هل فَرْضُ الحج على التراخي أم على الفور ؟ والكلام على ضالَّة الإبل والغنم .
A-
A=
A+
الشيخ : السؤال الثاني : هل فَرْضُ الحج على التَّراخي أم على الفور ؟
للعلماء في الجواب على هذا السؤال قولان معروفان ، منهم ومنهم ؛ منهم من يقول بالتراخي ، ومنهم من يقول بالفورية ، وهذا القول الثاني هو الذي لا ينبغي أن يُقال سواه ؛ ذلك لأن عمر الإنسان لا يعرفه إلا الله - عز وجل - ، فهو غيب من جملة الغيوب ، فما يدريه أن يُفاجأ بالمرض الذي يصبح لازمًا له ومزمنًا ، فلا يستطيع الحج ، فيموت يوم يموت وهو عاصٍ ؛ لأنه استطاع الحج في سنة من سنين حياته ثم لم يحج ؛ لذلك - ولو من باب الاحتياط - على الإنسان أن يغتنم فرصة صحته وشبابه وماله ويسر الطريق وسهولته ، فيحج فورًا لا يسوِّف ولا يؤجِّل ، وتأكيدًا لهذا المعنى يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( من أراد الحجَّ فليعجِّل ؛ فإنه قد يمرض المريض وتضلُّ الضَّالَّة ) ، قديمًا ... كانوا يحجون على جمالهم ، المرض معروف في كل زمن ، لكنهم كانوا يحجون على جمالهم ، فالرسول - عليه السلام - يلفت النظر إلى أولئك المسلمين إلى أنهم قد يتعرَّضون لِمَا من عادتهم أن يتعرَّضوا لمثله وهو ضياع الضَّالَّة .
سافرنا مرَّة إلى مكة بطريق البرِّ ، وكنا نجد بعض الإبل وبعض الجمال فلتانة في هالصحراء في هالشوب ، فنسأل فنُجاب بأن هذه ضوال قد تعود إلى أصحابها بعد شهور طبعًا وقد لا تعود . وبالمناسبة من أجل ذلك فرَّق الرسول - عليه الصلاة والسلام - بين ضالة الإبل وبين ضالة الغنم ، فإذا وجد الإنسان ضالة من الغنم في الصحراء ليس معها راعٍ وليس هناك حشيش أو كلأ أو نحو ذلك ممَّا يحفظ حياة هذا الحيوان ؛ فهل يجوز له أن يلتقطَها ؟ سئل الرسول هذا السؤال ، كما أنه سُئل عن ضالة الإبل ففرَّق في الجواب بين ضالة الغنم وبين ضالة الإبل ، وقال بالنسبة لضالة الغنم : ( هي لك أو لأخيك أو للذِّئب ) ، أخوك يعني صاحبها ، هو مو موجود ، فإذًا بقي إما لك أو للذئب الذي يسطو عليها ، معنى هذا الكلام وبالأسلوب الحكيم يعني خُذها وأحيها ثم أ علن عنها سنةً كما هو المعروف ، فإن خرج صاحبها كان أحقَّ بها وأهلها ، وإلا فهي لك .
أما الجواب عن ضالة الإبل فقال : ( ما لك ولها ؟! معها خفافها وماؤها ) ، يعني في جوف الكرش الكبير ، تعرفوا في بعض الغزوات لما اضطر المجاهدون المسلمون الأولون إلى الماء ، فما وصلوا إليه من منابعه ، فاضطرُّوا أن يذبحوا الإبل مشان يستفيدوا من الماء المدَّخر في كروشها الضخمة ، فالرسول - عليه السلام - يُلفت نظر السائل أن الناقة ليست كالغنم ، فالناقة معها خفافها ، يعني تسرع ولا يستطيع الذئب أن يسطو عليها ، ومعها ماؤها - أيضًا - في كرشها ؛ فهي تستطيع أن تعيش على العطش أيام وأيام طويلة .
الشاهد : فالرسول - عليه السلام - يقول لهؤلاء العرب : ( من أراد الحج فليعجِّل - أو فليتعجَّل - ؛ فإنه قد يمرض المريض وتضلُّ الضَّالَّة ) لذلك يجب الحج فورًا لهذا الحديث ، ولِما ذكرناه مما يعرض للإنسان من الحالات التي تحول بينه وبين الحج ، ولقول الله - تبارك وتعالى - أخيرًا : (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )) ، سارعوا إلى مغفرة هنا مضاف محذوف ، سارعوا إلى أعمال تكسبون بها مغفرةَ الله - عز وجل - ، فهذا يفيد الفورية فيما فرض الله - عز وجل - كالحج مثلًا .
