كلمة حول التمتُّع في الحج .
A-
A=
A+
الشيخ : ... فأشرتَ إشارةً سريعةً إلى حديث السيدة عائشة ... فلم تجد جوابًا مقنعًا ؛ فكما يبدو ... لأننا نسرع ... يأتي فيما بعدُ ... فماذا جرى منشان حديث السيدة عائشة ؟ أَهِيَ واهمة مخطئة أم ماذا ؟ ها ؟ وعائشة لا تتحدَّث عن نفسها كما قلت عن جابر أنه تحدَّث عن نفسه ، فعائشة ههنا ... .
السائل : ... .
الشيخ : ... بمعنى إذا افترضنا أن الذين ساقوا مرة أخرى كما هو صريح حديث السيدة عائشة هم عشرة أشخاص فقط ؛ لو فرضنا أن الذين أخبرت السيدة عائشة عنهم أنهم ساقوا مرة أخرى عشرة أشخاص ، وثبت لدينا أن العاشر هو جابر ، وثبت لدينا أن جابرًا كان كما قلت أنت متمتِّعًا ولم يسق ؛ لأنُّو هو يتحدَّث عن نفسه ؛ فهل يجوز أن تردَّ خبر السيدة عائشة برمَّته أم تخطِّئها في شخص واحد قام الدليل عندك أن هذا الشخص الواحد كان متمتِّعًا ما قام الدليل أن هذا الشخص المتمتِّع لم يطُفْ ؟ فلأنها وَهِمَتْ في جزء لا ينبغي لنا ؛ هذا إذا فَرَضْنا جدلًا أنها وَهِمَتْ في هذا الجزء لم يجُزْ لنا من أجل أنها وَهِمَت في جزء أن نخطِّئها في الأجزاء الأخرى ، ولو جازَ هذا لإنسان لم يسلم لنا حديث إنسان إطلاقًا ، لأنَّنا لا نبرِّئ إنسانًا من خطأ ما ، يعني رجل روى عشرة أحاديث ، وثبت أنه أخطأ في واحد منها ؛ نردُّ التسعة الأخرى عليه ؟
السائل : لا لا .
الشيخ : طبعًا لا ، أيضًا ليس من طريق أهل العلم أن نقول : أخطأت عائشة هكذا خطأً إطلاقًا في قولها أن الذين تمتَّعوا طافوا طوافًا آخر ، وإنما - مثلًا - ... أقول : لك أن تقول : أنها إن عنت - أيضًا - جابرًا هذا ؛ فهي وَهِمَت بذلك ؛ لأن جابرًا تحدث عن نفسه أنه كان متمتِّعًا ، وأنه لم يطُفْ ، هذا هو تقريب الموضوع بناءً على جزمك بأن جابرًا - رضي الله عنه - كان متمتِّعًا ولم يطُفِ الطواف الثاني الذي تحدَّثت عنه السيدة عائشة .
السائل : ... .
الشيخ : بعد هذا - بارك الله فيك - أريد أن أذكِّرك والإخوان من أن لفظة التمتُّع في عرف السلف الصالح لا يختصُّ بالتمتُّع المعروف لدينا اليوم ، والذي هو معناه التحلُّل بالعمرة إلى الحج ؛ هذا مفهوم عندك ؟ فعلى ذلك إذا ضاق الأمر بنا ووجدنا حديث عائشة معارض حديث جابر على مفهومك أنت بالتمتُّع ؛ فأنت ستُسأل تفسِّر تمتَّع جابر بأنه هو قران ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... تفسر تمتُّع جابر ما دام أنه لم يطُف الطواف الذي أخبرته السيدة عائشة ؛ فحينئذٍ نضطرُّ أن نقول : تمتُّع جابر بمعنى قَرَنَ ؛ ولذلك قال أهل العلم بالتفسير في قول الله - عز وجل - : (( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )) يدخل فيه المتمتِّع بالعمرة إلى الحج ، والقارن بين الحج والعمرة ، فإذا كان هذا عرف لغوي سلفي .
السائل : وشرعي .
