الجهاد في البوسنة والهرسك ونصرة إخوانهم هناك .
A-
A=
A+
السائل : أولا يا شيخنا .
الشيخ : نعم .
السائل : يقول الأخ السائل يحدثنا المطلعون على أحوال المسلمين في البوسنة والهرسك القريبون من القوات الإسلامية هناك أن جهادا قائما هناك يتميز بالراية الإسلامية المرفوعة وبنوع قوة يرهبون بها الكفرة الذين يقاتلونهم فإن صح هذا فما هو رأيكم فيما يحاول فيه كثير من الشباب المسلم عربا و عجما للذهاب إلى نصرة إخوانهم هناك و مقاتلة أعداء الله عزّ و جل نصرة لإخوانهم في الدين ؟
الشيخ : نحن نقول كما نقول دائما و أبدا إنّ الجهاد اليوم فرض عين لكثرة البلاد المهاجمة لكثرة البلاد الإسلامية المهاجمة من الكفار من مختلفي الأديان والمشارب ! ولكننا نعتقد أن الجهاد لابد من إتخاذ اللوازم و الأسباب و العدة التي تمكن المسلمين من الإنتصار على عدوهم و على هذا نحن نقول إن الأسباب التي ذكرناها آنفا من الأمراض التي أشار إليها نبينا صلى الله عليه و آله و سلم في بعض تلك الأحاديث و ذكر في أحدها كما إنتهينا في آخر الجواب إلى بيان الجملة الأخيرة حتى ترجعوا إلى دينكم فأنا أقول آسفا جدا جدا جدا فليرضى من يرضى و لا يرضى من لا يرضى ما يهمنا إلا رضى الله تبارك وتعالى إن الجهاد جهاد المسلمين الكفار لابد لهم من أن يتخذوا الأسباب التي تؤهلم للإنتصار على عدوهم أول تلك الأسباب أن يؤمنوا بالله و رسوله كما أراد الله و رسوله و هذا الإيمان اليوم غير متوفر في طائفة متجمعة على هذا المنهج الذي شرحناه آنفا و أعتقد أن الذين يذهبون إنما هو أفراد متفرقون في مختلف البلاد لا تجمعهم عقيدة إسلامية صحيحة و إنما هم مختلفون أشد الإختلاف و قد رأينا ذلك مع الأسف الشديد أكرر للأسف الشديد في الجهاد الأفغاني الذي كنا نأمل و نرجوا من الله عز و جل أن نكون الآن قد إقتطفنا ثمار ذلك الجهاد لأن الجماعة أعني بهم المسلمين الأفغان كانوا قد أعلنوها جهادا في سبيل الإسلام أما اليوم فليس هناك في البوسنة والهرسك إعلان من البوسنوين والهرسكيين إذا صح التعبير لم يعلنوا الجهاد في سبيل الله نعم هذا الفارق الكبير بين القتال الذي يقع الآن بين الكفار من الصرب ومن يعينهم وبين المسلمين في البوسنة ومن يعينهم من مختلف المسلمين الذين أشرت إليهم آنفا مع هذا البون الشاسع بين الجهاد الأفغاني و القتال البوسني لم نقتطف الثمرة بعد اثني عشرة سنة من الجهاد الأفعاني لماذا لأنهم لم يتخذوا العدة التي نحن ندندن حولها الآن و سأبين ذلك بشيء من البيان فكلنا يعلم أيضا آسفين أنه كان سبعة أحزاب و صدق فيهم قول الله عز و جل (( كل حزب بما لديهم فرحون )) و كان هناك حزب واحد هو الذي أعلن أنه على منهج السّلف الصالح على القرآن والسنة و مع ذلك فقد وقع ما وقع بمقاتلة بعض الأحزاب لهذه الجماعة القائمة على الكتاب و السنة و كل هذه الأحزاب يعلمون قول رب العالمين (( و لا تكونوا من المشكرين من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ، (( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )) لقد فشل الجيل الأول الأطهر الأنور و هم صحابة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في غزوة حنين فقط أنهم أصيبوا بالعجب المهلك مع أنهم كانوا كاملين في كل النواحي الأخرى فما إنتصروا لو لا أن الله عز و جل نصرهم في نهاية الأمر على الكافرين فكيف ينتصر المسلمون اليوم