تتمة الكلام على حكم صيام السبت إذا وافق أيام الست من شوال أو أيام البيض - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة الكلام على حكم صيام السبت إذا وافق أيام الست من شوال أو أيام البيض
A-
A=
A+
الشيخ : الآن قد يأتي سؤال من عند غيركم جاء يوم العيد يوم الاثنين هل نصومه؟ نقول لا يقول ما الدليل نقول نهى الرسول عن صوم يوم العيد يقول مكن يوم الاثنين له فضيلة نقول نعم لكن هناك قاعدة فقهية أصولية تقول " إذا تعارض حاظر ومبيح قدم الحاظر على المبيح " الحاظر يعني النص الناهي عن الشيء تعارض أمر بين نصّين أحدهما يحض على فعله والآخر ينهى عن فعله ماذا يفعل المسلم في هذه الحالة؟ وضع العلماء قواعد فقهية ليكون المسلم على بصيرة من دينه فقالوا " إذا تعارض حاظر ومبيح قدّم الحاظر على المبيح " هنا يوم الاثنينن صوم يوم الإثنين له فضله أو صيام يوم الخميس لكن عارض هذا الفضل نهيه عليه السلام عن صيام يوم العيد صادف يوم العيد يوم الإثنين أو يوم الخميس يقدّم الحاظر على المبيح فلا يصام كذلك الجواب تماما جاء يوم السبت في يوم من أيام الست من شوال ماذا نفعل؟ نتجاوزه لأنّ الرسول نهى عن صيام يوم السّبت لكن نهيه عن صيام يوم السبت آكد من نهيه عن صيام يوم العيد لماذا؟ لأنّه بعد أن نهى فقال ( لا تصوموا يوم السبت -قال- إلا فيما افترض عليكم ) إذا خرج النافلة لم يقل مثل هذا البيان في صوم يوم الإثنين في العيد مثلا ما قال ولو كان هناك فضيلة لهذا اليوم فيقدم النهي عن الفضيلة أما في صيام يوم السّبت فعبارة عربية صريحة لا تقبل المناقشة إطلاقا إلا بالرأي فهو يقول وهذا نهاية الجواب ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضغه ) الآن تذكرت شيئا هل يخسر المسلم شيئا إذا لم يصم يوم الإثنين وقد صادف يوم فضيلة؟ هذه المصادفة تقع وتكرّرت مرارا في حياتنا قد يصدف يوم السبت يوم عاشوراء, قد يصدف يوم السبت يوم عرفة فماذا نفعل؟ قدّموا القاعدة يقدّم الحاظر على المبيح هل نخسر شيئا؟ لا نخسر شيئا بل نربح, نفترض رجلين كل منهما بلغه هذا الحديث ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ) صادف يوم السبت يوم عاشوراء أحدهما صام وهو يعلم أنّ الرّسول نهى الآخر ما صام أيهما أفضل؟ قد تظنّون أن الذي صام هو الأفضل لا, لا وربي الذي لم يصم هو الأفضل, لم؟ أولا ذاك قدم المبيح على الحاظر وهذا خلاف الشرع, الآخر قدم الحاظر على المبيح يعني الأوّل ربما اكتسب فضيلة ولم يكتسب لكنه واقع محرّما فالخسارة هنا أكثر من الرّبح أما الآخر فربح لأنّه ابتعد عن مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم لكنه ربح بالرغم أنه لم يصم فهو ربح من حيث لا تشعرون كيف؟ لماذا هذا الذي وقف عند نهي الرسول عن صوم يوم السّبت لماذا لم يصم؟ كسلا خملا استهتارا بفضل صيام عاشوراء مثلا أو عرفة ؟ الجواب لا, إنما ترك ذلك لله لأن رسول الله نهى عن ذلك اسمعوا الآن ماذا يقول لكم نبيكم حتى تستقيموا على الجادة مع نبيكم عليه الصلاة والسلام يقول ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) فأنت أيها المسلم ما صمت يوم عاشوراء لأنه صادف يوم سبت ما صمت عرفة لأنه صادف يوم سبت تركته لماذا؟ لله, إذًا هذا خير بكثير من ذاك الذي صام هذا اليوم ولم يأبه بنهي الرسول عليه السلام عن صوم يوم السبت.

مواضيع متعلقة