تكلم أحد الحاضرين عن عروض التجارة .
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم, أقول استمعت إلى ما تحدثتم به بارك الله فيكم وفي مجلسي معكم، وحقيقة عندما أقرأ في كتب العلماء وأجدهم يقررون زكاة عروض التجارة, كانت هناك أشياء في نفسي لم أجد الإجابة عليها، مثلا نجد أن رجلا عنده عمارة يؤجرها, فلنقل قيمتها عشرة ملايين يؤجرها بمليون ريال، من العلماء من يقول بأنه يزكي على هذا المليون منذ أن يستلم الأجرة, ومنهم من يقول : إذا حال الحول على هذه الأجرة يزكي على المليون وهو خمسة وعشرين ألف ريال، بينما نجد رجلا آخر هو أيضًا يشتغل في عروض التجارة ورأس ماله عشرة ملايين ولا يربح, قد يخسر مليون, ونجد من يقول بعروض التجارة أنه يجب عليه أن يزكي قرابة مئتين وأربعين ألف أو قريب من ذلك، وكان في نفسي هذا الأمر, هل زكاة عروض التجارة على كل التجارة ؟. مع أننا نجدها في المزارع ليست إلا على ناتج الأرض، نجدها أيضًا في كما قلت على المؤجر على من قال : إذا حال الحول على الأجرة وما يستفيد منها, وغيرها من عنده أشياء أخرى.
فكانت هذه قضية لم أجد عنها إجابة أو لها إجابة. والفرق الذي ذكرتموه بين المال المكنوز وبين عروض التجارة واضح فعلا, لأن هذا دفعًا للتاجر لأن يحرك ماله وهو في الحقيقة نفع لعموم الفقراء وللأغنياء ولغيرهم, وهذا أمر لا ينكر ومشاهد، فأشرتم إلى مسألة أخرى وهي قضية مراعاة حال الفقير وحال الغني. وكنت منذ يومين أكتب في هذه المسألة, وأنا أقرر منهج الوسطية، فقلت أنني وقفت أمام قوله تعالى : (( من أوسط ما تطعمون أهليكم )) . وقلت أن الوسطية فيما أفهمها, خلاصة ما توصلت إليه أن الوسطية لا يمكن أن تسمى وسطية إلا إذا كانت تتضمن معنى الخيرية ومعنى البينية .
الشيخ : معنى الخيرية ومعنى ؟.
السائل : والبينية, أن تكون أمرا بين أمرين, ويكون خيرًا, وقلت مثال على ذلك : (( من أوسط ما تطعمون أهليكم )) . قد يأتي إنسان ويقول أنك تطعم أفضل الأنواع هذا هو الأفضل فهو الوسطية أقول له: لا، أقول: أصلا الخير الأفضل هو أن تطعم الوسط أي بين الأمرين, لأن فيه مراعاة لحال الغني ومراعاة لحال الفقير. لو قلنا للغني أطعم أفضل ما عندك لراعينا حال الفقير دون الغني, ولو قلنا أطعم ما شئت من دون قيد, لأطعم ما يضار به الفقير، فجاء الشرع ليراعي حال الاثنين حال الفقير وحال الغني، وهو في النهاية له أيضًا أفضلية ودلالات بعيدة المدى, حتى يخرج ونفسه طيبة وهو مقتنع. فأنتم أشرتم إلى هذه القضية, وأيضًا وجدت قبولا في نفسي بارك الله فيكم، مراعاة حال الطرفين وهو الغني وأيضًا الفقير في هذه المسألة.
فأقول جزاكم الله خيرا هذه المسألة وهي مسألة عروض التجارة وكما تعلمون كلام العلماء فيها, فأشعر من خلال ما تحدثتم به أن المسألة أقول فيما استمعت, لا تزال مهمة جدًا بحثها مهم جدًا, والحديث فيها وتحرير هذه القضية بشكل أوسع، ومرة أخرى أرجو أن لا تزعلوا أو تغضبوا مني عندما أقول كم أتمنى أن تفرد في رسالة لأهميتها, ولا أرى أنها تقل عن غيرها من الرسائل التي أفردتم وهي كثيرة جدًا والحمد لله, لأنها مسألة عامة وتحرر فيها الأقوال والأدلة, وينتهى فيها إلى القول الصحيح الذي يصل الالتماس فيه, وتبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا.
الشيخ : وأنت جزاك الله خيرًا على حسن ظنك بأخيك أولا.
السائل : بشيخي .
الشيخ : بارك الله فيك أنا أخوك وحسبنا فضلا أن نكون إخوة ويجمعنا الإسلام.
السائل : الله يبارك فيك.
