هل مَن جحد الصفات أو بعض مسائل العقيدة يُعَدُّ كافرًا ؟
A-
A=
A+
السائل : يعني هل يُعتبر الذي جحد الصفات أو بعض مسائل العقيدة ؛ هل يُعتبر بعد إقامة الحجة عليه أنه كافر أو يُحكم عليه بذلك أم يبقى الأصل على القاعدة ؟
الشيخ : ... نحن بحثنا هذه النقطة بالذات ، وأتينا بالمَثَل الذي أوصى بتلك الوصية الجائرة ، قلناها في الدرس السابق .
لا بد من إقامة الحجة ، فإذا ظهر منه المعاندة حينئذٍ حُكِمَ بكفره ، لكن إذا ظهرت عنده شبهة وعنده بالنسبة له حجة لا ينبغي أن نكفِّره ؛ بدليل أن مِن مذهب أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم أئمة الحديث أنهم يأخذون برواية كثير من الفرق الضالة المخالفة لمنهج السلف الصالح كالمعتزلة والخوارج والشيعة ونحوهم ، ومعنى هذا الأمر أنهم لا يكفِّرونهم ، فَهُم يشهدون بأنهم منحرفون عن ... المعتزلة منهم ، والخوارج ، ومنهم الإباضية في هذا الزمان ؛ يلتقون مع الشيعة في كثير من الضلال ، أهم هذا الضلال عندنا أنهم يقولون : كلام الله - عز وجل - مخلوق ، المعتزلة هكذا يقولون ، الخوارج هكذا يقولون ، الإباضية المعروفون اليوم في هذا الزمان هكذا يزعمون ؛ مع ذلك فَهُم يقبلون حديث المعتزلي ، هذا القبول على ماذا يدلُّ ؟ على أن هذا المعتزلي وإن كان يعتقد أن كلام الله مخلوق لم يخرُجْ بهذه العقيدة الباطلة عن الملة الإسلامية ؛ ليه ؟ لأن أول شرط في الحديث الصحيح أن يكون راويه مسلمًا ، فإذا كان غير مسلم سَقَطَ حديثه ولا يُعتبر بالرواية إطلاقًا ؛ فإذًا حينما نرى أئمة الحديث يحتجون بأحاديث هؤلاء الطوائف الخارجة عن الفرقة الناجية ؛ معنى ذلك أنهم لا يكفِّرونهم ، لكنهم يضلِّلونهم ؛ لماذا لا يكفِّرونهم ؟ هنا الشاهد من كلامي واستشهادي ؛ لأنهم يعلمون أنهم قصدوا الحقَّ وأخطؤوه ، ما قصدوا محاربة العقيدة الصحيحة ، وإلا مَن علموا ذلك منهم نبذوه نبذ النواة ... هدول المعتزلة والخوارج هكذا كان ... عفوًا ، الماتريدية والأشاعرة ... .
ولذلك فليس من منهج أهل السنة والجماعة تكفير هؤلاء ، وإنما نكتفي بأنهم على ضلال وعلى انحراف ، أما إذا بَدَرَ منهم شيء من الإنكار الذي يساوي من وصف الله - عز وجل - بمثل قوله : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ )) فهؤلاء هم الكفار .
أظن أتيت على الإجابة على سؤالك إن شاء الله .
تفضل .
الشيخ : ... نحن بحثنا هذه النقطة بالذات ، وأتينا بالمَثَل الذي أوصى بتلك الوصية الجائرة ، قلناها في الدرس السابق .
لا بد من إقامة الحجة ، فإذا ظهر منه المعاندة حينئذٍ حُكِمَ بكفره ، لكن إذا ظهرت عنده شبهة وعنده بالنسبة له حجة لا ينبغي أن نكفِّره ؛ بدليل أن مِن مذهب أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم أئمة الحديث أنهم يأخذون برواية كثير من الفرق الضالة المخالفة لمنهج السلف الصالح كالمعتزلة والخوارج والشيعة ونحوهم ، ومعنى هذا الأمر أنهم لا يكفِّرونهم ، فَهُم يشهدون بأنهم منحرفون عن ... المعتزلة منهم ، والخوارج ، ومنهم الإباضية في هذا الزمان ؛ يلتقون مع الشيعة في كثير من الضلال ، أهم هذا الضلال عندنا أنهم يقولون : كلام الله - عز وجل - مخلوق ، المعتزلة هكذا يقولون ، الخوارج هكذا يقولون ، الإباضية المعروفون اليوم في هذا الزمان هكذا يزعمون ؛ مع ذلك فَهُم يقبلون حديث المعتزلي ، هذا القبول على ماذا يدلُّ ؟ على أن هذا المعتزلي وإن كان يعتقد أن كلام الله مخلوق لم يخرُجْ بهذه العقيدة الباطلة عن الملة الإسلامية ؛ ليه ؟ لأن أول شرط في الحديث الصحيح أن يكون راويه مسلمًا ، فإذا كان غير مسلم سَقَطَ حديثه ولا يُعتبر بالرواية إطلاقًا ؛ فإذًا حينما نرى أئمة الحديث يحتجون بأحاديث هؤلاء الطوائف الخارجة عن الفرقة الناجية ؛ معنى ذلك أنهم لا يكفِّرونهم ، لكنهم يضلِّلونهم ؛ لماذا لا يكفِّرونهم ؟ هنا الشاهد من كلامي واستشهادي ؛ لأنهم يعلمون أنهم قصدوا الحقَّ وأخطؤوه ، ما قصدوا محاربة العقيدة الصحيحة ، وإلا مَن علموا ذلك منهم نبذوه نبذ النواة ... هدول المعتزلة والخوارج هكذا كان ... عفوًا ، الماتريدية والأشاعرة ... .
ولذلك فليس من منهج أهل السنة والجماعة تكفير هؤلاء ، وإنما نكتفي بأنهم على ضلال وعلى انحراف ، أما إذا بَدَرَ منهم شيء من الإنكار الذي يساوي من وصف الله - عز وجل - بمثل قوله : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ )) فهؤلاء هم الكفار .
أظن أتيت على الإجابة على سؤالك إن شاء الله .
تفضل .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 285
- توقيت الفهرسة : 00:34:37
- نسخة مدققة إملائيًّا