شرح حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا التقى المسلمان بسيفَيهما ، فقتل أحدُهما صاحبَه ؛ فالقاتلُ والمقتولُ في النَّارِ ) .
A-
A=
A+
الشيخ : عن أبي بكرة نُفَيع بن الحارث الثقفي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إذا التَقَى المسلمان بسيفَيهما ؛ فالقاتل والمقتول في النار ) . قلت : يا رسول الله ، هذا القاتل ؛ فما بال المقتول ؟ قال : ( إنه كان حريصًا على قتل صاحبه ) متفق عليه .
في هذا الحديث بيان تأثير النية السَّيِّئة في صاحبها في حالة كون اقترنَتْ مع العمل السَّيِّئ ، تأثير النية السَّيِّئة في صاحبها حالة كونها اقترنت مع العمل السَّيِّئ ، نقول بهذا القيد اقترنت في صاحبها مع العمل السَّيِّئ هذا القيد أمر ضروري ؛ لأن مجرَّد النية السَّيِّئة إذا استقرَّت في قلب صاحبها فمن فضل الله - عز وجل - على عباده المؤمنين من هذه الأمة أنه لا يُؤاخذهم عليها ، إذا نوى المسلم نية سيِّئة فلا يؤاخذه ربُّه - تبارك وتعالى - عليها إلا إذا اقترنت بعمل ، ومن الأدلة على ذلك قولُه - عليه الصلاة والسلام - في الحديث المتفق عليه بين الشَّيخين من حديث أبي هريرة أن الله - عز وجل - يقول لملائكته : ( إذا هَمَّ عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، وإذا عملها فاكتبوها له عشر حسنات إلى مئة حسنة ، إلى سبعمائة ، إلى أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لمن يشاء ، وإذا هَمَّ عبدي بسيِّئة فلم يعملها فلا تكتبوها شيئًا ، وإذا عملها فاكتبوها سيِّئة واحدة ) . وفي رواية : ( وإذا لم يعملها فاكتبوها حسنة ؛ فإنما تركها من جرَّاي ) .
ففي هذا الحديث تصريح بيِّن واضح أن السَّيِّئة لا تُكتب ما دامت في حيِّز النية ، وإنما تُكتب إذا خرجت إلى حيِّز العمل ، ومن الأدلة - أيضًا - على هذا حديث أبي هريرة - أيضًا - في " الصحيحين " قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنَّ الله تجاوَزَ لي عن أمتي ما حدَّثت به أنفُسَها - وفي رواية : أنفُسُها - ما لم تتكلم أو تعمل به ) .
( ما لم تتكلم أو تعمل به ) ؛ فهذا القيد إذا تحقَّق - أي : لم يتكلَّم ولم يعمل بما نوى - فالله - عز وجل - قد عفا عن ذلك ، وهذا كما يدل الحديث أمرٌ خاصٌّ وفضلٌ من الله - عز وجل - اختَصَّ به الأمة المحمدية ؛ لأنه يقول : ( إنَّ الله تجاوَزَ لي عن أمَّتي ما حدَّثَتْ به أنفسها ما لم تتكلَّم أو تعمل به ) .
إذا عرفنا هذه الأحاديث فحينئذٍ فلا تناقُضَ بينها وبين حديث الكتاب ، قلت : يا رسول الله ، هذا القاتل ؛ فما بال المقتول ؟ قال : ( إنه كان حريصًا على قتل صاحبه ) . إن هذا القتيل الذي حَكَمَ الرسول - عليه السلام - عليه بالنار لم يستحقَّ هذا الحكم لمجرَّد أنه نوى قتل صاحبه ؛ بل لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه حرصًا أوصَلَه إلى أن يبارِزَه وأن يباشر قتله ، ولكن قدرَ الله غلبَه فكان قتيلًا من صاحبه . إذا عرفنا هذا فلا تناقض حين ذاك بين الأحاديث المتقدِّمة التي صرَّحت بأن الله - عز وجل - لا يؤاخذ على مجرَّد النية السَّيِّئة ، وبين هذا الحديث الذي صرَّحَ بأنَّ الذي باشَرَ قتال صاحبه فقُتِلَ ؛ لا تناقض بين هذا وبين ذاك ؛ لأن هنا قد وُجِدَ العمل مع النية ؛ كان حريصًا على قتل صاحبه بدليل أنه التقى مع صاحبه فقُتِلَ بسيف صاحبه ، فكان في النار لا لمجرَّد أنه نوى قتلَ الذي قتله ، وإنما لأنه مع النية باشَرَ قتله ، ولكنه لم يظفَرْ به .
