الشيخ : على كلِّ مصلٍّ يصلي وراء الإمام في الصلاة الجهرية أن يُلاحظ حينما ينتهي الإمام من قراءة الآية الأخيرة من الفاتحة : (( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )) حتى ينتهي الإمام بإسكان النون ، في هذه الحالة المقتدي يفترض أنه هو القارئ ، ولا بد أن يجدِّد النَّفَس ، الإمام يقول : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) آمين ، الذي يقع الإمام يتنفَّس والناس من خلفه يؤمِّنون على ، على ماذا ؟ على تأمينه ؟ لسا بعد ما أمَّن ، الرسول يقول : ( إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ) ؛ لذلك يجب أن نتريَّثَ وأن نُمسِكَ أنفاسَنا كما يقولون إذا قال الإمام : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) ، نأخذ نَفَس ونقول معه : آمين .

هذه الأولى والوقت فيما يبدو ضيِّق . الأخرى : نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن كفِّ الثوب والشعر في الصلاة ؛ فلا يجوز أن يصلي أحدنا وهو مكفوف الكمِّ ، أحدنا يتوضَّأ يكون مشمِّر فيأتي ويدخل في الصلاة وهو مكفوف الثوب ، فعليه أن يُسدِلَه ، لا تفضح أنت ... [ الجميع يضحك ! ] .

السائل : شيخ ، أنت فضحت ... .

الشيخ : لا ، أنا نصحته ... يتخلَّص منه [ الشَّيخ يضحك ! ] .

السائل : ما في أحد غيره ... .

الشيخ : أما أنا إذا رأيت شيء مخالف للسنة فنبَّهت أكون أنا فضحته ؟ ... يقول هذا هو بذاته ... [ الجميع يضحك ! ] .

السائل : ... استر عليَّ يا شيخ عشان ما حد يشوفه الله يهديك .

سائل آخر : ... خشيته ... .

الشيخ : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كفِّ الثوب والشعر ، كيف يكون كفُّ الشعر ؟ كفُّ الثوب واضح ، وهذه صور الغالب ، لكن له صور ثانية يكون واحد لابس جلابية ... يحطها هنا ، مش عامد يعني ... كذا ، فلما يجي يصلي لازم يسدله وهكذا ، أما كفُّ الشعر .

السائل : شيخ ، قبل ما نروح هلق الشعر ، هذا ما يُعتبر من ؟

الشيخ : يُعتبر من إيش ؟

السائل : من ... الثوب .

الشيخ : وينه ؟

السائل : هكذا ، في بعضهم يصلون يريد أن يسجد يعمل هكذا .

الشيخ : لا ، كفُّ الثوب هو الثَّني يا أخي ؛ هيك ، أما إذا رفعت هيك ... شوية هذا ما اسمه كف .

السائل : طيب شيخ ، هذه المسألة يعني ما الحكمة ؟

الشيخ : كيف ؟

السائل : ما هي الحكمة ؟

الشيخ : لعلي سمعتك تقول : هل لنا أن نسأل ما هي الحكمة ؟ إن قلت ذلك فقد أصبتَ ، لك ألَّا تسأل ؛ لأن الناس الذين اعتادوا على أن يسألوا عن حكمة التشريع بَلَوناهم سنين طويلة ، فوصل بهم الأمر إلى أن لا يقبلوا الحكم الشرعي إلا مقرونًا ببيان حكمته ، والحِكَم لا يعرفها إلا الله ، اللهم إلا شيئًا قليلًا منها ، فإذا نحن عوَّدنا أنفسنا على تطلُّب حكم التشريع ذهب = -- ... إن شاء الله -- = ذهب أهمية الإيمان بالغيب (( وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) ، هم قالوا هذا ، يعني ذكروا الحكمة ، بس أنا ما أحبُّ أن أدخل في هذه المواضيع ؛ لأنُّو قد يكون رأي قد يكون صواب قد يكون خطأ ، مثلًا قالوا أنُّو ينبغي أن يسجد بكليته ، وفي ذلك - أيضًا - ثوبه ، فلما يكفُّ هكذا معناها منع شيء ممَّا عليه من أن يسجد معه ، كذلك الشعر .

كانوا في الجاهلية ولا يزالون حتَّى اليوم ، عادة عربية يطيلون شعورهم رجال فضلًا عن النساء ، فكانوا أحيانًا يجمعونها في مؤخرة رؤوسهم أو على قُمم رؤوسهم ، ويُقال في مثل هذا معقوص الشعر ، فالرسول - عليه السلام - نهى عن ذلك ، وإذا أراد أن يدخل إلى الصلاة لازم يفكُّه .

حتى جاء في حديث آخر صحيح أن الرسول - عليه السلام - مَرَّ برجل وهو يصلي وشعره معقوص ، فحَلَّه ، وقال : ( مَثَل الذي يصلي معقوص الشعر كمثل الرجل يصلي مغلَّل اليدين ) ؛ يعني لا يتأدَّب مع الله - عز وجل - بأن يضع اليمنى على اليسرى .

فالخلاصة هذه ذكرى ، والذكرى تنفع المؤمنين ... .

السائل : شيخ ، عفوًا بالنسبة لعقص الشعر حتى بالنسبة للنساء ؟

الشيخ : الحديث جاء بالنسبة للرجل .

سائل آخر : طبعًا تمام .

الشيخ : في مجال - هذا من باب الاجتهاد مو من باب النَّصِّ - في مجال أنُّو يكون النساء كذلك ، وهذا هو الذي يغلب على الظَّنِّ ، لكن استنباطًا لا نصًّا ؛ لأنُّو العلة واحدة ؛ وهو أنه تسجد بكل إيه ؟ بدنها ، ولا يمتنع بعضها ، ومن ذلك شعرها أن لا يسجد معها ، والله أعلم .

سائل آخر : جزاك الله خير .