ما حكم العمليات التي يقوم بها المجاهدون في أفغانستان ؟ وكلمة حول الانتفاضة الفلسطنية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم العمليات التي يقوم بها المجاهدون في أفغانستان ؟ وكلمة حول الانتفاضة الفلسطنية .
A-
A=
A+
السائل : في البداية قبل أن نسأل وقبل أن نبدأ ، فنريد أن ننقل طرح الأخوة أو راحتهم بفتوى الفتنة الأخيرة في الخليج ، كنت في أفغانستان ، وقد جئت قبل أسبوع تقريبًا ، قلت ننقل للشيخ الألباني ، يعني راحة الأخوة للفتوى التي وصلتنا كالتالي : أنك سُئلت عن الفتنة الأخيرة ، فقلت إنها فتنة فليلزم كل أحد بيته أو يذهب إلى أفغانستان فهناك الأخوة كانوا متحيرين كثيرًا من فتاوى كثيرة وصلتهم مثلاً من السعودية من بلاد الشام ، فكلهم ما أراحتهم يعني مثل هذه الفتوى ، فيقولون جزاكم الله خيرًا على هذه الفتوى .

الشيخ : وإياكم .

السائل : السؤال الأول : حكم دخول العمليات الفردية على فلسطين في هذا الوقت يعني عملية فردية ..

الشيخ : حكم دخول العمليات إيش ؟

السائل : الفردية .

الشيخ : الفردية ، نعم .

السائل : يعني يعرف مثلاً الذي يدخل أنه لن يكون هناك نتيجة أو كذا ، إنما يعني سوف يباد ؟

الشيخ : نحن دائمًا نقول بأن هذه الانتفاضة القائمة الآن في فلسطين ليست انتفاضة شرعية ، وإنما هي انتفاضة عاطفية فقط ، أما الإسلام فيأمر المسلمين أولاً بتقوى الله تبارك وتعالى في ذوات أنفسهم وفي أهليهم وذويهم ، وثانيًا أن يستعدوا للخلاص من نير الاستعمار والاستيلاء اليهودي عليهم ، أما أن يتعاطوا وسائل لا تفيدهم شيئًا ، ولا يعني تنكأ في عدوهم ، بل على العكس العدو ينكأ منهم ، فهذا في الواقع أولاً من باب الإلقاء بالنفس في التهلكة ، وثانيًا على خلاف منهج الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأصحابه الكرام حيث أن كل جماعة مسلمة ، تقع في مثل هذه الهجمة الشرسة ، لا بد أن ينحو في مقاومتها منحى الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام ، ونحن نعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما دعا دعوة الإسلام ، بدأ بدعوتها أول شيء بدعوة التوحيد وسرًا ، ثم بدأ يجهر بها رويدًا رويدًا ، وآمن به بعض الصحابة كما هو معروف في التاريخ الإسلامي الأول ، ولقي هؤلاء الأصحاب الأولون ما لقوا من الشدة والضغط والضرب والتعذيب الشديد ، ما يلقاه كل مسلم مع عدوه ، ومع ذلك فما كان موقفهم هو التسرع إلى مجابهة الكفار دون أن يستعدوا لهذه المجابهة بالعدة الواجبة ، ونعتقد بأن عدة المسلم واستعداده ينبغي أن يشتمل على أمرين اثنين : الأمر الأول : هو الإيمان بالله - عزَّ وجلّ - إيمانًا صحيحًا قويًا . والشيء الثاني : أن يتخذ من الوسائل المادية التي تمكنه أولاً من تقليل المصائب والأضرار في جماعة المسلمين ، وأول ذلك الهجرة ، وثاني ذلك الأسلحة المادية المعروفة في كل زمان وإذا ما عرفنا هذه الحقيقة وخلاصتها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشرع في مقاتلة الكفار ومجابهة القوة بالقوة والسلاح بالسلاح ، إلا بعد أن كتل جماعة المؤمنين حقًا ، ويبيعون أرواحهم رخيصة في سبيل الله عزَّ وجلّ ، ثم بعد ذلك حينما تيسرت له الأوقات المناسبة حينما هاجر من مكة إلى المدينة بدأ يستعمل القوة والسلاح المادي ، بعد أن هيأ في المسلمين السلاح الروحي المعنوي ، هذه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي سنة الله في خلقه (( ولن تجد لسنة الله تبديلا )) ، (( ولن تجد لسنة الله تحويلا )) وكما كان عليه الصلاة والسلام يخطب دائمًا في خطبه وبخاصة في خطبة الجمعة ، فيقول : ( أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ) ولذلك فالواجب على المسلمين في كل زمان ومكان أن يضعوا نصب أعينهم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يتأسوا وأن يقتدوا به - صلى الله عليه وسلم - ولما كانت الانتفاضة القائمة الآن لم تتهيأ النفوس تربية إسلامية صحيحة أولاً ، ثم لم تتهيأ بالنسبة للسلاح المادي ثانيًا ، ولذلك فنحن كنا ولا نزال نقول : إنه لا يجوز للمسلمين أن يفسحوا لسفك دمائهم رخيصة ضعفًا لهم وقوة لأعدائهم ، بل عليهم أن يدخروها ليوم يستعدون لبذل هذه الدماء رخيصة مجاهدين في سبيل الله عزَّ وجلّ بأنفسهم وأموالهم ، وكل حبيبٍ لديهم ، ونحن نعتقد أن العالم الإسلامي كله مع الأسف الشديد وليس الفلسطينيون فقط ، هم لم يصلوا إلى مرحلة الجهاد في سبيل الله حقًا ؛ لأنهم ما ربوا التربية الصحيحة الإسلامية ولا تهيأوا أيضًا من الناحية السلاحية المادية ، فإذا عرفنا هذه الحقيقة التي نحن نلهج بها ، وندندن بها من يوم أول الانتفاضة تعرف حقيقة حينئذٍ من باب أولى جواب السؤال الذي طرحته آنفًا ، وهو أنه لا يجوز للأفراد من المسلمين أن يعرضوا أنفسهم ، للهجوم على الأعداء من اليهود ؛ لأن العاقبة ستكون لصالح اليهود ، وليس لصالح المسلمين المهاجمين .

مواضيع متعلقة