عَلَامَ استقرَّ رأيُكم في مسألة الأضحية أَوَاجبة هي أم سنة ؟ فإن كانت سنة ؛ فكيف نصنع بحديث أم سلمة في مسلم ولفظه : ( إذا دخل عشر ذو الحجة ، وأراد أحدكم أن يضحِّي ) ؟ علمًا بأن الصنعاني نقل عن الشافعي قوله : " وتفويض الأمر إلى الإرادة مُشْعِر بعدم الوجوب " ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : سؤال : عَلَامَ استقرَّ رأيُكم في مسألة الأضحية أَوَاجبة هي أم سنة ؟ فإن كانت سنة ؛ فكيف نصنع بحديث أم سلمة في مسلم ولفظه : ( إذا دخل عشر ذو الحجة ، وأراد أحدكم أن يضحِّي ) ؟ علمًا بأن الصنعاني نقل عن الشافعي قوله : " وتفويض الأمر إلى الإرادة مُشْعِر بعدم الوجوب " ؟
الشيخ : الواقع أنُّو هذه شبهة ليس لها قيمة من ناحية النصوص الشرعية ، ( وأراد أحدكم أن يضحِّي ) ، نحن نقول : نسبة الأمر إلى إرادة الإنسان له علاقة كبيرة جدًّا بموضوعنا السالف ؛ أي : أن الإنسان مكلَّف بعبادة وبطاعة ؛ فهو عليه أن يريدها وأن يعملها وينهض بها ، فإذا لم يُرِدْها فليس الله - عز وجل - بالذي يفرض ذلك عليه فرضًا ويقْصِرُه على ذلك قصرًا ؛ لا ، فالنكتة هنا في أنه نَسَبَ حكم مَن أراد أن يضحِّي إلى إرادة الإنسان هو هذه الناحية ، وهذا واضح جدًّا في نفس القرآن الكريم : (( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ )) ؛ إذًا الاستقامة على هذا الفهم - مع الأسف يعني أن نُسب هذا الفهم إلى بعض الأئمة - ينتج قياسًا على هذا الفهم أن الاستقامة غير واجبة ؛ ليه ؟ لأن الله - عز وجل - نَسَبَها إلى مشيئتنا ، كل شيء أُمِرنا به فلا بد للقيام به من مشيئتنا وإرادتنا في ذلك ؛ لذلك قلنا قبل أن نعرف ما ادُّخِرَ لنا وما خُفِي لنا من مثل هذا السؤال قلنا : أن الإرادة قسمين ؛ إرادة كونية وإرادة شرعية ، فالبحث ليس في الإرادة الكونية وإنما في الإرادة الشرعية ، يجب أن تفعل ، فإذا لم تفعل انتقل الأمر من الإرادة الشرعية إلى الإرادة الكونية ؛ لأنُّو لا يقع شيء في هذا الكون رغمًا عن الله - عز وجل - ، فهنا لما قال الله - عز وجل - : (( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ )) ؛ لماذا نسب الاستقامة إلى المشيئة ؟ لأن بها رُبِطَت التكاليف الشرعية كلها .
ومثال على هذا الذي نقوله ، وإن كانت الآية كافية في ذلك وشافية ، لكن على سبيل التفريع قال - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن أراد الحجَّ فليعجِّل ) ؛ أيضًا نسب الإرادة هنا للإنسان في ماذا ؟ في الحج اللي هو من أركان الإسلام الخمسة ، فهل معنى ذلك أن الحج غير واجب ؟ الجواب : لا ، لكن كل واجب لا بد له من إرادة تصدر من هذا الإنسان ليصبح مكلَّفًا ، وإلا إذا كان لا إرادة له فلا تكليف عليه ؛ لذلك رُفِعَ القلم عن ثلاث كما تعلمون في الحديث في " الصحيح " : ( عن النائم حتى يستيقظ ، وعن المجنون حتى يفيق ، وعن الصَّبيِّ حتى يبلغ ) .
غيره ؟
عيد عباسي : يُضاف إلى ما سبق أن الحديث هذا : ( وأراد أحدكم أن يضحِّي ) ليس مُساقًا أو مَسوقًا لـ .
الشيخ : نعم .
