هل وردت النصوص من الكتاب والسنة بتقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية وأسماء وصفات ، أم ذلك التقسيم من اجتهادات ابن تيمية.؟
A-
A=
A+
السائل : هناك بند أخير موضوع الألوهية والربوبية ، هل هذا نص في الإسلام أو اجتهاد من ابن تيمية أو غيره ، وهل المسلم ملزم بأن يدرس التوحيد بهذه الصيغة ، أو له أن يدرس التوحيد بصيغة مختلفة على أن تؤدي إلى نفس النتيجة .
الشيخ : إذا صح سؤال السائل ، فإذا كنا نعتبر أن تقسيم بعض العلماء للتوحيد إلى ثلاثة أقسام هذه وسيلة ، وليس الأمر كذلك في اعتقادي فنحن نقول بأي وسيلة على المسلم أن يفهم شهادة أن لا إله إلا الله ، التي أمر الله بفهمها بنص القرآن الكريم : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) لكن ما هي الوسيلة التي يريدون بها ، حينما يقولون أم هو ، يفهم التوحيد بأي وسيلة كان .
السائل : عفواً شيخ هذا الاستفسار من عندي شخصياً .
الشيخ : من عندك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : نقول سامحك الله .
السائل : آمين .
الشيخ : فإذاً ممكن أن نتحاور معك في هذا الموضوع ، كيف يمكن الوصول إلى فهم هذه الشهادة وهذه الكلمة الطيبة ، بوسيلة أخرى غير وسيلة التقسيم الذي شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، الحق والحق أقول : ابن تيمية لم يأت بشيء جديد ، توحيد الربوبية منصوص عليه في القرآن ، توحيد الألوهية ، توحيد الصفات ، كل هذه الأشياء منصوص عليها في الكتاب والسنة ، ولكن ابن تيمية أوضح هذه المعاني بتفسير نصوصها من الكتاب والسنة فصار لزاماً على المسلم أن يتبناها بهذا الإيجاز ؛ لأنه ليس كل مسلم يستطيع أن يفهم مثلاً نص توحيد الربوبية من أين جاء نص توحيد الألوهية أو العبادة من أين جاء توحيد الصفات من أين جاءت عامة الناس المكلفين بفهم شهادة التوحيد ؟ هم لا يستطيعون أن يفهموها إلا بطريق أهل العلم ، إذا غضضنا الطرف عن تقسيم ابن تيمية موضحاً لنصوص الكتاب والسنة التي استخلص منها هذه الأنواع الثلاثة من توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الصفات ، ما هي الوسيلة التي يمكن أن نتصور لنصل إلى فهم هذه الحقيقة ، حقيقة لا إله إلا الله ، نحن نضرب مثلاً الآن ، كثير من الخلف ومن المتمسكين ببعض المذاهب العقائدية لا يرون حرجاً مطلقاً في أن يقول قائلهم في أناشيدهم التي يسمونها بالأناشيد الدينية:
" فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم "
، قول هذا القائل وأصبح قوله ديناً متبعاً أصبح قوله أمراً مقرراً غير منكر ، بل أصبح قولاً يتبركون به ، ويحاولون الاستفادة من تلاوة هذه القصيدة ، ووضع كوز من ماء ، ليحل في هذا الماء ، بركة هذا الكفر أو هذا الشرك ، في هذا الماء فيسقى المرضى ليحصلوا على الشفاء ، هذا النوع يا تُرى إذا تركنا هذا الاصطلاح الذي كان للشيخ ابن تيمية فضل السبق في شرحه وبيانه للناس ماذا نسميه هل هذا شرك في الربوبية؟ هل هذا شرك في الألوهية؟ هل هذا شرك في الصفات؟ نحن الان نتنازل ما نقول انه من هذا او من هذا لكن ماذا نستطيع أن نقول إذا تركنا هذا الاصطلاح .
السائل : نقول شرك مثل ما قال عليه السلام : ( ويحك أجعلتني نداً لله ) نقول له لا يجوز لو فصلنا هذا التفصيل ، قام في كل واحد من هذه البنود ... شرك اقصد الثلاثة الربوبية والألوهية ...
