تكلم الشيخ على ما كان ينبغى أن تفعله السعودية من إصلاح بين المسلمين لا الاستعانة بالكفار وإحلالهم بلاد التوحيد وذكر الأدلة في حرمة الإستعانة بالكفار .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكلم الشيخ على ما كان ينبغى أن تفعله السعودية من إصلاح بين المسلمين لا الاستعانة بالكفار وإحلالهم بلاد التوحيد وذكر الأدلة في حرمة الإستعانة بالكفار .؟
A-
A=
A+
الشيخ : إنّ الدّولة السّعوديّة كان الأمل أن تكون هي الدّولة الّتي تحقّق هذا الأمر الإلهي (( فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله )) لكن خاب الأمل و طاح الرّجاء لأنّ الدّولة السّعوديّة مع الأسف الشّديد ما تهيّأت و لا اتّخذت الأسباب الّتي تمكّنها يوما ما من أن تقاتل الفئة الباغية فهي كانت عاجزة باعترافها أن تصدّ عدوان الحكومة العراقيّة و على رأسها الصّدّام كانت عاجزة أن تحقّق هذه الآية و لذلك استعانت بالكفّار و أحللتهم في ديارها و مكّنتهم من التّصرّف فيها كما يشاؤون و رفعت الصّليب في أرض التّوحيد و اقترن الصّليب مع راية لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله فقلت و الشّاهد هنا في جملة ما قلت أنّ هذه مخالفة خطيرة جدّا من دولة التّوحيد أن تدخل الصّليبيّين إلى أرضها دون أن يراق من دماء هؤلاء الصّليبيّين و لا قطرة دم , هذه خطيرة و عظيمة جدّا من دولة التّوحيد يكفي أن نفهم أنّها أولا خالفت نصّا صريحا من قوله عليه السّلام: ( إنّا لا نستعين ) وفي رواية مسلم ( لن نستعين بمشرك ) و ثانيا خالفت الواقع الّذي يشهده كلّ مسلم لا فرق بين حاكم و محكوم و لا فرق بين عالم و متعلّم من حيث أنّ الدّولتين الّلتين استغاثت بهما من دون الله تبارك و تعالى ألا و هي أمريكا و بريطانيا يعرفون جيّدا كلّ المسلمين حكّاما و محكومين بأنّهم أعدى الدّول الكافرة للإسلام و المسلمين و هما الدّولتان الرّئيستان في مساعدة اليهود و التّمكين لهم في فلسطين مع ذلك فلا تزال الدّولة السّعوديّة تقول و تصف هاتين الدّولتين بأنّها من الدّول الصّديقة فإذا كانت أمريكا و بريطانيا هي دولتان صديقتان لبلاد التّوحيد فما أدري كيف أمكن الإعلام السّعودي أن يجمع بين النّقيضين بين التّوحيد و بين الشّرك و الكفر بالله عزّ وجلّ الشّاهد قلت في كثير من تلك التّساجيل الّتي وصلت إلى يد كثير من المسؤولين هناك و لا شكّ أنّ تلك الجريدة قد وصلت إليها كان منها قولي بأنّ هذه السّيّئة الّتي وقعت فيها الدّولة السّعوديّة دولة التّوحيد هي سيّئة من سيّئات صدّام حسين و هنا الشّاهد في الجواب على تلك الفرية فأنا أعتقد أنّ كلاّ من الدّولتين مخطئتان أشدّ الخطأ مع الإسلام و المسلمين و أنّ الخطيئة الأولى صدرت من صدّام كان من آثارها خطيئة الحكومة السّعوديّة باستجلاب الكفّار و إحلالهم بتلك الدّيار فإذا كيف يتصوّر هؤلاء و لا يفكّرون في أنّ الألباني لا يمكنه عقيدة أن يتجاوب و أن يحضر مؤتمر العراق و هو يقول بأنّ من مساوئ العراق سيّئة السّعوديّين الّتي أحضروا الكفّار الصّليبيّين