على أعدائهم الكفار الصرب و معهم دول أوروبا كلها و إن كان ظاهرا يدندنون حول الإنتصار لهؤلاء المغزوين في دارهم فأنا أقول أن الجهاد لا بد له من إستعداد و هذا صريح القرآن الكريم (( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم )) أنا أقول لهؤلاء الشباب المتحمس و وجب له هذا التحمس هل أعدوا العدة التي أشار الله عزّ و جل إليها في هذه الآية ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل لا شك أن الله عزّ و جل حينما أطلق القوة و خص بالذكر رباط الخيل ذلك لأن رباط الخيل كان هو من أسباب القتال التي تساعد المجاهدين على الإنتصار على أعدائهم و لكنه قبل أن يذكر رباط الخيل أطلق القوة قال (( أعدّو لهم ما استطعتم من قوة )) فما هي القوة التي أعد هؤلاء الشباب ظني أنهم سيقولون إنهم ليس عندهم طيارات و لا دبابات و ليس عندهم قتال منظم على الطريقة العسكرية الحديثة العهد الآن من حيث أسلوب القتال و أسلوب الهجوم و أسلوب الدفاع و أسلوب الفرار حينما يجوز الفرار و هكذا ثم إنني ألفت النظر هؤلاء الأفراد من كل الشعوب المسلمة يريدون أن يقاتلوا بهذه الوسائل من الأسلحة العادية فما بال الدول الإسلامية تتفرج على هؤلاء المسلمين المغزوين في عقر دارهم ثم على هؤلاء المسلمين الذي يناصرونهم بمثل هذه الأسلحة العادية التي لا تساوي شيئا بالنسبة لأسلحة الكافر المهاجم ألا و هم الصرب هلا جهزوا جيشوهم هلا أرسلوا دبابتهم هلا أرسلوا طائراتهم لنستطيع أن نقول إنهم قد أعدوا عدتهم في حدود إستطاعتهم فلعل الله عزّ و جل ينصرهم ، نحن ننصح شبابنا المسلم المتحمس و بخاصة بعد أن رأى جهاد أولئك المتحمسين في أفغانستان ذهب أدراج الرياح مع أن الجهاد هناك كان أولا بإسم الإسلام وثانيا كان يتلقى الإمدادات التي لا يمكن أن يتلاقها هؤلاء الشباب و هذا نحن نقول مبينين لهؤلاء الشباب نكتة في الآية السابقة جاءت المناسبة للتحدث عنها ربنا عزّ و جل حينما خاطب المؤمنين الأولين بقوله عزّ و جل (( و أعدّو لهم ما إستطعتم )) الخطاب هنا موجه للصحابة المهيئين لتقبل تنفيذ هذا الأمر و مستعدين للقيام به أي إنهم كانوا قد قاموا بواجب الإعداد المعنوي لذلك وجهت هذه الآية إليهم (( و أعدّوا )) فأنا أستنبط من هذه الآية شيئا لا يتعرض لذكره المفسرون عادة مع أنه أمر واضح و يجب بيانه بمثل هذه المناسبة حينما خاطب الله عزّ و جل أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم بقوله ((و أعدّوا )) كانوا أهلا لمثل هذا الخطاب أي كانوا مؤمنين بالله و رسوله حق الإيمان أي على النحو الذي ندندن نحن حوله اليوم و لا نستطيعه إلا بجهد جهيد ندندن حول الإسلام المصفى لنصل إليه نحتاج إلى جهود جبارة من علماء المسلمين كما سبق الإشارة إلى ذلك آنفا أما الصحابة فكما قلت أيضا في مطلع لكلمتي السابقة قد تلقوا الإسلام من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم غضا طريا فهم ليسوا بحاجة مثل ما نحن بحاجة الآن أن نشغل كثيرا من وقتنا بفهم شريعة ربنا عز و جل مصفى فهم كانوا تلقوا الإسلام مصفى مباشرة من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثم طبقوه أيضا في نفوسهم فصاروا مهيئين لتقبلوا ذلك الأمر الإلهي (( و أعدوا )) يا معشر أصحاب الرسول عليه السلام حينما أقول هذا لا أريد أن أشكك الناس في عقيدتهم و في عملهم الصالح و لكني في الوقت