كلمة حول أنواع جهاد المشركين ، والتحذير من التشبه بالكفار .
A-
A=
A+
الشيخ : ... لهذه الحياة الدنيا كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم ) ، فمجاهدة المشركين لا تنحصر بقتالهم ؛ لا سيَّما والقتال هذا غير ممكن اليوم - مع الأسف الشديد - للأوضاع التي يعيشها العالم الإسلامي من الاستعمار المادي أو الفكري أو كليهما معًا ؛ فإذًا لا بد من أن نُلاحظ أن هذا الجهاد الثالث المذكور في الحديث السابق : ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم ) ؛ فمجاهدة المشركين بأنفسنا أعمُّ من مجاهدتهم بأسلحتنا ، هذه المجاهدة التي هي غير مُمكنة مع الأسف في العصر الحاضر ، فتبقى الأجزاء الأخرى الداخلة في عموم : ( وأنفسكم ) قائمة وممكنة ، ومن ذلك أن لا نتشبَّه بهؤلاء الكفار ؛ فحين ذاك نكون قد حقَّقنا جزءًا من هذا الجهاد للمشركين في أنفسنا .
فقد جاءت أحاديث كثيرة كانت قد بلغَتْ أكثر من أربعين حديثًا في كتابي " حجاب المرأة في الكتاب والسنة " كلها تدور حول مسألة واحدة هامة في الإسلام ؛ وهي أن لا يتقصَّد المسلم مشابهة المشركين في شيء من أزيائهم وعاداتهم ، بل بعضها يدور على تقصُّد المسلم مخالفة المشركين حتى فيما لا إرادة لهم فيه ، ومن أبرز ذلك قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( خالفوا اليهود والنصارى ؛ فإنهم لا يصبغون شعورهم ) ، أو قال : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم ؛ فخالفوهم ) ، لا يصبغون شَيْبَهم فخالفوهم ، فهذا الشَّيْب لا يملِكُه المسلم حينما يبلغ سنًّا معيَّنة ، فيشيب كما يشيب أيُّ كافر في الدنيا ، فأمَرَ الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن يتعمَّدَ المسلمُ الشائب أن يُخالف غيره ممَّن هو مخالف لدينه بصَبْغ لحيته ؛ أي : بالحناء ونحو ذلك من الأصبغة بشرط اجتناب الصَّبْغ بالسواد ؛ لحديث مسلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما جاء إليه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق بعد فتح مكة جاء ولحيته كالثغامة - وهو نبت أبيض كالقطن - ، فقال لهم - عليه الصلاة والسلام - : ( غيِّروه بشيء ، وجنِّبوه السواد ) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - في حديث آخر : ( سيكون في أمَّتي أقوامٌ يصبغون بالسَّواد كحواصل الطَّير لا يريحون رائحة الجنة ) ، فقد أمَرَ - عليه الصلاة والسلام - المسلم في هذا الحديث أن يتقصَّد مخالفة أهل الكتاب فضلًا عن غيرهم من المشركين الوثنيين ؛ بأن يتعمَّد صبغ لحيته ، فيتميَّز بذلك في شخصيته عن الشخصية الكافرة .
فإذًا الطريق هو أن يجاهد المسلم المشركين بكلِّ ما يستطيع خاصة مما يتعلق بشخصه ، الأمر الذي لا يضطرُّ إلى أن يتعاون فيه مع غيره فضلًا عن أنه لا يضطرُّ أن يستعينَ بدولته وحكومته ، فهو جهاد منحصر في ذاته وشخصه .
ولهذا فأنا أعتقد أن الطريقة التي يمكن التمسُّك بها للوصول إلى الهدف الذي ينشده كلُّ الدعاة الإسلاميين من مختلف الأحزاب والجمعيات لإقامة الدولة المسلمة ؛ لا طريق إلى ذلك أبدًا إلا طريق البدء بإصلاح النفوس وإصلاح الأفراد ، وتكون هذه هي اللبنة الأولى التي تُوضع لصرح الدولة المنشودة ، وإلا فإذا ظَلَّ هؤلاء الجماعات أو الأحزاب يدندنون حول طلب إقامة الدولة المسلمة من الذين لا يغارون على الإسلام ولا يتبنَّوْن الإسلام لا عقيدةً ولا عملًا ؛ فإنما هم يطلبون من الفاقد للشيء ، وقديمًا قالوا : " فاقد الشيء لا يُعطيه " ؛ فعليهم هم أنفسهم أن يبدؤوا بتحقيق ما يُمكِنُهم من الأوامر الشرعية ؛ ومنها ما نحن فيه من جهاد المشركين بمخالفتنا لهم في أزيائهم وفي عاداتهم وبالذات في أذواقهم ، وبذلك نتمكَّن ... .