إلى بلادهم كان يكفي أن يعرفوا هذه الحقيقة لتردعهم عن نشر تلك الفرية هذا لو لم يكن عندهم وسائل أخرى ليتعرّفوا بها أنّ الألباني بعد حجّ السّنّة الماضية و أرجو الله من أن يمكّنني من الحجّ في السّنة الآتية لم أخرج من عمّان إلى بلد آخر إذا كان ليس لهم من الحرص أو كان الحرص عندهم من باب حسن الظّنّ بهم ليس عندهم وسيلة تمكّنهم من أي يعرفوا أنّ الألباني ما فارق هذا البلد منذ حجّ الحجّة السّابقة كان يكفيهم أن يقفوا على تلك الأشرطة و التّسجيلات ليعلموا هذه الحقيقة الّتي صرّحت بها آنفا أنّ دولة التّوحيد و هي أقرب الدّول العربيّة الإسلاميّة إلينا عقيدة لو دعتني لم أستجب لها لأنّها خالفت شريعة الله في إحلالها الكفّار في بلاد هي عقر دار الإسلام فكيف أستجيب لدولة العراق و هي السّبب في كلّ هذه الفتنة , إضافة إلى ذلك أن نذكّر السّامعين جميعا بأنّ بلاد العراق هي مذكورة في بعض الأحاديث الصّحيحة بأنّها مثار الفتن و القلاقل و أنا حين أذكر هذا لست أعني أنّه ينبغي أن تكون دائما هي مثار القلاقل و الفتن و قد يوجد فيها العلم و قد كانت كما يقال... سنين طويلة مثابة للعلم و طلاّب العلم في عهد العبّاسيّين و بعض عصر الأمويّين ولكن الفتنة الآن قد ذرّت قرنها حينما بدأ صدّام بالاستيلاء على الكويت ثمّ لم تستطع مع الأسف الشّديد دولة التّوحيد فضلا عن الدّول الإسلاميّة الأخرى أن تردع هذا الظّلم و أن ترفعه عن المظلومين الكويتيّين إلاّ بالاستعانة بالكفّار و المشركين ثمّ كان من نتيجة ذلك مساوئ و مساوئ خطيرة و خطيرة جدّا الّتي منها ما نشهده الآن من طغيان الكفّار الأمريكيّين و البريطانيّين على المسلمين العراقيّين بكلّ وسائل التّدمير كما أصبح ذلك معلوما لدى عامّة البشر سواء كانوا مسلمين أو كفّارا فالآن تشارك السّعوديّة في ضرب المسلمين في العراق بالقنابل المدمّرة تتعاون مع الأمريكان اليهود و اليهود الّذين استولوا على فلسطين بمساعدة البريطانيّين و الأمركيّين أصبح من آثار استجلاب الكفّار إلى بلاد السّعوديّة أن يقاتل السّعوديّون معهم المسلمين و هذه يعني مصيبة الدّهر لا يمكن أن يتصوّرها مسلم علما أنّنا كنّا نسمع دائما و أبدا قبل أن تحلّ هذه الفتنة في بلاد التّوحيد نسمع منها تذكيرا ببعض الأحكام الإسلاميّة الّتي ما اعتدنا أن نسمعها من إذاعات في بلاد إسلاميّة أخرى فكنّا نفرح لها فرحا شديدا و نعتقد أنّ هذا من آثار دعوة التّوحيد الّتي قام بها محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله في تلك البلاد كنّا نسمع ذلك و إذا بنا نفاجئ بعكس ما كنّا نسمع من قبل بادّعاء أنّ الضّرورة هي الّتي أجازت للدّولة السّعوديّة بأن تستعين بالكفّار على محاربة العراقيّين. كنّا قرأنا قديما في رسالة لفضيلة الشّيخ عبد العزيز بن باز الّذي نحن نذكره دائما بالعلم و الفضل و من فضله ما كنّا قرأناه في رسالته نقد القوميّة العربيّة على ضوء الإسلام و الواقع يقول بارك الله فيه و أطال عمره بالخير و العلم النّافع و العمل الصّالح قال: " و ليس