ما رأيكم في استدلال بعض أهل العلم في مسألة الاستعانة بالكفار بحديث ( إنكم تصالحون الروم صلحاً آمنا وتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم فتنصرون وتغنمون ) آخرجه أحمد وأبو داود .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيكم في استدلال بعض أهل العلم في مسألة الاستعانة بالكفار بحديث ( إنكم تصالحون الروم صلحاً آمنا وتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم فتنصرون وتغنمون ) آخرجه أحمد وأبو داود .؟
A-
A=
A+
الحلبي : هناك حديث استدلّ به بعض أهل العلم في المسألة المبحوثة و هو ما ذكروه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: ( إنّكم تصالحون الرّوم صلحاً آمنا ... )

الشيخ : اصبر عندك ... نعم .

الحلبي : استدلّ بعض أهل العلم في هذه المسألة الّتي نحن في صدد بحثها بحديث ذكروه عن النّبيّ عليه الصّلاة و السّلام و هو قوله: ( إنكم تصالحون الروم صلحاً آمنا وتغزون أنتم وهم عدوّاً من ورائكم فتنصرون وتغنمون ) وقالوا: أخرجه الإمام أحمد وأبو داود بإسناد صحيح . فما هو مدى صحّة قولهم و ما هو المعنى الصّحيح لهذا الحديث ؟

الشيخ : أوّلا إنّ الاستدلال بهذا الحديث على ما كنّا فيه آنفا من الاستنكار الشّديد للاستعانة بالكفّار ليس لهذا الحديث علاقة بهذا الموضوع إطلاقا لأنّ مصالحة المسلمين لبعض الكافرين شيء و الإستعانة بالكافرين شيء آخر هذا أوّلا فإذا قاتل الكفّار مع المسلمين عدوّا مشتركا بينهم فهذا لا يعني أنّ المسلمين طلبوا العون منهم و إنّما هذا وقع بسبب الصّلح القائم بين المسلمين و بين أولئك الكافرين , هذا الّذي أن أقوله أوّلا . و الجواب باختصار المصالحة مع الكفّار ثمّ اشتراك الكفّار مع المسلمين في قتال عدوّ مشترك شيء و طلب المسلمين من عدوّهم الكفّار أن يقاتلوا عدوّا آخر هذا شيء آخر , هذا أوّلا . ثانيا هذا الحديث الّذي تلوته آنفا طرف من حديث و الحديث له تتمّة و هو في الواقع إذا ما نظرنا إلى تتمّة الحديث ينقلب الحديث حجّة عليهم و يخرج عن كونه حجّة لهم خروجا أكمل من البيان السّابق لأنّنا قلنا لا تلازم بين مصالحة المسلمين لبعض الكافرين و بين اشتراك هؤلاء الكفّار مع المسلمين في قتال عدوّهم المشترك أمّا هذا الّذي ستسمعون تمام الحديث فهو يؤكّد بأنّ الحديث حجّة لعدم شرعيّة الاستعانة مع أنّ الحديث ليس فيه الاستعانة لكن يدلّ على سوء عاقبة اشتراك المسلمين مع بعض الكفّار و هم ليسوا أعداء للمسلمين بل هم صلح معهم مع ذلك فالعاقبة سوف تكون لغير صالح المسلمين و الآن نستخرج الحديث من سنن أبي داود باللّفظ التّام و هو في مسند الإمام أحمد أيضا بالسّند الصّحيح ( ستصالحون الرّوم صلحاً آمنا فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم فتنصرون و تغنمون و تسلمون ثمّ ترجعون سالمين غانمين منصورين حتّى إذا نزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من أهل النّصرانيّة الصّليب فيقول غلب الصّليب فيغضب رجل من المسلمين فيدقّه فعند ذلك تغدر الرّوم و تجتمع للملحمة ) كيف يجوز الإستدلال بهذا الحديث على تجويز ما فعلته السّعوديّة الآن ؟! هذا الحديث أوّلا يخبر عن أمر غيبي ( ستصالحون الرّوم ) فهل هناك صلح الآن بين المسلمين و بين الأمريكان ؟ أين الصّلح و أنا سمعت و لعلّكم يوجد من بينكم من يشاركني في السّماع أنّ هذا بوش الخبيث هذا قال: لا يجوز الآن معنى كلامه لا يجوز استغلال قضيّة فلسطين أي المساومة قال المساومة في قضيّة فلسطين في سبيل حلّ المشكلة القائمة سمعتم هذا أم لا ؟

الحلبي : لا يجوز الرّبط بين القضايا .

