كيف الرَّدُّ على مَن يقول : إن إثبات السمع والبصر لله هو من تحديد شكل الإله ؟
A-
A=
A+
السائل : هناك مشكلة قائمة حول الذات وصفات الوجود لله ، يقول الله - سبحانه وتعالى - : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ، نحن طبعًا نؤمن أن القرآن ... يُفسَّر على ظاهره ، فقالوا : طيب ، نؤمن بذلك إلا أنُّو أنت حدَّدت شكل الإله ... .
الشيخ : ماذا قلت أنا حتى ... حدَّدت ؟
السائل : آها ... (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) .
الشيخ : إي نعم .
السائل : قال : إذًا له سمع ؛ قلنا له : ... يرى ... وقال ... (( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ )) .
الشيخ : ... .
السائل : (( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ )) .
الشيخ : نعم .
السائل : إذًا له يد نعم ، فقال : إذًا هذه صفات جزئية تشكِّل ذات تعطي حجم ؛ لأن العين صفة أو جزء مثلًا موجود على الرأس .
سائل آخر : جزء من الجسم .
السائل : جزء من الجسم موجود على الرأس ، وبالتالي الرأس جزء من الجسم ... .
سائل آخر : الذات مفهوم ... .
...
الشيخ : إي هذا معناه يا أستاذ رجعنا إلى ... بدأنا ؛ إذًا نقول : ليس بالسميع ولا البصير ؟
السائل : الواحد يقول : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) .
الشيخ : خذ وأعطِ معه ، هل يريدون منَّا أن نقول : ليس بالسميع ولا البصير ؟!
عيد عباسي : ... هذا هو .
الشيخ : هذا هو الضلال الكبير ، كيف يؤمن هذا الإنسان بقول الله : (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )) ؟! الله قال : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) وبس ؟! ولَّا قال : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ؟ لماذا آمنَّا بقوله : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، وما آمنَّا بقوله : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ؟
أنا بأقول لك : ليش ؟ نحن آمنَّا بالآية بتمامها من شطريها الأول والأخير ، هم هؤلاء الذين أنت تشير إليهم لهم سلف من المعتزلة وأمثالهم ، هؤلاء آمنوا بالطرف الأول من الآية وكفروا بآخرها ، لا تقل لي : لا ، هم مؤمنين بالقرآن كلام الله من أوله إلى آخره ، بأقول لك : لا ؛ لأن القاديانيين مؤمنين بقوله - تعالى - : (( وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) ، لكن شو فسروا بعدين " خاتم النبيين " ؟ يعني زينة النبيين ؛ يعني مو خاتم النبيين ، شو استفدنا من إيمانهم باللفظ القرآني وقد كفروا بالمعنى القرآني ؟ ما استفدنا شيئًا سوى أننا نُضلَّل بهم أنُّو نعتبرهم مسلمين وهم ليسوا بمسلمين ؛ لأنهم بيقولوا : معناه هذا كلام رب العالمين ، ما بيضلِّلنا هذا أبدًا بإذن الله ، إلا أن يؤمنوا بما آمَنَ به السلف ، هذه القاعدة عظيمة جدًّا ، وأنا أنصح كل شاب مسلم أن يُمْعِنَ النظر فيها ويعضَّ عليها بالنواجذ ؛ أعني الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، وإلا كان فرقة من الثلاث والسبعين أو أكثر ، فرقة جديدة .
لماذا آمنوا بالشطر الأول من الآية وكفروا بالشطر الثاني ؟ لأنهم أول ما تبادر إلى أذهانهم من قوله - تعالى - : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أي : أن سمعه وبصره كسمعنا وبصرنا ، فَمَن قال لهم أن الله يعني هذا ؟ لحتى هم يتبادر لذهنهم هذا المعنى ، بلا شك أنُّو هذا المعنى باطل ، يعني أن نفهم من قوله : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أي : أن سمع الله كسمعنا وبصره كبصرنا ، لا شك أنُّو هذا المعنى باطل ، فلما تسرَّب هذا المعنى بسرعة وحلَّ في أذهانهم لكن لا يزال في عندهم بقية من الإيمان بكمال الله ونزاهته عن أن يُشبه شيئًا من خلقه ، فرجعوا وقالوا : لا ، هذا إذًا لا نؤمن به ، جميل نزَّهتم الله أن يكون سمعه وبصره كسمعنا وبصرنا ، لكن الله أثبَتَ لنفسه هاتين الصفتين ، فما موقفكما منهما ؟ أنت الآن شرحت موقفهم لا أدري .
