حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمعَ رجلًا يقول : لبَّيكَ عن شِبْرِمةَ . قال : ( من شِبْرِمةُ ؟ ) . قال : أخٌ لي أو قريبٌ لي . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمعَ رجلًا يقول : لبَّيكَ عن شِبْرِمةَ . قال : ( من شِبْرِمةُ ؟ ) . قال : أخٌ لي أو قريبٌ لي .
A-
A=
A+
الشيخ : وعلى هذا يُحمل حديث ابن عباس قال : سمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رجلًا يلبِّي وهو يقول : لبيك اللهم عن شبرمة . فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن شبرُمة ؟ ) . قال : أخٌ لي ، أو قريبٌ لي . فأقرَّه - عليه الصلاة والسلام - على حجَّته عن هذا شبرمة ، ولكن لحكمة يُريدها الله لقد فات الراوي لهذا الحديث - ابن عباس أو مَن دونه - أن يضبطَ نصَّ جواب الحاجِّ عن " شبرمة " لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهي نقطة فيها دقَّة بالغة ، وما وجدت أحدًا من الشُّرَّاح أو ممَّن لقيتهم ممَّن تباحثنا معهم تنبَّه إلى هذه النقطة ، بل هذه النكتة ، الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسأل الرجل : من شبرمة ؟ رواية تقول : أنه قال : " أخٌ لي أو قريبٌ لي " ، لا يصحُّ أن يجيب المسؤول من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الجواب المتردِّد ، أنا إذا قلت لإنسان منكم سمعته يلبِّي عن فلان : مين هذا فلان ؟ فأجابني بهذا الجواب : أخ لي أو قريب لي ، أنا أنتقده وأقول له : أخي ، شو نحن نشتغل هلق بالسياسة حتى أنك تكتم هوية هذا الإنسان عني ؟ قل لي : من هو يا أخي ؟ حدِّد لي الجواب ؛ لأني بدي أعرف هل يجوز أن تحجَّ عنه ولَّا لا ؟ لذلك لا بد أن يكون جواب المسؤول من الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان محدودًا جدًّا ، أن يقول : هذا أبي ، أو أخي ، أو أمي ، أو أختي ، أو أي إنسان آخر ، أما أن يقال : هو أخ لي أو قريب لي ؛ فهذا ليس من المسؤول من الرسول مباشرةً ، وإنما هذا جاء من أحد الرواة ، فاتَه أن يضبط الجواب الصَّادر مِن المسؤول عن الرسول - عليه السلام - .

ولذلك فنحن لا نزال - ولن نزال - لحكمة أرادها الله - عز وجل - نجهل هوية هذا الإنسان الذي هو شُبرمة ، ولكن قواعد الشريعة تمنع هنا من أن يتساءل سائل أو يقول قائل : إذًا في هنا شيء ضاع عن المسلمين !! نقول : لا ؛ لأن المسائل الفرعية ليس من المُمكن لإنسان أن يحيط بها علمًا ، لا سيَّما هذه الفرعيات التي توسَّع فيها المتأخِّرون من مختلفي المذاهب ؛ فهي بالألوف إذا ما قلنا بالملايين ، لا يمكن لإنسان أن يحيط بها ، وإنما يحيط بها تلك القواعد الشرعية الأصولية التي بعضها نصَّ عليها ربُّنا - عز وجل - في كتابه ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - في سُنَّته ، والبعض الآخر استنبَطَها العلماء ، فالآن هنا لم نعرف هوية هذا الشخص ، فنحن نفترض أن يكون مثل والد تلك المرأة الخثعميَّة لم يستطع الحجَّ فحَجَّ عنه ، نفترض أنه أوصى بأن يُحَجَّ عنه ، إذا افترضناه انشغل بالتجارة وبماله ، وهذا صعب تصوُّره في زمن النبوَّة والرسالة ، كما أنه من الصعوبة بمكان أن نتصوَّر أنه كان في زمن الرسول - عليه السلام - مَن يترك الصلاة ؛ لأنُّو الزمن هناك هو أنقى زمن وجد على وجه الأرض مطلقًا ؛ فهل نتصوَّر إنسان تارك صلاة في زمن الرسول - عليه السلام - كما نتصور أنُّو هناك لا بد من إجراء عملية إسقاط صلاة كما يفعل المتأخرون !! أو تارك الحج عامدًا متعمِّدًا فنحج عنه حجَّة بدل كما يفعلون - أيضًا - اليوم ؛ هذا صعب جدًّا أن نتصوَّرَه .

مواضيع متعلقة