نفسه لا أريد أن أكون كالنعامة التي يضرب بها المثل في الحماقة حينما ترى الصياد قد توجه إليها فهي تدخل رأسها في الرمل فلا ترى الصياد فلحماقتها تظن أن الصياد سوف لا يراه ولا يصطادها لا أريد أيضا أن أكون غافلا عن وصف المرض الذي يجب للمسلمين أن يعالجوه فأنا أقول يا معشر الشباب هل أنتم تلقيتم الإسلام غضا طريا كما تلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم ومن ذلك أو من أبرز الأمور التي تؤكد لنا أنكم أنتم كذلك أولى هل اجتمعتم على كلمة سواء هل توحدتم في عقديتكم و في أخلاقكم و في إخلاصكم بعضكم لبعض كل فرد يصدق فيه كما قال عليه الصلاة و السلام في الجديث الصحيح ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) أنا أقول آسفا لا نكاد نجد جماعة عشرة أشخاص يصدق فيهم مثل هذا الإيمان الذي ذكره الرسول عليه الصلاة و السلام فكيف بالمئات و كيف بالألوف المؤلفة المتفرقة الذين لم يجتمعوا في مكان واحد ليكونوا طائفة واحدة عقيدة و سلوكا و من ذلك السلوك أن تتأمروا بهذا الأمر الإلهي ((و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) إلى آخر الآية هذا الذي أنا أدندن حوله و أنا لا أريد أن تذهبوا طعما للنيران فأنتم بين الكفار الذين يحاربون الإسلام في كل أرض الإسلام و لابد أنكم سمعتم ما حل بإخواننا في الصومال وفي إريتيريا و في الفلبين و في و في إلى آخره و أخيرا في الجزائر و ربما في السودان أيضا فمما هذا يا إخواننا المسلمون المتحمسون حماسا عاطفيا غير مقرون بالتدبير و العقل السليم أمامكم هؤلاء الكفار الذين يمكرون بكم و خلفكم دول إسلامية لا تساعدكم و لذلك أنا أقول ختاما لكلمتي هذه معكم (( يا أيها الذين آمنوا علكيم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) هذا ختام جوابي لهذا السؤال . و أرجوا أن أكون قد وفقت .
السائل : جزاكم الله خيرا يا شيخنا .
الشيخ: وإياك إن شاء الله .
السائل : يقول .
الشيخ : نعم .
السائل : ما هو حكم مشاركة بعض المسلمين الأمريكان في التصويت لإنتخاب رئيس أمريكا مستندين في ذلك إلى قاعدة أخف الضررين متوهمين أن واحدا من هؤلاء الرؤساء المترشحين سيكون أخف وطأة وأقل بأسا على الإسلام والمسلمين ؟
الشيخ : الكفر ملة واحدة و ربنا عزّ و جل يذكر هؤلاء المسلمين الذين يظنون أنهم يطبقون قاعدة أخف الضررين قال تعالى (( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم )) و أنا إن أعجب كل العجب من هؤلاء الشباب الذين يركضون إلى مثل هذا الوهم كما جاء في سؤالك بارك الله فيك و الله عزّ و جل يقول (( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار )) نار الدنيا قبل نار الآخرة لذلك نحن نقول لا يجوز المشاركة في مثل هذه الإنتخابات لأن هذه المشاركة تعني موالاة عملية للكفار و ذلك محرم بنص القرآن حيث قال رب الأنام (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) .
السائل : جزاكم الله خيرا .
الشيخ : و إياكم .
السائل : سؤاله الآخر يقول ما رأيكم أيضا في بعض المسلمين الأمريكا عربا أو عجما الذين يحاولون تكوين حزب إسلامي بالمشاركة في البرلمان الإمركي و يقول هؤلاء معللين إن هذا الصنيع حق من حقوقنا الدستورية في القانون الأمريكي و علينا أن لا نفرط فيه ؟
الشيخ : أظن أن الجواب السابق بارك الله فيك يصلح جوابا لهذا السؤال اللاحق !
السائل : نعم .