الشيخ : والتناصح في دين الله عز وجل. ثم أشكرك على اقتراحاتك العلمية المفيدة للأمة الإسلامية، فأنا قد استفدت منك على قلة مكثك معي, وهذا من سوء حظي, استفدت منك اقتراحين، فيا ترى كم ستكون اقتراحاتك لو حظيت بأيام كثيرة منك, وحينئذ سأقول لك بأي اقتراحاتك أبدأ؟.
السائل : اقتراحاتي كلها سهلة ميسرة.
الشيخ : هكذا أنت تظن.
السائل : ولذلك قلت لكم يا شيخ: الأولى ألا أطيل عندكم, كل ساعة باقتراح .
الشيخ : لا هذا محذور, لأن هذا ليس من التعاون, تفضل ما عندك.
فكانت هذه قضية لم أجد عنها إجابة أو لها إجابة. والفرق الذي ذكرتموه بين المال المكنوز وبين عروض التجارة واضح فعلا, لأن هذا دفعًا للتاجر لأن يحرك ماله وهو في الحقيقة نفع لعموم الفقراء وللأغنياء ولغيرهم, وهذا أمر لا ينكر ومشاهد، فأشرتم إلى مسألة أخرى وهي قضية مراعاة حال الفقير وحال الغني. وكنت منذ يومين أكتب في هذه المسألة, وأنا أقرر منهج الوسطية، فقلت أنني وقفت أمام قوله تعالى : (( من أوسط ما تطعمون أهليكم )) . وقلت أن الوسطية فيما أفهمها, خلاصة ما توصلت إليه أن الوسطية لا يمكن أن تسمى وسطية إلا إذا كانت تتضمن معنى الخيرية ومعنى البينية .
الشيخ : معنى الخيرية ومعنى ؟.
السائل : والبينية, أن تكون أمرا بين أمرين, ويكون خيرًا, وقلت مثال على ذلك : (( من أوسط ما تطعمون أهليكم )) . قد يأتي إنسان ويقول أنك تطعم أفضل الأنواع هذا هو الأفضل فهو الوسطية أقول له: لا، أقول: أصلا الخير الأفضل هو أن تطعم الوسط أي بين الأمرين, لأن فيه مراعاة لحال الغني ومراعاة لحال الفقير. لو قلنا للغني أطعم أفضل ما عندك لراعينا حال الفقير دون الغني, ولو قلنا أطعم ما شئت من دون قيد, لأطعم ما يضار به الفقير، فجاء الشرع ليراعي حال الاثنين حال الفقير وحال الغني، وهو في النهاية له أيضًا أفضلية ودلالات بعيدة المدى, حتى يخرج ونفسه طيبة وهو مقتنع. فأنتم أشرتم إلى هذه القضية, وأيضًا وجدت قبولا في نفسي بارك الله فيكم، مراعاة حال الطرفين وهو الغني وأيضًا الفقير في هذه المسألة.
فأقول جزاكم الله خيرا هذه المسألة وهي مسألة عروض التجارة وكما تعلمون كلام العلماء فيها, فأشعر من خلال ما تحدثتم به أن المسألة أقول فيما استمعت, لا تزال مهمة جدًا بحثها مهم جدًا, والحديث فيها وتحرير هذه القضية بشكل أوسع، ومرة أخرى أرجو أن لا تزعلوا أو تغضبوا مني عندما أقول كم أتمنى أن تفرد في رسالة لأهميتها, ولا أرى أنها تقل عن غيرها من الرسائل التي أفردتم وهي كثيرة جدًا والحمد لله, لأنها مسألة عامة وتحرر فيها الأقوال والأدلة, وينتهى فيها إلى القول الصحيح الذي يصل الالتماس فيه, وتبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا.
الشيخ : وأنت جزاك الله خيرًا على حسن ظنك بأخيك أولا.
السائل : بشيخي .
الشيخ : بارك الله فيك أنا أخوك وحسبنا فضلا أن نكون إخوة ويجمعنا الإسلام.
السائل : الله يبارك فيك.
الشيخ : والتناصح في دين الله عز وجل. ثم أشكرك على اقتراحاتك العلمية المفيدة للأمة الإسلامية، فأنا قد استفدت منك على قلة مكثك معي, وهذا من سوء حظي, استفدت منك اقتراحين، فيا ترى كم ستكون اقتراحاتك لو حظيت بأيام كثيرة منك, وحينئذ سأقول لك بأي اقتراحاتك أبدأ؟.
السائل : اقتراحاتي كلها سهلة ميسرة.
الشيخ : هكذا أنت تظن.
السائل : ولذلك قلت لكم يا شيخ: الأولى ألا أطيل عندكم, كل ساعة باقتراح .
الشيخ : لا هذا محذور, لأن هذا ليس من التعاون, تفضل ما عندك.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 601
- توقيت الفهرسة : 00:20:54
- نسخة مدققة إملائيًّا