السائل : آ .
الشيخ : موقفهم لا أؤمن ، هل تستطيع أن تجمع بين هذا وهذا ؟ في الحقيقة لما يقول إنسان : أنا لا أدري ما معنى (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أنا أقول : معنى هذا الكلام لا أدري أنه لا يؤمن ، لأنُّو شو معنى الإيمان يا أستاذ ؟ هو التصديق الجازم ، فإنسان لا يدري الشيء الفلاني موجود ولا لا ؟ هل هو مؤمن به ؟ ليس مؤمنًا به ، فنحن نقول لهم : إن فهمَكم لأوَّل وهلة أن قوله - تعالى - : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أن معناه كسمعنا وبصرنا هذا خطأ أنتم المسؤولين عنه ، إنه ما قال : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) سلفًا إلا لتفهموا أنه حين يقول : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا ، والذي يؤكِّد لنا هذه الحقيقة وهما في الواقع حقيقتان ، حقيقة إثبات وجود الله ، وحقيقة نفي لوجود الله ، نحن إذا قلنا كما قال - تعالى - : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) هو سميع لكن ليس كسمعنا ، وبصره ليس كبصرنا ؛ معنى ذلك أنَّنا جمعنا بين التنزيه وبين الإثبات ، أما هم فقد تفرَّدوا بالتنزيه ولم يؤمنوا بالإثبات ، هذا يؤدي إلى إنكار وجود الله - عز وجل - ، والأول يؤدِّي إلى الإيمان بوجود الله - عز وجل - ، كيف ذلك ؟ نحن نقول : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ، " وهو الحي القدير " .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
" وهو الحي القدير " هل الذين لا يؤمنون بقوله : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) يؤمنون بأنه حي قدير أم لا ؟ شو ... يكون جوابهم ؟ ها ؟
السائل : بيقولوا : حي قدير هنّ .
الشيخ : طيب ، شو الفرق بين حي قدير وسميع بصير ؟ ليش آمنوا بحي قدير وما آمنوا بسميع بصير ؟ أنا أقول : كلها على نمط واحد سلبًا وإيجابًا ، الذي يُنكر أنه سميع بصير بحجة أنُّو هذا تشبيه فسيُنكر أن يكون حيًّا قديرًا ، بحجة أيش ؟ أنه تشبيه ، هلق أنا ألست حيًّا ؟ طيب ، الله حي ؛ إذًا نحن راح نعمل واحدة من ثنتين ، إما ننكر حياة الله نحكم عليه بالإعدام لأنُّو أنا حي .
السائل : أنا موجود .
إي موجود ، أو لا ، الله حي بنصِّ الكتاب وإجماع الأمة ؛ إذًا أنا ميت أنا ما لي حي ؛ فسواء قلنا هيك أو قلنا هيك ؛ يا وقعنا في الكفر والإلحاد إذا أنكرنا حياة الله ، أو وقعنا في السفسطة فأنكرت حياتي أنا ، وأنتم شايفيني مثل حكايتكم ... وأتكلَّم معكم ، منين إجت السفسطة هذه ؟ من عدم الجمع بين الإيمان بالتنزيه والإيمان بالتثبيت ، (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) . فنحن نقول : كما أنه سميع بصير ليس كمثله شيء فيهما ؛ كذلك هو حي قدير ليس كمثله شيء فيهما ، وهكذا طرِّد كل الصفات الإلهية .
أخيرًا نسأل : الله موجود ولَّا معدوم ؟ ماذا سيكون كلامهم ؟ موجود . طيب ، ونحن موجودين ؛ إذًا احكم بالعدم على أحد الموجودين ، الموجود الأزلي القديم رب العالمين احكموا عليه بالإعدام لأنُّو نحن موجودين ، أو قولوا مثل ما قالوا الصوفية : الوجود واحد أنا وأنت مثل ما ذكرنا لكم آنفًا :
" وما الكلب والخنزير إلا إلهُنا *** وما الله إلا راهبٌ في كنيسة "
وقول : " كلُّ ما تراه بعينك فهو الله " ؛ ما في وجودين .
السائل : " ما في الجبَّة إلا الله " .
الشيخ : ما في ... " سبحاني سبحاني !! ما أعظم شاني " إلى آخره .
السائل : هَيْ اللي بدهم إياه أستاذي .