الشيخ : نحن سميناه شرك ، نحن ما اختلفنا في هذا ، لكن هل هذا شرك يساوي شرك من أشرك بالله في عبادته ، الذي سجد للصنم شأنه شأن الذي اعتقد بأن نبيه يعلم الغيب ؟ لاشك هذا شرك ، وهذا شرك ، هذا كفر وهذا كفر ، لكن بلا شك الذي يدرس الكتاب والسنة يفهم أن هذا النوع من الشرك غير هذا النوع من الشرك ، أنا أستغرب هذا السؤال في الحقيقة وأستغرب أكثر قولك أن هذا صادر منك ومع تصديقي لك أقول هذا ليس صادرا منك لكنه صادر من الجو الذي تحيى فيه أنت ، هو هذا أكيد ، وإلا كيف يمكن لإنسان يفقه الكتاب والسنة أن يقنع فقط ، أن يقول هذا شرك .
السائل : عفواً شيخنا ، ممكن العلماء مثلاً يدرسون التفصيلات هذه ، ولكن اسأل في عامة المسلمين ، هل لهم أن يدرسوا هذا التفصيل ...
الشيخ : أخي عامة المسلمين نحن ذكرنا سلفاً ، عامة المسلمين ، لا يستطيعون أن يفهموا مصادر هذه الأنواع الثلاثة لكن عليهم أن يفرقوا بين شرك الربوبية وهو جحد الإله عز وجل ، كالشيوعية والدهريين وأمثالهم ، وبين شرك العبادة أن يسجد لعبد مخلوق مثله وبين شرك الصفات الذي يقع فيه كثير من الصالحين ، والسبب لأنهم لم يفهموا أن هذا شرك ومن نوع شرك الصفات وليس شرك العبادة أو شرك الربوبية ، ثم أعود لنقول ماذا نقول في مثل قوله عليه السلام : ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) هل نقول أشرك وانتهى الأمر ، يعني ندع العامة يفهمون النصوص على جهلهم وأنت تقول هل هم مكلفون أن يدرسوا ؟ نحن نقول لا ، عليهم أن يفهموا وهم لا يستطيعون أن يدرسوا ولكن بناء على ما نسمع نحن من بعض الناس أنه هذا التقسيم أنتم أوجدتموه ، طيب ، نحن أوجدناه ، ماذا تقولون فيمن يقول :
" فإن جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم "
قال صاحبنا وبس هو ما يستطيع أن يخالف عقيدته ، لكن لا يمثل الآخرين الذين ابتلي بمصاحبتهم أو مجادلتهم ، قال هذا شرك وصدق لكن أولئك من الصعب جداً ، أن تأخذ منهم هذا الاعتراف ثم إذا سلموا لك وقالوا لك كما قلت هل فهمت أنهم فاهمون هذا الشرك فعلاً ، أم قالوا لك هذا الشرك جدلاً ، كما لو قالوا لك ، وحياة رأس أبوك ، يقولون لك شرك ، طيب ، شرك لكن في الواقع هم يقرونه ، ولا يهتمون بإنكاره إطلاقاً ، كذلك يقرون هذه الأناشيد التي فيها هذا النوع من الشرك فإذاً أريد أن أقول إذا لم يفهم العامي معنى الشرك وأقسامه ، ربما خلط بين ما اصطلح على تسميته ، وأعود لا قول لا مشاحة في الاصطلاح إذا لم نخالف شرعاً ، ماذا يقولون في تقسيم العلماء وأظن أنهم لا يخالفون في هذا التقسيم ، كما هم يخالفون في تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام : شرك أكبر وشرك أصغر ، هل يسلمون بهذا فيما تعلم منهم ؟.
السائل : يسلمون .
