السؤال حول استشارة الوالدين للجهاد ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
السؤال حول استشارة الوالدين للجهاد ؟
A-
A=
A+
السائل : أيضًا هناك سؤال يا شيخ : هناك مَن يستدل بإلزامية استشارة الوالدين حتى وإن عُيِّن الجهاد ، ويستدلون بحديث أورَدَه الطبراني في " الأوسط " ، وهو قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - ... .

هناك يا شيخ مَن يستدل بحديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( لا تجاهد إلا برضاء والديك وإن كان الأعداء على باب دارك ) ، وأنه لا يجوز الجهاد ، وإن عُيِّن الجهاد إلا باستشارة الوالدين ، سند الحديث يا شيخ هون ؟

الشيخ : جوابي على هذا من ناحيتين ؛ الناحية الأولى أن الحديث لا يصح من حيث إسناده ؛ وذلك لأنه إن لم يروِه أحدٌ من " الصحيحين " ، بل ولا من الكتب الستة من أصحاب الكتب الستة وبقية السنن الأربعة ، وإنما رواه بعض الذين يترجمون للرواة المُتكلَّم فيهم ، في صدقهم أو في حفظهم وضبطهم ، وأعني بذلك لم يروِه من أصحاب السنن فضلًا عن " الصحيحين " إلا الحافظ ابن عدي في كتابه المعروف بـ " الكامل " ، وإسناده ضعيف ، وأنا كنت تكلَّمت عليه في كتابي " الروض النَّضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير " ؛ فإذًا لا يصح الاستدلال بهذا الحديث ؛ لأن إسناده ضعيف .

وثانيًا اللفظ المذكور أنا ما أعرفه ، أعرفه بلفظ : ( إذا كان الجهاد على باب أحدكم فلا يخرج إلا بإذن أبويه ) ، هذا الحديث ، هذا هو الشيء الثاني .

السائل : نعم .

الشيخ : أزيد عليه فأقول : هذا الحديث لو صحَّ لَكان نصًّا صريحًا فيما زعموا ، ومن هنا يتبيَّن لإخواننا طلاب العلم ضرورة معرفة الحديث الصحيح من الضعيف حتى لا يقعوا في أخطاء علمية فقهية ؛ ولذلك فأنا أنصح طلاب العلم أنه لا يجوز لأحدهم أن يستنبط حكمًا شرعيًّا من حديث ما إلا بعد أن يتأكَّد من صحته أو من ثبوته على الأقل ؛ إما بنفسه إن كان من أهل العلم تصحيحًا وتضعيفًا ، وإما بسؤال أهل العلم كما قال - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، وفي الآية الأخرى : (( فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا )) ؛ فإذًا لا يصح هذا الكلام ؛ لأنه قائم على حديث ضعيف .

مواضيع متعلقة