الشيخ : إي ، هذا اللي بدهم إياه ، لكن ما بدهم إياه ؛ لأنُّو الجماعة نواياهم طيبة ، شايف شلون ؟ لكن ما عم يعرفوا يفقهوا العلم ، شو السبب ؟ بعدوا عن طريقة السلف الصالح ؛ لذلك لا بد من الإيمان بالكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح ، وإلا كان المسلمون في ضلال مبين ، ولا يفيدهم شيئًا آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ؛ لأن القاديانيون وغلاة الصوفية يقولون هذا الكلام ويؤمنون بالقرآن والسنة ، لكن يؤمنون بالألفاظ دون حقائق المعاني .
لعلي استطعت أني أقرِّب لك أنُّو هَيْ الآية ليس فيها تشبيه يا أخي ؛ لأنُّو باختصار أقول : لأن القول في الصفة كالقول في الذات ؛ أي : ما يُقال في الذات الإلهية يُقال في الصفات الإلهية ، فكما أن الله ذات حقيقة لها كيانة اللائق به - تبارك وتعالى - أنا بأقول : ذات الله موجودة لكن ذاته ليست كذاتنا (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ؛ كذلك صفاته ليست كصفاتنا في قوله : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، فإن أنكرنا الصفات بحجة التنزيه حَكَمْنا على الله بالعدم ، وأنه هو الموجود ؛ لأنه هو حي قدير سميع بصير مريد محيي مميت ، فإذا نحن لم نؤمن بهذه الصفات لم نؤمن بالله ، هل تتصوَّر ذاتًا بدون صفات ؟ هل تتخيَّل ذات بدون صفات ؟ أي شيء كان ، إذا تخيَّلت ذات بدون صفات فقد تخيَّلت العدم .
خلاصة القول : الإيمان بالإسلام ينبغي أن يكون على القرآن والسنة ، والإيمان بالقرآن والسنة ينبغي أن يكون على مذهب السلف الصالح ؛ لذلك قال - تعالى - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، فهدول اللي بيقولوا : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) وبس ما بيؤمنوا بالصفات الإلهية قد خالفوا سبيل المؤمنين ، ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) ليش ما قال : عليكم بسنتي فقط ؟ لأنُّو الخلفاء الراشدين فهموا السنة ؛ فعلينا نحن أن .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلًا .
والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
عيد عباسي : ... جمع تعاون ... تعاون المسلمين على حساب الحق يشمل قول الشاعر :
" سلامٌ على كفرٍ يوحِّد بيننا *** وأهلًا وسهلًا بعده بجهنَّم "
الشيخ : أعوذ بالله !!
...
الشيخ : ماذا قلت أنا حتى ... حدَّدت ؟
السائل : آها ... (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) .
الشيخ : إي نعم .
السائل : قال : إذًا له سمع ؛ قلنا له : ... يرى ... وقال ... (( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ )) .
الشيخ : ... .
السائل : (( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ )) .
الشيخ : نعم .
السائل : إذًا له يد نعم ، فقال : إذًا هذه صفات جزئية تشكِّل ذات تعطي حجم ؛ لأن العين صفة أو جزء مثلًا موجود على الرأس .
سائل آخر : جزء من الجسم .
السائل : جزء من الجسم موجود على الرأس ، وبالتالي الرأس جزء من الجسم ... .
سائل آخر : الذات مفهوم ... .
...
الشيخ : إي هذا معناه يا أستاذ رجعنا إلى ... بدأنا ؛ إذًا نقول : ليس بالسميع ولا البصير ؟
السائل : الواحد يقول : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) .
الشيخ : خذ وأعطِ معه ، هل يريدون منَّا أن نقول : ليس بالسميع ولا البصير ؟!
عيد عباسي : ... هذا هو .
الشيخ : هذا هو الضلال الكبير ، كيف يؤمن هذا الإنسان بقول الله : (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )) ؟! الله قال : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) وبس ؟! ولَّا قال : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ؟ لماذا آمنَّا بقوله : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، وما آمنَّا بقوله : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ؟
أنا بأقول لك : ليش ؟ نحن آمنَّا بالآية بتمامها من شطريها الأول والأخير ، هم هؤلاء الذين أنت تشير إليهم لهم سلف من المعتزلة وأمثالهم ، هؤلاء آمنوا بالطرف الأول من الآية وكفروا بآخرها ، لا تقل لي : لا ، هم مؤمنين بالقرآن كلام الله من أوله إلى آخره ، بأقول لك : لا ؛ لأن القاديانيين مؤمنين بقوله - تعالى - : (( وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) ، لكن شو فسروا بعدين " خاتم النبيين " ؟ يعني زينة النبيين ؛ يعني مو خاتم النبيين ، شو استفدنا من إيمانهم باللفظ القرآني وقد كفروا بالمعنى القرآني ؟ ما استفدنا شيئًا سوى أننا نُضلَّل بهم أنُّو نعتبرهم مسلمين وهم ليسوا بمسلمين ؛ لأنهم بيقولوا : معناه هذا كلام رب العالمين ، ما بيضلِّلنا هذا أبدًا بإذن الله ، إلا أن يؤمنوا بما آمَنَ به السلف ، هذه القاعدة عظيمة جدًّا ، وأنا أنصح كل شاب مسلم أن يُمْعِنَ النظر فيها ويعضَّ عليها بالنواجذ ؛ أعني الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، وإلا كان فرقة من الثلاث والسبعين أو أكثر ، فرقة جديدة .
