هل تراجعتم عن فتواكم بالجهاد العيني في أفغانستان .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل تراجعتم عن فتواكم بالجهاد العيني في أفغانستان .؟
A-
A=
A+
السائل : نعم ، سؤال بإيجاز : الوضع في أفغانستان تغير عن ذي قبل فهل يا ترى أن الشيخ تراجع عن فتواه من فرض العين إلى فرض الكفاية ؟

الشيخ : أنا لم أتراجع عن فتواي إنما توقفت وصرَّحت بهذا أكثر من مرة حتى تعود المياه إلى مجاريها ويتبين لنا بوضوح أن القضية ليست قضية تخاصم على مراكز وعلى ولايات وعلى التآمر والتأمُّر فبعد الفتنة التي وقعت ثم الركود هذا المريب واتصال بعض الأحزاب بالروس وذهابهم إليهم ، ورجوعهم يشيعون بعض الأخبار يكذبها الآخرون من نفس الأحزاب أصبحنا في ريب كبير من استمرارية الذهاب للجهاد في سبيل الله حقًّا .

وأنا من قبل لم يكن لي أيُّ علاقة بهذا القتال لبعدنا عنهم وإن كنا نبين الأحكام التي نعرفها من شريعتنا لكن أخيرًا وجدت بعض الأسباب التي جعلتني أفتُر عن حماسي السابق ، إضافة إلى ما ذكرناه آنفًا من الفتنة التي لم تخفَ على أحد ذلك أنه حضر شاب من المجاهدين هناك من جماعة " حِكمة يار " كنا في دار الأخ هذا حسين فأثار موضوع الخلاف القائم هناك وقتل جميل الرحمن - رحمه الله - فتبين لي بأن هذا الشاب متحمس لحكمة يار ، مع أنه فيما يبدو سلفي العقيدة والتوحيد ، فتحدثنا وكان الأستاذ أيضًا أبو مالك حاضرًا ، بعد حديث طويل طلبت منه أن يبلغ حكمة يار سلامي أولًا وطلبين اثنين :

الأول : ألا يكتفي بإعلام براءته من قتل جميل الرحمن ، في مثلًا بعض الكتابات وهي لا تتعدى المجتمع الذي نعيش فيه ، وإنما ليعلن ذلك بكل الوسائل الإعلام المعروفة اليوم خاصة لهم بعض المجلات توزع في البلاد العربية ، أن يُعلن أولًا براءته من أن يكون مشاركًا في قتل جميل الرحمن أولًا .

وثانيًا : أن يعلن بأنهم إذا فتحوا "كابُول" عاصمة الشيوعيين راجين أن يكون ذلك قريبًا أن يعلنوا أن الحكم سيكون بالكتاب والسنة ، وليس على مذهب الحنفية الذين يتعبدون الله به ، وسافر الرجل وقد وعد أن يفعل ، أي : أن يبلغ هذه الرسالة الشفهية إلى حكمة يار ، ثم رجع بعد أسابيع ومعه خطاب من حكمة يار إلى الألباني ، سبحان الله ! يدندن حول الجواب عن السؤال الأول وبشيء من الدبلوماسية .

أما الجواب عن السؤال الثاني فلم يتعرض له أبدًا ، أما الدبلوماسية التي دندن حولها فهو يقول : أننا صحيح على المذهب الحنفي لكن هذا المذهب يدين الله كبار علم الفقه وخدم الحديث وخدم الفقه وكلهم يقول : إذا صح الحديث فهو مذهبي . من هذا الكلام.

فأنا قلت لصاحبي الذي جاءنا بهذه الرسالة وشرحت له الموضوع : إنه يا أخي هذا أولًا لم يجب عن السؤال الثاني ، وجوابه عن السؤال الأول ليس فيه صراحة لأنه صحيح هؤلاء كل إمام أخذ من الكتاب والسنة لكنهم اختلفوا وحين الاختلاف يجب على أهل العلم أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة وهذا ما نراه في رؤوسكم وفي قوادكم لا يعلنون نحن مع الكتاب والسنة ، نحن على المذهب الحنفي ، والمذهب الحنفي مذهب من المذاهب المتبعة ، فلهذا وذاك لا أزال إنه واجب ، لكن فتر عن هذا الأمر من نفسي إنما وقعت فتنة القتل المذكور أولًا ، ثم لما وجدت حكمة يار لا يفصح بإقامة الدولة المسلمة على الكتاب والسنة إذا ما استطاعوا أن يقيموها في أفغانستان وبخاصة في عاصمة أفغانستان ألا وهي " كابول " فنسأل الله عز وجل أن يعيد نشاط هؤلاء إلى مجاهدة هؤلاء الكفار من الشيوعيين وأن يمكن لهم في الأرض ، وحتى قلت لذلك الشاب : أن عليهم أن يستعينوا بأهل العلم في مختلف البلاد الإسلامية لأنه إذا أرادوا أن يقيموا دولة الإسلام فلا بد من وضع قانون ودستور على أساس الكتاب والسنة وألا يقيموه على مذهب الكتاب الحنفي الذي يقول مثلًا : يقتل المسلم بكافر ، ودية الذمي كدية المسلم ، يعني : مخالفات صريحة للسنة ، إذا كانوا ليسوا على علم مثلًا بمذهب الكتاب والسنة فعليهم أن يستعينوا على الأقل بالعلماء الآخرين في مختلف البلاد .

فما جاء الجواب المرضي إطلاقًا ، ومع ذلك أنا قلت ولا أزال أقول : أن تقوم دولة الإسلام على المذهب الحنفي في أفغانستان خير بكثير من النظام الشيوعي ، فليقيموها لكن لا يقفوا عندها ، عليهم أن يتعاونوا مع علماء المسلمين الآخرين .

هذا ما عندي أيضًا عن هذا السؤال الأخير ، ولعلنا نكتفي بهذا القدر .

مواضيع متعلقة