ومن هنا يتبيَّن لكم أن من احتَجَّ بهذا الحديث - حديث الباب حديث أبي بكرة الثقفي - على أنَّ المسلم إذا نوى السَّيِّئة وعَزَمَ عليها أُوخِذَ بها ، من استدلَّ بهذا الحديث على هذا فالحديث لا يدل له ؛ لأن هذا الحديث لم يقل : إن مَن كان حريصًا على قتل صاحبه فهو في النار ، وإنما قال : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما ؛ فالقاتل والمقتول في النار ) . فالقاتل واضح كما جاء في الحديث ؛ فما بال القتيل ؟ قال : ( إنه كان حريصًا على قتل صاحبه ) . فإذًا هذا القتيل توفَّر فيه النية السَّيِّئة والعمل السَّيِّئ ، فلا يجوز - والحالة هذه - الاستدلال بهذا الحديث على أن الله - عز وجل - يُؤاخذ المسلم على النية السَّيِّئة ، والتي لم تخرج إلى حيِّز التنفيذ والعمل ؛ لأنه ليس فيه فقط أنه نوى ، وإنما فيه أنه نوى وباشر القتل ؛ لا سيَّما وفي الحديث السابق التصريح بأنه لا يُؤاخِذْ ما لم يتكلم أو يعمل به .
والعلماء مختلفون في هذه المسألة اختلافًا كبيرًا ؛ ذلك أنهم يقسمون الخواطر التي تخطر في بال الإنسان إلى ثلاثة أقسام : خاطر وهمّ وعزم . الخاطر هو مبدأ الفكرة السَّيِّئة تخطر في بال الإنسان ، ثم قد تستقرُّ وقد تولِّي وتذهب .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
فهذا الخاطر اتَّفقوا على أنه لا يُؤاخذ عليه ، إذا كانت خاطرة ثم إذا استقَرَّ هذا الخاطر في بال صاحبه أخَذَ شيئًا من القوَّة وارتقى من الخاطر إلى الهمِّ ، وهذا الهمُّ قد يكون قويًّا بحيث أنه ينصرف عنه صاحبه .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
فهذا - أيضًا - مما لا يؤاخذ عليه ؛ بدليل الحديث السابق : ( وإذا هَمَّ عبدي بسيِّئة فلم يعملها ؛ فلا تكتبوها شيئًا ) . أما إذا اشتدَّ الهمُّ بحيث أنه خطَّطَ له ، ولم يبق من ورائه إلا مباشرة العمل ؛ فذلك هو العزم ، هي المرتبة الثالثة ؛ حيث لا يكون بعد العزم إلا المباشرة والتنفيذ ، هذا العزم اختلف العلماء هل يُؤاخذ عليه صاحبه أم لا ؟ فمنهم مَن قال : يؤاخذ ، ومنهم من قال : لا يؤاخذ ، وهذا القول الأخير هو القول الراجح لِمَا سبق ذكره من قيد ( ما لم يتكلَّم أو يعمل به ) . أما الذين خالفوا ذلك القول وذهبوا إلى أنه ولو لم يقترِنْ معه قول أو عمل ؛ فما دام أنه وصل إلى مرتبة العزم ولم يقف إلى مرتبة الهمِّ فضلًا عن الخاطر ؛ فإنه يُؤاخذ ، فحُجَّتهم أو من حجَّتِهم هذا الحديث الذي بين أيدينا ؛ قال : ( إنه كان حريصًا على قتل صاحبه ) . ولكن الجواب عن هذا الاستدلال قد عُرِفَ مما سبق ؛ هو أن هذا الحديث ليس فيه التَّنصيص على أنه عزَمَ ولم يعمل ، بل هو صريح أنه باشر العمل ؛ لأنه لَقِيَ صاحبه وبارزه وأراد قتله ثم ظفر به صاحبه .
لكن على كلِّ حال هذا الحديث ينبغي أن نأخذ منه موعظةً وتربيةً نفسيَّةً أن الإنسان لا يجوز له أن يستسلم لخواطره ولِمَا يهمُّ به ، وأن لا يُفسِحَ المجال أن يرتقي الخاطر إلى مرتبة الهمِّ ، وأن يظلَّ يفكِّر ويفكِّر حتى يرتقي به الهمُّ إلى مرتبة العزم ؛ لأنه يُخشى بعد ذلك أن يصل إلى هذه المرتبة التي لو صار قتيلًا بينما كان يريد لنفسه أن يكون قاتلًا ، فينقلب عليه الأمر ويصبح له جزاء القاتل وهو قتيل ، فيجب على الإنسان أن يسدَّ على نفسه طرق الشيطان ؛ وذلك بأن يُشغِلَ ذهنه وخاطره بما يشغِلُه عن الاستمرار في التفكير في المعصية .