للمسلمين أن يوالوا الكافرين أو أن يستعينوا بهم على أعدائهم فإنّهم من الأعداء و لا تؤمن غائلتهم " كلام حقّ عظيم " و قد حرّم الله موالتهم ونهى عن اتّخذاهم بطانة و حكم على من تولاّهم بأنّه منهم و أخبر أنّ الجميع من الظّالمين كما سبق ذلك في الآيات المحكمات و ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قِبل بدر فلمّا كان بحرّة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة و نجدة ففرح أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حين رأوه فلمّا أدركه قال لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم: جئت لأتّبعك و أصيب معك , قال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ( تؤمن بالله و رسوله ؟ ) قال: لا , قال: ( فارجع فلن أستعين بمشرك ) , قالت: ثمّ مضى حتّى لمّا كنّا بالشّجرة أدركه الرّجل فقال له كما قال أوّل مرّة فقال له النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم كما قال أوّل مرّة فقال: لا , قال: ( فارجع فلن أستعين بمشرك ) " فلن للتأبيد لن أستعين بمشرك " , قالت: ثمّ رجع فأدركه في البيداء فقال له كما قال أوّل مرّة: تؤمن بالله و رسوله ؟ قال: نعم , فقال له رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: فانطلق، قال الشّيخ بارك الله فيه تعليقا على هذا الحديث الصّحيح " فهذا الحديث الجليل يرشدك إلى ترك الاستعانة بالمشركين و يدلّ على أنّه لا ينبغي للمسلمين أن يدخلوا في جيشهم غيرهم لا من العرب و لا من غير العرب لأنّ الكافر عدوّ لا يؤمن , و ليعلم أعداء الله أنّ المسلمين ليسوا في حاجة إليهم إذا اعتصموا بالله و صدقوا في معاملته لأنّ النّصر بيده سبحانه و تعالى لا بيد غيره و قد وعد به المؤمنين و إن قلّ عددهم و عدّتهم كما سبق في الآيات و كما جرى لأهل الإسلام في صدر و يدلّ على ذلك أيضا قوله تعالى: (( يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودّوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينّا لكم الآيات إن كنتم تعقلون )) فانظر أيّها المؤمن إلى كتاب ربّك و سنّة نبيّك عليه الصّلاة و السّلام كيف يحاربان موالاة الكفّار و الاستعانة بهم و اتّخاذهم بطانة و الله سبحانه أعلم بمصالح عباده و أرحم بهم من أنفسهم فلو كان في اتّخاذ الكفّار أولياء من العرب أو غيرهم و الاستعانة بهم مصلحة راجحة لأذن الله فيه و أباحه لعباده و لكن لمّا علم الله لما في ذلك من المفسدة الكبرى و العواقب الوخيمة نهى عنه و ذمّ من يفعله و أخبر في آيات أخرى أنّ طاعة الكفّار و خروجهم في جيش المسلمين يضرّهم و لا يزيدهم ذلك إلاّ خبالا كما قال تعالى: (( يا أيّها الّذين آمنوا إن تطيعوا الّذين كفروا يردّوكم على أعقابكم فتنقبلوا خاسرين بل الله مولاكم و هو خير النّاصرين )) و قال تعالى: (( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خبالا و لأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة و فيكم سمّاعون لهم و الله عليم بالظّالمين )) ، فكفى