الشيخ : حسناً ، هل في الكتاب والسنة ، ما يسمى بشرك أكبر وشرك أصغر ؟ طبعاً لا ، لا يوجد هذا ، إذاً كيف يسلمون ، بتقسيم الشرك ، إلى شرك أكبر وأصغر مع اعترافهم ، ونحن نشهد معهم ، أنه فعلاً ما نجد في الكتاب هناك شرك موصوف بأنه شرك أكبر وهناك شرك موصف بأنه شرك أصغر ، هذا أولاً وثانياً : ما نجد في الكتاب تفصيل الشرك الأكبر لأجزاء وأجزاء ولا نجد تفصيل الشرك الأصغر أيضاً أجزاء وأجزاء وإنما هذا من فهم العلماء فهماً صحيحاً ، من كتاب الله ، ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا سلموا إذاً معنا في تقسيم الشرك إلى أكبر وأصغر مع أنه لا يوجد عندنا أولاً هذا التقسيم ولئن وجد جدلاً فلا يوجد عندنا تفصيل الشرك الأكبر هو كذا وكذا وكذا ، والشرك الأصغر هو كذا وكذا ، فهل نحن حينئذٍ نخلط بين الشركين ، فإذا ما حلف إنسان بأبيه أو بجده أو برأسه ، أو ما شابه ذلك من الأيمان المحرمة ، هل مجرد نقول بمجرد حلف بغير الله ، أشرك وارتد عن الدين ؟ لا ، نحن عندنا تفصيل أن ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) تارةً يكون مشركاً مرتد عن دينه ، وتارة يكون مشركاً شركاً لفظياً ، وهذا أيضاً يذكرنا بتقسيم الكفر ، وتقسيم الشرك إلى قسمين آخرين ، كفر اعتقادي ، وكفر عملي ، شرك اعتقادي وشرك عملي ، ما في الكتاب والسنة ، يعني معنى هذا الموقف باختصار : إنكار جهود العلماء بصورة مطلقة في تقريبهم نصوص الكتاب والسنة أصولا كما يقولون أو فروعاً ، فيا سبحان الله ! إنه موقف عجيب غريب ، لا ينكرون تعمق بعض العلماء في تفصيل الفروع إلى درجة أنهم تعرضوا لبيان بعض الفروع التي هي خيال لا يمكن تصور وقوعها ، والأمثلة في ذلك كثيرة وكثيرة جدا ، وبعضها مما يستحي المسلم من ذكرها خجلاً ، أنا أذكر مثالين : مثال لهذا ومثال لنقابله ليس فيه شيء من هذا الاستحياء ، ولكنه مستحيل ، إذا مات رجل وخلف سبعين جداً ، فكل جد كم يرث ، كم حقه ؟ إيه سبعين جد ممكن نصل لآدم في سبعين جد ، إيش الخيال هذا ، ما أنكر هذا النوع من التفريع ، وإذا أنكر على الخلف ، قالوا هذا من باب تشحيذ الأذهان ، لكني ما بالكم إذا قال قائلهم وهذا المثال الثاني الذي يستحيى من ذكره ، إذا جلس الرجل من زوجته وأدخل عضوه فيها فانشطر عضوه قسمين ، قسم دخل فيها وقسم خرج منها ، فهل يجب عليه الغسل أم لا ؟ -يضحك رحمه الله- هذا التفريع لا أحد ينكره من هؤلاء الخلف أما ليه تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية والألوهية والصفات ، ليه تقسيم الشرك إلى كبير وصغير ؟ ليه تقسيم الكفر إلى كفر اعتقادي وكفر عملي ؟ ... فهذه مشكلة عويصة جداً ، لإقرار هذا الخلاف الموجود اليوم ، بين الناس ؛ ولذلك صح فيهم قول العامة : " كل مين على دينه الله يعينه " أما فهذا هو الحق ما به خفاء فدعني عن بنيات الطريق ، فهذا أمر لا يتمثلون به لعلي أجبتك أيضا؟
السائل : نعم جزاك الله خيراً .
الشيخ : وأنت كذلك . خل الدور لغيرك جزاك الله خير
الحلبي : القضية شغاة انكارهم هذا التقسيم ، بالاضافة ما جاء من فراغ زي ما تفضل الأستاذ إنما هم مسبوقون يعني ككثير من الكتاب كأبي غدة وغيره ، وواحد اسمه مرزوق الميداني أو كذا ، في كتابه براءة الأشعريين ، تكلموا في هذه القضية وردوها ، وفي الواقع ردهم لهذا جاء نتيجة عملية المشاحنة التي بينهم وبين شيخ الإسلام فقط لا غير ، وبين الدعوة السلفية بشكل عام ، مع أن شيخ الإسلام مسبوق بهذا بابن منده ، ابن منده في كتاب التوحيد له مثل هذا التقسيم والدكتور الفقيهي المحقق للكتاب أتى بتاريخ فعلي للقضية وتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام ، وأثبت أن شيخ الإسلام مسبوق بهذا وليس وحيداً ، ولو كان ليس بمسبوق ، فالأمر كما تفضل شيخنا .