في هذا الحديث بيان تأثير النية السَّيِّئة في صاحبها في حالة كون اقترنَتْ مع العمل السَّيِّئ ، تأثير النية السَّيِّئة في صاحبها حالة كونها اقترنت مع العمل السَّيِّئ ، نقول بهذا القيد اقترنت في صاحبها مع العمل السَّيِّئ هذا القيد أمر ضروري ؛ لأن مجرَّد النية السَّيِّئة إذا استقرَّت في قلب صاحبها فمن فضل الله - عز وجل - على عباده المؤمنين من هذه الأمة أنه لا يُؤاخذهم عليها ، إذا نوى المسلم نية سيِّئة فلا يؤاخذه ربُّه - تبارك وتعالى - عليها إلا إذا اقترنت بعمل ، ومن الأدلة على ذلك قولُه - عليه الصلاة والسلام - في الحديث المتفق عليه بين الشَّيخين من حديث أبي هريرة أن الله - عز وجل - يقول لملائكته : ( إذا هَمَّ عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، وإذا عملها فاكتبوها له عشر حسنات إلى مئة حسنة ، إلى سبعمائة ، إلى أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لمن يشاء ، وإذا هَمَّ عبدي بسيِّئة فلم يعملها فلا تكتبوها شيئًا ، وإذا عملها فاكتبوها سيِّئة واحدة ) . وفي رواية : ( وإذا لم يعملها فاكتبوها حسنة ؛ فإنما تركها من جرَّاي ) .
ففي هذا الحديث تصريح بيِّن واضح أن السَّيِّئة لا تُكتب ما دامت في حيِّز النية ، وإنما تُكتب إذا خرجت إلى حيِّز العمل ، ومن الأدلة - أيضًا - على هذا حديث أبي هريرة - أيضًا - في " الصحيحين " قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إنَّ الله تجاوَزَ لي عن أمتي ما حدَّثت به أنفُسَها - وفي رواية : أنفُسُها - ما لم تتكلم أو تعمل به ) .
( ما لم تتكلم أو تعمل به ) ؛ فهذا القيد إذا تحقَّق - أي : لم يتكلَّم ولم يعمل بما نوى - فالله - عز وجل - قد عفا عن ذلك ، وهذا كما يدل الحديث أمرٌ خاصٌّ وفضلٌ من الله - عز وجل - اختَصَّ به الأمة المحمدية ؛ لأنه يقول : ( إنَّ الله تجاوَزَ لي عن أمَّتي ما حدَّثَتْ به أنفسها ما لم تتكلَّم أو تعمل به ) .
إذا عرفنا هذه الأحاديث فحينئذٍ فلا تناقُضَ بينها وبين حديث الكتاب ، قلت : يا رسول الله ، هذا القاتل ؛ فما بال المقتول ؟ قال : ( إنه كان حريصًا على قتل صاحبه ) . إن هذا القتيل الذي حَكَمَ الرسول - عليه السلام - عليه بالنار لم يستحقَّ هذا الحكم لمجرَّد أنه نوى قتل صاحبه ؛ بل لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه حرصًا أوصَلَه إلى أن يبارِزَه وأن يباشر قتله ، ولكن قدرَ الله غلبَه فكان قتيلًا من صاحبه . إذا عرفنا هذا فلا تناقض حين ذاك بين الأحاديث المتقدِّمة التي صرَّحت بأن الله - عز وجل - لا يؤاخذ على مجرَّد النية السَّيِّئة ، وبين هذا الحديث الذي صرَّحَ بأنَّ الذي باشَرَ قتال صاحبه فقُتِلَ ؛ لا تناقض بين هذا وبين ذاك ؛ لأن هنا قد وُجِدَ العمل مع النية ؛ كان حريصًا على قتل صاحبه بدليل أنه التقى مع صاحبه فقُتِلَ بسيف صاحبه ، فكان في النار لا لمجرَّد أنه نوى قتلَ الذي قتله ، وإنما لأنه مع النية باشَرَ قتله ، ولكنه لم يظفَرْ به .