بهذه الآيات تحذيرا من طاعة الكفّار و الاستعانة بهم و تنفيرا منهم و إيضاحا لما يترتّب على ذلك من العواقب الوخيمة عافا الله المسلمين من ذلك " إلى آخر ما ذكر الشّيخ جزاه الله خيرا ، انتهى كلام فضيلة الشيخ بن باز جزاه الله خيرا على هذه النّصيحة. لقد كنت أودّ أن يعمل حكّام السّعوديّة بهذه النّصيحة الإسلاميّة الّتي قدّمها الشّيخ عبد العزيز بن باز رضي الله عنّا و عنه ووفقّنا لاتّباع ما كتب في هذه القضيّة و في غيرها من الحقّ الّذي جاء في الكتاب و السّنّة و لو أنّنا أمعنّا النّظر في كلمة الشّيخ بارك الله فيه لخرجنا بنتيجة خطيرة جدّا وهي إمّا أن يكون الّذين استعانوا , أنا الآن لا أقول شيئا من عندي و إنّما أعيد كلام الشّيخ ابن باز على أهل بلده و حكّام بلده , إمّا أن يكون الّذين استعانوا بالكفّار ليسوا مسلمين و إمّا أن يكون المستعان بهم هم من المسلمين هذا خلاصة ما يمكن أن يؤخذ من هذا البيان القويم , و بهذا القدر كفاية ليعلم إخواننا الّذين يريدون أن يعرفوا الحقّ في بلاد .. ما بين عشيّة و ضحاها بسبب تورّط بعض الحكّام المسلمين و اتّباعهم لبعض السّياسات الّتي أقلّ ما يقال فيها إنّها مخالفة للشّرع و أنا أعتقد و أقول بكلّ صراحة و العاقبة للمتقّين و الدّائرة على الظّالمين لو أنّ الحكومة السّعوديّة قبل أن تقدم على الاستعانة بهؤلاء الكفّار إن كانوا استعانوا كما يصرّحون , أمّا إن كان فرض ذلك عليهم فهذه مصيبة أخرى أن يكون الأمركيّون و البريطانيّون فرضوا عليهم النّزول في أرضهم شاؤوا أم أبوا كما يشيع ذلك بعض النّاس و نحن لا نعلم و لا نتمكّن من أن نصل إلى قلوب الحكّام هناك و من فهمه ندينهم هم يقولون أنّهم استعانوا بهؤلاء أي كان في إرادتهم أن لا يستعينوا و لم يفرض نزولهم في بلدهم رغم أنوفهم و إنّما هم استعانوا بهؤلاء الكفّار بمحض اختيارهم و إرادتهم فإذا كان الأمر كذلك فأنا أعتقد أنّ الحكّام السّعوديّين لو كان عندهم مجلس شورى كما أمر الله عزّ و جلّ في غير ما آية في القرآن الكريم منها (( و شاورهم في الأمر )) و الخطاب للنّبيّ صلّى الله عليه و سلّم الّذي يغنيه صلته بالله عزّ وجلّ بوحي السّماء أن يستشير أهل الأرض و لكن كما يقول بعض العلماء و الفقهاء إنّما قال الله عزّ و جلّ لنبيّه: (( و شاورهم في الأمر )) لتتّخذه أمّته من بعده أسوة يستشيرون أمثالهم أمّا النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم فلا مثيل له في البشريّة قاطبة مع ذلك أمره ربّنا تبارك و تعالى أن يستشير أصحابه ليتعلّم النّاس و الحكّام من بعده أنّه من باب أولى يجب عليهم أن يستشيروا أهل العلم . و أنا على مثل اليقين بأنّ الحكومة السّعوديّة لو قامت بهذا الواجب القرآني استشارت أهل العلم قبل أن تتخّذ قرار الاستعانة بالكفّار الأمريكان و البريطان لما وجدتم أحدا من العلماء المخلصين و على رأسهم الشّيخ عبد العزيز بن باز بارك الله فيه و في حياته ما وجد من هؤلاء يوافق بعد استشارتهم أن يستجلب هؤلاء الكفّار إلى بلاد الإسلام و لكن جعلوا تحت الأمر الواقع فخالفت فتواهم فتواهم السّابقة الّتي كانت نشرت و كانت في الإذاعات تنهى و أهل العلم ينهون المسلمين عن موالاة الكفّار فأين تبقى موالاة المخالف للشّريعة الّتي نهى عنها الله عزّ وجلّ في هذه الآيات الّتي تلوناها على مسامعكم من كلام الشّيخ ابن باز جزاه الله خيرا أين الموالاة المنهي عنها ؟ و أنّهم إذا والوهم يكونو منهم إذا لم تكن مثل هذه الموالاة الّتي أحلّوا الكفر و الصّليبيّة و الصّلبان في بلاد الإسلام ثمّ تعاونوا معهم في ضرب بلاد المسلمين , لا ينبغي أن يتورّط أحد من طلاّب العلم كما قد جاءني من بعضهم و يدلّسون عمدا أو سهوا لا أدري كلّ حسب نيّته يقولون و يزعمون أنّ الألباني حينما تكلّم بما تكلّم إنّما تكلّم بناء على ما بلغه من أخبار و أنا أقول ردّا لهذا الظّن الخاطئ أنا تكلّمت قبل أن أرى المصيبة الّتي حلّت في بلاد السّعوديّة بعد أن ذرّت قرنها في مظاهر كثيرة و كثيرة جدّا يعالجها بعض المخلصين من إخواننا الدّكاترة و أمثالهم من أهل العلم و الفضل الآن في السّعوديّة منها تلك التّظاهرة الفاجرة النّسائيّة من المتبرّجات اللاّتي يطالبن بالحقّ المهضوم في زعمهنّ و اللاّتي صرّحن بأنّهم يريدون علماء مبصرين و لا يريدون علماء عمي هكذا يدلّسون في كلامهنّ و في طلابتهنّ فالشّاهد أنا حذّرت و نبّهت مِن أنّ هذه مخالفة قبل أن نرى آثار استجلاب الأمريكان في البلاد السّعوديّة فنحن نقول إذا لم يكن ما فعله السّعوديّون وأخيرا مقاتلهم مع اليهود ضدّ المسلمين في العراق إذا لم يكن هذا هو الموالاة المحرّمة في كتاب الله عزّ وجلّ فليس هناك موالاة محرّمة و إذا لم يكن هذا استعانة هي الاستعانة الّتي حذّر منها الرّسول عليه السّلام في قوله: ( لن أستعين بمشرك ) فأيّ معاونة حينئذ تكون محرّمة ؟ هذا معناه تعطيل للأحكام الشّرعيّة و أنا أريد الآن أن ألفت نظر المخلصين من طلاّب العلم و أهل العلم في أيّ زمن و مكان كانوا أنّنا يجب أن لا ننسى أنّ التّعطيل الّذي يدندن حوله علماء السّلف و أتباعهم من أمثالنا من الخلف حول التّعطيل للآيات المتعلّقة بصفات الله عزّ و جلّ و الأحاديث الصّحيحة فهناك تعطيل آخر يقع فيه المعطّلون للتّعطيل الأوّل و لكن يشاركهم في هذا التّعطيل الثّاني كثير من أهل العلم الّذين هم من أمثالنا ممّن ينكرون على الّذين يعطّلون آيات الصّفات و أحاديث الصّفات بإخراجها عن دلالتها و تعطيل معانيها الصّريحة و لذلك سمّوا بالمعطّلة فأنا أريد أن أذكّر أنّ هناك تعطيل من نوع آخر وهو تعطيل دلالة الأحاديث في الأحكام الشّرعيّة كمثل ما نحن الآن في صدده عطّلنا بهذه الاستعانة بالكفّار و إحلالهم في الدّيار المسلمة بشتّى التّأويلات و التّعطيلات لمثل هذه الآيات إن لم يكن هناك ما فعلته السّعوديّة من الاستعانة بالكفّار الأمريكان و البريطان و هم ألدّ أعداء الإسلام فليس هناك موالاة محرّمة و ليس هناك استعانة محرّمة و هذا هو التّعطيل لشريعة الله و أحاديث نبيّه صلّى الله عليه و سلّم و قبل أن أنهي أريد أن أذكّر بشيء آخر و هو أنّنا