السائل : ... هذا التفصيل للشيخ اثابه الله.. شيخنا انا الناس ... لا أدعي لأحد العصمة بعض العلماء بعده نظروا في هذا الاجتهاد ، وارتاحوا إليه ، خاصة السنيين منهم ، فهذا هو الأساس قبولهم لهذا التقسيم ، وليس تقليدهم لابن تيمية .
الشيخ : إذا صح سؤال السائل ، فإذا كنا نعتبر أن تقسيم بعض العلماء للتوحيد إلى ثلاثة أقسام هذه وسيلة ، وليس الأمر كذلك في اعتقادي فنحن نقول بأي وسيلة على المسلم أن يفهم شهادة أن لا إله إلا الله ، التي أمر الله بفهمها بنص القرآن الكريم : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) لكن ما هي الوسيلة التي يريدون بها ، حينما يقولون أم هو ، يفهم التوحيد بأي وسيلة كان .
السائل : عفواً شيخ هذا الاستفسار من عندي شخصياً .
الشيخ : من عندك ؟
السائل : نعم .
الشيخ : نقول سامحك الله .
السائل : آمين .
الشيخ : فإذاً ممكن أن نتحاور معك في هذا الموضوع ، كيف يمكن الوصول إلى فهم هذه الشهادة وهذه الكلمة الطيبة ، بوسيلة أخرى غير وسيلة التقسيم الذي شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، الحق والحق أقول : ابن تيمية لم يأت بشيء جديد ، توحيد الربوبية منصوص عليه في القرآن ، توحيد الألوهية ، توحيد الصفات ، كل هذه الأشياء منصوص عليها في الكتاب والسنة ، ولكن ابن تيمية أوضح هذه المعاني بتفسير نصوصها من الكتاب والسنة فصار لزاماً على المسلم أن يتبناها بهذا الإيجاز ؛ لأنه ليس كل مسلم يستطيع أن يفهم مثلاً نص توحيد الربوبية من أين جاء نص توحيد الألوهية أو العبادة من أين جاء توحيد الصفات من أين جاءت عامة الناس المكلفين بفهم شهادة التوحيد ؟ هم لا يستطيعون أن يفهموها إلا بطريق أهل العلم ، إذا غضضنا الطرف عن تقسيم ابن تيمية موضحاً لنصوص الكتاب والسنة التي استخلص منها هذه الأنواع الثلاثة من توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الصفات ، ما هي الوسيلة التي يمكن أن نتصور لنصل إلى فهم هذه الحقيقة ، حقيقة لا إله إلا الله ، نحن نضرب مثلاً الآن ، كثير من الخلف ومن المتمسكين ببعض المذاهب العقائدية لا يرون حرجاً مطلقاً في أن يقول قائلهم في أناشيدهم التي يسمونها بالأناشيد الدينية:
" فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم "
، قول هذا القائل وأصبح قوله ديناً متبعاً أصبح قوله أمراً مقرراً غير منكر ، بل أصبح قولاً يتبركون به ، ويحاولون الاستفادة من تلاوة هذه القصيدة ، ووضع كوز من ماء ، ليحل في هذا الماء ، بركة هذا الكفر أو هذا الشرك ، في هذا الماء فيسقى المرضى ليحصلوا على الشفاء ، هذا النوع يا تُرى إذا تركنا هذا الاصطلاح الذي كان للشيخ ابن تيمية فضل السبق في شرحه وبيانه للناس ماذا نسميه هل هذا شرك في الربوبية؟ هل هذا شرك في الألوهية؟ هل هذا شرك في الصفات؟ نحن الان نتنازل ما نقول انه من هذا او من هذا لكن ماذا نستطيع أن نقول إذا تركنا هذا الاصطلاح .
السائل : نقول شرك مثل ما قال عليه السلام : ( ويحك أجعلتني نداً لله ) نقول له لا يجوز لو فصلنا هذا التفصيل ، قام في كل واحد من هذه البنود ... شرك اقصد الثلاثة الربوبية والألوهية ...
الشيخ : نحن سميناه شرك ، نحن ما اختلفنا في هذا ، لكن هل هذا شرك يساوي شرك من أشرك بالله في عبادته ، الذي سجد للصنم شأنه شأن الذي اعتقد بأن نبيه يعلم الغيب ؟ لاشك هذا شرك ، وهذا شرك ، هذا كفر وهذا كفر ، لكن بلا شك الذي يدرس الكتاب والسنة يفهم أن هذا النوع من الشرك غير هذا النوع من الشرك ، أنا أستغرب هذا السؤال في الحقيقة وأستغرب أكثر قولك أن هذا صادر منك ومع تصديقي لك أقول هذا ليس صادرا منك لكنه صادر من الجو الذي تحيى فيه أنت ، هو هذا أكيد ، وإلا كيف يمكن لإنسان يفقه الكتاب والسنة أن يقنع فقط ، أن يقول هذا شرك .