الشيخ : لو هناك صلح بين المسلمين و بين الكفّار لازم يكون الصّلح لصالح المسلمين و ليس إبقاء القديم على قدمه بل و التّصريح بأنّ هذه العلاقة هذه مسألة ثانية مع أنّ مسألة فلسطين هي مسألة إسلاميّة أمّا هذه هنا مسألة صليبيّة محضة . الأمريكان راح تنتصر للكويت ؟ راح تنتصر للسّعوديّين ؟ كذّابين و إنّما لصالحهم . فالشّاهد من الحديث يقول: ( ستصالحون الرّوم ) الآن لا يوجد مصالح مع الرّوم , الآن هناك عبارة شاميّة تقول: " حكّلّي لحكلّك " مصالح متبادلة السّعوديّة تريد أن تحافظ على أموالها , على أراضيها , على بترولها و كمان الأمريكان تريد أيضا أن تحافظ على هذه المصالح الأمريكيّة في البلاد السّعوديّة بعامّة و بترولها بخاصّة فإذا ليس هناك صلح بين المسلمين و بين الرّوم هذا أوّلا . فالحديث ليس له علاقة بالواقع إطلاقا . ثانيا قلنا آنفا بأنّه المصالحة و القتال لعدوّ مشترك شيء و طلب الاستعانة من الكفّار شيء آخر و تذكّروا التّفصيل السّابق الاستعانة بأكبر دولة على وجه الأرض , كنت ذكرت لعلّه إخواننا يذكرون هذا أنا كنت ذكرت أنّ بعض العلماء الّذين ذهبوا إلى جواز الاستعانة بالكفّار و هذا مع الأسف موجود في المذهب الحنبلي الّذي يحكم به السّعوديّون إلاّ ما ندر لكن الحمد لله هذا المذهب كان يقظا وضع قيدا و شرطا لو أنّ الحكومة السّعوديّة التزمته ما وقعت في هذه الخطيئة و الفاحشة الكبرى ماذا قال المذهب الحنبلي و الشّافعي قالوا يجوز الاستعانة بالكفّار لقتال الكفّار المشركين بشرط أن يكون المسلمون لهم الغلبة على المستعان بهم . أعوذ بالله وين نحن و وين هذا الشّرط ؟ الغلبة للكفّار و الدّليل هي هذا الكافر راح يعيد في بلاد الإسلام كفره , لماذا لم تقل السّعوديّة هذا لا يجوز في ديننا ؟ لماذا رفع الصّليب البريطاني بجانب الرّاية السّعوديّة لا إله إلاّ الله لأنّه لا يوجد غلبة للمسلمين على الكفّار . خلاصة : فهذا الحديث فيه نبأ عظيم جدّا أنّه عاقبة الإشتراك مع الكفّار ليس الإستعانة بهم , الإشتراك مع الكفّار في قتال عدوّ مشترك هذا يكون مدعاة لفتنة و هذا سيقع . يقول النّصراني الصّليب هو الّذي غلب المسلم تأخذه الغيرة الإسلاميّة فيقتله فيثأر الكفّار لقتيلهم و تقع المعركة بين المسلمين و بين الرّوم الّلي كانوا عن قريب صلحا مع المسلمين . ثمّ من المعلوم إذا المسلمين تهادنوا مع الكفّار أو تصالحوا معهم لا مانع من هذا ولكن يجب أن يكونوا أيقاظا يكونوا نبهاء , ما يغدروا بهم فالاستعانة الّتي قال بها بعض المذاهب اشترطوا فيها أن تكون الغلبة للمستعين لا للمستعان بهم و لذلك فالّذي وقع الآن ليس ضدّ السّنّة فقط و ضدّ المذاهب و ليس فقط ضدّ المذاهب الأربعة بل الأربعين و الأربعمائة لأنّه لا إنسان يقرّ هذا الوضع الّذي لا يمكن وصفه إلاّ من إنسان أوتي لسانا . فالشّاهد إذا خلاصة الجواب عن الحديث أوّلا ليس له علاقة بالاستعانة ثانيا إنّما وقع القتال مع النّصارى أو الرّوم الّذين هم نصارى لقتال عدوّ مشترك للمسلمين و للرّوم الّذين صالحهم المسلمون مع ذلك شو كانت العاقبة ؟ كانت العاقبة أن غدر الكفّار بالمسلمين و وقعت الملحمة و معنى الملحمة يعني الحرب الضّخمة العظيمة جدّا فإذا أنا أشعر بأنّ حشر هذا الحديث في موضوع السّاعة هو يعني ممّا يدلّ على أنّ الجماعة لا يوجد عندهم دليل واضح يسوّغون هذا الواقع المؤلم فيلجؤون إلى مثل هذه الاستدلالات الواهية الّتي ليس لها صلة مطلقا بالحادث .

مواضيع متعلقة