الشيخ : ولا يجوز التحزب من هؤلاء لأن هذا التحزب سيجعل المسلمين هناك فرقتين فرقة متحزبة لهذه الإنتخابات و فرقة أخرى معاكسة لها و قد تقوم أحزاب أخرى و نحن نشكوا الأحزاب الإسلامية في البلاد الإسلامية فماذا نقول عن التحزب في بلاد الكفر نحن ننصح هؤلاء الذين ابتلوا بالإستيطان في بلاد الكفر كما قلنا ننصح أفرادا منهم حينما يتصلون بنا يسألوننا عن بعض الأحكام التي تعترضهم في حياتهم هناك ننصحهم دائما و أبدا أن لا يستقروا في بلاد الكفر و أن يفروا إلى الله عزّ و جل بأن يعودوا أدراجهم إلى بلاد الإسلام لأن الإسلام ينهى المسلم أن يهاجروا من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفار و المشركين و هناك أحاديث كثيرة و كثيرة جدا منها قوله عليه الصلاة و السلام ( من جامع المشرك فهو مثله ) ( من جامع ) أي من خالط ( المشرك فهو مثله ) ومن ذلك قوله عليه السلام ( المسلم و المشرك لا تترآى نارهما ) و كذلك قوله عليه السلام ( أنا برئ من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين ) لذلك نجد بعض المتدينين من هؤلاء المسافرين أو المستوطنين في بلاد الكفر حينما نرتقي بهم هناك في زيارة عابرة كما أنت الآن واقعك هناك نجد منهم تأثرا بالأجواء و البيئات التي يعيشونها و هي بيئة كفر و فسق و فجور و ضلال يتأثرون من حيث لا يشعرون أو يشعرون ثم إذا هم ما شعروا حاولوا تبرير ما هم فيه وقعوا بشتى المبررات أو المسوغات من المسوغات التي تلتقي مع هوى النفس و مع الجهل بالإسلام كما سمعت آنفا من تسويغ الإنتخابات لمن هو أقل شرا زعموا من باب تطبيق قاعدة الأخذ بأخف الضررين هذه القاعدة إنما تطبق فيما يكون يغلب على الظن أن الأخذ بأخف الضررين يطيح بالشر الأكبر أما راح جورج وجاء أنطنيوس فمن أين نحن نحكم أن أنطنيوس خير من جورج أو من بوش أو ما شابه ذلك إن يظنون إلا ظنا و ما هم بمستيقنين والله المستعان
الشيخ : نعم .
السائل : يقول الأخ السائل يحدثنا المطلعون على أحوال المسلمين في البوسنة والهرسك القريبون من القوات الإسلامية هناك أن جهادا قائما هناك يتميز بالراية الإسلامية المرفوعة وبنوع قوة يرهبون بها الكفرة الذين يقاتلونهم فإن صح هذا فما هو رأيكم فيما يحاول فيه كثير من الشباب المسلم عربا و عجما للذهاب إلى نصرة إخوانهم هناك و مقاتلة أعداء الله عزّ و جل نصرة لإخوانهم في الدين ؟
الشيخ : نحن نقول كما نقول دائما و أبدا إنّ الجهاد اليوم فرض عين لكثرة البلاد المهاجمة لكثرة البلاد الإسلامية المهاجمة من الكفار من مختلفي الأديان والمشارب ! ولكننا نعتقد أن الجهاد لابد من إتخاذ اللوازم و الأسباب و العدة التي تمكن المسلمين من الإنتصار على عدوهم و على هذا نحن نقول إن الأسباب التي ذكرناها آنفا من الأمراض التي أشار إليها نبينا صلى الله عليه و آله و سلم في بعض تلك الأحاديث و ذكر في أحدها كما إنتهينا في آخر الجواب إلى بيان الجملة الأخيرة حتى ترجعوا إلى دينكم فأنا أقول آسفا جدا جدا جدا فليرضى من يرضى و لا يرضى من لا يرضى ما يهمنا إلا رضى الله تبارك وتعالى إن الجهاد جهاد المسلمين الكفار لابد لهم من أن يتخذوا الأسباب التي تؤهلم للإنتصار على عدوهم أول تلك الأسباب أن يؤمنوا بالله و رسوله كما أراد الله و رسوله و هذا الإيمان اليوم غير متوفر في طائفة متجمعة على هذا المنهج الذي شرحناه آنفا و أعتقد أن الذين يذهبون إنما هو أفراد متفرقون في مختلف البلاد لا تجمعهم عقيدة إسلامية صحيحة و إنما هم مختلفون أشد