عيد عباسي : بيان حكم الأضحية ، وإنما لبيان شيء آخر ؛ وهو أن لا يأخذ من رأسه ولا من أظافره شيئًا ، أما ما هو مسوق من أجله خاصَّة فهو حديث - مثلًا - : ( مَن وَجَدَ سعةً ولم يضحِّ فلا يقربنَّ مصلَّانا ) ، هنا بيان للحكم ، بينما ذاك بيان لحرمة أن يأخذ من أظفاره أو شعره شيئًا .
الشيخ : صح .
عيد عباسي : سؤال : ما هي السِّنُّ المجزئة في الأضحية مع تفسير الجَذَع ؟
...
الشيخ : الواقع أنُّو هذه شبهة ليس لها قيمة من ناحية النصوص الشرعية ، ( وأراد أحدكم أن يضحِّي ) ، نحن نقول : نسبة الأمر إلى إرادة الإنسان له علاقة كبيرة جدًّا بموضوعنا السالف ؛ أي : أن الإنسان مكلَّف بعبادة وبطاعة ؛ فهو عليه أن يريدها وأن يعملها وينهض بها ، فإذا لم يُرِدْها فليس الله - عز وجل - بالذي يفرض ذلك عليه فرضًا ويقْصِرُه على ذلك قصرًا ؛ لا ، فالنكتة هنا في أنه نَسَبَ حكم مَن أراد أن يضحِّي إلى إرادة الإنسان هو هذه الناحية ، وهذا واضح جدًّا في نفس القرآن الكريم : (( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ )) ؛ إذًا الاستقامة على هذا الفهم - مع الأسف يعني أن نُسب هذا الفهم إلى بعض الأئمة - ينتج قياسًا على هذا الفهم أن الاستقامة غير واجبة ؛ ليه ؟ لأن الله - عز وجل - نَسَبَها إلى مشيئتنا ، كل شيء أُمِرنا به فلا بد للقيام به من مشيئتنا وإرادتنا في ذلك ؛ لذلك قلنا قبل أن نعرف ما ادُّخِرَ لنا وما خُفِي لنا من مثل هذا السؤال قلنا : أن الإرادة قسمين ؛ إرادة كونية وإرادة شرعية ، فالبحث ليس في الإرادة الكونية وإنما في الإرادة الشرعية ، يجب أن تفعل ، فإذا لم تفعل انتقل الأمر من الإرادة الشرعية إلى الإرادة الكونية ؛ لأنُّو لا يقع شيء في هذا الكون رغمًا عن الله - عز وجل - ، فهنا لما قال الله - عز وجل - : (( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ )) ؛ لماذا نسب الاستقامة إلى المشيئة ؟ لأن بها رُبِطَت التكاليف الشرعية كلها .
ومثال على هذا الذي نقوله ، وإن كانت الآية كافية في ذلك وشافية ، لكن على سبيل التفريع قال - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن أراد الحجَّ فليعجِّل ) ؛ أيضًا نسب الإرادة هنا للإنسان في ماذا ؟ في الحج اللي هو من أركان الإسلام الخمسة ، فهل معنى ذلك أن الحج غير واجب ؟ الجواب : لا ، لكن كل واجب لا بد له من إرادة تصدر من هذا الإنسان ليصبح مكلَّفًا ، وإلا إذا كان لا إرادة له فلا تكليف عليه ؛ لذلك رُفِعَ القلم عن ثلاث كما تعلمون في الحديث في " الصحيح " : ( عن النائم حتى يستيقظ ، وعن المجنون حتى يفيق ، وعن الصَّبيِّ حتى يبلغ ) .
غيره ؟
عيد عباسي : يُضاف إلى ما سبق أن الحديث هذا : ( وأراد أحدكم أن يضحِّي ) ليس مُساقًا أو مَسوقًا لـ .
الشيخ : نعم .
عيد عباسي : بيان حكم الأضحية ، وإنما لبيان شيء آخر ؛ وهو أن لا يأخذ من رأسه ولا من أظافره شيئًا ، أما ما هو مسوق من أجله خاصَّة فهو حديث - مثلًا - : ( مَن وَجَدَ سعةً ولم يضحِّ فلا يقربنَّ مصلَّانا ) ، هنا بيان للحكم ، بينما ذاك بيان لحرمة أن يأخذ من أظفاره أو شعره شيئًا .
الشيخ : صح .
عيد عباسي : سؤال : ما هي السِّنُّ المجزئة في الأضحية مع تفسير الجَذَع ؟
...
- تسجيلات متفرقة - شريط : 303
- توقيت الفهرسة : 00:17:22
- نسخة مدققة إملائيًّا