الكلام على حكم زيارة قبور الصالحين، وتتمة إبطال دعوى من قال: إن العبرة بما في القلب
A-
A=
A+
الشيخ : كثير من الناس مثلا نراهم يأتون إلى بعض القبور منسوبة لأنبياء أو صالحين فيدعون عندها وقد يصلون إليها , مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذلك أشد النهي فقال: ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد , اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال: ( لا تجلسوا على القبور ) لما فيه من إهانتها , وهذا إكرام من الرسول للميت وهو في قبره لكنه في المقابل أيضا قال: ( ولا تصلوا إليها ) لأنه في الصلاة إليها تعظيم لها أكثر مما يجوز شرعا , فنجد بعض الناس يفعلون هذه الأمور المخالفة للشريعة , نجد بالمقابل ناس ينكرونها ولكننا مع الأسف لا نعدم من يقول اتركه يا أخي هذا نيته طيبة , نيته طيبة إذًا هذا الذي يقول هذا الكلام هذه الأحاديث كأنه ما قرأها ولا سمعها أو أنه قرأها وسمعها ثم مر عنها كما يقال: " مر الكرام " وإلا كيف يعتمد على هذه الكلمة دعه نيته طيبة وهو يراه يخالف الشرع , وقد ذكرنا آنفا أن ذاك الصحابي الذي قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما شاء الله وشئت ما قصد أن يجعله شريكا مع ذلك صلّح له لفظه , فمن المخالفة للشرع أن ندع الناس يخالفون الشرع بدعوى أن قلوبهم صالحة علما أننا لا نستطيع أن نكشف عما في القلوب هل هي حقيقةً صالحةً , هل هي حقيقة صالحةٌ أم طالحة هذه علمها عند ربي , فإذا ما ربطنا آنفا بين قوله عليه السلام: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) حينئذٍ نستطيع أن نجعل عمل المسلم دالًّا على ما في قلبه , ذلك لأن الظاهر مرتبط مع الباطن وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة حينما كان يأمر أصحابه حينما ينهضون لعبادة الله وحده لا شريك له كان يقول لهم: ( لتسوّونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) ، فإذًا الإخلال العملي بتسوية الصفوف يؤدي إلى الإخلال بإصلاح القلوب , ولذلك تعجبني كلمة لبعض أهل العلم ردا على بعض من ينتمون إلى التصوف بحق أو بباطل يقول هؤلاء العلماء ردا عليهم: " الظاهر عنوان الباطن " الظاهر عنوان الباطن , لهذا يجب على المسلمين أقول في ختام هذه الكلمة يجب على المسلمين أنهم قبل أن يتكلموا أن يزِنوا كلمتهم فقد ابتدأنا هذا الكلام بقوله عليه السلام: ( لا تكلمنّ بكلام تعتذر به عند الناس ) ما لازم تحكي كلام بعدين تندم عليه وتضطر أيش إلى تأويله لا فكر ثم قل لذلك جاء في بعض الآثار " عقل المؤمن قبل كلامه وكلامه وراء عقله وعقل المنافق بعد الكلام " يتكلم ثم يفكر المسلم ليس كذلك يفكر ثم يتكلم , هذا كله لنفهم أن قول القائل أدامك الله هذا كلام ظاهر لأنه لا يدوم إلا الله عز وجل هذه عقيدة يعرفها المسلمون جميعا لكن ممكن تأويلها أدامك الله يعني حياةً قررها ربنا لهالبشر متل ما قال الرسول عليه السلام: ( أعمار أمتي ما بين أيش ستين وسبعين وقلّ من يجوز ذلك ) أيه أدامك الله يعني هالمدة مش معنى أدامك الله يعني أبقاك الله إلى الأبد لأن هذه أيش خصلة مزية تفرد بها ربنا عز وجل دون خلقه فهو الأول والظاهر والباطن سبحانه وتعالى , هذا الذي أردنا بيانه حول هذه الكلمة
السائل : جزاكم الله خيرا .
الشيخ : وإياكم إن شاء الله بسم الله .
السائل : جزاكم الله خيرا .
الشيخ : وإياكم إن شاء الله بسم الله .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 534
- توقيت الفهرسة : 00:23:35
- نسخة مدققة إملائيًّا