السائل : عفواً شيخنا ، ممكن العلماء مثلاً يدرسون التفصيلات هذه ، ولكن اسأل في عامة المسلمين ، هل لهم أن يدرسوا هذا التفصيل ...
الشيخ : أخي عامة المسلمين نحن ذكرنا سلفاً ، عامة المسلمين ، لا يستطيعون أن يفهموا مصادر هذه الأنواع الثلاثة لكن عليهم أن يفرقوا بين شرك الربوبية وهو جحد الإله عز وجل ، كالشيوعية والدهريين وأمثالهم ، وبين شرك العبادة أن يسجد لعبد مخلوق مثله وبين شرك الصفات الذي يقع فيه كثير من الصالحين ، والسبب لأنهم لم يفهموا أن هذا شرك ومن نوع شرك الصفات وليس شرك العبادة أو شرك الربوبية ، ثم أعود لنقول ماذا نقول في مثل قوله عليه السلام : ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) هل نقول أشرك وانتهى الأمر ، يعني ندع العامة يفهمون النصوص على جهلهم وأنت تقول هل هم مكلفون أن يدرسوا ؟ نحن نقول لا ، عليهم أن يفهموا وهم لا يستطيعون أن يدرسوا ولكن بناء على ما نسمع نحن من بعض الناس أنه هذا التقسيم أنتم أوجدتموه ، طيب ، نحن أوجدناه ، ماذا تقولون فيمن يقول :
" فإن جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم "
قال صاحبنا وبس هو ما يستطيع أن يخالف عقيدته ، لكن لا يمثل الآخرين الذين ابتلي بمصاحبتهم أو مجادلتهم ، قال هذا شرك وصدق لكن أولئك من الصعب جداً ، أن تأخذ منهم هذا الاعتراف ثم إذا سلموا لك وقالوا لك كما قلت هل فهمت أنهم فاهمون هذا الشرك فعلاً ، أم قالوا لك هذا الشرك جدلاً ، كما لو قالوا لك ، وحياة رأس أبوك ، يقولون لك شرك ، طيب ، شرك لكن في الواقع هم يقرونه ، ولا يهتمون بإنكاره إطلاقاً ، كذلك يقرون هذه الأناشيد التي فيها هذا النوع من الشرك فإذاً أريد أن أقول إذا لم يفهم العامي معنى الشرك وأقسامه ، ربما خلط بين ما اصطلح على تسميته ، وأعود لا قول لا مشاحة في الاصطلاح إذا لم نخالف شرعاً ، ماذا يقولون في تقسيم العلماء وأظن أنهم لا يخالفون في هذا التقسيم ، كما هم يخالفون في تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام : شرك أكبر وشرك أصغر ، هل يسلمون بهذا فيما تعلم منهم ؟.
السائل : يسلمون .