نعلم أنّ الحكومة السّعوديّة في قوانينها و في تصرّفاتها عامّة أحكامها مستنبطة من المذهب الحنبلي مذهب إمام السّنّة الّذي نتشرّف نحن بالانتماء إلى مشربه و لا أقول إلى مذهبه , إلى منهجه و لا أقول تقليده . هذا الإمام فقهه و الّذي زيد على فقهه أضعافا مضاعفّة من بعده و المسطّر في كتب المّذهب الحنبلي و من ذلك الكتاب المغني و الشّرح الكبير هذه الكتب هي عمدة فتاوى الأحكام الّتي عليها قامت أحكام الدّولة السّعوديّة . فأنا لا أدري كيف تجرّأت الدّولة السّعوديّة على استحلال الاستعانة بهؤلاء الكفّار و قد عرفنا أنّهم أخطر الدّول على وجه الأرض اليوم على الإسلام و المسلمين مع أنّ مذهبهم في الشّرح الكبير و في المغني لابن قدامة المقدسي يصرّحون أنّ الاستعانة بالكفّار إن جازت فإنّما تجوز بشرط و هو أن تكون الغلبة للمسلمين على الكافرين , أن تكون الغلبة للمسلمين على الكافرين و هذا قيد ضروري جدّا جدّا ذلك لأنّه إذا كان الأمر كما فعلت السّعوديّة أن يكون المستعان به أقوى و أكثر عددا و عدّة فحينئذ هذا لا يقول به مسلم على وجه الأرض أبدا حتّى المذهب الحنبلي الّذي يحكمون به وضع هذا القيد و هذا الشّرط أن يكون المستعين من المسلمين بالكفّار أقوى و أغلب عليهم منهم و الآن قد قلت في بعض الأشرطة السّابقة و أذكّر من الذّي يحول بين الأمريكان و فيهم الألوف المؤلّفة يقينا من اليهود و إن لم يكونوا يهود فهم مع اليهود فلا فرق بين أمريكان و يهود , و هاهم نحن الآن نسمع كيف يمدّونهم تباعا بالصّواريخ المدمّرة و نحوها لو أراد هؤلاء اليهود فقولوا اليهود أو الأمريكان ألفاظ متعدّدة تؤدّي إلى حقيقة مرّة واحدة و هي أنّهم لا يريدون الإسلام إلاّ خبالا كما جاء في الآيات الّتي ذكرها الشّيخ ابن باز جزاه الله خيرا , لو أراد هؤلاء اليهود أو هؤلاء الأمريكان أن يحتلّوا خيبر هل باستطاعة السّعوديّة أن يصدّوهم و أن يردّوهم على أعقابهم خائبين ؟ لا . هنا يظهر السّرّ و الحكمة البالغة الّتي وضعها علماء الفقه الحنبلي الذي يستندون إليه في أحكامهم حين قالوا بشرط أن تكون الغلبة للمسلمين , الآن الغلبة للكافرين و أكبر دليل على ذلك ما كانت الإذاعات العالميّة كلّها أشاعت بأنّ السّعوديّة اتّفقت مع قائد الجيش الأمريكي أن تكون القيادة بيد قائد الجيش الأمريكي , فإذا السّعوديّون الآن هم مأمورون من القيادة الأمريكيّة , إذا قيل للطّيّارين السّعوديّين اضربوا العراق و هم يتفرّجون فما عليهم إلاّ أن ينفّذوا الأمر , أين هذا الواقع المؤلم من قول الله عزّ وجلّ: (( و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) فنسأل الله تبارك و تعالى أن يكشف هذا الهمّ و هذا الغمّ الّذي أصاب المسلمين و لن يكون ذلك أبدا لأنّ سنّة الله لن تتغيّر إلاّ إذا رجع المسلمون حكّاما و محكومين إلى دينهم -يرحمك الله- و ذلك من معاني قوله تبارك و تعالى: (( إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم )) و صلّى الله على محمّد و على آله و صحبه و سلّم تسليما كثيرا .

مواضيع متعلقة