كلام الشيخ عن الجمع بالنسبة للمقيم .
A-
A=
A+
الشيخ : لأن أكثر الناس كما قال رب العالمين كقاعدة لا يعلمون، ومن جملة ما لا يعلمون هذا الجمع بالنسبة للمقيم، بعضهم يعلم أن الجمع للمقيم يجوز، لكنه لا يشترط له أي شرط أي يجعل الجمع للمقيم كالجمع للمسافر لا يستويان مثلاً يختلف الجمع للمقيم عن الجمع للمسافر، الجمع للمسافر كما قلت آنفًا رخصة، ما هو يعني مضطر ولا في حاجة ملحة إلى هذه الرخصة فله أن يفعل ذلك ولا يستطيع أحد أن ينكر لأنه ثبت الجمع بين الصلاتين في الأحاديث الصحيحة خلافًا لمن يصور هذا الجمع في السفر ويسميه بالجمع الصوْري وأنتم تقولون الجمع الصوَري، هذا لا حاجة له لغة، إنما هو الجمع الصوري، الجمع الحقيقي هو إما تأخير الصلاة الأولى كالظهر مثلاً إلى الصلاة الأخرى العصر فتصليهما معًا في وقت العصر ويسمى جمع تأخير، وإما أن تقدم الصلاة الأخرى فتضمها إلى الصلاة الأولى وتصليهما في وقت الأولى الظهر فيسمى جمع تقديم هذا جمع حقيقي مش جمع صوري كذلك الجمع في حالة الإقامة جمع حقيقي ولكن يشترط هنا شرط لا يشترط في الجمع للمسافر ألا وهو الحاجة التي تعترض سبيل المصلي فيجد حرجًا يومًا ما في وقت ما أن يصلي الظهر في وقتها والعصر في وقتها فيجمع بينهما جمع تقديم أو جمع تأخير دفعًا للحرج في السفر مش دفعًا للحرج وإنما تمسكًا بالرخصة، إذا عرفنا هذه الحقيقة في الجمع في السفر والجمع في الحضر وأنهما من حيث صورة الجمع فهو جمع حقيقي أما من حيث جواز الجمع ففي السفر للرخصة , في الحضر لدفع الحرج، إذا عرفنا هذا نعود للإجابة، هذا الذي نوى الإقامة في بلد سفره شهرًا أو شهرين أو أقل من ذلك أو أكثر من ذلك هذه الإقامة ليس لها في الشرع أيام معدودات وإنما هي تتعلق بحالة المقيم، فإن كان أقام تلك الأيام أو أقل منها أو أكثر وهو نوى الإقامة فعلاً واطمأن في نزوله في ذلك المكان فهذا أصبح مقيمًا ولو أنه ليس بلده أصبح مقيمًا فلا يجوز له القصر حيث يجب القصر على المسافر فضلاً عن أنه لا يجوز له الجمع إلا كما ذكرت آنفًا لدفع الحرج أي هذا الذي نوى الإقامة شهرًا أو أقل أو أكثر أصبح مقيمًا فتجري عليه أحكام المقيم، أما من نزل في بلد غير بلده ولم ينو الإقامة إنما له في هذا البلد مصالح يريد أن يقضيها لكنه لا يدري متى تنقضي بحيث أنها إذا انقضت عاد أدراجه إلى بلده فما دام أنه لم ينوي الإقامة وإنما قال في نفسه متى أنتهي من قضاء حاجتي رجعت إلى بلدي فهذا غير مقيم وصورة هذا الذي يقول والله خلصنا الشغلة هذه سافرنا يومين ثلاثة أربعة خمسة ويعلل نفسه اليوم تنتهي ما انتهت بكرة تنتهي ما انتهت لو راحت أيام طويلة مهما كانت بل وشهور فهو مسافر، فإذًا القضية لها علاقة بوضع الإنسان في حالة الإقامة المؤقتة ونيته، إذا نوى الإقامة والاستقرار أيامًا معدودات فهو مقيم إذا ما نوى الإقامة وإنما هو مقيم إقامة مؤقتة لقضاء تلك المصالح ومتابعة تلك الأعمال فإذا انتهى منها يعود إلى بلده فهذا مسافر، مهما طالت الأيام هذا هو جواب السؤال الأول.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 678
- توقيت الفهرسة : 00:03:13
- نسخة مدققة إملائيًّا