ومن هنا يتبيَّن لكم أن من احتَجَّ بهذا الحديث - حديث الباب حديث أبي بكرة الثقفي - على أنَّ المسلم إذا نوى السَّيِّئة وعَزَمَ عليها أُوخِذَ بها ، من استدلَّ بهذا الحديث على هذا فالحديث لا يدل له ؛ لأن هذا الحديث لم يقل : إن مَن كان حريصًا على قتل صاحبه فهو في النار ، وإنما قال : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما ؛ فالقاتل والمقتول في النار ) . فالقاتل واضح كما جاء في الحديث ؛ فما بال القتيل ؟ قال : ( إنه كان حريصًا على قتل صاحبه ) . فإذًا هذا القتيل توفَّر فيه النية السَّيِّئة والعمل السَّيِّئ ، فلا يجوز - والحالة هذه - الاستدلال بهذا الحديث على أن الله - عز وجل - يُؤاخذ المسلم على النية السَّيِّئة ، والتي لم تخرج إلى حيِّز التنفيذ والعمل ؛ لأنه ليس فيه فقط أنه نوى ، وإنما فيه أنه نوى وباشر القتل ؛ لا سيَّما وفي الحديث السابق التصريح بأنه لا يُؤاخِذْ ما لم يتكلم أو يعمل به .
والعلماء مختلفون في هذه المسألة اختلافًا كبيرًا ؛ ذلك أنهم يقسمون الخواطر التي تخطر في بال الإنسان إلى ثلاثة أقسام : خاطر وهمّ وعزم . الخاطر هو مبدأ الفكرة السَّيِّئة تخطر في بال الإنسان ، ثم قد تستقرُّ وقد تولِّي وتذهب .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
فهذا الخاطر اتَّفقوا على أنه لا يُؤاخذ عليه ، إذا كانت خاطرة ثم إذا استقَرَّ هذا الخاطر في بال صاحبه أخَذَ شيئًا من القوَّة وارتقى من الخاطر إلى الهمِّ ، وهذا الهمُّ قد يكون قويًّا بحيث أنه ينصرف عنه صاحبه .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
فهذا - أيضًا - مما لا يؤاخذ عليه ؛ بدليل الحديث السابق : ( وإذا هَمَّ عبدي بسيِّئة فلم يعملها ؛ فلا تكتبوها شيئًا ) . أما إذا اشتدَّ الهمُّ بحيث أنه خطَّطَ له ، ولم يبق من ورائه إلا مباشرة العمل ؛ فذلك هو العزم ، هي المرتبة الثالثة ؛ حيث لا يكون بعد العزم إلا المباشرة والتنفيذ ، هذا العزم اختلف العلماء هل يُؤاخذ عليه صاحبه أم لا ؟ فمنهم مَن قال : يؤاخذ ، ومنهم من قال : لا يؤاخذ ، وهذا القول الأخير هو القول الراجح لِمَا سبق ذكره من قيد ( ما لم يتكلَّم أو يعمل به ) . أما الذين خالفوا ذلك القول وذهبوا إلى أنه ولو لم يقترِنْ معه قول أو عمل ؛ فما دام أنه وصل إلى مرتبة العزم ولم يقف إلى مرتبة الهمِّ فضلًا عن الخاطر ؛ فإنه يُؤاخذ ، فحُجَّتهم أو من حجَّتِهم هذا الحديث الذي بين أيدينا ؛ قال : ( إنه كان حريصًا على قتل صاحبه ) . ولكن الجواب عن هذا الاستدلال قد عُرِفَ مما سبق ؛ هو أن هذا الحديث ليس فيه التَّنصيص على أنه عزَمَ ولم يعمل ، بل هو صريح أنه باشر العمل ؛ لأنه لَقِيَ صاحبه وبارزه وأراد قتله ثم ظفر به صاحبه .
لكن على كلِّ حال هذا الحديث ينبغي أن نأخذ منه موعظةً وتربيةً نفسيَّةً أن الإنسان لا يجوز له أن يستسلم لخواطره ولِمَا يهمُّ به ، وأن لا يُفسِحَ المجال أن يرتقي الخاطر إلى مرتبة الهمِّ ، وأن يظلَّ يفكِّر ويفكِّر حتى يرتقي به الهمُّ إلى مرتبة العزم ؛ لأنه يُخشى بعد ذلك أن يصل إلى هذه المرتبة التي لو صار قتيلًا بينما كان يريد لنفسه أن يكون قاتلًا ، فينقلب عليه الأمر ويصبح له جزاء القاتل وهو قتيل ، فيجب على الإنسان أن يسدَّ على نفسه طرق الشيطان ؛ وذلك بأن يُشغِلَ ذهنه وخاطره بما يشغِلُه عن الاستمرار في التفكير في المعصية .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 146
- توقيت الفهرسة : 00:09:14
- نسخة مدققة إملائيًّا