مالمراد بالقوة التي جاء ذكرها في القرآن .
A-
A=
A+
الشيخ : والله عز وجل يقول في القرآن الكريم: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) هذه الآية الكريمة كما ذكرنا من قبل معناها واضح لدى كل عربي ولا فرق في ذلك بين عالم وطالب علم أو غير طالب علم ما دام أنه يفهم اللغة العربية (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) هذا المعنى واضح لكن قد لا يكون واضحاً لدى كل عربي على هذا الإطلاق الذي شرحته آنفاً ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ألا إن القوة الرميُ، ألا إن القوة الرميُ ، ألا إن القوة الرميُ ) والرمي اليوم كما تعلمون يختلف عنه حينما نطق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحديث فالرمي هناك كان له نوعان فقط الرمي بالحراب أولا ثم بالسهام نادرا لأن السهام صنعت للطعان والرمي والحراب للرمي والسيف للضرب لكن أحيانا وبخاصة حينما تكثر السهام وتقل الحراب فقد يستعمل السهم مكان الحربة المهم أن الرمي المعروف يومئذ في عهد العرب في الجاهلية و في الإسلام وفيما بعد ذلك إنما هو بالحراب الآن الحراب لا تكاد تصنع شيئا بالنسبة للرصاص الذي تطور إلى ما يسمى "بالرشيش" مثلا ونحو ذلك من الأسلحة التي تطلق في لحظة واحدة عشرات الرصاصات و لا بد والحالة هذه أن يصيب الهدف إما بالرصاصة الأولى أو الثانية أو أو الخ، ولذلك أطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: ( ألا إن القوة الرميُ ) فالرمي بالحراب الآن لا يفيد إذن بدك ترمي بالرصاص فالرمي ينبغي أن يكون بالرصاص المستعمل الآن في القتال إذن يدخل في عموم الآية (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) أي من القوة المعروفة اليوم وبخاصة من الرمي المعروف اليوم هذا يفهم بسهولة من معنى هذه الآية لكن هناك شيء قد لا يتنبه له كثير من الناس فأنا يجب علي التنبيه على ذلك فأقول وهنا هذه النقطة هامة جدا بالنسبة لهؤلاء الإسلاميين المتحمسين لإقامة الدولة المسلمة ولكنهم لا يحسنون الوسائل التي تساعدهم على تحقيق بغيتهم ألا وهو إقامة الدولة المسلمة فهؤلاء ألفت نظرهم إلى المعنى الكمين في خطاب رب العالمين (( وأعدوا )) فقط ، أقف عند هذا الخطاب (( وأعدوا )) لمن الخطاب ؟ الخطاب لم يكن للأصحاب المضطهدين الضعفاء من قريش في مكة و إنما كان خطابا موجها للأقوياء الذين كانوا يعيشون مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة وكانوا باستطاعتهم أن يحققوا نسبة كبيرة جدا من هذا الأمر (( وأعدوا لهم ما استطعم من قوة )) إذن وأعدو الخطاب أولا للمؤمنين حقا الذين التفوا حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونصروه بأموالهم و أولادهم وأنفسهم وكل عزيز لديهم هذا الخطاب حينما يوجد قوم أو طائفة هم في أن يكونوا مستعدين ليتلقوا مثل هذا الخطاب الإلهى أولئك الذين يؤمرون بأن يعدوا ما استطاعوا من قوة فهل هناك طائفة رُبّوا على الكتاب والسنة سنين طويلة كما ربى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه الأولين المهاجرين في مكة وصبروا معه و أوذوا في سبيل الله عز وجل ثم هاجروا مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم و صبروا و صابروا وأعدوا بعد ذلك ما استطاعوا من قوة ، هل هناك طائفة اليوم على وجه الأرض يمكن أن يقابلوا بمثل هذا الخطاب ؟ أنا جوابي لا. لسببين اثنين ، أولاً نحن معشر المسلمين اليوم لا يمكن أن نقيس طائفة على أصحاب رسول الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نقيس فردا أو أفرادا على بعض الأفراد من أصحاب الرسول عليه السلام وعلى ذلك يكون القياس مع الفارق ، يكون القياس كما يقول الفقهاء أحيانا أو بعض الفقهاء من باب قياس الحدادين على الملائكة من باب قياس الحدادين على الملائكة، مفهوم هذا الكلام ولا مش مفهوم ؟ مفهوم وهذا في من ؟ في النخبة أقول في أفراد من المسلمين المبعثرين اليوم ممكن أن نقيسهم على أفراد من أصحاب الرسول عليه السلام ومع ذلك يكون القياس مع الفارق قياس من قبيل قياس الحدادين على الملائكة "شو جاب لجاب" أما أن نجد طائفةً كأصحاب الرسول عليه السلام على وجه الأرض هؤلاء لا وجود لهم وأنا أرجو أن ينبهني أحدكم هنا وإلا هنا وإلا هناك ويقول لا أنت مخطئ هناك طائفة تحققت فيها تلك الأوصاف التي كانت في أصحاب الرسول عليه السلام حينئذٍ فهم أهل بأن يخاطبوا بالآية الكريمة (( وأعدوا لهم ما استطعتم )) هل أنتم تصححون رأيي أم تخطئونه لا بد أنكم من موقف من موقفين فإن رأيتم أن قولي لا يوجد اليوم طائفة يمكن قياسهم على أصحاب الرسول عليه السلام إن كنتم ترون رأيي هذا فالحمد لله و إن كنتم ترون أني مخطئ دلوني على هذه الطائفة ، أين هي ؟ هنا الطائفة لا بد لي من التذكير بالفرق ، كلامي هذا لا ينافي ولا يعارض بوجه من وجوه المعارضة الحديثَ الذي ذكرناه من قبل ( لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق )
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 705
- توقيت الفهرسة : 00:38:30
- نسخة مدققة إملائيًّا