كلمة للشَّيخ " ناصر العمر " حول عروض التجارة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة للشَّيخ " ناصر العمر " حول عروض التجارة .
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .

أقول : استمعت إلى ما تحدَّثتم به بارك الله فيكم وفيمن يسمع ، وحقيقةً عندما أقرأ في كتب العلماء وأجدهم يقرِّرون زكاة عروض التجارة كانت هناك أشياء في نفسي لم أجد الإجابة عليها ، مثلًا نجد أن رجلًا عنده عمارة يؤجِّرها ، ولنقول : قيمتها عشرة ملايين يؤجِّرها بمليون ريال ، من العلماء مَن يقول بأنه يزكِّي على هذا المليون منذ ... الأجرة ، ومنهم من يقول : إذا حال الحول على هذا الأجرة يزكِّي على المليون ، وهو خمس وعشرين ألف ريال ، بينما نجد رجلًا آخر هو - أيضًا - يشتغل في عروض التجارة ، ورأس ماله عشرة ملايين ولا يربح ، قد يخسر مليون ونجد مَن يقول بعروض التجارة أنه عليه أن يزكِّي قرابة مئتين وأربعين ألف أو قريب من ذلك ، وكان في نفسي هذا الأمر ؛ هل زكاة عروض التجارة على كل التجارة ؟ مع أننا نجدها في المزارع ليست إلا على ناتج الأرض ، نجدها - أيضًا - في كما قلت المؤجَّر على مَن قال به إذا حال الحول على الأجرة وما يستفيد منها ، وغيرها مَن عنده أشياء أخرى ، فكانت هذه قضية لم أجِدْ عنها إجابة أو لها إجابة ، والفرق الذي ذكرتموه بين المال المكنوز وبين عروض التجارة واضح فعلًا ؛ لأنه هذا دفعًا للتاجر لأن يحرِّك ماله ، وهو في الحقيقة نفعٌ لعموم الفقراء والأغنياء ولغيرهم ، وهذا أمر لا يُنكر ومشاهد .

فأشرتم إلى مسألة أخرى وهي قضية مراعاة حال الفقير وحال الغني ، وكنت منذ يومين أكتب في هذه المسألة وأنا أقرِّر منهج الوسطية ، فقلت : إنني وقفتُ أمام قوله - تعالى - : (( مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ )) ، وقلت : إن الوسطية فيما أفهَمُها خلاصة ما توصَّلت إليه أن الوسطية لا يمكن أن تُسمَّى وسطية إلا إذا كانت تتضمَّن معنى الخيرية ومعنى البينيَّة .

الشيخ : معنى الخيرية ومعنى ؟

السائل : والبينيَّة ؛ أن تكون أمر بين أمرين .

الشيخ : نعم .

السائل : ويكون خيرًا ، وقلت مثال على ذلك : (( مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ )) ، قد يأتي إنسان ويقول : أنك تطعم أفضل الأنواع هذا هو الأفضل فهو الوسطية ، أقول له : لا ، أقول أصلًا الخير الأفضل هو أن تطعم الوسط بين الأمرين ؛ لأن فيه مراعاة لحال الغنيِّ ، ومراعاة لحال الفقير .

الشيخ : نعم .

السائل : لو قلنا للغنيِّ أطعِمْ أفضل ما عندك لَرَاعينا حال الفقير دون الغني ، ولوقلنا : أطعِمْ ما شئت بدون قيد لأطعم ما يضارُّ به الفقير ، قد جاء الشرع لِيُراعي حال الاثنين ، حال الفقير وحال الغني ، وهو في النهاية له - أيضًا - أفضلية ودلالات بعيدة المدى حتى يُخرج ونفسه طيِّبة وهو مقتنع ، فأنتم أشرتم إلى هذه القضية ، وأيضًا وَجَدَتْ قبولًا في نفسي بارك الله فيكم ؛ مراعاة حال الطرفين وهو الغني ، وأيضًا الفقير في هذه المسألة .

فأقول : جزاكم الله خيرًا ، هذه المسألة وهي مسألة عروض التجارة كما تعلمون كلام العلماء فيها ، فأشعر من خلال ما تحدَّثتم به أن المسألة أقول فيما استمعت لا تزال ، مهمة جدًّا بحثُها مهم جدًّا ، والحديث فيها ، وتحرير هذه القضية بشكل أوسع ، ومرَّة أخرى أرجو أن لا تزعلوا أو تغضبوا مني عندما أقول : كم أتمنى أن تُفرَدَ في رسالة لأهميتها ، ولا أرى أنها تقلُّ عن غيرها من الرسائل التي أفرَدْتُم وهي كثيرة جدًّا والحمد لله ؛ لأنها مسألة عامة ، وتُحرَّر فيها الأقوال والأدلة ، ويُنتهى فيها إلى القول الصحيح الذي يصل ... فيه ، فبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا .

الشيخ : وأنت جزاك الله خيرًا على حسن ظنِّك بأخيك أوَّلًا .

السائل : بشيخي .

الشيخ : بارك الله فيك ؛ أنا أخوك ، وحسبُنا فضلًا أن نكون إخوة ... معنى الإسلام !

السائل : الله يبارك فيك .

الشيخ : والتناصح في دين الله - عز وجل - .

ثم أشكرك على اقتراحاتك العلمية المفيدة للأمة الإسلامية ، فأنا قد استفدْتُ منك على قلَّة مكثك معي وهذا من سوء حظِّي ، استفدْتُ منك اقتراحين ؛ فيا تُرى كم ستكون اقتراحاتك لو حظيتُ بأيام كثيرة منك ؟! وحينئذٍ سأقول لك : بأيِّ اقتراحات أبدأ ؟

السائل : اقتراحاتي كلها سهلة ميسَّرة .

الشيخ : [ الشَّيخ يضحك ! ] هكذا أنت تظن !

السائل : لذلك قلت لكم يا شيخ : الأولى أن لا أطيل عندكم ، كل ساعة باقتراح .

الشيخ : لا ، هذا محذور ؛ لأنُّو هذا ليس من التعاون .

تفضل ؛ ما عندك ؟

مواضيع متعلقة