؛ ولذلك المثل يقول: " عصفور في اليد ولا عشرة في الشجرة " فإذن (( قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) فهذا الغصن الرطب الندي لا يفيد الميت إطلاقا ؛ أما ما فعله الرسول عليه السلام فهذه معجزة وكرامة من الله له كما جاء في رواية في صحيح مسلم من حديث جابر أن الله عز وجل قبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في المقبور مادام الغصن رطبا ؛ فإذن علة انتفاع الميت الذي وضع الرسول عليه الصلاة والسلام الغصن على قبره ليس هو الرطوبة والنداوة الموجودة في الغصن وإنما العلة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا وقبل الله منه دعاءه في حق الميت ولكن ليس إلى يوم يبعثون وإنما ما دام الغصن رطبا ؛ فإذن هذا هو معنى الحديث ونستفيد منه أن الشيء الذي لا يهتم به المسلم مثل استغابة أخيه المسلم في المجلس أو عدم الاهتمام بالتنزه من رشاش البول فذلك من الأسباب الموجبة لعذاب القبر ؛ فنسأل الله عز وجل أن يعيذنا وإياكم من عذاب القبر ؛ وإذا يطلع معك سؤال ثاني تفضل قبل أن يبرد الطعام .
السائل : شيخنا باقي أسئلة حتى ... .
الشيخ : نعم كيف
السائل : ... .
السائل : شيخنا باقي أسئلة حتى ... .
الشيخ : نعم كيف
السائل : ... .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 331
- توقيت الفهرسة : 00:16:03
- نسخة مدققة إملائيًّا