الإختلاف و قد رأينا ذلك مع الأسف الشديد أكرر للأسف الشديد في الجهاد الأفغاني الذي كنا نأمل و نرجوا من الله عز و جل أن نكون الآن قد إقتطفنا ثمار ذلك الجهاد لأن الجماعة أعني بهم المسلمين الأفغان كانوا قد أعلنوها جهادا في سبيل الإسلام أما اليوم فليس هناك في البوسنة والهرسك إعلان من البوسنوين والهرسكيين إذا صح التعبير لم يعلنوا الجهاد في سبيل الله نعم هذا الفارق الكبير بين القتال الذي يقع الآن بين الكفار من الصرب ومن يعينهم وبين المسلمين في البوسنة ومن يعينهم من مختلف المسلمين الذين أشرت إليهم آنفا مع هذا البون الشاسع بين الجهاد الأفغاني و القتال البوسني لم نقتطف الثمرة بعد اثني عشرة سنة من الجهاد الأفعاني لماذا لأنهم لم يتخذوا العدة التي نحن ندندن حولها الآن و سأبين ذلك بشيء من البيان فكلنا يعلم أيضا آسفين أنه كان سبعة أحزاب و صدق فيهم قول الله عز و جل (( كل حزب بما لديهم فرحون )) و كان هناك حزب واحد هو الذي أعلن أنه على منهج السّلف الصالح على القرآن والسنة و مع ذلك فقد وقع ما وقع بمقاتلة بعض الأحزاب لهذه الجماعة القائمة على الكتاب و السنة و كل هذه الأحزاب يعلمون قول رب العالمين (( و لا تكونوا من المشكرين من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ، (( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )) لقد فشل الجيل الأول الأطهر الأنور و هم صحابة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في غزوة حنين فقط أنهم أصيبوا بالعجب المهلك مع أنهم كانوا كاملين في كل النواحي الأخرى فما إنتصروا لو لا أن الله عز و جل نصرهم في نهاية الأمر على الكافرين فكيف ينتصر المسلمون اليوم على أعدائهم الكفار الصرب و معهم دول أوروبا كلها و إن كان ظاهرا يدندنون حول الإنتصار لهؤلاء المغزوين في دارهم فأنا أقول أن الجهاد لا بد له من إستعداد و هذا صريح القرآن الكريم (( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم )) أنا أقول لهؤلاء الشباب المتحمس و وجب له هذا التحمس هل أعدوا العدة التي أشار الله عزّ و جل إليها في هذه الآية ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل لا شك أن الله عزّ و جل حينما أطلق القوة و خص بالذكر رباط الخيل ذلك لأن رباط الخيل كان هو من أسباب القتال التي تساعد المجاهدين على الإنتصار على أعدائهم و لكنه قبل أن يذكر رباط الخيل أطلق القوة قال (( أعدّو لهم ما استطعتم من قوة )) فما هي القوة التي أعد هؤلاء الشباب ظني أنهم سيقولون إنهم ليس عندهم طيارات و لا دبابات و ليس عندهم قتال منظم على الطريقة العسكرية الحديثة العهد الآن من حيث أسلوب القتال و أسلوب الهجوم و أسلوب الدفاع و أسلوب الفرار حينما يجوز الفرار و هكذا ثم إنني ألفت النظر هؤلاء الأفراد من كل الشعوب المسلمة يريدون أن يقاتلوا بهذه الوسائل من الأسلحة العادية فما بال الدول الإسلامية تتفرج على هؤلاء المسلمين المغزوين في عقر دارهم ثم على هؤلاء المسلمين الذي يناصرونهم بمثل هذه الأسلحة العادية التي لا تساوي شيئا بالنسبة لأسلحة الكافر المهاجم ألا و هم الصرب هلا جهزوا جيشوهم هلا أرسلوا دبابتهم هلا أرسلوا طائراتهم لنستطيع أن نقول إنهم قد أعدوا عدتهم في حدود إستطاعتهم فلعل الله عزّ و جل ينصرهم ، نحن ننصح شبابنا المسلم المتحمس و بخاصة بعد أن رأى جهاد أولئك المتحمسين في أفغانستان ذهب أدراج الرياح مع أن الجهاد هناك كان أولا بإسم الإسلام وثانيا كان يتلقى الإمدادات التي