لماذا آمنوا بالشطر الأول من الآية وكفروا بالشطر الثاني ؟ لأنهم أول ما تبادر إلى أذهانهم من قوله - تعالى - : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أي : أن سمعه وبصره كسمعنا وبصرنا ، فَمَن قال لهم أن الله يعني هذا ؟ لحتى هم يتبادر لذهنهم هذا المعنى ، بلا شك أنُّو هذا المعنى باطل ، يعني أن نفهم من قوله : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أي : أن سمع الله كسمعنا وبصره كبصرنا ، لا شك أنُّو هذا المعنى باطل ، فلما تسرَّب هذا المعنى بسرعة وحلَّ في أذهانهم لكن لا يزال في عندهم بقية من الإيمان بكمال الله ونزاهته عن أن يُشبه شيئًا من خلقه ، فرجعوا وقالوا : لا ، هذا إذًا لا نؤمن به ، جميل نزَّهتم الله أن يكون سمعه وبصره كسمعنا وبصرنا ، لكن الله أثبَتَ لنفسه هاتين الصفتين ، فما موقفكما منهما ؟ أنت الآن شرحت موقفهم لا أدري .
السائل : آ .
الشيخ : موقفهم لا أؤمن ، هل تستطيع أن تجمع بين هذا وهذا ؟ في الحقيقة لما يقول إنسان : أنا لا أدري ما معنى (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أنا أقول : معنى هذا الكلام لا أدري أنه لا يؤمن ، لأنُّو شو معنى الإيمان يا أستاذ ؟ هو التصديق الجازم ، فإنسان لا يدري الشيء الفلاني موجود ولا لا ؟ هل هو مؤمن به ؟ ليس مؤمنًا به ، فنحن نقول لهم : إن فهمَكم لأوَّل وهلة أن قوله - تعالى - : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أن معناه كسمعنا وبصرنا هذا خطأ أنتم المسؤولين عنه ، إنه ما قال : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) سلفًا إلا لتفهموا أنه حين يقول : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا ، والذي يؤكِّد لنا هذه الحقيقة وهما في الواقع حقيقتان ، حقيقة إثبات وجود الله ، وحقيقة نفي لوجود الله ، نحن إذا قلنا كما قال - تعالى - : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) هو سميع لكن ليس كسمعنا ، وبصره ليس كبصرنا ؛ معنى ذلك أنَّنا جمعنا بين التنزيه وبين الإثبات ، أما هم فقد تفرَّدوا بالتنزيه ولم يؤمنوا بالإثبات ، هذا يؤدي إلى إنكار وجود الله - عز وجل - ، والأول يؤدِّي إلى الإيمان بوجود الله - عز وجل - ، كيف ذلك ؟ نحن نقول : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ، " وهو الحي القدير " .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
" وهو الحي القدير " هل الذين لا يؤمنون بقوله : (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) يؤمنون بأنه حي قدير أم لا ؟ شو ... يكون جوابهم ؟ ها ؟
السائل : بيقولوا : حي قدير هنّ .
الشيخ : طيب ، شو الفرق بين حي قدير وسميع بصير ؟ ليش آمنوا بحي قدير وما آمنوا بسميع بصير ؟ أنا أقول : كلها على نمط واحد سلبًا وإيجابًا ، الذي يُنكر أنه سميع بصير بحجة أنُّو هذا تشبيه فسيُنكر أن يكون حيًّا قديرًا ، بحجة أيش ؟ أنه تشبيه ، هلق أنا ألست حيًّا ؟ طيب ، الله حي ؛ إذًا نحن راح نعمل واحدة من ثنتين ، إما ننكر حياة الله نحكم عليه بالإعدام لأنُّو أنا حي .
السائل : أنا موجود .