الشيخ : حسناً ، هل في الكتاب والسنة ، ما يسمى بشرك أكبر وشرك أصغر ؟ طبعاً لا ، لا يوجد هذا ، إذاً كيف يسلمون ، بتقسيم الشرك ، إلى شرك أكبر وأصغر مع اعترافهم ، ونحن نشهد معهم ، أنه فعلاً ما نجد في الكتاب هناك شرك موصوف بأنه شرك أكبر وهناك شرك موصف بأنه شرك أصغر ، هذا أولاً وثانياً : ما نجد في الكتاب تفصيل الشرك الأكبر لأجزاء وأجزاء ولا نجد تفصيل الشرك الأصغر أيضاً أجزاء وأجزاء وإنما هذا من فهم العلماء فهماً صحيحاً ، من كتاب الله ، ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا سلموا إذاً معنا في تقسيم الشرك إلى أكبر وأصغر مع أنه لا يوجد عندنا أولاً هذا التقسيم ولئن وجد جدلاً فلا يوجد عندنا تفصيل الشرك الأكبر هو كذا وكذا وكذا ، والشرك الأصغر هو كذا وكذا ، فهل نحن حينئذٍ نخلط بين الشركين ، فإذا ما حلف إنسان بأبيه أو بجده أو برأسه ، أو ما شابه ذلك من الأيمان المحرمة ، هل مجرد نقول بمجرد حلف بغير الله ، أشرك وارتد عن الدين ؟ لا ، نحن عندنا تفصيل أن ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) تارةً يكون مشركاً مرتد عن دينه ، وتارة يكون مشركاً شركاً لفظياً ، وهذا أيضاً يذكرنا بتقسيم الكفر ، وتقسيم الشرك إلى قسمين آخرين ، كفر اعتقادي ، وكفر عملي ، شرك اعتقادي وشرك عملي ، ما في الكتاب والسنة ، يعني معنى هذا الموقف باختصار : إنكار جهود العلماء بصورة مطلقة في تقريبهم نصوص الكتاب والسنة أصولا كما يقولون أو فروعاً ، فيا سبحان الله ! إنه موقف عجيب غريب ، لا ينكرون تعمق بعض العلماء في تفصيل الفروع إلى درجة أنهم تعرضوا لبيان بعض الفروع التي هي خيال لا يمكن تصور وقوعها ، والأمثلة في ذلك كثيرة وكثيرة جدا ، وبعضها مما يستحي المسلم من ذكرها خجلاً ، أنا أذكر مثالين : مثال لهذا ومثال لنقابله ليس فيه شيء من هذا الاستحياء ، ولكنه مستحيل ، إذا مات رجل وخلف سبعين جداً ، فكل جد كم يرث ، كم حقه ؟ إيه سبعين جد ممكن نصل لآدم في سبعين جد ، إيش الخيال هذا ، ما أنكر هذا النوع من التفريع ، وإذا أنكر على الخلف ، قالوا هذا من باب تشحيذ الأذهان ، لكني ما بالكم إذا قال قائلهم وهذا المثال الثاني الذي يستحيى من ذكره ، إذا جلس الرجل من زوجته وأدخل عضوه فيها فانشطر عضوه قسمين ، قسم دخل فيها وقسم خرج منها ، فهل يجب عليه الغسل أم لا ؟ -يضحك رحمه الله- هذا التفريع لا أحد ينكره من هؤلاء الخلف أما ليه تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية والألوهية والصفات ، ليه تقسيم الشرك إلى كبير وصغير ؟ ليه تقسيم الكفر إلى كفر اعتقادي وكفر عملي ؟ ... فهذه مشكلة عويصة جداً ، لإقرار هذا الخلاف الموجود اليوم ، بين الناس ؛ ولذلك صح فيهم قول العامة : " كل مين على دينه الله يعينه " أما فهذا هو الحق ما به خفاء فدعني عن بنيات الطريق ، فهذا أمر لا يتمثلون به لعلي أجبتك أيضا؟
السائل : نعم جزاك الله خيراً .
الشيخ : وأنت كذلك . خل الدور لغيرك جزاك الله خير
الحلبي : القضية شغاة انكارهم هذا التقسيم ، بالاضافة ما جاء من فراغ زي ما تفضل الأستاذ إنما هم مسبوقون يعني ككثير من الكتاب كأبي غدة وغيره ، وواحد اسمه مرزوق الميداني أو كذا ، في كتابه براءة الأشعريين ، تكلموا في هذه القضية وردوها ، وفي الواقع ردهم لهذا جاء نتيجة عملية المشاحنة التي بينهم وبين شيخ الإسلام فقط لا غير ، وبين الدعوة السلفية بشكل عام ، مع أن شيخ الإسلام مسبوق بهذا بابن منده ، ابن منده في كتاب التوحيد له مثل هذا التقسيم والدكتور الفقيهي المحقق للكتاب أتى بتاريخ فعلي للقضية وتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام ، وأثبت أن شيخ الإسلام مسبوق بهذا وليس وحيداً ، ولو كان ليس بمسبوق ، فالأمر كما تفضل شيخنا .
السائل : ... هذا التفصيل للشيخ اثابه الله.. شيخنا انا الناس ... لا أدعي لأحد العصمة بعض العلماء بعده نظروا في هذا الاجتهاد ، وارتاحوا إليه ، خاصة السنيين منهم ، فهذا هو الأساس قبولهم لهذا التقسيم ، وليس تقليدهم لابن تيمية .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 170
- توقيت الفهرسة : 00:17:11
- نسخة مدققة إملائيًّا