نصيحة إلى المجاهدين في أفغانستان .
A-
A=
A+
الشيخ : طيب الآن نكتفي بهذا القدر .
السائل : طيب في نصيحة أخيرة بس يا شيخ ؟
الشيخ : نعم .
السائل : نصيحة تقدمها للمجاهدين الأفغان وللقادة منهم ولإخواننا العرب هناك في أفغانستان ، هذه يعني مهمة أسأل الله أن يعينك عليها .
الشيخ : والله الذي يمكنني في هذه الساعة أن أقدمه إلى إخواننا هناك جميعا أن لا يتنازعوا وأن الاختلاف بين الأفراد هو كالاختلاف بين الجماعات أمر طبيعي لا بد منه لأن الله عز وجل لحكمة ما قدر ذلك كما قال تعالى : (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) ، وكلنا يعلم أن الصحابة رضي الله عنهم الذين أثنى ربنا عليهم في القرآن الكريم ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة كمثل ( أكرموا أصحابي ... ) وكمثل ( خير الناس قرني ... ) ونحو ذلك مع هذا الثناء العاطر كانوا مختلفين في كثير من آرائهم وأفكارهم ؛ ولكنّ هذا الاختلاف ما أدّى بهم إلى أن يتنازعوا ؛ لأن التنازع يؤدي إلى الفشل بنص الآية الكريمة ؛ فلهذا وقد اقتضت مصلحة الجهاد في أفغانستان أن يطرق أرضها بعض المسلمين العرب ولهم أفكارهم ولهم عاداتهم وقد يختلفون في هذا وذاك مع الأفغانيين كثيرا أم قليلا ولذلك فلا ينبغي إذا وجد شيء من الاختلاف الفكري أو الأخلاقي أن يكون ذلك مدعاة لتفريق الكلمة وتمزيق الصفوف التي يجب أن تكون مرصوصة تجاه الأعداء الذين اجتمع المسلمون هؤلاء جميعا من عرب وأفغان على مقاتلتهم وإخراجهم عن أرضهم، ينبغي أن لا يختلفوا وأن لا يتنازعوا حتى يتمكنوا من القضاء على عدوهم ؛ وأنا أعرف أن البعد كبير جدا بين الأفغانيين كشعب مسلم وبين العرب كشعب مسلم أيضا ؛ لأن العرب ولو كانوا كبعض الأفراد منحرفين في بعض النواحي عن الكتاب والسنة ولكن مع ذلك يكونون أقرب إلى الكتاب والسنة من الأعاجم وبناء على هذا الواقع الذي يكون خيرا من واقع الأفغان على الأفغانيين أن يرحبوا بوجودهم في أرضهم وأن يشكروهم حينما جاءوا ليساعدوهم على عدوهم وأن يتحملوا ما قد يرون منهم من مخالفات لمذهبهم ؛ لأن مذهبهم يجب أن يعلموا هذه الحقيقة لأن مذهبهم أي المذهب الحنفي هو كسائر المذاهب الأخرى التي يعيشها شعوب أخرى ، فالمغاربة مثلا مذهبهم مذهب الإمام مالك ، والمصريون يغلب عليهم المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي يغلب على البلاد النجدية وبعض البلاد السورية وغيرها يجب أن يعلم أصحاب هؤلاء المذاهب كلهم أن كل مذهب من هذه المذاهب ليس وحيا من الله تبارك وتعالى على إمام المذهب فضلا عن أنه ليس وحيا على أتباعهم على مدى سنين طويلة وإنما هي في كثير من الأحيان تكون اجتهادات وآراء لبعض الأئمة المتقدمين أو المتأخرين بعضها صواب وبعضها خطأ ؛ فسواء كان صوابا أو خطأ فهم مأجورون في الصواب أجرين وفي الخطأ أجرا واحدا فلا ينبغي أن يتحمس كل مذهب كل أصحاب مذهب لمذهبه فتقع الفرقة وحينئذ لا يكونون متجاوبين مع قوله تبارك وتعالى : (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ولا شك أن عامة الشعوب لا يمكن أن تتصور أن وعى كل فرد منها كوعي الرؤساء القائمون عليها ولذلك أول من ينبغي أن تتوجه هذه النصيحة إليهم وأن يرعوها حق رعايتها إنما هم الرؤساء القائمون على هذه الأحزاب الكثيرة فإنهم كما قال عليه السلام : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) فهؤلاء رؤساء الأحزاب هم المسؤولون عما قد من الخلافات ومن الفتن بينهم لأنهم كان بوسعهم أن يحولوا بين هذه الفتن بماذا ؟ بإشاعة ما يسمى بالتسامح المذهبي ، لا أعني أنا بالتسامح المذهبي ، أن لا يهتم الإنسان بمعرفة الحق الموجود في المذاهب الأخرى وإنما أعني بالتسامح أنك إذا التقيت مع أخيك المسلم وجرى بينك وبينه خلاف ما في مسألة ما سواء كانت في الفروع كما يقولون أو في الأصول فتباحثتم في ذلك ثم بقي كل منكم على رأيه السابق متقيا ربه تبارك وتعالى خائفا من ربه غير متعصب إلا لما يبدو له أنه صواب ، وأن لا يكون هذا البقاء كل على مذهبه سبب تنافر وتباغض وتدابر ويجب عليهم أن يكونوا كما في النص الكريم : (( وكونوا عباد الله إخوانا )) هذا ما يتيسر لي بهذه المناسبة وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
السائل : طيب في نصيحة أخيرة بس يا شيخ ؟
الشيخ : نعم .
