السائل : يقول أنَّ بعض التابعين كان يرى جمعَ الصلوات ، وقال : عندي رسالة في إقرار أدلَّة الجمع سمَّاها : " تشنيف السَّمع بإبطال أدلَّة الجمع " ؟

الشيخ : ماذا نفعل إذا كان الحديث في هذا صريح ؟ وهناك مَن ذهب إلى جواز الجمع ، فنحن ... .

السائل : ... .

الشيخ : الله فصَّل الحرج ؟

السائل : ... .

الشيخ : الله فصَّل الحرج ؟

السائل : ... .

الشيخ : أنا بتقول لي : لا ، شو يعني لا ؟

السائل : لا يعني ... .

الشيخ : أنا لما أقول لك : الله فصَّل الحرج ؟ أنت بتقول لي : لا ؛ شو بتقصد بلا ؟

السائل : موضوع ثاني يعني .

الشيخ : بس أنا عم أسألك ، ليش ما تجاوبني ؟ ولَّا الشيخ ما بيسأل ، بس بينسئل ؟!! ... .

السائل : ... [ الجميع يضحك ! ] .

الشيخ : نعم .

السائل : ما هو الحرج يعني ؟

الشيخ : الحرج الذي يجدُه الإنسان في نفسه ، ما في عندي استطاعة أن آتيك بشيء أكثر ممَّا جاء في القرآن : (( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )) ما هو ؟ فأنتم جماعة عرب ونحن ألبان ، فنحن نتعلَّم منكم ؛ ما هو الحرج ؟ (( مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )) ما هو الحرج ؟ هو الشيء الذي إذا وقع فيه الإنسان يجد فيه حرجًا ، يجد فيه تضايقًا ، يجد فيه ثقلًا ، ماذا أقول لك أكثر من هذا ؟

السائل : ... بما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - جمع في المدينة ... هل نفهم أن الرسول لما صلى هذه لم يشرح ... الجمع وهو في المدينة ؟

الشيخ : لو كان شرح ذلك بقوله لَنَقَلَه لنا الذي نقل إلينا فعله ، وهو عبد الله بن عباس ، لكن هو ما قال أنه قال الرسول بعد الصلاة فعلت كذا وانتهى ، لكن في كثير من الأحيان - كما يقول العلماء - : " لسان الحال أنطق من لسان المقال " ، لسان الحال هذا من يدريه ؟ هو الذي يُشاهده ، ولذلك يُقال في الأمثلة : " الشاهد يرى ما لا يرى الغائب " ، بل هذا قد جاء حديثًا صحيحًا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ فهو من الأمثلة النبوية ، فابن عباس شاهد هذا الجمع ، ولما سُئل ماذا أراد الرسول بذلك ؟ قال : أراد أن لا يُحرِجَ أمَّته . فما نقلَ قولًا عن الرسول ، وإنما نقلَ فعله ، وذكر ما فهم هو من غاية الرسول من هذا الفهم هو دفعُ الحرج عن أمَّته .