الشيخ : وشرعي - أيضًا - ، أحسنت ؛ فحينئذٍ إذا صح لدينا أن جابرًا - رضي الله عنه - قال : تمتَّعت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فنفسِّر تمتُّعَه على ضوء قوله : لم يطُفْ هو ؛ لم يطُفْ هو مع الذين طافوا ؛ فنستنتج من ذلك أن حديث جابر لا يعارض أبدًا حديث عائشة .
السائل : ... .
الشيخ : ... بمعنى إذا افترضنا أن الذين ساقوا مرة أخرى كما هو صريح حديث السيدة عائشة هم عشرة أشخاص فقط ؛ لو فرضنا أن الذين أخبرت السيدة عائشة عنهم أنهم ساقوا مرة أخرى عشرة أشخاص ، وثبت لدينا أن العاشر هو جابر ، وثبت لدينا أن جابرًا كان كما قلت أنت متمتِّعًا ولم يسق ؛ لأنُّو هو يتحدَّث عن نفسه ؛ فهل يجوز أن تردَّ خبر السيدة عائشة برمَّته أم تخطِّئها في شخص واحد قام الدليل عندك أن هذا الشخص الواحد كان متمتِّعًا ما قام الدليل أن هذا الشخص المتمتِّع لم يطُفْ ؟ فلأنها وَهِمَتْ في جزء لا ينبغي لنا ؛ هذا إذا فَرَضْنا جدلًا أنها وَهِمَتْ في هذا الجزء لم يجُزْ لنا من أجل أنها وَهِمَت في جزء أن نخطِّئها في الأجزاء الأخرى ، ولو جازَ هذا لإنسان لم يسلم لنا حديث إنسان إطلاقًا ، لأنَّنا لا نبرِّئ إنسانًا من خطأ ما ، يعني رجل روى عشرة أحاديث ، وثبت أنه أخطأ في واحد منها ؛ نردُّ التسعة الأخرى عليه ؟
السائل : لا لا .
الشيخ : طبعًا لا ، أيضًا ليس من طريق أهل العلم أن نقول : أخطأت عائشة هكذا خطأً إطلاقًا في قولها أن الذين تمتَّعوا طافوا طوافًا آخر ، وإنما - مثلًا - ... أقول : لك أن تقول : أنها إن عنت - أيضًا - جابرًا هذا ؛ فهي وَهِمَت بذلك ؛ لأن جابرًا تحدث عن نفسه أنه كان متمتِّعًا ، وأنه لم يطُفْ ، هذا هو تقريب الموضوع بناءً على جزمك بأن جابرًا - رضي الله عنه - كان متمتِّعًا ولم يطُفِ الطواف الثاني الذي تحدَّثت عنه السيدة عائشة .
السائل : ... .
الشيخ : بعد هذا - بارك الله فيك - أريد أن أذكِّرك والإخوان من أن لفظة التمتُّع في عرف السلف الصالح لا يختصُّ بالتمتُّع المعروف لدينا اليوم ، والذي هو معناه التحلُّل بالعمرة إلى الحج ؛ هذا مفهوم عندك ؟ فعلى ذلك إذا ضاق الأمر بنا ووجدنا حديث عائشة معارض حديث جابر على مفهومك أنت بالتمتُّع ؛ فأنت ستُسأل تفسِّر تمتَّع جابر بأنه هو قران ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... تفسر تمتُّع جابر ما دام أنه لم يطُف الطواف الذي أخبرته السيدة عائشة ؛ فحينئذٍ نضطرُّ أن نقول : تمتُّع جابر بمعنى قَرَنَ ؛ ولذلك قال أهل العلم بالتفسير في قول الله - عز وجل - : (( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )) يدخل فيه المتمتِّع بالعمرة إلى الحج ، والقارن بين الحج والعمرة ، فإذا كان هذا عرف لغوي سلفي .
السائل : وشرعي .
الشيخ : وشرعي - أيضًا - ، أحسنت ؛ فحينئذٍ إذا صح لدينا أن جابرًا - رضي الله عنه - قال : تمتَّعت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فنفسِّر تمتُّعَه على ضوء قوله : لم يطُفْ هو ؛ لم يطُفْ هو مع الذين طافوا ؛ فنستنتج من ذلك أن حديث جابر لا يعارض أبدًا حديث عائشة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 262
- توقيت الفهرسة : 00:00:00
- نسخة مدققة إملائيًّا