السائل : نصيحة تقدمها للمجاهدين الأفغان وللقادة منهم ولإخواننا العرب هناك في أفغانستان ، هذه يعني مهمة أسأل الله أن يعينك عليها .
الشيخ : والله الذي يمكنني في هذه الساعة أن أقدمه إلى إخواننا هناك جميعا أن لا يتنازعوا وأن الاختلاف بين الأفراد هو كالاختلاف بين الجماعات أمر طبيعي لا بد منه لأن الله عز وجل لحكمة ما قدر ذلك كما قال تعالى : (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) ، وكلنا يعلم أن الصحابة رضي الله عنهم الذين أثنى ربنا عليهم في القرآن الكريم ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة كمثل ( أكرموا أصحابي ... ) وكمثل ( خير الناس قرني ... ) ونحو ذلك مع هذا الثناء العاطر كانوا مختلفين في كثير من آرائهم وأفكارهم ؛ ولكنّ هذا الاختلاف ما أدّى بهم إلى أن يتنازعوا ؛ لأن التنازع يؤدي إلى الفشل بنص الآية الكريمة ؛ فلهذا وقد اقتضت مصلحة الجهاد في أفغانستان أن يطرق أرضها بعض المسلمين العرب ولهم أفكارهم ولهم عاداتهم وقد يختلفون في هذا وذاك مع الأفغانيين كثيرا أم قليلا ولذلك فلا ينبغي إذا وجد شيء من الاختلاف الفكري أو الأخلاقي أن يكون ذلك مدعاة لتفريق الكلمة وتمزيق الصفوف التي يجب أن تكون مرصوصة تجاه الأعداء الذين اجتمع المسلمون هؤلاء جميعا من عرب وأفغان على مقاتلتهم وإخراجهم عن أرضهم، ينبغي أن لا يختلفوا وأن لا يتنازعوا حتى يتمكنوا من القضاء على عدوهم ؛ وأنا أعرف أن البعد كبير جدا بين الأفغانيين كشعب مسلم وبين العرب كشعب مسلم أيضا ؛ لأن العرب ولو كانوا كبعض الأفراد منحرفين في بعض النواحي عن الكتاب والسنة ولكن مع ذلك يكونون أقرب إلى الكتاب والسنة من الأعاجم وبناء على هذا الواقع الذي يكون خيرا من واقع الأفغان على الأفغانيين أن يرحبوا بوجودهم في أرضهم وأن يشكروهم حينما جاءوا ليساعدوهم على عدوهم وأن يتحملوا ما قد يرون منهم من مخالفات لمذهبهم ؛ لأن مذهبهم يجب أن يعلموا هذه الحقيقة لأن مذهبهم أي المذهب الحنفي هو كسائر المذاهب الأخرى التي يعيشها شعوب أخرى ، فالمغاربة مثلا مذهبهم مذهب الإمام مالك ، والمصريون يغلب عليهم المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي يغلب على البلاد النجدية وبعض البلاد السورية وغيرها يجب أن يعلم أصحاب هؤلاء المذاهب كلهم أن كل مذهب من هذه المذاهب ليس وحيا من الله تبارك وتعالى على إمام المذهب فضلا عن أنه ليس وحيا على أتباعهم على مدى سنين طويلة وإنما هي في كثير من الأحيان تكون اجتهادات وآراء لبعض الأئمة المتقدمين أو المتأخرين بعضها صواب وبعضها خطأ ؛ فسواء كان صوابا أو خطأ فهم مأجورون في الصواب أجرين وفي الخطأ أجرا واحدا فلا ينبغي أن يتحمس كل مذهب كل أصحاب مذهب لمذهبه فتقع الفرقة وحينئذ لا يكونون متجاوبين مع قوله تبارك وتعالى : (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) ولا شك أن عامة الشعوب لا يمكن أن تتصور أن وعى كل فرد منها كوعي الرؤساء القائمون عليها ولذلك أول من ينبغي أن تتوجه هذه النصيحة إليهم وأن يرعوها حق رعايتها إنما هم الرؤساء القائمون على هذه الأحزاب الكثيرة فإنهم كما قال عليه السلام : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) فهؤلاء رؤساء الأحزاب هم المسؤولون عما قد من الخلافات ومن الفتن بينهم لأنهم كان بوسعهم أن يحولوا بين هذه الفتن بماذا ؟ بإشاعة ما يسمى بالتسامح المذهبي ، لا أعني أنا بالتسامح المذهبي ، أن لا يهتم الإنسان بمعرفة الحق الموجود في المذاهب الأخرى وإنما أعني بالتسامح أنك إذا التقيت مع أخيك المسلم وجرى بينك وبينه خلاف ما في مسألة ما سواء كانت في الفروع كما يقولون أو في الأصول فتباحثتم في ذلك ثم بقي كل منكم على رأيه السابق متقيا ربه تبارك وتعالى خائفا من ربه غير متعصب إلا لما يبدو له أنه صواب ، وأن لا يكون هذا البقاء كل على مذهبه سبب تنافر وتباغض وتدابر ويجب عليهم أن يكونوا كما في النص الكريم : (( وكونوا عباد الله إخوانا )) هذا ما يتيسر لي بهذه المناسبة وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 287
- توقيت الفهرسة : 00:03:13
- نسخة مدققة إملائيًّا