لا يمكن أن يتلاقها هؤلاء الشباب و هذا نحن نقول مبينين لهؤلاء الشباب نكتة في الآية السابقة جاءت المناسبة للتحدث عنها ربنا عزّ و جل حينما خاطب المؤمنين الأولين بقوله عزّ و جل (( و أعدّو لهم ما إستطعتم )) الخطاب هنا موجه للصحابة المهيئين لتقبل تنفيذ هذا الأمر و مستعدين للقيام به أي إنهم كانوا قد قاموا بواجب الإعداد المعنوي لذلك وجهت هذه الآية إليهم (( و أعدّوا )) فأنا أستنبط من هذه الآية شيئا لا يتعرض لذكره المفسرون عادة مع أنه أمر واضح و يجب بيانه بمثل هذه المناسبة حينما خاطب الله عزّ و جل أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم بقوله ((و أعدّوا )) كانوا أهلا لمثل هذا الخطاب أي كانوا مؤمنين بالله و رسوله حق الإيمان أي على النحو الذي ندندن نحن حوله اليوم و لا نستطيعه إلا بجهد جهيد ندندن حول الإسلام المصفى لنصل إليه نحتاج إلى جهود جبارة من علماء المسلمين كما سبق الإشارة إلى ذلك آنفا أما الصحابة فكما قلت أيضا في مطلع لكلمتي السابقة قد تلقوا الإسلام من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم غضا طريا فهم ليسوا بحاجة مثل ما نحن بحاجة الآن أن نشغل كثيرا من وقتنا بفهم شريعة ربنا عز و جل مصفى فهم كانوا تلقوا الإسلام مصفى مباشرة من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثم طبقوه أيضا في نفوسهم فصاروا مهيئين لتقبلوا ذلك الأمر الإلهي (( و أعدوا )) يا معشر أصحاب الرسول عليه السلام حينما أقول هذا لا أريد أن أشكك الناس في عقيدتهم و في عملهم الصالح و لكني في الوقت نفسه لا أريد أن أكون كالنعامة التي يضرب بها المثل في الحماقة حينما ترى الصياد قد توجه إليها فهي تدخل رأسها في الرمل فلا ترى الصياد فلحماقتها تظن أن الصياد سوف لا يراه ولا يصطادها لا أريد أيضا أن أكون غافلا عن وصف المرض الذي يجب للمسلمين أن يعالجوه فأنا أقول يا معشر الشباب هل أنتم تلقيتم الإسلام غضا طريا كما تلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم ومن ذلك أو من أبرز الأمور التي تؤكد لنا أنكم أنتم كذلك أولى هل اجتمعتم على كلمة سواء هل توحدتم في عقديتكم و في أخلاقكم و في إخلاصكم بعضكم لبعض كل فرد يصدق فيه كما قال عليه الصلاة و السلام في الجديث الصحيح ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) أنا أقول آسفا لا نكاد نجد جماعة عشرة أشخاص يصدق فيهم مثل هذا الإيمان الذي ذكره الرسول عليه الصلاة و السلام فكيف بالمئات و كيف بالألوف المؤلفة المتفرقة الذين لم يجتمعوا في مكان واحد ليكونوا طائفة واحدة عقيدة و سلوكا و من ذلك السلوك أن تتأمروا بهذا الأمر الإلهي ((و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) إلى آخر الآية هذا الذي أنا أدندن حوله و أنا لا أريد أن تذهبوا طعما للنيران فأنتم بين الكفار الذين يحاربون الإسلام في كل أرض الإسلام و لابد أنكم سمعتم ما حل بإخواننا في الصومال وفي إريتيريا و في الفلبين و في و في إلى آخره و أخيرا في الجزائر و ربما في السودان أيضا فمما هذا يا إخواننا المسلمون المتحمسون حماسا عاطفيا غير مقرون بالتدبير و العقل السليم أمامكم هؤلاء الكفار الذين يمكرون بكم و خلفكم دول إسلامية لا تساعدكم و لذلك أنا أقول ختاما لكلمتي هذه معكم (( يا أيها الذين آمنوا علكيم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) هذا ختام جوابي لهذا السؤال . و أرجوا أن أكون قد وفقت .
السائل : جزاكم الله خيرا يا شيخنا .
