الرَّدُّ على مَن حكم بالاضطراب على حديث النهي عن صيام يوم السبت ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الرَّدُّ على مَن حكم بالاضطراب على حديث النهي عن صيام يوم السبت ؟
A-
A=
A+
السائل : الآن تقول : الحديث عن عبد الله بسر أو عن حفصة أخته ولَّا لا ؟

الشيخ : لا ، مش حفصة ، الصَّمَّاء .

السائل : الصَّمَّاء ، عفوًا .

الشيخ : أنا أقول لك شيء : يوجد في علم الحديث نوع من الاضطراب رجل ثابت اسمه في كلِّ الأسانيد ، لكن في بعض الأسانيد يُسمِّي زيدًا ، وفي سند آخر يسمِّي بكرًا ؛ هذا اسمه إيش ؟ اسمه مضطرب ، لكن علماء الحديث الذين عندَهم فقه في مصطلح الحديث ينظرون هل بكر وزيد كلاهما ثقة أم أحدهما ثقة والآخر ضعيف ؟ إن كان الأمر هكذا فقد سبق الجواب في المثال السابق ؛ سعيد عن رجل عن أبي هريرة ، سعيد عن أبي هريرة ، واضح ؟ فهنا يُدرس نفس الموضوع ؛ فإن كان أحدهما ثقة والآخر ضعيف نشوف بإمكاننا أن نرجِّح أو لا يمكن ؟ إذا ما أمكن فهو مضطرب فعلًا ويكون ضعيفًا ، وإذا أمكن فننظر هذا الراجح هو من طريق الضعيف ولَّا من طريق الثقة ؟ الآن أقول : درسنا الرجلين زيد وبكر - مثلًا - وإذا كلٌّ منهما ثقة ؛ فماذا يقول العلماء ؟ يقول : لا يضرُّ هذا الاضطراب ؛ لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة ؛ فسواء كانت هذه الرواية في الأصل من هذا الراوي قال عن زيد أو قال عن بكر مش مهم ؛ لأنُّو هذا ثقة وهذا ثقة ؛ إذًا هذا اضطراب لا يضرُّه ، واضح هذا المثال .

نرجع الآن لحديثنا ؛ حديثنا فيما أذكر الآن مروي على وجوه ؛ منها عن عبد الله بن بسر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول منها : عن عبد الله بن بسر عن أخته الصَّمَّاء أنها سمعت رسول الله ، قالوا : هذا مضطرب . نقول : هذا صحابي وهذه صحابية ، فسواء كان الحديث عن بسر عن رسول الله مباشرةً أو كان الحديث عن عبد الله بن بسر عن أخته الصَّمَّاء عن رسول الله ؛ " كل الدروب على الطاحون " ، يعني هذا ثقة وهذه ثقة ، على أنُّو فيه وجه آخر هنا ، وكثيرًا ما يقال - أيضًا - في مثل الصورة السابقة زيد وبكر ؛ إذا كانت رواية في زيد وبكر تارةً يقول : سمعت زيدًا ، وتارةً يقول : سمعت بكرًا ، يقول : ما فيه منافاة ، له شيخان في هذه الراوية ، فهو تارةً يرويه عن الشَّيخ الأول ، وتارةً يرويه عن الشَّيخ الآخر ؛ فلا اضطراب في الحديث .

نرجع الآن نقول : من الممكن أن عبد الله بن بسر سمع الحديث أوَّلًا عن أخته الصَّمَّاء ، ثم تسنَّى له أن يسمع الحديث من رسول الله مباشرةً ؛ فهو تارةً يروي الحديث كما سمع عن أخته ، وتارةً يروي الحديث كما سمع عن نبيِّه ، فيقول تارةً عن أخته الصماء ، وتارةً يقول عن رسول الله ؛ ما فيه اضطراب أبدًا ؛ ولذلك فالذين يُعلُّون الحديث بالاضطراب أنا أقول حقيقةً أنهم نظروا نظرة سريعة هكذا ، ما يفعلون كما نحن نضطرُّ اليوم يعني أن نفعل ، وهنا أقول كما يُقال في المثل القديم : " رب ضارَّة نافعة " ، نحن مصيبتنا اليوم إن كان عندنا من أهل العلم أو حفَّاظ الحديث أو المشتغلين بالحديث ما عندنا حفظ إلا ما شاء الله ، عندنا اعتماد على المصادر والرجوع إليها ، والله هذا فيه عيب وفيه فائدة ، الفائدة أنُّو هاللي يشك في حفظه ما يعتمد عليه يضطر يرجع لأصوله ، لما يرجع لأصوله يكون بعده أو ابتعاده عن الخطأ أبعد من ذاك الذي كان يعتمد على حافظته ، ولذلك نجد في أمثال ابن تيمية وغيره من الحفَّاظ يقعون في أخطاء عجيبة ، والسبب أنهم يعتمدون على حفظهم ، وحُقَّ لهم ... لسببين اثنين ؛ الأول : أنهم كانوا فعلًا حفَّاظًا ، حفظ عجيب جدًّا يعني ، نحن لا نجد له مثيلًا في العصر الحاضر ، ثانيًا : لو أرادوا أن يفعلوا كفعلنا لما أثمروا ثمرة ... ... .

مواضيع متعلقة