إي موجود ، أو لا ، الله حي بنصِّ الكتاب وإجماع الأمة ؛ إذًا أنا ميت أنا ما لي حي ؛ فسواء قلنا هيك أو قلنا هيك ؛ يا وقعنا في الكفر والإلحاد إذا أنكرنا حياة الله ، أو وقعنا في السفسطة فأنكرت حياتي أنا ، وأنتم شايفيني مثل حكايتكم ... وأتكلَّم معكم ، منين إجت السفسطة هذه ؟ من عدم الجمع بين الإيمان بالتنزيه والإيمان بالتثبيت ، (( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) . فنحن نقول : كما أنه سميع بصير ليس كمثله شيء فيهما ؛ كذلك هو حي قدير ليس كمثله شيء فيهما ، وهكذا طرِّد كل الصفات الإلهية .
أخيرًا نسأل : الله موجود ولَّا معدوم ؟ ماذا سيكون كلامهم ؟ موجود . طيب ، ونحن موجودين ؛ إذًا احكم بالعدم على أحد الموجودين ، الموجود الأزلي القديم رب العالمين احكموا عليه بالإعدام لأنُّو نحن موجودين ، أو قولوا مثل ما قالوا الصوفية : الوجود واحد أنا وأنت مثل ما ذكرنا لكم آنفًا :
" وما الكلب والخنزير إلا إلهُنا *** وما الله إلا راهبٌ في كنيسة "
وقول : " كلُّ ما تراه بعينك فهو الله " ؛ ما في وجودين .
السائل : " ما في الجبَّة إلا الله " .
الشيخ : ما في ... " سبحاني سبحاني !! ما أعظم شاني " إلى آخره .
السائل : هَيْ اللي بدهم إياه أستاذي .
الشيخ : إي ، هذا اللي بدهم إياه ، لكن ما بدهم إياه ؛ لأنُّو الجماعة نواياهم طيبة ، شايف شلون ؟ لكن ما عم يعرفوا يفقهوا العلم ، شو السبب ؟ بعدوا عن طريقة السلف الصالح ؛ لذلك لا بد من الإيمان بالكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح ، وإلا كان المسلمون في ضلال مبين ، ولا يفيدهم شيئًا آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ؛ لأن القاديانيون وغلاة الصوفية يقولون هذا الكلام ويؤمنون بالقرآن والسنة ، لكن يؤمنون بالألفاظ دون حقائق المعاني .
لعلي استطعت أني أقرِّب لك أنُّو هَيْ الآية ليس فيها تشبيه يا أخي ؛ لأنُّو باختصار أقول : لأن القول في الصفة كالقول في الذات ؛ أي : ما يُقال في الذات الإلهية يُقال في الصفات الإلهية ، فكما أن الله ذات حقيقة لها كيانة اللائق به - تبارك وتعالى - أنا بأقول : ذات الله موجودة لكن ذاته ليست كذاتنا (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ؛ كذلك صفاته ليست كصفاتنا في قوله : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، فإن أنكرنا الصفات بحجة التنزيه حَكَمْنا على الله بالعدم ، وأنه هو الموجود ؛ لأنه هو حي قدير سميع بصير مريد محيي مميت ، فإذا نحن لم نؤمن بهذه الصفات لم نؤمن بالله ، هل تتصوَّر ذاتًا بدون صفات ؟ هل تتخيَّل ذات بدون صفات ؟ أي شيء كان ، إذا تخيَّلت ذات بدون صفات فقد تخيَّلت العدم .
خلاصة القول : الإيمان بالإسلام ينبغي أن يكون على القرآن والسنة ، والإيمان بالقرآن والسنة ينبغي أن يكون على مذهب السلف الصالح ؛ لذلك قال - تعالى - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، فهدول اللي بيقولوا : (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) وبس ما بيؤمنوا بالصفات الإلهية قد خالفوا سبيل المؤمنين ، ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) ليش ما قال : عليكم بسنتي فقط ؟ لأنُّو الخلفاء الراشدين فهموا السنة ؛ فعلينا نحن أن .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلًا .
والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
عيد عباسي : ... جمع تعاون ... تعاون المسلمين على حساب الحق يشمل قول الشاعر :
" سلامٌ على كفرٍ يوحِّد بيننا *** وأهلًا وسهلًا بعده بجهنَّم "
الشيخ : أعوذ بالله !!
...
- تسجيلات متفرقة - شريط : 272
- توقيت الفهرسة : 00:58:50
- نسخة مدققة إملائيًّا