فقد جاءت أحاديث كثيرة كانت قد بلغَتْ أكثر من أربعين حديثًا في كتابي " حجاب المرأة في الكتاب والسنة " كلها تدور حول مسألة واحدة هامة في الإسلام ؛ وهي أن لا يتقصَّد المسلم مشابهة المشركين في شيء من أزيائهم وعاداتهم ، بل بعضها يدور على تقصُّد المسلم مخالفة المشركين حتى فيما لا إرادة لهم فيه ، ومن أبرز ذلك قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( خالفوا اليهود والنصارى ؛ فإنهم لا يصبغون شعورهم ) ، أو قال : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم ؛ فخالفوهم ) ، لا يصبغون شَيْبَهم فخالفوهم ، فهذا الشَّيْب لا يملِكُه المسلم حينما يبلغ سنًّا معيَّنة ، فيشيب كما يشيب أيُّ كافر في الدنيا ، فأمَرَ الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن يتعمَّدَ المسلمُ الشائب أن يُخالف غيره ممَّن هو مخالف لدينه بصَبْغ لحيته ؛ أي : بالحناء ونحو ذلك من الأصبغة بشرط اجتناب الصَّبْغ بالسواد ؛ لحديث مسلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما جاء إليه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق بعد فتح مكة جاء ولحيته كالثغامة - وهو نبت أبيض كالقطن - ، فقال لهم - عليه الصلاة والسلام - : ( غيِّروه بشيء ، وجنِّبوه السواد ) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - في حديث آخر : ( سيكون في أمَّتي أقوامٌ يصبغون بالسَّواد كحواصل الطَّير لا يريحون رائحة الجنة ) ، فقد أمَرَ - عليه الصلاة والسلام - المسلم في هذا الحديث أن يتقصَّد مخالفة أهل الكتاب فضلًا عن غيرهم من المشركين الوثنيين ؛ بأن يتعمَّد صبغ لحيته ، فيتميَّز بذلك في شخصيته عن الشخصية الكافرة .
فإذًا الطريق هو أن يجاهد المسلم المشركين بكلِّ ما يستطيع خاصة مما يتعلق بشخصه ، الأمر الذي لا يضطرُّ إلى أن يتعاون فيه مع غيره فضلًا عن أنه لا يضطرُّ أن يستعينَ بدولته وحكومته ، فهو جهاد منحصر في ذاته وشخصه .
ولهذا فأنا أعتقد أن الطريقة التي يمكن التمسُّك بها للوصول إلى الهدف الذي ينشده كلُّ الدعاة الإسلاميين من مختلف الأحزاب والجمعيات لإقامة الدولة المسلمة ؛ لا طريق إلى ذلك أبدًا إلا طريق البدء بإصلاح النفوس وإصلاح الأفراد ، وتكون هذه هي اللبنة الأولى التي تُوضع لصرح الدولة المنشودة ، وإلا فإذا ظَلَّ هؤلاء الجماعات أو الأحزاب يدندنون حول طلب إقامة الدولة المسلمة من الذين لا يغارون على الإسلام ولا يتبنَّوْن الإسلام لا عقيدةً ولا عملًا ؛ فإنما هم يطلبون من الفاقد للشيء ، وقديمًا قالوا : " فاقد الشيء لا يُعطيه " ؛ فعليهم هم أنفسهم أن يبدؤوا بتحقيق ما يُمكِنُهم من الأوامر الشرعية ؛ ومنها ما نحن فيه من جهاد المشركين بمخالفتنا لهم في أزيائهم وفي عاداتهم وبالذات في أذواقهم ، وبذلك نتمكَّن ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 242
- توقيت الفهرسة : 00:23:17
- نسخة مدققة إملائيًّا