الشيخ: وإياك إن شاء الله .
السائل : يقول .
الشيخ : نعم .
السائل : ما هو حكم مشاركة بعض المسلمين الأمريكان في التصويت لإنتخاب رئيس أمريكا مستندين في ذلك إلى قاعدة أخف الضررين متوهمين أن واحدا من هؤلاء الرؤساء المترشحين سيكون أخف وطأة وأقل بأسا على الإسلام والمسلمين ؟
الشيخ : الكفر ملة واحدة و ربنا عزّ و جل يذكر هؤلاء المسلمين الذين يظنون أنهم يطبقون قاعدة أخف الضررين قال تعالى (( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم )) و أنا إن أعجب كل العجب من هؤلاء الشباب الذين يركضون إلى مثل هذا الوهم كما جاء في سؤالك بارك الله فيك و الله عزّ و جل يقول (( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار )) نار الدنيا قبل نار الآخرة لذلك نحن نقول لا يجوز المشاركة في مثل هذه الإنتخابات لأن هذه المشاركة تعني موالاة عملية للكفار و ذلك محرم بنص القرآن حيث قال رب الأنام (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) .
السائل : جزاكم الله خيرا .
الشيخ : و إياكم .
السائل : سؤاله الآخر يقول ما رأيكم أيضا في بعض المسلمين الأمريكا عربا أو عجما الذين يحاولون تكوين حزب إسلامي بالمشاركة في البرلمان الإمركي و يقول هؤلاء معللين إن هذا الصنيع حق من حقوقنا الدستورية في القانون الأمريكي و علينا أن لا نفرط فيه ؟
الشيخ : أظن أن الجواب السابق بارك الله فيك يصلح جوابا لهذا السؤال اللاحق !
السائل : نعم .
الشيخ : ولا يجوز التحزب من هؤلاء لأن هذا التحزب سيجعل المسلمين هناك فرقتين فرقة متحزبة لهذه الإنتخابات و فرقة أخرى معاكسة لها و قد تقوم أحزاب أخرى و نحن نشكوا الأحزاب الإسلامية في البلاد الإسلامية فماذا نقول عن التحزب في بلاد الكفر نحن ننصح هؤلاء الذين ابتلوا بالإستيطان في بلاد الكفر كما قلنا ننصح أفرادا منهم حينما يتصلون بنا يسألوننا عن بعض الأحكام التي تعترضهم في حياتهم هناك ننصحهم دائما و أبدا أن لا يستقروا في بلاد الكفر و أن يفروا إلى الله عزّ و جل بأن يعودوا أدراجهم إلى بلاد الإسلام لأن الإسلام ينهى المسلم أن يهاجروا من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفار و المشركين و هناك أحاديث كثيرة و كثيرة جدا منها قوله عليه الصلاة و السلام ( من جامع المشرك فهو مثله ) ( من جامع ) أي من خالط ( المشرك فهو مثله ) ومن ذلك قوله عليه السلام ( المسلم و المشرك لا تترآى نارهما ) و كذلك قوله عليه السلام ( أنا برئ من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين ) لذلك نجد بعض المتدينين من هؤلاء المسافرين أو المستوطنين في بلاد الكفر حينما نرتقي بهم هناك في زيارة عابرة كما أنت الآن واقعك هناك نجد منهم تأثرا بالأجواء و البيئات التي يعيشونها و هي بيئة كفر و فسق و فجور و ضلال يتأثرون من حيث لا يشعرون أو يشعرون ثم إذا هم ما شعروا حاولوا تبرير ما هم فيه وقعوا بشتى المبررات أو المسوغات من المسوغات التي تلتقي مع هوى النفس و مع الجهل بالإسلام كما سمعت آنفا من تسويغ الإنتخابات لمن هو أقل شرا زعموا من باب تطبيق قاعدة الأخذ بأخف الضررين هذه القاعدة إنما تطبق فيما يكون يغلب على الظن أن الأخذ بأخف الضررين يطيح بالشر الأكبر أما راح جورج وجاء أنطنيوس فمن أين نحن نحكم أن أنطنيوس خير من جورج أو من بوش أو ما شابه ذلك إن يظنون إلا ظنا و ما هم بمستيقنين والله المستعان
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 691
- توقيت الفهرسة : 00:21:41