الشيخ : إذا كان هناك أبوان شيخان كبيران عجوزان ، ولهم ولد يخدمهما ، وهذا الولد تائق كل التَّوقان إلى إيش ؟ إلى الذهاب إلى الجهاد في سبيل الله ، ليس هناك مَن يكل عن نفسه مَن يقوم بأَوَد وبشأن أبويه العجوزين الكبيرين كما قلنا ، هذا أنا ما أقول يَدَعُ أبويه للظروف ، وقد يهلكان جوعًا وعجزًا ومرضًا و و إلى آخره ، إنما نقول : أنت استفتِ قلبك كما جاء في الحديث ، وهذا محلُّه : ( استفتِ نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك ) ، أنت شوف الآن في عندك مَن يقوم نيابةً عنك بالقيام بشأن أبويك ؟ ما في ؛ فأنت كما جاء في الحديث : ( الزَمْهما فإنَّ الجنة عند رجليهما ) ، لا ، يوجد مَن يقوم بشأنهما وبخدمتهما ؛ فحينئذٍ لا يرد الاستئذان بالشرط السابق أنهم بحاجة إلى رجال .

السائل : يا شيخ ... أنا ما أتكلَّم على الاستئذان ، يعني أنا فهمت من كلام فضيلتك أن الاستئذان على حسب المصلحة ، وهذا هو صحيح .

الشيخ : طيب .

السائل : أظن في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في ابن حبان : أي الأعمال أفضل ؟ قال : ( الصلاة على وقتها ) . قال : ثم أي ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله ) . قال النبي : وإلي . قال : آمرك بوالديك حقًّا قال والذي بعثك بالحقِّ ... قال أنت ... .

الشيخ : نعم .

السائل : الشَّيخ أحمد شاكر علَّق على هذا الأمر بأن أصحاب اليتيم يستأذنونك استئذانًا في كلِّ غزو من الغزوات ، فهو على حسب المصلحة والحاجة .

الشيخ : نعم .

السائل : لكن أتكلَّم إنسان الآن أمه - مثلًا - ما تريد أن يذهب ، وسيأتي عليها - مثلًا - ضرر نفسي أو ربما بدني على هذا الذهاب ؛ فهل لو هو ذهب مع وجود هذا الضرر ووجود الاختلاف هناك ؛ هل هم في حاجة أو غير حاجة ؛ أيهما يرجِّح ؟ لو ذهب يأثم ولو بقى يأثم ؟ ماذا كيف يرجِّح ؟

الشيخ : طيب ، أنت إذًا لا تذكر قضية الأم وحاجتها للولد .

السائل : نعم ، أيُّ أم ؟ أقصد ... .

الشيخ : لأني أنا سأقول : سأعود إلى ما قلته آنفًا .

السائل : طيب .

الشيخ : طيب .

السائل : الحاجة عمومًا واحد في عمل معيَّن أو دعوى معيَّنة أو ... .

سائل آخر : تسمح لي شيخ ، حضرتك ذكرت أنَّ الاحتياج المجاهدين هناك من الأفراد من عدمه ينبني عليه الحكم برفع أو بسقوط فرض العين على الأفراد من عدمه ، طيب ، الاحتياج هنا اختلفوا فيه ، فبعضهم يقول : نحن في حاجة إلى رجال لا سيَّما العرب منهم ، وبعضهم يقول : نحن لسنا في حاجة إلا إلى المال ... .

الشيخ : طيب .

السائل : فهل هنا ؟

الشيخ : طبِّق قاعدة : " المُثبت مقدَّم على النافي " .

السائل : ... في حاجة ؟

الشيخ : أحسن إيش ؟

السائل : لا ، في هذه قاعدة ... .

الشيخ : إي .

السائل : ... اللي بيثبت لا يمكن ... الحاجة أحيانًا ... الحاجة للواقعية ، ولكن يثبت لِئلَّا تضيع القضية ، وهذا واقع يعني كأن .

الشيخ : طيب .

السائل : بعض القوَّاد قالوا بهذه الحاجة .

الشيخ : حسن .

السائل : من تحتهم قالوا ... .

الشيخ : حسن جميل ، لأجل ألَّا تضيع القضية ؛ أليس هكذا تقول ؟

السائل : أو للـ ... .

الشيخ : لا ، هَيْ أو خلِّيها متأخِّرة ، لأجل ألَّا تضيع القضية ... .