للعلماء في الجواب على هذا السؤال قولان معروفان ، منهم ومنهم ؛ منهم من يقول بالتراخي ، ومنهم من يقول بالفورية ، وهذا القول الثاني هو الذي لا ينبغي أن يُقال سواه ؛ ذلك لأن عمر الإنسان لا يعرفه إلا الله - عز وجل - ، فهو غيب من جملة الغيوب ، فما يدريه أن يُفاجأ بالمرض الذي يصبح لازمًا له ومزمنًا ، فلا يستطيع الحج ، فيموت يوم يموت وهو عاصٍ ؛ لأنه استطاع الحج في سنة من سنين حياته ثم لم يحج ؛ لذلك - ولو من باب الاحتياط - على الإنسان أن يغتنم فرصة صحته وشبابه وماله ويسر الطريق وسهولته ، فيحج فورًا لا يسوِّف ولا يؤجِّل ، وتأكيدًا لهذا المعنى يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( من أراد الحجَّ فليعجِّل ؛ فإنه قد يمرض المريض وتضلُّ الضَّالَّة ) ، قديمًا ... كانوا يحجون على جمالهم ، المرض معروف في كل زمن ، لكنهم كانوا يحجون على جمالهم ، فالرسول - عليه السلام - يلفت النظر إلى أولئك المسلمين إلى أنهم قد يتعرَّضون لِمَا من عادتهم أن يتعرَّضوا لمثله وهو ضياع الضَّالَّة .
سافرنا مرَّة إلى مكة بطريق البرِّ ، وكنا نجد بعض الإبل وبعض الجمال فلتانة في هالصحراء في هالشوب ، فنسأل فنُجاب بأن هذه ضوال قد تعود إلى أصحابها بعد شهور طبعًا وقد لا تعود . وبالمناسبة من أجل ذلك فرَّق الرسول - عليه الصلاة والسلام - بين ضالة الإبل وبين ضالة الغنم ، فإذا وجد الإنسان ضالة من الغنم في الصحراء ليس معها راعٍ وليس هناك حشيش أو كلأ أو نحو ذلك ممَّا يحفظ حياة هذا الحيوان ؛ فهل يجوز له أن يلتقطَها ؟ سئل الرسول هذا السؤال ، كما أنه سُئل عن ضالة الإبل ففرَّق في الجواب بين ضالة الغنم وبين ضالة الإبل ، وقال بالنسبة لضالة الغنم : ( هي لك أو لأخيك أو للذِّئب ) ، أخوك يعني صاحبها ، هو مو موجود ، فإذًا بقي إما لك أو للذئب الذي يسطو عليها ، معنى هذا الكلام وبالأسلوب الحكيم يعني خُذها وأحيها ثم أ علن عنها سنةً كما هو المعروف ، فإن خرج صاحبها كان أحقَّ بها وأهلها ، وإلا فهي لك .
أما الجواب عن ضالة الإبل فقال : ( ما لك ولها ؟! معها خفافها وماؤها ) ، يعني في جوف الكرش الكبير ، تعرفوا في بعض الغزوات لما اضطر المجاهدون المسلمون الأولون إلى الماء ، فما وصلوا إليه من منابعه ، فاضطرُّوا أن يذبحوا الإبل مشان يستفيدوا من الماء المدَّخر في كروشها الضخمة ، فالرسول - عليه السلام - يُلفت نظر السائل أن الناقة ليست كالغنم ، فالناقة معها خفافها ، يعني تسرع ولا يستطيع الذئب أن يسطو عليها ، ومعها ماؤها - أيضًا - في كرشها ؛ فهي تستطيع أن تعيش على العطش أيام وأيام طويلة .
الشاهد : فالرسول - عليه السلام - يقول لهؤلاء العرب : ( من أراد الحج فليعجِّل - أو فليتعجَّل - ؛ فإنه قد يمرض المريض وتضلُّ الضَّالَّة ) لذلك يجب الحج فورًا لهذا الحديث ، ولِما ذكرناه مما يعرض للإنسان من الحالات التي تحول بينه وبين الحج ، ولقول الله - تبارك وتعالى - أخيرًا : (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )) ، سارعوا إلى مغفرة هنا مضاف محذوف ، سارعوا إلى أعمال تكسبون بها مغفرةَ الله - عز وجل - ، فهذا يفيد الفورية فيما فرض الله - عز وجل - كالحج مثلًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 9
- توقيت الفهرسة : 00:44:01
- نسخة مدققة إملائيًّا