ما تقولون في اختلاف المطالع في رؤية الهلال ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول : ما تقولون في اختلاف المطالع بالنسبة للهلال ؟
الشيخ : لقد اختلف العلماء في هذه المسألة اختلافًا كثيرًا ، والذي يترجَّح عندي عموم قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ؛ فإن غُمَّ عليكم فأتمُّوا الشهر ثلاثين يومًا ) ، فقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( صوموا ) - كما ترون - نصٌّ شاملٌ يشمل كل المكلَّفين ، ولكن لما كان الأمر في العهود الأولى لا يتيسَّر تبليغ رؤية من رأى الهلال لِيُثبَت الشهر لم يكن ميسورًا ؛ فكان كل إقليم - بل وربما كل بلدة - يصومون لرؤية بلدهم ، أمَّا وقد تيسَّرت الوسائل لتبليغ الرؤية من المشرق إلى المغرب أو من الشمال إلى الجنوب ؛ فحينئذٍ أعتقد أن الراجح هو إعمال هذا الحديث ؛ بحيث أن المسلمين جميعًا يصومون لا أقول في وقت واحد ولكن في وقت متتابع ؛ لما هو معروف من اختلاف مطالع الشمس وغروب الشمس ، ولكن لا ينبغي أن يختلفوا في تحديد اليوم الذي رُئِيَ فيه الهلال ، فإذا رُئِيَ في المشرق فينبغي أن يصوم على رؤية أهل المشرق أهلُ المغرب من باب أولى ، والعكس بالعكس ، قد يكون الهلال لم يُرَ في المشرق لغيْمٍ أو غبارٍ أو نحو ذلك من الأسباب الطبيعية فيُرى نحو المغرب بوضوح ، ثم وَصَلَ خبر رؤية الهلال في الغرب إلى أهل المشرق ؛ فعليهم أن يصوموا ، وإن وصلهم في أثناء النهار مثلًا فعليهم أن يُمسكوا ذلك اليوم وأن يقضوا يومًا آخر ، فإن جاءهم مثلًا في آخر النهار فمعناه يصبحون في اليوم التالي صائمين ، وهكذا دواليك ، فقوله - عليه السلام - : ( صوموا لرؤيته ) يشمل الأمة كلها ، وليس يُعقل من جهة أخرى تقسيم البلاد إلى أقاليم ؛ لأن تقسيمها هذا التقسيم قد يكون صدر ذلك من سياسة ليست سياسة إسلامية من جهة ، أو قد يكون هناك اصطلاح قديم جعلوا بعض البلاد متميِّزة عن بعض آخر من الناحية الطبيعية ، ولكن حكم الله - تبارك وتعالى - يجب أن يكون شاملًا جميع المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا .
فليس وقت الصيام ليس شأن وقت الصيام كمواقيت الصلاة ؛ فهي تختلف تمام الاختلاف بسبب طلوع الشمس وغروبها واستوائها في وسط السماء ، فهذه المواقيت في الصلوات الخمس تختلف كلَّ الاختلاف عن موضوع الصيام ؛ لأن الصيام إنما هو لرؤية الهلال صيامًا ، ثم رؤية الهلال إفطارًا ؛ فهو شيء واحد لا يتكرَّر ؛ لذلك كان الراجح فيما بانَ لي وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وكثيرٌ من المحقِّقين المتأخرين .
هذا رأيي في المسألة .
الشيخ : لقد اختلف العلماء في هذه المسألة اختلافًا كثيرًا ، والذي يترجَّح عندي عموم قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ؛ فإن غُمَّ عليكم فأتمُّوا الشهر ثلاثين يومًا ) ، فقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( صوموا ) - كما ترون - نصٌّ شاملٌ يشمل كل المكلَّفين ، ولكن لما كان الأمر في العهود الأولى لا يتيسَّر تبليغ رؤية من رأى الهلال لِيُثبَت الشهر لم يكن ميسورًا ؛ فكان كل إقليم - بل وربما كل بلدة - يصومون لرؤية بلدهم ، أمَّا وقد تيسَّرت الوسائل لتبليغ الرؤية من المشرق إلى المغرب أو من الشمال إلى الجنوب ؛ فحينئذٍ أعتقد أن الراجح هو إعمال هذا الحديث ؛ بحيث أن المسلمين جميعًا يصومون لا أقول في وقت واحد ولكن في وقت متتابع ؛ لما هو معروف من اختلاف مطالع الشمس وغروب الشمس ، ولكن لا ينبغي أن يختلفوا في تحديد اليوم الذي رُئِيَ فيه الهلال ، فإذا رُئِيَ في المشرق فينبغي أن يصوم على رؤية أهل المشرق أهلُ المغرب من باب أولى ، والعكس بالعكس ، قد يكون الهلال لم يُرَ في المشرق لغيْمٍ أو غبارٍ أو نحو ذلك من الأسباب الطبيعية فيُرى نحو المغرب بوضوح ، ثم وَصَلَ خبر رؤية الهلال في الغرب إلى أهل المشرق ؛ فعليهم أن يصوموا ، وإن وصلهم في أثناء النهار مثلًا فعليهم أن يُمسكوا ذلك اليوم وأن يقضوا يومًا آخر ، فإن جاءهم مثلًا في آخر النهار فمعناه يصبحون في اليوم التالي صائمين ، وهكذا دواليك ، فقوله - عليه السلام - : ( صوموا لرؤيته ) يشمل الأمة كلها ، وليس يُعقل من جهة أخرى تقسيم البلاد إلى أقاليم ؛ لأن تقسيمها هذا التقسيم قد يكون صدر ذلك من سياسة ليست سياسة إسلامية من جهة ، أو قد يكون هناك اصطلاح قديم جعلوا بعض البلاد متميِّزة عن بعض آخر من الناحية الطبيعية ، ولكن حكم الله - تبارك وتعالى - يجب أن يكون شاملًا جميع المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا .
فليس وقت الصيام ليس شأن وقت الصيام كمواقيت الصلاة ؛ فهي تختلف تمام الاختلاف بسبب طلوع الشمس وغروبها واستوائها في وسط السماء ، فهذه المواقيت في الصلوات الخمس تختلف كلَّ الاختلاف عن موضوع الصيام ؛ لأن الصيام إنما هو لرؤية الهلال صيامًا ، ثم رؤية الهلال إفطارًا ؛ فهو شيء واحد لا يتكرَّر ؛ لذلك كان الراجح فيما بانَ لي وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وكثيرٌ من المحقِّقين المتأخرين .
هذا رأيي في المسألة .